بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » قصة مصيبة لوكانت صادقة منقوله من منتدى الفجر أحتاج إلى تعليقكم

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 17-02-2002, 08:03 AM   #1
أبوحمد
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
المشاركات: 206
قصة مصيبة لوكانت صادقة منقوله من منتدى الفجر أحتاج إلى تعليقكم

الشيخ أبو الليث القاسمي احد قيادي الجماعة المقاتلة بعد فراره من سجن الرويس بالدولة ال
هذه هي قصة أبو الليث القسيمي

الشيخ أبو الليث القاسمي احد قيادي الجماعة المقاتلة بعد فراره من سجن الرويس بالدولة السعودية يتحدث لمجلة الفجر

عند الساعة الثامنة من صباح الرابع والعشرين من شهر رمضان الماضي تلقى النظام السعودي ضربة قاسية وصفعة قوية هزت وبشدة أسطورته الأمنية ، اذ تمكن ثلاثة من أبناء الجماعة الإسلامية المقاتلة من الفرار من سجن الطاغوت بمدينة جدة والمعروف باسم (سجن الرويس) بعدما كان يُضرب به المثل في إجراءاته وتدابيره الأمنية

ورغم كل ما اتبعته السلطات الأمنية السعودية من جهود أمنية مكثفة للقبض على هؤلاء الاخوة بعد فرارهم إلا انهم تمكنوا بفضل الله من مغادرة الأراضي السعودية ، والوصول إلى بر الأمان

وبعد وصولهم إلى مكان آمن التقى مندوب (الفجر) بهؤلاء الاخوة وهم الشيخ (أبو الليث القاسمي) والأخ (بشير عبد الكريم) والأخ (أبو محمد الزاوي

وكان هذا اللقاء الذي أجرته (الفجر) مع الشيخ (أبي الليث القاسمي) وتحدث فيه عن ظروف السجن وما يلاقيه الموحدون على أيدي زبانية آل سعود وكيفية هروبهم

وفيما يلي نص الحديث

كيف تمكنتم من الهروب برغم الإجراءات الأمنية المشددة في سجن الرويس

الحمد لله كما أمر والصلاة والسلام على خير البشر

ابتداء في عقيدة المسلم إن الله عز وجل يأمره بان لا يعجز عن فعل المأمور ، والله امرنا بأن لا نعطي الدنية في الدين وان لا نمكن الكافرين من رقاب المسلمين ، قال تعالى { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا}فمن منطلق هذا الأمر الرباني اجتهد الاخوة في سجن (الرويس) بمدينة جدة في محاولة البحث عن طريقة للهروب والخروج من ربقة الطاغوت فكانت لنا عدة محاولات للهروب منذ الأيام الأولى ، حيث فشلت محاولتان ، ثم كانت المحاولة الثالثة وهي التي قام بها الأخ (بشير) منفرداً وتمكن حتى من الخروج من السجن بينما في المحاولتين الأولى والثانية لم نستطع أن نخرج من السجن ، حيث قمنا برسم الخرائط ولكن نظراً لأصابته بكسر في رجله لم يستطع مواصلة الهروب وانكشف أمره

كيف تم هذا الهروب

كان الأخ (بشير) في زنزانة انفرادية ، وفي هذه الزنزانة ممر في بدايته باب ، فاستغل (بشير) فرصة دخول عربة الأكل حيث تفتح لها الأبواب ، فعندما فتح له باب الزنزانة وكان باب ممر الزنازين مفتوحاً أيضا ، فاستطاع الأخ (بشير) أن يفلت من العسكري وعريف السجن ، ووجد نفسه في بهو السجن فركض مسافة 300 متر إلى أن وصل إلى طرف السجن بالقرب من غرف التحقيق ، واستطاع أن يعتلي السور بدون مساعدة علما بان ارتفاعه يصل إلى ثلاثة أمتار ، إلى أن وجد نفسه على حافة السور فقفز بعدها إلى الخارج ، والسور من الخارج ارتفاعه ما بين 6 إلى 7 أمتار ، فعندما قفز سقط على رجله فانكسرت ، وكان حراس السجن يلاحقونه فامسكوا به بعد إن ابتعد عن السجن مسافة 300 - 400 متر

