[الزنقب]

الاخلاق الجميلة نتاج نفوس شريفه وبيئة سليمه

وهل ينبت الخطي الا وشيجه .. وتغرس الا في منابتها النخل

فالاشجار الطيبه هي نتاج بذور طيبه وارضى طيبه وماء طيب وهواء طيب

فالطيب ينتج الطيب فالماء العذب من السحابة الكريمه .. والعسل الماذي من النحله

والخبيث ينتج الخبيث .. فالسم الزعاف من ناب الحية الرقطاء .. والطاعون المميت من الفأره الفاسقه

وقد تكون البيئه منتجه للفضلاء الشرفاء المحبون للخير الناصحون للخلق

وقد تفسد البيئه فتكون مصدرة للضعفاء الجبناء المتملقون الحريصون على نفعهم انفسهم

العاشقون لحظوظهم ومصالحهم .. الساجدون للمتسيدون المتسلطون .. الطاعنون في الانداد

والاضداد .. القاسون على الضعفاء المساكين ..

فهم بين ذل وخضوع للمتسيد .. وتجبر وعتوا في حق الضعفاء .. ومكر ونفاق وخداع مع الانداد والاضدد

كأنهم في مربع حسابي .. من فوقهم يطأء عليهم وهم يطأون على من تحتهم .. ويضربون بقبضة

ايديهم من امامهم ممن يساويهم في مراتبهم حتى تسقط اسنانه ويسيل دمه .. او يخادعونهم ويتجملون

لهم ويداهنونهم من اجل كسب قلوبهم وعقولهم

فحياتهم بين الذل والتجبر والصراع والتجمل والتزين والرياء

ذل للاقوياء .. وتجبر على الضفعاء .وصراع وتجمل وتفاخر مع الاقران والاضدد ..

اذا استسلمت له تجبر عليك وتجراء على حرماتك واستحل حقوقك

واذا قاومته عادك وتصارع معك .. فاذا طال امد الحرب وتعب داهنك وتجمل لك

واذا تغلبت عليه خضع لك وداهنك .. او تجمل لك ونافقك

فهو يمثل دائما دور الخاضع الذليل .. والقاسي الغليظ .. والممثل البلهوان .. والمصارع العنيد

فخضوعه لمن فوقه .. وقسوته على من دونه .. وتمثيله وتجمله وصراعه مع من مثله ..


هكذا تنتج بيئات الفساد انفس ردئيه وأخلاق قبيحه


والاخلاق الجميله هي المحاسن الظاهره والمحاسن الباطنه

هي جمال الظاهر والباطن .. جمال العقل وجمال النفس وجمال الشكل

والنفوس تميل لجميل الخلقه طبعا .. وتميل لجمال الخلق طبعا ..


فالمحاسن الظاهره تقوم على ساقين

الاول التقوي وهي التزام شرع الله في كل الاوقات

الثاني المرؤه التزام محاسن العادات وجميل الطباع في كل الاوقات

بأختصار هي تحكيم الشرع والعرف المشروع في استجابتك السلوكيه



سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم اي الناس افضل قال اتقاهم قالو لس عن هذا

نسألك قال فيوسف نبي الله بن نبي الله ابن خليل الله .. قالوا ليس عن هذا نسألك

قال عن معادن العرب تسألوني خيارهم في الجاهليه خيارهم في الاسلام اذا فقهوا

فالنفوس الشريفه في الجاهليه اذا فهمت الاسلام هي النفوس الفاضله الخيره

التقوي اعطاء الرب حقه .. والمرؤه اعطاء المخلوق حقه وهي التعبير الاتم عن حسن الخلق

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اكثر ما يدخل الناس الجنه فقال تقوي الله وحسن الخلق




اما المحاسن الباطنه فتقوم على ساقين

احدهما الورع والزهد وتعظيم الرب وحب الخير للخلق

والثاني العفه والبساطه والصدق والتبري من الحول والقوه وتحقيق التوكل على الله

بأختصار هي تمام الحب للرب وتمام النصح للخلق ..

