[لسـ المواطن ـان]

أحبتي / أخواتي
تحية طيبة مباركة .. وبعد
يقول المولى عز وجل : بعد أن نستعيذ به من الشيطان الرجيم
{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } 56 القصص
تتعدد أوجه الهداية ، وأسبابها التي تؤدي بالمقصر ين أمثالي إلى الرجوع إلى الله عز وجل ، وذلك بعد أن يهيم العبد منا على وجهه بهذه الدنيا غارقاً في أموراً يظنها صائبة .. وهي في الحقيقة عكس ما يظن .
فترى البعض يكابر ويجادل في الباطل على أنه الحق ؛ فتراه لا يستجيب لمن يجاهده بحرص بالنصح سواءً كان هذا النصح حباً في المنصوح أو إبراءً للذمة منه يوم القيامة ، خوفاً من عذاب يوم لا ناصح فيه ولا منصوح .. يوم يميز الله فيه ويفصل فصلٌ نهائي بين الحق والباطل ؛ فتؤتى كل نفس بقدر ما عملت من إسرافها أو تقواها .. في هذه الدنيا التي هي بالحقيقة ليست إلا كالحياض .. تزرعُ الزراع فيها زرع قد يطول أمده أو يقصر حسب أعمارنا التي قدرها الله لكل عبد من عباده فهنيئاً لمن كان محصول مخزونه الصالح من الأعمال من تلك التي لا تجنى إلا بذاك الموقف العظيم .
أحبابي / أخواتي
كثيرة تلك الأحداث الدنيوية التي يجعل الله بها سبباً لهداية أحدنا ذكراً كان أو أنثى ؛ بالرغم من يأس الناصحين له بالكفاف عنه .. فيقدر الله لهذا العبد أمراً يجعل فيه الخلاص مما هو عليه من تقصير فيكون بعد هذا الحدث أو ذاك عبرة نجد أن الإيمان بعدها قد دب في قلوبٌ قد يئس الناصح من هدايتها وصلاح أهلها .. !
فليس شرطاً أن يظفر المحب باستقطاب حبيبه إلى حياض الخير ، وإصلاح المعيب فيه ، كذلك ليس شرطاً أن يكون المحب ناصحاً لمن يحب حتى ولو كان أقرب قريب له .. فلربما كان هذا الأقرب هو الأعدأ لنا وليس الأهدأ .. !
أيضاً ليس شرطاً أن يُهدىَ الحي بنصح الأحياء من حوله أو يمتثل لهم ..!
بل قد يكون نصح الميّتَ للحي أبلغ موعظة مما سواه ليهتدي الحي إلى طريق النجاة .. !
أيضاً في الدين كان الحي أهدى وأنصح للميت بعد أن يموت وهو قد قصر بشيء دون الكبائر .. !
ففي الأولى : كم من العصاة من اهتدى بعد وفاة عزيزاً أو حبيباً فارقه إلى غير رجعة .. حيث يقول لنفسه " كفى بالموت واعظاً "
أما في الثانية : وجدت أن الميت يرتفع بصدقات الأحياء عنه ، والدعاء له .. حيث أن رسولنا الأمين صلوات الله وسلامه عليه قال : "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له "
فسبحان من يهدي الحي بالميت ، ويهدي الميت بالحي ..!
سبحانك ربي لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين .. !