وبالنسبة لعملية هروبكم الأخيرة

كنا كثيراً ما نبحث عن وسائل للهروب ، حتى تحصلنا على عدة أشياء تسهل لنا طرقاً عديدة للهروب ، وحقيقة يظهر للناظر من بعد أن هناك تحصينات ولكنها هشة

ما هي هذه الأشياء التي تحصلتم عليها

بعض الأشياء مثل مفاتيح قيود الأيدي والأرجل ، تحصلنا عليها بطرق خاصة ، وكانت هناك أفكار كثيرة للهروب لكن غالباً ما يكون هروباً فردياً ، ونحن كنا مقررين أن يكون الهروب بأكبر عدد ممكن من الأفراد ، فأهملنا هذه الخطة وجعلناها احتياطية إذا فشلت الخطة الأخرى

أما عن كيفية الهروب ، فالمكان الذي كنا محتجزين فيه ، كان عبارة عن عنبر فيه ثماني غرف يفتح بعضها على بعض ، في إحدى زوايا العنبر توجد ست حمامات ، ونوافذ هذه الحمامات تطل على ممر يفتح على ساحة التشميس المغطاة بسياج من الحديد فعندما تحصلنا على مناشير حديدية كانت الفكرة أن نخرج من إحدى شفاطات الهواء التي تكون في الحمامات، بحيث يكون الأخ في الممر الذي لا يفتح إلا في أوقات التشميس حيث يخرج المساجين ، بحيث يخرج الأخ من الشفاطة وينزل في الممر وبعد ذلك يكون بينه وبين ساحة التشميس باب واحد ، وهذا الباب كان مقفلاً بقفل فتمكنا - ولله الحمد - من مخادعة الحرس وأفسدنا هذا القفل فصار هذا الباب مشرعاً ، وبعد أيام أعطينا المناشير للأخ (بشير) وصار يخرج من الشفاطة ثم يعيدها كما هي ، فيكون في الممر ثم يخرج من الباب فيكون في ساحة التشميس ، بعد ذلك يوجد باب يدخلك على ممر يلف على الغرف ، فباشر الأخ (بشير) في قص الباب ، ثم دخل هذا الممر فصار خلف الغرف ، وصعد على أحد مكيفات الغرف واصبح على السطح ولم يفصله عن الخارج سوى السياج الحديدي ، فقص مربعاً بقياس خروج شخص واحد ، وتمت هذه العملية خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع بسبب الظروف والحراسة التي كانت تعيق أحيانا سير العمل ، فكنا نتخير الفرص ونخادع الحرس ، وحدثت لنا عمليات كثيرة من قبل العسكر كدنا أن نكشف فيها لكن الله كان يصرفهم

فأصبحنا ننتظر ونترقب يوم الهروب وحددنا يوم الأربعاء 24 رمضان الماضي ، واخترنا هذا الموعد بالذات لان العشر الأواخر من شهر رمضان تعتبر إجازة رسمية لكل القطاعات العاملة في السعودية ، ويوم الأربعاء عادة يكون دوام العمل إلى الظهر فقط ، والخميس والجمعة عطلة نهاية الأسبوع ، فاخترنا هذا الوقت لهدوء الوضع فيه تماماً وكذلك مع فترة الصباح حيث يكون الناس نياماً

فالحمد لله كانت الأمور مرتبة ترتيباً جيداً ، حيث كان الأخ (أبو محمد الزاوي) في المقدمة فخرج من فتحة الشفاطة ثم لحقته أنا ثم لحقنا الأخ (بشير) ، حتى وصلنا إلى حافة السور الخارجي وقفزنا من ارتفاع ستة إلى سبعة أمتار على الأرض

أين ذهبتم بعد ذلك

الحمد لله .. نظراً لبقائنا مدة طويلة في ارض الجزيرة لدينا نوع من المعرفة بطرق البلاد ، فأخذنا طريقاً بعيداً عن الحركة الدائبة إلى أن وصلنا (مكة) ، ومع ذلك يقدّر الله عز وجل أن نلتقي في الطريق بأحد حراس السجن وكان يعرفنا ، فرأينا الدهشة في وجهه لاستغرابه وجودنا في ذلك المكان وكان هذا في الطريق بين (جدة) و (مكة) ، ووصلنا (مكة) ولله الحمد وبعد ذلك سهل الله علينا أمر المأوى

