[ابن عساكر]

منتدى الكتّاب> مقالات عامة > يوسف أبا الخيل

العراق الجديد: تبعات غياب المجتمع المدني وصراع البداوة ( 2- 2)

التاريخ: الأربعاء 2004/09/08 م


رأينا في الجزء الأول من هذه المقالة كيف حلل ابن خلدون أحداث المشهد العراقي الحالي بعقلية ومهارة عالم الاجتماع المتمكن من أدوات وآليات تحليله بكل تمكن واحترافية.
وكيف وصل إلى نتيجة مفادها استعصاء مفردات أي احتجاج إنساني على سلاسة الانقياد للدولة عندما ينتظمها خليط متباين من القبائل والعصائب كل منها يدعو إلى أيديولوجيته وينافح عنها ويضحي بحياته ومن تحت يده لتوطيدها بصفتها ممثلة للحق المطلق الكلي الشامل في ظل غياب كامل ومتعمد لروح العصبية العامة التي ينتظر منها ان تنتظم العصائب الخاصة كلها بصفتها العصبية الأم التي يفترض ان تكون بمثابة الفرمانات الموجهة لها حال اتجاهها نحو التحزب الطائفي أو العرقي أو الديني أو أي من مفردات العصائب الهشة التي تحيل الجهاز المناعي للجسم الاجتماعي الذي ينتظمها هشاً هزيلاً غير قادر على منعة نفسه من جحافل الغزو الجرثومي والبكتيري المتقاطرة من كل حدب وصوب كما هو حال المجتمع العراقي الحالي.
ما جرى في مدينة النجف مثلاً من تخندق مسلح ديماغوغي عدمي حول زعامة غضة العود عديمة الخبرة والدراية ومفتقدة لأبسط مبادىء البراغماتية السياسية الواقعية مثل مقتدى الصدر أثمر عن ثورة عدمية قضى الآلاف نحبهم تحت هدير صولجانها وقضت على مقدرات من بقي منهم وانتهت وفق سيناريو معتاد ومجرب يقضي عادة باختفاء اللاعبين الكبار من الحلبة وتركها تترى بشرر كالقصر لمن اعتاد اقتيات الشعارات الساذجة ليشكل احدى الصور الواضحة للتخندق العصائبي وغياب أنموذج المجتمع المدني الذي يتميز فيما يتميز فيه باكتناه ومسامرة ثقافة العصبية أو الفئة الخاصة روحيا والتعاطي والتفاعل مع الدائرة الأم في المجتمع المحيط وأعني بها الدائرة الوطنية واقعيا وعمليا ومن ثم فأي تعاطٍ من أي نوع كان مع الثقافة الخاصة سيترتب عليه إضرار بالمصلحة الوطنية فإن كوابح الدائرة الوطنية الواسعة ستؤتي أكلها فوراً للدفع باتجاه حمايتها ذاتياً من داخل الفرد نفسه الذي تشرب من محيطه وتبرمج على استشعار الضرورة الوطنية حتى غدا صوتها عاليا على كل صوت.
غائية ثورة النجف التي أكلت أخضر ويابس السذج والمعدمين بلا محصلة تذكر لخصها ذلك الشاب الذي لا يملك من حطام الدنيا غير زوجة ورضيع لا يتعدى عمره الستة أشهر إذ قال في المقابلة التي أجرتها معه احدى الفضائيات بأنه على استعداد للموت وزوجته وابنه دفاعا عن مقتدى الصدر فهو لم يستعد للموت دفاعا عن العراق بل من أجل شاب ثائر طامح مستصحب لتراث ديني لبيت عريق، إذ ان من أبرز إفرازات التمحور حول العصائب التي تحدث عنها ابن خلدون تصنيم الأشخاص أحياء وأمواتاً فيستحيل العبث بمقدرات البلاد واصابتها في خاصرتها ضربا من القرابين التي تقدم على مذبح صندمية أولئك الأشخاص المصنمين ولئن شخص ابن خلدون رحمه الله داء مثل هذه المجتمعات التي تتأصل فيها صراعات القبيلة بكافة اتجاهاتها ولم تسعفه علوم عصره وظروف مكانه بوصف الدواء الناجع لأدرانها بوصفها مستعصية على الاختزال لمصلحة عصبية ضيقة واحدة أو مذهب واحد أو حزب واحد كما قرر ذلك واقع الاجتماع الإنساني على مر العصور. فلقد توفر مثل هذا الدواء وبنجاح تام بالتجربة الأوروبية والغربية لما بعد الثورة الفرنسية تحديدا عام 1789م والتي أتت تالية للثورة الأمريكية عام 1776م وممتطية صهوة جوادها والتي جاءت كلها على خلفية عصر التنوير بفلاسفته الكبار الذي ركزت فلسفته على فسح المجال واسعاً لكافة العصبيات والمذاهب لأن تتلبس خيال وعواطف وواقع معتنقيها بالتساوي مع مثيلاتها بحيث يكفل القانون لكافة الطوائف بأن تتعاطى مشاعر وشعائر وطقوس مذاهبها ودياناتها بشكل فردي وجماعي بشرط التماهي مع واقع استصحاب ذات الحق للعصائب الأخرى بأن تتعاطى ممارسة ما تنطوي عليه مذاهبها وعقائدها من طقوس دون خوف أو وجل من سطوة قوى أرثوذكسية متوحشة تختار وقت ممارستها لعباداتها لتجعل من دور العبادة تلك عاليها سافلها على رؤوس مرتاديها لتتركهم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية.
بنفس الوقت فالقانون هناك لا يجعل معيار الاستقطاب للوظائف العامة والمسؤوليات الحكومية قاصراً على البعد أو القرب أو الانتماء لذلك الحزب أو الطائفة أو المذهب كما هو حال العراق الحديث منذ تأسيس دولته العصرية عام 1921م، أو كما هو حال الكثير من دول العالم الثالث التي تستبطن المعيار الطائفي أو الفئوي لتولي المناصب الحكومية بل تجعل المعيار في هذا المجال معيارا وطنيا شاملا يجد فيه كل كفؤ فرصته كاملة لتبوّء أعلى المناصب والمسؤوليات بعيداً عن نحلته أو مذهبه أو طائفته التي تبقى بأدبياتها ومعتقداتها مستبطنة بشكل روحي فردي بعيدا عن أي حراك سياسي أو اجتماعي عام الذي يظل محكوما بمعطيات ومسؤوليات دائرة العصبية الوطنية التي تظل المعيار الوحيد الذي يمكن التحاكم إليه حال الاختلاف أو التفاضل، وبهذا المعيار توطدت الحياة الغربية وتأبد فيها الاستقرار واختفت فيها الحروب الطائفية والدينية إلى الأبد، لأن هذه الحروب لم تكن وفق قواعد الاجتماع الانساني غاية أو مطلبا بحد ذاته بقدر ما هي إفراز طبيعي لاحتقان متراكم عبر السنين جراء اختطاف تلك المذاهب والمعتقدات واختزالها في عصبية واحدة تفرض عليها أدبياتها وتستوحش من مفارقيها أو المشككين بمطلقيتها. ومن ثم فأي أيديولوجية تقدر لها الغلبة والسيادة في مجتمع ما تبدأ أول ما تبدأ به بإخضاع الأيديولوجيات الأخرى لمنطق خطابها اعتقادا منها بأنه وحدها على الصراط المستقيم وما سواها فعلى درب الضلال والهوان سائرون.
لا يمكن لأوروبا مثلاً أن تنسى أو تتناسى تلك الحروب الدينية المرعبة التي جرت خاصة في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين التي جرت بين أبناء ملة واحدة.. التي تأتي مجاز الكاثوليك ضد البروتستانت في فرنسا في أواخر القرن السابع عشر واحدة من أبرز تلك الحروب والتي جرت على خلفية قيام الامبراطور الفرنسي لويس الرابع عشر بإلغاء ما كان يعرف بمرسوم نانت الذي كان ينظم العلاقة بين تلك الطائفتين مُطلقا بذلك أيدي الكاثوليك لتنظيم مجازر وحشية لقرى وأحياء البروتستانت إلى حد ان اضطرت من نجا منهم إلى الهرب إلى بلدان أوروبا البروتستانتية هربا من البطش الكاثوليكي وهو ما حدا بفيلسوف كبير من ألمع فلاسفة عصر التنوير الأوروبي والفرنسي بشكل خاص هو الفيلسوف "فولتير" ان ألّف كتابا اسماه "استحقوا العار" يقصد بذلك عار الاضطهاد الديني المتمثل بقتل البروتستانت واجلائهم من ديارهم لمجرد انهم مختلفون مذهبيا مع الكاثوليك داعيا إلى التسامح الديني وإلى قيام اساس علاقة اجتماعية تركز على عمومية الوطن وخصوصية المعتقد لتخبو بذلك أية آثار لنيران وأحقاد طائفية تحت رماد الاختزال والاختطاف الأيديولوجي تغدو عاصفة ومجلجلة يوم يزاح عنها ذلك الرماد بفعل عوامل خارجية يوم أن تستعصي العوامل الداخلية وهو ما يقف شاهداً في حالة العراق الجريح.

