بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » منقول :: الشيخ خالد الحربي أبو سليمان المكي كما عرفته ( حقيقة تسليم نفسه )

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 15-07-2004, 02:46 PM   #1
أسد العقيدة
Guest
 
المشاركات: n/a
منقول :: الشيخ خالد الحربي أبو سليمان المكي كما عرفته ( حقيقة تسليم نفسه )

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أما بعد :

الحقيقة أنني قرأت هذا الموضوع في الساحة
السياسية فأعجبني قوة طرحه
وثقوب نظرته
وألمعية كاتبه
( الإخوة الفضلاء من يقرؤون بين السطور الأذكياء والمتذاكين أرجو التجرد في القراءة وطلب الحق ومن سيكتب معلقا لينال من عالم فاللهم شل يمينه فلا يذكرن عالم عندنا إلا بخير ومن يريد بيان أخطائهم فليس المنتدى منبرا لبيان أخطاء العلماء بل نرجو من سيادة سماحته أن يذهب لمن يريد تجريحه وغيبته وليتحفنا بما جادت به أفكاره وردود الشيخ كي نأخذ الحق ولا ينقلن لنا أحد من أحاجي المجالس أن فلانا ذهب أو قيل من ثقة أعرفه ان فلانا ذهب ... ولكم وافر التحايا )


أترككم مع هذا الموضوع الرائع لفتى الأدغال


حيّى اللهُ الشيخَ الفاضلَ : أبا سُليمانَ المكّيَّ ، خالدَ بنَ عودةٍ الحربيَّ ، أحدَ الرّجالِ الأفذاذِ القلائلِ ، الذين تزيدُهم تجاربُ الحياةِ ومرُّ الأيّامِ حِكمةً ونوراً ، والرّجالُ معادنُ أصيلةٌ ودواخلُ نقيّةٌ ، لا تتاجرُ بنفسِها ولا تُزايدُ بولائها ، و تخفضُ رأيها لتجمعَ القلوبَ ، وتُذِلُّ نفسها لتحيى نفوسٌ كثيرةٌ .
حيّاكَ اللهُ يا أبا سُليمانَ في الأرضِ التي أحببتها وأحبّتكَ ، هنا في بلادِ الحرمينِ ، في جوارِ الكعبةِ المُشرفةِ ، نشأتَ وربيتَ ودرجتَ ، وفيها درستَ وتعلّمتَ وصرتَ أُستاذاً وشيخاً ، تُدرّسُ في المعهدِ المكّي ، ومنها خرجتَ إلى الجهادِ والنفيرِ على اسمِ اللهِ مُجاهداً في سبيلهِ في أفغانستانَ ، فعرفتكَ أرضُ قندهارَ أسداً وبطلاً ، وخرجتَ إلى البوسنةِ ، وعُدتَ منها مُصاباً إصابةً أقعدتكَ عن الحركةِ ، ولم يهدأ لكَ جفنٌ ويهنأ لكَ عيشٌ إلا بالدعوةِ إلى نصرةِ قضايا المُسلمينَ ، فكم خرجَ إثرَ دعوتكَ من شبابٍ روّى بدمائهِ الزكيّةِ أرضَ البوسنةِ والشيشانِ وغيرها .

عندما يكونُ الميدانُ أرضاً مُغتصبةً تجدُ أبا سُليمانَ حاضراً رغماً شللهِ ، يُحرّضُ ويُجهّزُ ويدعو ، جهادٌ يُحبّهُ اللهُ ويرضاهُ ، ونُصرةٌ في قضيّةٍ عادلةٍ مُنصفةٍ .

هذا هو أبو سُليمانَ المكّيِّ شفاهُ اللهُ وعافاهُ ، والذي إذا رأيتهُ رأيتَ النّورَ يشِعُّ ويخرجُ من وجههِ ، ولا تلقاهُ إلا ذاكراً شاكراً ، برغمِ مُصابهِ وأليمِ حالهِ .

والآنَ في زحمةِ هذه العمليّاتِ الآثمةِ التي وقعتْ في بلادِنا ، خرجتْ دعواتٌ كثيرةٌ لوقفِ العنفِ ، والرّجوعِ إلى الحقِّ والإنصافِ والعدلِ ، أطلقها مشايخُ ودعاةٌ ورجالُ فكرٍ ، وباركَ تلكَ الدعواتِ وأثمرها العفوُ الذي صدرَ من المسئولينَ ، ممّا نتجَ عنهُ مجموعةٌ من الشبابِ الذين سلّموا أنفسهم .