وكنا في (مكة) و (جدة) نسمع ونرى زبانية الطاغوت يبحثون عنا حتى ان مدير السجن رآه أحد الاخوة في الحرم المكي وهو يبحث عنا وقد بدا وجهه شاحباً

يعني ذلك إنكم دخلتم الحرم المكي

نعم الحمد لله .. وصلينا فيه

متى وكيف استطعتم الخروج من ارض الجزيرة ؟ برغم كل الإجراءات الأمنية التي اتخذت بعد هروبكم حيث وُزعت صوركم على المنافد الحدودية والبوابات ووصل الأمر إلى توزيعها على شرطة الحرمين

واكثر من هذا انهم صاروا يوزعونها حتى على المدنيين ،بل تمت اعتقالات في أوساط من افرج عنهم ممن كانوا معنا في سجن (الرويس) قبل هروبنا ، اعتقاداً منهم إننا قد نذهب إلى هؤلاء الاخوة

وبقينا في ارض الجزيرة بعد هروبنا من السجن ما يقارب الشهر ، والحمد لله كنا نصول ونجول في ارض الجزيرة ، ومرة اكتشف الأخ ( أبو محمد الزاوي) ولكنه فر منهم مرة أخرى ، حيث شك أحد أفراد الشرطة في أمره وعرف صورته ، لكن الحمد لله تمكن (أبو محمد) من الفرار منه وكان ذلك في (مكة) ، وبعد ذلك سهل الله عز وجل علينا طريقاً للخروج من ارض الجزيرة وخرجنا

كل من يسمع هذه القصة يستغرب كيف خرجتم من ارض الجزيرة ، هل يمكن ان تشرح للقاري ذلك

(بعد تردد) الحمد لله أولا وأخراً ، اما عن كيفية الخروج التفصيلية فتوجد فيها جوانب كثيرة يصعب الحديث عنها لأجل الملابسات الأمنية التي تحدث في هذا الموضوع - كما لا يخفاكم - لكن كان الخروج عن طريق (...) حيث قطعنا المسافة من (مكة) إلى (...) في (...) عن طريق البوابات بسواتر وأقنعة أذهبت شخصياتنا وصورنا الحقيقية والحمد لله تمكنا من الوصول إلى (...) وبعد ذلك تمكنا من الخروج من هذه (...) إلى (...) عبر المنافذ

لنعد إلى الوراء قليلاً .. ما هي ظروف وملابسات اعتقالكم من قبل السلطات السعودية ؟ ومتى كان ذلك

بعد حادثة تفجير الرياض في نوفمبر 1995 م بما يقارب أسبوعا وصلت الحكومة السعودية إلى قناعات وإلزامات من الاستخبارات الأمريكية أن المنفذين إسلاميون ، فقامت السلطات السعودية بحملة اعتقالات واسعة في صفوف الإسلاميين بصفة عامة

ثم هناك مسألة أخرى وهي إن الحكومة السعودية كانت تبحث عن ذريعة بعد اعتقال الشيخين (سفر الحوالي) (وسلمان العودة) وإخوانهما لكشف حقيقة وأصناف الإسلاميين وتمييزهم ومعرفة هل هناك من الإسلاميين من يفكر في العمل ضد الحكومة السعودية ؟ فكانت هذه فرصتها ، حيث بدأت الاعتقالات العشوائية ، ويقدر الله عز وجل أثناء ذلك أن يحدث لنا حادث مروري في الطريق تعرض على إثره أحد الاخوة للاعتقال ، وعند القبض عليه كانت هناك في أحد البيوت أشياء متعلقة بالجماعة وفيها أغراض لو كشفت فإنها تدين الأخ المعتقل ، فحاولتُ الذهاب إلى هذا البيت لتنظيفه من أجل إنقاذ الأخ ، فقدر الله أن اصطدم بالأمن والشرطة في داخل البيت فتم اعتقالي فيه