[قمردين]

قبح الله وجهه الزنديق المخذل

[سراج الخير]

الرجاء من الاخوة عدم نقل مثل هذه المواضيع



والسلام ...

[المري]

انه كلام مخزي والرجاء عدم نشره

[برجس]

واااااااااو

والله ياهو صدع براسي

هناك من الكتّاب من يطوع الحرف والكلمه لصالحه ويجعلها تنساب رقراقه لذهن وعقل القاريء

وتجد القاريء يتلذذ بالقراءه رغم وجود كلمات مبهمه وغريبه بالنسبه له .

وهناك ممن يدعون الكتابه ومسك القلم تجدهم يعسفون الحروف عسفا، ويلوون الكلمات ليا ، ويبحثون عن الكلمات الغارقه في الغموض والصعوبه

من اجل ان يقال لهم انه يكتبون للنخبه فقط!!!

وهذا الكاتب اعلاه واحد من النموذج الاخير الذي بليت بهم الانترنت كما بليت بهم الصحافه!!!

ولعدم وجود سوط الناقد الحصيف الذي يلسب ظهور هؤلاء ويعريهم امام القراء

تجدهم يسرحون ويمرحون بلا رقيب وبلا حسيب

بل تجدهم يقلبون الحقائق، ويزورون التاريخ

حسبنا الله ونعم الوكيل .

[مدحت شوقي بريده]

وش يبي ابالحماااااااااااااااااااار هذا ..
يكرمون عيال ابالخيل ان مثل هالسفله يحمل اسمهم ..

سي يو ..