في سنن الترمذي ((ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس )) مختلف في اسناده

وفي الصحيحين من حديث انس (( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان .. ان يكون الله ورسوله

احب اليه مما سواهما .. وأن يحب المرء لا يحبه الا الله .. وأن يكره ان يعود في الكره كما يكره

ان يقذف في النار )) ففي هذه الحديث تمام محبة الله بتقديم الرب على كل احد .. وتمام النصح

للخلق بحبهم في الله ومن احب نصح ..




واذا لم تكن النفس شريفه .. او كانت البيئه غير سلميه فالاخلاق الجميله نادره

لان شرط التخلق بالاخلاق الجميله نفس شريفه طالبه للمجد والكمال

وبيئه سليمه منتجة للخير تقوم على التراحم والعدل والامانه والعفه والشجاعه

فالنفس الشريفه تشبه البذره الصحيحه

والبيئه السلميه تشبه التربه والماء والهواء الصالح للانبات

وفي الاثر اياكم وخضراء الدمن .. وهي المرأة الجميله في المنبت السوء

فجمال الصوره وفساد البيئه سبب للاخلاق المرذوله ..


ماذا نقصد بالنفوس الشريفه والبيئه السليمه ؟؟

النفوس الشريفه هي النفوس التى تحب الكمال الانساني وتسعى اليه وتضحي من اجله

هي كالسياره القويه كمالها في سيرها لا في وقوفها .. فالرجل الكريم يضحي بماله من اجل

خصله الكرم .. والرجل الشجاع يضحي بحياته من اجل الشجاعه .. والرجل العف يضحي بشهوته

من اجل العفه .. والرجل العدل يضحي بشهوة الانتقام مع القدره عليها من اجل العدل ..


ذالك ان الكمال الانسان مطلب فيه صعوبه ويحتاج الى البصيره النافذه والعزيمه الصادقه

والمصابرة الدائمه ..

انه كالصعود للجبل شاق وموصول للقمه .. فالكلمه الصادقه لها فاتوره صعبه

وترك الكذب مع الحاجه اليه ثمنه باهض ..

والكمال الانساني هو تحقيق مرتبة الاحسان في عبادة الله .. وتحقيق مرتبه الاحسان

في التعامل مع خلق الله .. والتخلص من الرذائل والافات الباطنه

هو خشوع لله وحسن خلق مع عباد الله .. وترك الجبن والخور والضعه

والاحسان في عبادة الله الاتيان بها على الوجه الاكمل باطنا وظاهرا

والاحسان في التعامل مع الخلق حب الخير للخلق مع بذل المستطاع في نفع العباد

والرذائل الباطنه كثيره ورأسها الريا وحب الشهره والجاه والتسلط واظهار النفس

ولركض خلف الشهوات والحرص على الحظوظ وجمع الحطام من اي طريق كان .. الخ الخ


والبصيره هي تمييز الصواب من الخطاء والجميل من القبيح والخير من الشر

في احداث الحياة وايقاعاتها وفي الحركه اليوميه والاستجابه السلوكيه

هي كالنور في الظلام تبصر به مواقع قدمك .. فتري بنور العقل ونور الفطره

ما يجب عليك صنعه وما يجب عليك تركه ..



فهي ليست بصيره عامه بالفضائل والرذائل .. فمثل هذا امر معروف عند المتعلمين

بل هي بصيره متى تكون الاستجابه تلك فاضله او مرذوله ..

بمعني اخر هي تطبيق الفضائل والرذائل على احداث الحياة اليوميه من واقع

بصرى لا من واقع اشتهائي رغبي ..

فتعرف متى تتقدم ومتى تتأخر .. متى تكون كريما ومتى تكون مسرف

وأي التصرفات تكون فيه جبان .. واي السلوكيات تكون فيه شجاع



والعزيمه هي التصميم على التنفيد .. والاصرار على العمل ..