ثم حملوك مباشرة إلى (الرويس

نعم مباشرة .. حملوني مغمى عليّ

ثم ماذا حدث

الله المستعان . ابتداء باشروا بالتعذيب مباشرة بدون أسئلة ومقدمات ، وعندما عرفوا هويتي الإسلامية أرادوا أن يسقطوا الوازع الديني الذي قد أظنه فيهم ، فصار اللواء الذي كان يباشر تعذيبي واسمه (أمين زقزوق) وهو مصري الأصل ويعتبر المدير العام للسجن ، فبدأ الكلام معي بسب الدين ، فعرفتُ أن المسألة استفزازية فأظهرتُ عدم الاكتراث ، ثم اتبع ذلك بسب الجلالة فأظهرتُ عدم المبالاة ثم واصل ذلك بأن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعندما وجد مني اللامبالاة قال لي بالحرف الواحد (لو كان ابن باز والعثيمين - وسمى عدة مشايخ - لو كانوا هنا لفعلت فيهم ) وذكر ذلك بدون كناية باللفظة السوقية قاصداً الفاحشة ، وبعد ذلك بدأ التعذيب معنا

هل تعرضت في التحقيق للسؤال عن انفجار الرياض

في الحقيقة انهم ما كانوا يريدون منا سوى أن نعترف بمسئوليتنا عن هذا الانفجار ، واستمر التعذيب بالنسبة لي قرابة شهر ونصف إلى أن تم القبض على الاخوة السعوديين الأربعة وألبسوهم قضية تفجير الرياض

قبل مرحلة إلقاء القبض على الاخوة السعوديين الاربعة كيف تم التعامل معكم بالنسبة لانفجار الرياض

كانت توجد لجنة من المحققين يرأسها المدير العام اللواء (أمين زقزوق) ويشرف عليها المدعو (الخصيفان) يومياً والذي يعتبر نائباً لوزير الداخلية السعودي (نايف بن عبد العزيز) وكان طاقم التحقيق مكوناً من تسعة محققين مصريين وعشرة محققين سعوديين ولكن المحققين السعوديين ليس لهم دور كبير ، لأنهم بسطاء ولا يتقنون مهنة التحقيق

وعندما وجدوا عندنا أغراضا تدل على انتمائنا إلى (الجماعة الإسلامية المقاتلة) ربطوا بين المنهجية والعمل ، فقالوا انه لا يفعلها إلا انتم ، وخاصة أن بعض المعتقلين السعوديين قالوا أثناء التحقيق عند سؤالهم عن توقعاتهم عمن يفعل هذا العمل ، قالوا : نتوقع أن يفعله الأجانب الموجودون في ارض الجزيرة اتباع الحركات الإسلامية الجهادية ، فبهذا كان الاتهام الأول موجهاً لنا في قضية تفجير الرياض

هل أجبروكم على الاعتراف بهذا الاتهام ؟ باعترافات خطية مثلاً

طبعاً .. بل وأكثر من ذلك اعترافات مصورة مع استخدام الإبر والأقراص المهلوسة ، فاعترفنا تحت ضغط هذه الأمور

بعد هذه الاعترافات المصورة ، هل تم تهديدكم بالتحويل إلى القضاء أو اتهامكم علناً

عندما قاموا بتصويرنا كان ذلك على أساس إننا نحن منفذو التفجير خاصة شخصي أنا ، حيث أعطوني خطة - حسبما اذكر - بأن البسوني التهمة بعد هذه الإبر والأقراص ، حتى انني اذكر انهم كانوا يضعون لي تحت شاشة الكاميرا ورقة مكتوب عليها بالخط العريض الكلام الذي يريدون مني أن أقوله أو اعترف به ، وكانت خطة متكاملة بالخريطة وكيف قمت بتنفيذ التفجير ، اذكر أن هذا كله حدث لي

هل تتشابه هذه الاعترافات مع الرواية التي قدمها الاخوة الأربعة

بالضبط أنا لا أذكر ما كنتُ أقوله 100% لكن عندما رأيت في التلفاز ما قاله الاخوة الأربعة تقريباً كان نفس الكلام

هل التقيتم بالاخوة الأربعة أثناء وجودكم في السجن

كنا معاً . كنا نحن نعذب في غرفة ، وهم يعذبون في غرفة أخرى ، فيبدو أن الاخوة الأربعة اعترفوا أن لهم نوايا حقيقية على انهم كانوا يفكرون في عمل مسلح ، وبعد ذلك ألبسوهم تهمة تفجير الرياض ، وأنا التقيت بواحد منهم وهو الأخ (مصلح الشمراني) لكن الظروف لم تسمح لنا بالحديث ، فأشار اليّ بإصبع السبابة أن اثبت لا إله إلا الله ، ثم أعدت إليه الإشارة ذاتها ، ولكننا كنا نسمع أخبارهم حيث كانوا بجانبنا في الزنازين ونسمع نداءاتهم وقراءتهم للقرآن

