بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » كيف نعيش الحياة في ظلال الذكر والفكر والاحسان ..

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 22-05-2014, 02:30 PM   #1
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
كيف نعيش الحياة في ظلال الذكر والفكر والاحسان ..





الذكر هو دوام ذكر الله في كل الاحوال

ومقصودنا بالذكر ما يعم البدن واللسان والقلب كما في الاستعمال الشرعي

فالصلاة ذكر بدني ولساني وقلبي

ومقصودنا بالقلب ما يشمل الفكر والوجدان والاراده او الادارك والشعور والقصد

ومقصودنا بالاحوال امرين

الاول ما يعم الاحوال اي كل الحياة من المباحات الى الفرائض والواجبات السالبه والموحبه

اي الواجب والمحرم .. وما بينهما من السنن والمستحبات ..

الثاني ما يعم الحال اي حال العمل التى تبداء من الهمم وتنتهي العمل وهي محط التكليف

وما يصلحها من خلجات الانفس ودخائل القلوب التى هي مبداء القول والعمل البشري ..



ويبداء بتجريد القصد لله في كل لاعمال وينتهي بتحويل الحياة كلها لله

في مباحاتها وعاداتها وانفاسها ..




وله شروط خمسة

الزمن .. التفريغ .. الاجتهاد .. التركيز .. تجريد القصد




1 - الزمن

ان تخصص زمان للذكر وهذا امر ضروري فلا بد من تخصيص اوقات لذكر الله

تعالي وكان رسولنا عليه السلام يخصص الليل لربة ويقوم من الليل حتى تتفطر قدماه

والعبادات مثل الفواكه متنوعه ومختلفه بحسب الانفس فالذكر بقرأة القرأن والتسبيح

والتهليل وملازمة المساجد ودوام الدعاء والتضرع والافتقار

2 - التفريغ

ان تفرغ قلبك وجوارحك من الشواغل لتقبل على الذكر

فتقطع شجرة العلائق وتذيب صخرة الخلائق التى تعشعش في قلبك

وهذا يحتاج الى رياضة دائمه مترقية توصل الى المقصود ..


3 - الاجتهاد

ان تبذل وسعك في الاتيان بالعمل على اكمل وجوهه الظاهره والباطنه

وهذا يحتاج الى صبر ومعاناة تخف تدريجيا ثم تتستحيل الى لذة متدرجه تصل

الى النهاية لان التغير الكمي يستحيل الى تغير كيفي

اي ان التغير البسيط والتدريجي يكثر ويتغير حتى يتحول الى تحول كيفي

كالماء الذي يتحول من حالة سائله الى بخار عندما تصل حرارته الى المائه ويتحول الى

من الحالة السائله للحالة الجامده عند درجة صفر

وهكذا الجهد الذي تبذله في العمل يخف عليك العمل فيكون ثقيل جدا ثم تضاعف الجهد

فيخف ثقلة ثم تضاعف الجهد فيتحول الى تغير كيفي فيتحول الى خفيف ثم تضاعف الجهد

فيكون عادة ثم تضاعف الجهد حتى يتحول الى ملكة دائمه كمشيك ولغتك ودينك ونحوها

من العادات الراسخه التى تعد أركان الشخصيه ..


4 -التركيز

هو محاولة الغياب بالذكر عن من حولك ..

وهذ يحتاج الى جهد .. ففي بداية السلوك يشق التجرد من الشواغل والعلائق والخلائق

ثم تبذل الجهد فيخف عليك ثم يتحول الى تغير كيفي كما ذكرناه سابقا ..



5 - تجريد القصد


هو الملاحظة الدائمه للخوطر قبل الذكر وفي اثنأة وبعده

ذالك ان المقاصد القبيحه الشيطانيه والنفسانيه

تعرض للعبد على شكل خواطر متعدده تغزوه قبل

العمل بالاغفال او الاشغال او ملاحظة حظ النفس او مرعاة المخلوقين

وقولنا ان المقاصد شيطانيه اي سببها الشيطان الذي يحرص على افساد العمل

او انقاصة بأي طريقة كانت


ومقاصد نفسانيه

وهو مرعاة حظ النفوس من العمل كمن يعمل لاجل المال او تحسين

حياته او طلب لمحمدة من مخلوق او شفاء من مرض او تحسين حياته بسعة الصدر وطيب النفس

وغيرها من المقاصد النفسانية التى ترجع الى تحقيق الحياة الجميلة السعيده كما تحلم بها النفس