لكنَّ أبا سُليمانَ لهُ شأنٌ آخر .

الشيخُ أبو سُليمانَ لم يكنْ سجيناً في إيرانَ كما زعمَ البعضُ ، بل كانَ حرّاً طليقاً ، متوارياً عن النّاسِ ، بعدَ نشرِ صورتهِ في الفلمِ الذي بثّتهُ قناةُ الجزيرةِ ، فآثرَ البعدَ والنّجاةَ ، خاصّةً بعدَ سقوطِ أفغانستانَ إثرَ الغزوِ الأمريكيِّ عليها ، ومكثَ مع أهلهِ في إيرانَ بعدَ أن فقدَ جميعَ أوراقهِ الثبوتيّةِ ، حتّى يجدَ مخرجاً للأمرِ الذي وقعَ فيهِ .

وتسليمهُ لنفسهِ الآنَ ، وهو الرّجلُ المعروفُ في أوساطِ الشبابِ المُجاهدِ ، سيكونُ لهُ أثرٌ كبيرٌ في تجفيفِ منابعِ دعاةِ العنفِ ، فالشيخُ رجلٌ مُجاهدٌ وصاحبُ علمٍ وعِبادةٍ وسابقةٍ ، وليسَ بالرّجلِ الغمرِ أو الجاهلِ ، بل هو مُحكّكٌ مُجرِّبٌ للأمورِ ، كما أنّهُ صاحبُ خبرةٍ في أرضِ الجهادِ ، وليسَ مثلَ أغلبِ الشبابِ المطلوبينَ الآنَ ، والذين هم من صِغارِ السنِّ وقليلي العلمِ ، وهو بتسليمهِ لنفسهِ يُقدّمُ الدليلَ الأكبرَ على أنَّ العلمَ والعقلَ والتجربةَ تدعو إلى كفِّ الفتنةِ ، وحسرِ مدّها ، والرّجوعِ إلى حظيرةِ الجماعةِ ، والتنازلِ عن المصالحِ الآنيّةِ الشخصيّةِ لأجلِ مصلحةِ الأمّةِ جميعِها .

والشيخُ قد اختارَ تسليمَ نفسهِ طائعاً مُختاراً ، بعدَ مُفاهماتٍ جرتْ بخصوصهِ وخصوصِ حالتهِ مع بعضِ المشايخِ ، ولا يبحثُ عن شهرةٍ أو مجدٍ شخصيٍّ على حسابِ الأمّةِ وحالتها ، ولو شاءَ أن يكونَ رأساً في هذه الفتنةِ لفعلَ ، فهو صاحبُ قولٍ مسموعٍ ورأي مُطاعٍ في أوساطِ الكثيرِ من شبابِ الجهادِ ، ولكنّه بحثَ عن ما يقرّبُ إلى اللهِ تعالى ، ويُجافي عن الإثمِ والعدوانِ ، واختارَ طريقَ الجادّةِ فوُفّقَ وهُديَ .

لماذا يفتري البعضُ ويزعمُ أنَّ أبا سُليمانَ قد تمَّ تسليمهُ من إيرانَ ؟ ، ولماذا يُهاجمُ شيخُنا : سفرٌ الحواليُّ ، أو الأخُ : أبو عليٍّ الطائفيُّ حسنٌ الحارثيُّ ، أو غيرهم من الذين يسعونَ في وأدِ الفتنةِ وكفِّ العنفِ ؟ .

إذا كانَ الشيخُ : أبو سُليمانَ قد تسليمهُ من إيرانَ ، فلماذا تأخّرَ التسليمُ إلى هذهِ اللحظةِ ؟ ، خاصّةً وأنَّ الشيخَ موجودٌ في إيرانَ منذُ سنتينِ وتزيدُ ، فإذا كانَ مسجوناً ثمَّ طوالَ هذه الفترةِ ، فعلامَ جاءَ وقتُ تسلميهِ هذه الأيّامَ ؟ ، أوليسَ الأحظُّ والأفضلُ أن يُسلّمَ من قبلُ ؟ ، ولماذا يصرّحُ للجهاتِ الإعلاميّةِ ويتحدّثُ معها عن تسليمهِ لنفسهِ طواعيّةً واختياراً ؟ .