العزيمه تشبه قوة المسدس على اطلاق الرصاص .. والرصاصه هي الهدف الذي

تسعى اليه .. فاذا كان المسدس قوي الاطلاق صارت الرصاصه قويه الانطلاق

فتعرف الصدق وتتقدم له وبكل عزيمه .. وتعرف العدل وتتقدم اليه بكل بصيره


وقد يبصر الانسان ولكن لا ينفذ بسبب العجز والتراخي والدعه

دع المكارم لا ترحل لبغيتها .. واقعد فإنك انت الطاعم الكاسي


والمصابره الدائمه هي الصبر الدائم على التخلق بالفضائل واحتمال

الالم من اجل الوصول الى الغاية التى تسعى اليها النفس الشريفه العزيزه

والصبر يشبه ابرة النحل قبل الوصول للعسل .. ان صاعد الجبل يسيل دمه

وينزف جرحه ويتعب بدنه .. لكنه يصل الى القمة في النهايه ..

وكل الخلق يعانون وتعبون والسعيد من كان تعبه في الفضائل لا في الرذائل ..



ما وجه صعوبه هذا التخلق ؟؟

انك تكون ضد نفسك احيانا .. وضد من حولك في احيان اخرى ..

وقد تكون ضد مصالحك ومنافعك في احايين كثيره ..

فالصدق يجعلك تخسر الناس .. والعدل يوهمك بتجراء السفهاء عليك

والشجاعه هي خسارة للحياة في عرف الجبناء ..


والانسان يميل الى ارضاء نفسه وارضاء من حوله والسعى نحو مصالحه

فهو قهر للنفس ومراداتها وحظوظها وميولها .. ومصابرة للمعارضين من حولك

وهذا يحتاج الى نفس شريفه لا تبالي بالمصاعب ولا تخضع للعوائق

لكن الثمن صعب ..

قطع الصحراء وخوض عباب الماء يحتاج الى الكرماء الاقوياء ..

وكلما شق الشي وصعب ضعف طلابه ..



ماذا نقصد بالبيئه السليمه ؟؟


هي البيئه الصالحه التى تنمو فيها النفوس الطبيبه القابله للكمال البشري

وتقوم على اسس ستة

العدل وترك الظلم .. الحريه وترك الاستعباد .. الامانه وترك الخيانه

الرحمه وترك القسوه .. الشجاعه وترك الجبن .. العفه وترك الطمع


ومعني هذا ان اي بيئه ينتشر فيها الظلم هي بيئه تندر تقل فيها الاخلاق الجمليه

وأي بيئه يكون طابعها القهر والاستعباد والخوف والقسوه تقل فيها الاخلاق الجميله

وتكثر الاخلاق القبيحه .. وتعاني فيها النفوس الكريمه بسبب ان النفس الكريمه اتجاهها

علوي سماوي محلق فاذا وجدت جواذب ارضيه وجاذبيه اجتماعيه تمنع من التحليق

صار الضغط عليها اكثر والصبر في حقها كصبر القابض على الجمر ..


ويصعب علينا شرح هذه الامور الامور السته لكننا ننبه الى توضيح قطب رحها

وأعلى ذراها وهو العدل ..

والعدل له معني عام ومعني اجتماعي خاص


العدل بالمعني العام وضع الشي في موضوعه

وبمعناه الاجتماعي الذي نقصده هو اعطاء الحقوق واثابة المحسن وعقوبة المسي

والمحسن من شهد له العرف والشرع بالاحسان .. والمسي من شهد له العرف والشرع بالاسأه

والحق ماثبت للانسان من المنافع بمجرد الانتماء

والظلم ضده منع الحق وترك مكافأة المحسن وعقوبة البري

فالظلم ينشي نفوس غير سويه ترضى بالظلم وتستعذبه وتقبله ممن فوقها

وتمارسه على من دونها وتنافق وتخادع من يساويها ..

[فكــر]

اخى الزنقب

من رؤوس الاقلام .. جميل ما سطرت

والاجمل تنزيله .! وتطبيقه

[دار الرؤي للتدريب]

جـــــمـــيـــــل جـــــدا