والنفوس اذا عجزت عن تحقيق مرادتها بالوسائل الشهوديه لجأت الى الوسائل الغيبه اذا كانت

تؤمن بالغيوب وأن لها اثر في عالم الشهود

ومقصودنا بالوسائل الشهوديه هي الوسائل الحياتيه الماديه التى يلجأ اليها الانسان

لتحقيق اهدافه وطموحه ورغباته

والوسائل الغيبيه هو الوسائل الالهيه التى شرعت على السن الرسل

لتحقيق اهداف العبد وطموحة ورغباته

والخطر فيها ان يتحول القصد في العبادات من طلب الجزاء الاخروي وحلول رضوان

الله الى الجزاء الدنيوي فقط وحلول رضوان المخلوقين

فتتخذ بعض النفوس بصفة لا شعوريه من التعبد والترهبن والذكر وسائل لتحقيق

اغراض الحياة وحلول رضوان الحق وهذا اخطر مقصد يجب على العبد ان يلاحظه من نفسه دائما




ومن وسائل تثبيت وتقوية الذكر في حياة انسان

الاول ان تربط حياته به


بحيث يرى ان سعاداته في الحال والمأل مبنية على دوام الذكر

الثاني ان يداوم على الافتقار

والافتقار ان ترى حياتك ومألك معلق بيد الله تعالي فهو المعطي وحده

والمانع واحده والمخلوقين هم جنود منفذون لامر الله .. فاذا اراد الله لك نفعا

اجراه على يد مخلوق واذا اراد الله لك ضرا اجراه على يد مخلوق



وهذا ما يسميه الصالحين بقضية التسخير والتسليط والاغفال

وهذه الثلاث هي معاملات البشر لك في الحياة وكلها بقدر الله

فربنا يسخر لك من يقوم بخدمتك ورعايتك


ويسلط عليك من يظلمك ويتعدي عليك ويرد احسانك بالاسأة

ويغفل عنك من تحتاجه لرفع مظلمة او شكاية حال او جلب مصلحة

فربنا يسلط ويسخر ويغفل والبشر ماهم الا ادوات يسيرها القدر ويجري بها

عن طريق الهمم والعزائم

فربنا يعقد في القلب والانفس همم وعزائم التسلط او التسخير او الاهمال

كما قال الاعربي عرفت ربي بالعزائم والهمم في احلالها وانعقادها

وهي امر نفساني محض يدل على قدرة الله العظيمه في تحريك هذا الكون



الثالث ان ترى ان مصالح و بهجة ولذة الحال والمأل لا تقوم الا به

فمصالح الحياة .. وبهجة الحياة .. ومصالح الاخره .. وبهجة الاخره كلها تقوم بالذكر

وهذين الامرين يدور عليها كل فوائد الذكر المائه التى ذكرها ابن القيم



فصار عمود الذكر

هو تخصيص زمن .. وتفريغ قلب .. وجد واجتهاد .. دوام الافتقار .. وتجديد قصد وتجريده



ولاحظ قولنا تجديد القصد وتجريده

وهذه اهم نقطة في قضية الذكر

وتجريد القصد ان تقصد بأعمالك واقوالك ربك

وتجديده القصد ابطال الهمم والخواطر النفسانيه والشيطانيه التى تتناوب علي القلب


فنحن نزعم ان هناك ثلاثة خواطر تتناوب على القلب

خواطر رحمانية وهي طلب الله والدار الاخره

خواطر شيطانيه وهي طلب الفساد والعدوان والخروج عن الشريعة بأقسامة السته

التى ذكرها ابن القيم الكفر والبدعه والكبائر والصغائر والمباحات والاشغال

بالمفضول عن الفاضل وتسليط شياطين الجن والانس


خواطر نفسانيه وهي طلب الحاجات واللذائذ والمنافع الدنيويه

كطلب الطعام والمال والنكاح والصدقات والارتباط بالاهل وحب الحياة .. الخ


وهذه الخواطر لا يمكن ترجيح احدها على الاخر كي تتحول من خواطر

الى همم وعزائم الا بالقلب المريد

فاذا كان القلب طيبا يحب الخير ويسعى اليه

وكان الفكر حاضر مراقبا للخواطر ومتابعا لها