هذه شِنشنةٌ نعرفُها من أخزم ، والشيخُ سلّمَ نفسها طاعةً للهِ عزَّ وجلَّ ، ثُمَّ طاعةً لمن ولاّهُ اللهُ أمرهُ من ولاةِ الأمرِ ، هكذا صرّحَ الشيخُ في اللقاءِ الذي جرى معهُ ، وهذا الإذعانُ الموفّقُ من الشيخِ وتسليمهُ لنفسهِ ، سيتركُ أثراً كبيراً لدى النّاسِ ، فالشيخُ صاحبُ علمٍ ومنهجٍ سليمٍ ، يعرفُ الأدلةَ ويفهمُ الشرعَ ، ويُعلنُ بهذا أنّهُ ضدَّ الأعمالِ التخريبيّةِ التي تجري في هذه البلادِ المُباركةِ ، وأنّهُ يقفُ في صفِّ ولاةِ الأمرِ وأهلِ العلمِ ، ويضعُ يدهُ في يدهم في مُحاربةِ هذه الفتنةِ واستئصالِ مادّتها .

في كُلٍّ مرّةٍ يُسلّمُ شخصٌ نفسهُ يخرجُ لنا من الجهلةِ من يصوغُ القصصَ المُضحكةَ ، ويُلفّقُ الأحاجيَ المُخجلةَ ، ليصدَّ النّاسَ عن الحقيقةِ ، ويُعمّي عليهم الواقعَ المُشاهدَ ، وهذا – والذي لا إلهَ إلا هو – أمرٌ خطيرٌ جدّاً ، وهو من السعي في الفتنةِ باللسانِ ، والذي جعلهُ أهلُ العلمِ من الصحابةِ وغيرهم أشدَّ من فتنةِ السّنانِ ، وذلكَ أن فتنةَ اللسانِ هي وقودُ فتنةِ السيفِ والسّنانِ .

في سننِ أبي داودَ والترمذيِّ وابنِ ماجه من حديثِ ابنِ عمرَ – رضيَ اللهُ عنهُ – مرفوعاً : " تكونُ فتنةٌ وقعُ اللسانِ فيها أشدُّ من وقعِ السيفِ " ، وقالَ عبدُ اللهِ بنُ عبّاسٍ – رضيَ اللهُ عنهما - : إنّما الفتنةُ باللسانِ وليستْ باليدِ ، وثبتَ في سننِ الترمذيِّ من حديثِ عُقبةَ بنِ عامرٍ الجُهنيِّ – رضيَ اللهُ عنهُ - أنّهُ سألَ رسولَ اللهِ – صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ – : ما النجاةُ ؟ ، فقالَ : " أمسكْ عليكَ لسانكَ ، ولْيسعكَ بيتُكَ ، وابكِ على خطيئتكَ " .

فمن كانَ يعتقدُ أنَّ لسانهُ وقولهُ صنوُ الكِتابِ المُنزّلِ وقرينُ الحديثِ الشريفِ ، فلْيقلْ ما شاءَ أن يقولَ ، ولْيبوءَ بإثمِ من يُضلّهُ ويحولُ بينهُ وبينَ مراجعةِ الحقِّ ، والطريقُ إلى النّارِ مُمهّدةٌ مفروشةٌ ، تهدي إليها الألسُنِ والأقوالُ ، كما في المسندِ والسننِ من حديثِ مُعاذٍ – رضيَ اللهُ عنهُ – مرفوعاً : " وهل يكُبُّ النّاسَ في النّارِ على مناخرهم إلا حصائدُ ألسنتهم ؟ " .



إذا كانَ وراءَ تسليمهِ لنفسهِ الأميرُ : مُحمدُ بنُ نايفٍ ، أو شيخُنا : سفرٌ الحواليُّ ، أو الأخُ : أبو عليٍّ الطايفيُّ ، أو غيرهم ، فلا نقولُ لهم إلا : جزاكم اللهُ خيراً ، وسدّدَ اللهُ خطاكم ، وأحسنَ أعمالكم ، وزادكم رفعةً وفضلاً ، وباركَ في جهودكم ، فجهودكم هذه جهودٌ لا تُكفرُ ، وأفعالُ خيرٍ وبرٍّ تشكرُ ، وواللهِ لوجودُ الشيخِ : أبي سُليمانَ المكّيِّ في بلادهِ ، وسطَ ولدهِ وزوجهِ ، خيرٌ لهُ من وقوعهِ في يدِ الأمريكانِ أسيراً ، بل هو خيرٌ لهُ من بقاءهِ في إيرانَ شريداً طريداً .