كيف كانت أوضاعهم المعنوية قبل تنفيذ حكم الإعدام فيهم

حقيقةً .. بطولتهم التي ظهرت في السجن تحتاج إلى أن تسطر بأروع من هذا الكلام الذي سأقوله ، لكنها كانت فعلاً من اكبر أسباب الثبات للاخوة الآخرين الذين كانوا يعذبون ، أخبار ومواقف هؤلاء الاخوة الأربعة ، فكانوا يعذبون عذاباً لا يوصف ولا يصدق ولا يتصور مهما وصف ،كانوا يتعرضون لعذاب شديد جداً حتى انه في يوم التصوير اضطر الزبانية لاستخدام المكياج على وجوه الاخوة ليخفوا آثار التعذيب

واذكر من المواقف البطولية أن الأخ (مصلح الشمراني ‎) عندما هدده مدير السجن بالقتل قال له باللفظ الدارج بعد أن أشار إلى رقبته : (ما يطير الرقبة غير اللي خلقها ، أما أنت زفت ما تسوى شئ) والأخ (رياض الهاجري) أيضا كانت بطولته يضرب بها المثل حيث كان يتناقلها العساكر ويقولون أن هؤلاء يعرضون على القتل ويكون حالهم بهذه الصورة فهؤلاء في قلوبهم شئ اكبر من الخوف من القتل

ذكرت لنا أنكم تعرضتم لتعذيب شديد حتى قبل مباشرة التحقيق ، ما هي أنواع التعذيب التي تستخدم في سجن الرويس

أنا قرأت كثيراً عن أنواع التعذيب في السجون منذ محاكم التفتيش في الأندلس إلى غيرها ، فما قرأته وجدته ورأيته أو سمعت من فعل فيه ذلك ، لا يوجد ضابط أو مانع قانوني أو عرفي أو دستوري يمنعهم من استخدام أي نوع يرون انه يوصلهم إلى اعتراف السجين بما يريدون ، فأنواع التعذيب عندهم كثيرة ومخترعة : الكهرباء أنواع ، والقيود التي تعلق في السطح والصلب والمنع من النوم ومنع السجين من الجلوس لمدة تصل إلى أسبوعين يظل خلالها واقفاً ، مع الحقن بالإبر المهلوسة والمخدرة ، فمع هذه الحالة أظن الإنسان يصل إلى حالة جنونية فعلاً ، أنا شخصياً كنت أظن إنني فقدت عقلي

أما اخبث أنواع التعذيب فهي انتهاك الإعراض حيث يطلبون من السجناء أن يفعلوا في بعضهم الفاحشة بالقوة، لكن الحمد لله قل إن تجد من يسقط في هذه الإكراه

أما أنواع الكهرباء المستخدمة فهي ثلاثة : الأول عبارة عن تابوت يدخل فيه الشخص ممدداً ثم يغلق عليه بواسطة سلاسل تلف على سائر جسده ، بعد ذلك تفتح الكهرباء ، والنوع الثاني : السوط الكهربائي الذي ما أن يلامسك حتى تشعر أن دماغك يغلي ، والنوع الثالث : السلك الكهربائي وهذا غالباً ما يصنع في طرفه مماسك تمسك بها الخصيتان أو الأذنان أو الصدر ثم تشغل الكهرباء

وأثناء التحقيق غالباً ما يكون السجين عارياً مجرداً من كل ملابسه ، وغيرها من أنواع التعذيب الكثيرة

وبهذه المناسبة احب أن أقول للمدعو (غازي القصيبي) السفير السعودي في بريطانيا الذي خرج علينا من إذاعة بريطانية يقول في لقاء معه : انه لا يوجد تعذيب ولا ضرب ولا إكراه في المملكة

فأحب أن أقول له :إننا كنا نعاني ابشع أنواع التعذيب في تلك الفترة ، وكان المحققون يتداولون كلامه المنقول في مجلة (المجلة) باستهزاء وسخرية ، ويتذاكرون كيف انه كان هو نفسه (القصيبي) يوماً من الأيام عندما غضب عليه أسياده في ذلك السجن ، وتحت وطأة السياط حتى فر إلى البحرين ثم توسطت له حكومة البحرين وأعادته إلى ساحة البلاط الملكي