وكانت الاارده مصممة على الاقبال على الله والادبار عما سواه


غلبت الخواطر الرحمانيه وصار الخواطر الشيطانيه والنفسانيه لوامع وبوارق

تلمع للانسان وتتكاثر عليه ويدفعها بقوة قلبه وصدق يقينه ولا تتحول الى همم وعزائم

الا في حالة ذهول وغفله وعمي بشري ضروري لا يسلم منه احد

كما قال تعالي (( أن الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ))

فيكون رفع الخواطر الشيطانيه الى مرتبة الهم ثم مرتبة العزيمه عبارة عن استثنأت

ومس طائف لا حلول دائم يمر بقلوب الصالحين بحكم القهر البشري ثم يتذكرون

فيصححون ما فات وتصفوا لهم العزئم وتقوى لهم الهمم وتتحول الى جد واجتهاد من جديد

فتكون ضربة الشيطان مقوية لهم حافزه لهم على الخير والاقبال عليه


ومقصودنا بالخواطر هو لوامع وبروق فكرية تمر بالقلب مسرعه وربما نسميها الافكار المسرعه

والهمم هي حلول الخاطر في الفكر ودوام الفكر فيه وربما نسميها الافكار الطويلة لانها تلبث

في الذهن وقتا اطول من الخواطر

والعزائم تشمل امرين

هي ترسخ الفكره وتلبسها بالوجدان وربما نسميها الافكار المسيطره

لانها تصبغ بصبغة وجدانية من حب وكره وشوق وتحرق وتقزز واعجاب واكبار .. الخ

والاراده والعزم والتصميم والجزم على التنفيذ وربما نسميها الافكار الجازمه

لانها تتحول الى عزئم مصممة على التنفيذ متى ما سمحت لها الظروف الخارجيه

الزنقب غير متصل  


قديم(ـة) 22-05-2014, 03:05 PM   #2
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
2 - الفكر هو اجالة العقل وأعمال الفكر في المسطور والمنظور والمسموع للوصول
للاسباب والتطور والتغير والمظاهر والاحتمالات المستقبليه والحلول والتصحيح وفرز

الجيد والردي والصواب والخطاء ..

شرح التعريف

والاجالة هي ادارة العقل وتقليب النظر في الوجوه المحتلمة

وأعمال الفكر هو تتبع خيط الافكار حتى الوصول الى نتيجه محتمله

والمسطور هو ما كتب في الكتب من علوم الاولين والاخرين

المنظور كل ما نتظر اليه بعينك من الطبائع (( كل ماليس له حياة )) والخلائق (( كل ما ينمو وله حياة ))

والمسموع كل ما تسمعه اذنك مما يحيط بك من رموز (( لغة )) وطبائعيات (( كالرعد والبرق .. الخ ))

وهدف الفكر امرين

الاول التصور التطوري والمستقبلي

الثاني الحكم على الظواهر واكتشاف العلائق ووضع الحلول

فالتصور التطوري هي بديات الظواهر واسبابها وتطورها عبر التاريخ

والتصور المستقبلي هو الاحتمالات التى يمكن ان تتحول الى الحاله وهو ما يسمونه

في العلم الحديث التفسير والتوقع او التنبؤ


والحكم على الظواهر بمعايير خاصة بالمفكر وهو يختلف بأختلاف الاطار الفكري

المرجعي للمفكر كأن يكون ديني او دنيوي او اجتماعي او نفسي فردي ..الخ


واكتشاف العلائق بين الظواهر الاشياء

والتى لا تتضح للاذهان الا بعد التنقيب والحفر وتقليب النظر لان روابط الاحداث الاجتماعيه

والنفسيه والمظاهر الطبيعية تخفي على كثير من الناس حيث انها تبدوا مستتره وغيره ظاهره

ووضع الحلول المناسبة لاحداث النفسيه والاجتماعيه والطبائعيه التى تطور الحياة وتحسن

العيش وتؤمن المستقبل ..


يتبع
الزنقب غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)