ومّما يؤسَفُ لهُ أنَّ هذه المجموعةَ قد نابذتَ جميعَ أهلِ العلمِ العِداءَ ، ووقعوا في أعراضهم بالثلبِ والشتمِ ، وفي أديانهم بالمُداهنةِ والنفاقِ ، وحقّروهم وحقّروا من شأنهم ، وهذا والعياذُ باللهِ من أشأمِ ما يكونُ على النّفسِ ، أن يُعرضَ عن أهلِ العلمِ ، ويُرموا في دينهم وديانتهم ، وفي حديثِ سهلِ بنِ سعدٍ الساعديِّ – رضيَ اللهُ عنهُ – مرفوعاً : " اللهمَّ لا تُدركني زماناً ولا أُدركهُ ، لا يُتبّعُ فيهِ العالمُ ، ولا يُستحيَ فيهِ من الحليمِ ، قلوبهم قلوبُ العجمِ ، وألسنتهم ألسنةُ العربِ " رواهُ أحمدُ .

وإذا كانَ أهلُ العلمِ والمعرفةِ راجعوا أفكارهم وآراءهم ، وبيّنوا خطأ بعضِ فتواهم ، من أمثالِ المشايخ ِ : الخضيرِ والفهدِ والخالديِّ ، ولحقهم الآنَ الشيخُ : أبو سُليمانَ ، فماذا بقيَ لدى البقيّةِ الباقيّةِ من الشبابِ ، والذين لا حظَّ لهم من العلمِ إلا النظرُ في أسفارِ الكُتبِ ، والقراءةُ في الدواوينِ ، فلْيعتبروا بغيرِهم ممن لهم سابقةٌ وفضلٌ وجهادٌ ، ولْيعلموا أنَّ الصبرَ هو الواجبُ وليسَ الخروجَ وإشهارَ السّلاحِ ، وفي زمنِ الحجّاجِ بنِ يوسفَ ، وهو المُبيرُ المعروفِ والطاغيةُ الشهيرُ ، كانَ الصّحابةُ يأمرونَ بالصبرِ عليهِ وعلى شرّهِ ، ويُحرّمونَ الخروجَ عليهِ ، مع أنَّ هناكَ من أهلِ العلمِ من كفّرهِ – كما نقلَ ذلكَ ابنُ تيميّةَ رحمهُ اللهُ - ، ولهذا قالَ أنسُ بنُ مالكٍ – رضيَ اللهُ عنهُ - لما شكا إليهِ بعضُ النّاسِ الحجّاجَ : " اصبروا ، فإنّهُ لا يأتيكم زمانٌ إلا والذي بعدهُ شرٌّ منهُ ، حتّى تلقوا ربّكم – عزَّ وجلَّ – سمعتهُ من نبيّكم – صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ – " والحديثُ في الصحيحِ .

فهل فينا حرصٌ على الدينِ والملّةِ والشرعِ أكثرُ من حرصِ هذه الصحابيِّ الجليلِ ؟ ، وهل نحنُ في زمنٍ أشدُّ من زمنِ الحجّاجِ ؟ ، وهل الذين خرجوا على النّاسِ الآنَ هم أدينُ وأطوعُ للهِ من الذين كانوا في زمنِ الحجّاجِ ؟ .

وفي سُننِ أبي داودَ من حديثِ عُبادةَ بنِ الصّامتِ – رضيَ اللهُ عنهُ – عن النّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ – قالَ : " من قتلَ مؤمناً ، ثُمَّ اغتبطَ بقتلهِ لم يقبلِ اللهُ منهُ صرفاً ولا عدلاً " ، وقد سألَ خالدُ بن دهقانَ – أحدُ رواةِ الحديثِ – يحيى بنَ يحيى الغسّانيَّ عن قولهِ : " اغتبطَ بقتلهِ " ، فقالَ : هم الذين يقتتلونَ في الفتنةِ ، فيقتلُ أحدهم ويرى أنّهُ على هدىً لا يستغفرُ اللهَ منهُ أبداً .