سبق إن ذكر أحد المفرج عنهم من سجن (الرويس) لـ(الفجر) أن أحد المحققين الشيعة كان يتبول على الاخوة المساجين أثناء التحقيق

هذا الأمر من الأمور العادية الذي تراه يومياً في التحقيق ، بل وصل الأمر - أكرمكم الله - إلى المني نفسه

وبالنسبة لزوجات المعتقلين كيف كانت ظروفهن

كان معنا أحد الاخوة في قضيتنا جاءوا له بزوجته عندما أنكر ما اتهم به ، وقالوا له : إن لم تعترف فسنفعل بها أمامكم ، فما كان من الأخ إلا أن وقع على ما كتبوا ، والتهديد بهذا الأمر حدث لكثير من السجناء ، أضف إلى ذلك أن كثيراً من الاخوة وخاصة غير السعوديين تكون زوجاتهم معهم في السجن فيستخدمونهن كوسيلة ضغط على الاخوة ، وهذا أمر مشهور عندهم ، وأما مباشرة هذا الأمر أي انتهاك أعراض الأخوات فقد سمعت من بعض العساكر يقولون انه وقع ، لكن لم أر ذلك ولم اسمعه من ثقة

هل كنتم قبل هروبكم على علم بزيارة وزير الداخلية السعودي (نايف بن عبد العزيز) إلى ليبيا حيث قيل انه كان يساوم على الشباب الليبي في (الرويس) ؟ وهل هي السبب المباشر في اتخاذكم قرار الهروب أو التعجيل به

فترة زيارته إلى ليبيا صادفت فعلاً هروبنا ، لكن لاحظنا أن الإعلام السعودي صار لا يتكلم عن (نايف) ، مع انه كان يومياً على التلفاز تكرر نفس الاسطوانة : استقبل .. والتقى .. وبعث .. وذهب .. وهكذا ، فغيابه أثار استغرابنا

إذا كانت الزيارة سرية

نعم .. كانت كذلك في بدايتها لكن بعد انتهائها أعلنوا عنها

ماذا ترتب على هروبكم من السجن ؟ هل تم اتخاذ إجراءات أمنية اكثر تشدداً

العارف بأحوال النظام السعودي يعرف انه نظام متردٍ جداً جداً وانه لا يتحمل أن يظهر بصورة الضعيف ، إن فرار سجناء أجانب بطريقة أظنهم إلى الآن لم يكتشفوها ، شئ يهز كيانهم كله

وبالمناسبة هم لم يكتشفوا هروبنا إلا بعد أن اخبرهم السجناء عن اختفاء ثلاثة أشخاص حتى لا يُتهم السجناء، فقيدوا كل السجناء ثم وضعوا العسكري الحارس في وقت هروبنا في السجن ، وكذلك العريف المناوب ، وطردوا من الخدمة العسكرية المسؤول عن السجناء وهو برتبة رائد ويدعى صالح المطيري (أبو ياسر

تضفى على سجن (الرويس) هالة كبيرة ، خاصة وأن وزير الداخلية السعودي كان يقول أنه آمن على من في الرويس اكثر من الذين في سجن الحاير بالرياض .. ما هي كيفية ترتيب هذا السجن من الداخل

يقع السجن في حي سكني في وسط مدينة جدة ، وتوجد فيه خمسة عنابر متنوعة ، منها ما هو مخصص للنساء وأخرى مغلقة ، وتوجد فيه زنازين وهي ثلاثة أقسام : زنازين ضيقة جداً وهي للحالات السيئة في بداية التعذيب البدني والنفسي ، وتوجد زنازين كبيرة نوعاً ما ، عندهم تقريباً أربعون زنزانة وخمسة عنابر ، وإدارة التحقيق في جهة أخرى

كم كان عدد السجناء في سجن الرويس

يختلف من فترة إلى أخرى ، ففي الأزمات يمتلئ ويصل تقريباً إلى 300 سجين

ما هي تداعيات انفجار (الخُبَر) عليكم في السجن

عندما حدث انفجار (الخُبَر) أعادونا للتحقيق من جديد وأعيد التعذيب من جديد نظراً لوجود أشخاص طلبوا منا التعرف عليهم ، وماذا نعرف عن الشيعة