ومن تأمّلَ في حالِ هذه الأحداثِ الأخيرةِ ، ونظرَ إليها بعينِ الإنصافِ والعدلِ ، سيرى أنَّ أكثرَ من قُتلَ فيهم هم من المسلمين المعصومينَ ، الذين حرّمَ اللهُ دمائهم وأموالهم وأعراضهم على جميعِ الأحوالِ - إلا في حدٍّ أو ردّةٍ أو قصاصٍ - ، جعلَ ذلك سواءً ، لا فرقَ بينَ المالِ والنفسِ والعرضَ في الحرمةِ ، فهل يُعقلُ أن تكونَ هذه الأعمالُ محبوبةً للهِ ، تُوجبُ الزلفى إليه والنعيمَ لديهِ ، وهي من الأعمالِ التي تستبيحُ دماءَ الرّكّعِ السُجّدِ من المُسلمينَ ؟ ، واللهِ لو لم يكنْ من دليلٍ على ضلالِ هذه المجموعةِ – هداهم اللهُ – إلا قتلهم للمُسلمينَ لكفى بهِ دليلاً ، فكيفَ وقد اشتملَ على أمورٍ أخرى عظيمةٍ ؟ .

إنَّ المكوثَ في السجنِ العمرَ كلّهُ أهونُ من لقاءِ اللهِ بدمٍ حرامٍ ، والمؤمنُ لا يزالُ في فسحةٍ من دينهِ ما لم يُصبْ دماً حراماً ، والدمُ الحرامُ سواءٌ في الحرمةِ لا يُبيحهُ التأويلُ ولا يُجيزُ إراقتهُ الخطأ ، بل الموتُ وفناءُ الجسدِ خيرٌ من السعي في فتنةٍ دهماءَ تطولُ دينَ النّاسِ ومعاشهم ، وفي مُسندِ الإمامِ أحمدَ من حديثِ محمودِ بنِ لبيدٍ ، أنَّ رسولَ اللهَ – صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ – قالَ : " اثنانِ يكرههما ابنُ آدمَ : يكرهُ الموتَ ، والموتُ خيرٌ للمؤمنِ من الفتنةِ ، ويكرهُ قلّةَ المالِ ، وقلّةُ المالِ أقلُّ للحسابِ " .

ولا يخدعنَّ أحدَكم كثرةُ الأتباعِ ، أو رواجُ الأمرِ على بعضِ النّاسِ ، فإنَّ الأمرَ ربّما راجَ وانتشرَ وهو في نفسهِ من أوضحِ الواضحاتِ ، وإنّما ذلكَ لقلّةِ حظِّ النّاسِ من العلمِ والفهمِ ، وضعفِهم أمامَ الشبهةِ ، ولا أدلَّ على ذلكَ من رواجِ فتنةِ المسيحِ الدجّالِ – لعنهُ اللهُ – على بعضِ النّاسِ ، وتصديقهِ لهُ ، مع أنّهُ من أكثرِ الفتنِ ظهوراً ووضوحاً ، وحالهُ من الشُهرةِ بحيثُ لا يخفى على أحدٍ ، فكيفَ بما عداهُ من الفتنِ التي تهونُ وتحقرُ عندَ فتنتهِ ؟ ، فالاتباعُ والنّاسُ ورواجُ الأمرِ ليسَ دليلاً على صحّةِ الطريقِ والمنهجِ ، وإنّما يُردُّ الأمرُ إلى أهلِ العلمِ العارفينَ بهِ ، والحمدُ للهِ أنَّ أهلَ العلمِ الذين ارتبطوا بهذه الفتنةِ أو كانَ لهم بها علاقةٌ ، أعلنوا جميعاً براءتهم منها ورجوعهم عن آراءهم ، بعدما رأوا الأثرَ السيئَ والتوظيفِ الخاطئَ لكلامهم وفتاويهم .

وأختمُ بهذا الأثرِ العظيمِ ، عن عمرَ بنِ الخطّابِ – رضيَ اللهُ عنهُ - ، وهو العالمُ الربّانيُّ والخليفةُ المُلهمُ والصحابيُّ المُحدّثُ ، قالَ سويدُ بنُ غفلةٍ : أخذَ عمرُ بيدي فقالَ : يا أبا أميّةَ ! ، إنّي لا أدري لعلّنا لا نلتقي بعد يومِنا هذا ، اتّقِ اللهَ ربّكَ إلى يومِ تلقاهُ كأنّكَ تراهُ ، وأطعِ الإمامَ وإن كانَ عبداً حبشيّاً مُجدّعاً ، إن ضربكَ فاصبرْ ، وإن حرمكَ فاصبرْ ، وإن أهانكَ فاصبرْ ، وإن حرمكَ فاصبرْ ، وأن أمركَ بأمرٍ ينقصُ دينكَ فقُلْ : طاعةً منّي ، دمي دونَ ديني ، ولا تُفارقِ الجماعةِ .

اللهمَّ ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ ، عالمَ الغيبِ والشهادةِ ، فاطرَ السمواتِ والأرضِ ، أنتَ تحكمُ بينَ عبادكَ فيما كانوا فيهِ يختلفونَ ، اهدنا لما اختُلفَ فيهِ من الحقِّ بإذنكَ ، إنّك تهدي من تشاءُ إلى صراطٍ مُستقيمٍ .

دمتم بخيرٍ .

أخوكم : فتى .

==========
 


قديم(ـة) 15-07-2004, 03:22 PM   #2
الـصـمـصـام
عبدالله
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
الله يجزاك خير بصراحة

أنا ما أعرف الكثير عن هذا المجاهد البطل لكن من شاهد وجهه الذي يشع منه النور

يحبه ويقدره


اللهم كن في عونه
__________________




ياربي ..افتح على قلبي ..
و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك ..
[عبدالله]

من مواضيعي :
آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات )
::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة)

الـصـمـصـام غير متصل  
قديم(ـة) 15-07-2004, 04:38 PM   #3
زعيمه القاعده
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2004
المشاركات: 447
نعم الشيخ الحربي بطل من الابطال
ولكن من قال هذا الكلام اعتقد انه مجهول
وغير بعيد ان يكون سفر
لان المجاهدين الابطال لايسلمنو انفسهم للطواغيت
والشيخ الحربي اسر في ايران
وطلبته الحكومه في هذا الوقت
للاستفاده منه فتره العفو
حتى يسلم المجاهدين انفسهم اقتدا به
والمعروف انه اسر لانه مشلول ولا يستطع
يستطيع الحلركه بسرعه فذهب به محبون الى ايران
واخفوه عن الانضار ولكن قدر الله وماشاء فعل
جزاك الله خير اخي أسد العقيدة
__________________

انا ارهابيه .. وجهاديه..وعن قريب سأكون استشهاديه..
نحن طلاب الجنان لانهاب الموت اما لنا النصر او الشهاده والجنان ..
.*. .*.
لا .. لن يزولَ الحزن من قلبي ولنْ أغدو سعيداً مشرق البسماتِ
حتى أرى نفسي وقد وقفت على أرضِ الجهاد ومَطلع الجبهاتِ
مابين إخوانٍ أُسُودٍ همهم أن يكسروا رأسَ العدو العاتي
راياتهم خفاقةٌ ونشيدهم من أعذبِ الألحانِ والنغماتِ
زعيمه القاعده غير متصل  
قديم(ـة) 16-07-2004, 01:28 AM   #4
سراج الخير
عـضـو
 
صورة سراج الخير الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2003
البلد: .buraydahcity.
المشاركات: 3,435
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
__________________

.
.

لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين..
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ..
استغفر الله وأتوب إليه..
سراج الخير غير متصل  
قديم(ـة) 16-07-2004, 03:02 AM   #5
الداعي إلى الله
عـضـو
 
صورة الداعي إلى الله الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2003
المشاركات: 1,217
اقتباس
المشاركة الأصليّة كتبت بواسطة سراج الخير
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه


وأرنا الباطل باطلاً ورزقنا إجتنابه
__________________
الداعي إلى الله غير متصل  
قديم(ـة) 16-07-2004, 09:28 AM   #6
=> قناص بريدة <=
عـضـو
 
صورة => قناص بريدة <= الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2002
البلد: مملكة { بريدة } العظمى
المشاركات: 729
الله يهدي الجميع
__________________



يمنع وضع الإيميل
=> قناص بريدة <= غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 12:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)