إذا كان هناك توجه لديهم منذ البداية لاتهام الشيعة

حقيقةً . عندهم خوف من الشيعة ظاهر جداً ، حتى أن المحققين عندما يسألونك عن الشيعة يضربونك كثيراً لو أخبرت انهم مثلاً - في ظنك - قد يفعلونها ، لكن عندما تظهر انك لا تعرف عن الشيعة شيئاً فيكون حالك أهون ، لكن نظراً إلى أن الفعل الحقيقي اسند إلى أطراف شيعية ، فاضطروا إلى السؤال عنهم

هل كان معكم سجناء شيعة في السجن

أبدا .. بل الشيعة مكرمون حتى وان كانوا في قضايا غير قضايا التفجير لذلك لم يكن معنا أي شيعي في السجن

عندما لم تتم أدانتكم بانفجار الرياض ما هي القضايا التي بقيتم مدانين فيها ؟ وهل صدرت في حقكم أحكام قضائية

بعد قضية الرياض وإلباسها للاخوة الأربعة ، فتحت لنا قضايانا الخاصة وهي قضية الانتماء لتنظيم (الجماعة الإسلامية المقاتلة) متواجدة في أراضى الحجاز ، والجماعة لها نشاطات دعوية خاصة في صفوف المعتمرين والحجاج الليبيين ، ففتحت لنا هذه القضايا وتم أدانتنا بها ، ثم أخذونا إلى المحاكم وجالسنا القضاة وأدانونا كذلك في قضايانا ولكن لم يصدر في حقنا أي حكم ، فقالوا لنا : سوف تسمعون أحكامكم من إدارة السجن ، والحمد لله خرجنا ولم نسمع أحكامهم الجائرة

واذكر هنا ما حدث لي شخصياً مع القاضي المزعوم زوراً وبهتاناً انه يحكم بالشرع حيث قلت له بعد أن اخبرني : هل عندك اعتراض على ما كتب في مذكرة التحقيق ؟ وهل أكرهت على قول شئ لم تفعله ؟ فقلت له : أريد أن أسألك سؤالاً : لو أنني أجبتك أننا اكرهنا على كتابة كل حرف فيها فهل تستطيع أن تفعل لنا شيئاً في الحكم ؟ فقال : لا .. ولكن ما عليك إلا أن تتكلم ، فقلت له : هل أحكامكم هذه شرعية مستندها الكتاب والسنة فنناقشكم فيها حتى نطمئن إننا حُكمنا على وفق الشريعة ؟ فقام دعيُّ آخر وقال : بعد إن فعلت كل هذه الأفعال تسأل عن حكم الشرع في أمثالك ، أنت تستحق القطع عضواً عضواً

كيف كانت أوضاع السجناء المعنوية برغم هذا الجو النفسي الرهيب الذي كانوا يعيشونه

الحالة النفسية التي تصاحب الإنسان في حال سجنه بكل تأكيد هي غير حالته أثناء حريته ، فالنفس البشرية يحدث فيها الضيق والقلق ، لكن المشاهد لأوضاع السجناء يجد أن هذه كلها دوافع تقود الإنسان إلى السؤال : لماذا يفعل بنا هؤلاء كل هذا

لان الصورة الحقيقية للأنظمة تظهر في هذه الأماكن .. حقيقتهم الكفرية وعدم اعتبار إنسانية مواطنهم ، وأما عن علاقات السجناء بعضهم ببعض فكانت شبه أخوية وممتازة جداً ويحدث الترابط بينهم ، ويعرف كل أخ انه في هذه الظروف بأمس الحاجة إلى العلاقات الأخوية بينه وبين إخوانه في السجن ، وقد قال الله تعالى {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله ، أولئك يرحمهم الله إن الله عزيز حكيم

وأخيراً : نشكر الشيخ (أبو الليث القاسمي) على إتاحة هذه الفرصة الطيبة للقائه، والوقت الذي منحنا إياه ونقول له ولا إخوانه: حمداً لله على سلامتكم ونجاتكم من القوم الظالمين ، وجزاكم الله خيراً


آخر من قام بالتعديل أبوحمد; بتاريخ 17-02-2002 الساعة 08:09 AM.
أبوحمد غير متصل   الرد باقتباس


إضافة رد

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:38 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)