 |
|
|
|
|
|
||
| ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
 |
|
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
08-10-2004, 10:42 PM
|
#1 |
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: في قلب من أحب
المشاركات: 12
|
سياحة في العالم السفلي
بسم الله الرحمن الرحيم
بشيء من الإحباط وبغير قليل من الملل استيقظت صباحي أو إن شئت فقل مسائي لذلك اليوم .. الساعة تقترب من الثالثة عصراً .. صراخ أمي من خلف الباب يكاد يحدث شرخاً في جدار الغرفة .. تثاقل عجيب في نهوضي من السرير .. أوووه .. لم أصلي الظهر .. كذلك الفجر .. الغرفة كأنما مزبلة تنتظر الإحراق .. كتاب التاريخ ملقى على الأرض .. صفحاته تفتحت عن اليمين وعن الشمال .. أحسبها تدعو الله بسرعة الخلاص مني .. قطع الـ(كاكاو) قد تشربتها الأرض مشكلة بقعاً سوداء تضيف إلى (جمال) الغرفة رونقاً وبهاء.. رائحة القرطاس من أثر السيجار (محلي الصنع) قد سيطرت على أجواء تلك الغرفة .. هممت بالخروج .. أووف .. ذلك (الآريل) لايزال معتلياً تلك الشاشة .. لابد وأن أضعه بمكان بحيث لايراه أبي .. فتحت الباب .. توجهت نحو المغسلة .. بسرعة أتصنع فيها الندم على ضياع وقتي الفجر والظهر .. بادرتني أمي : - تريد غداءً أو فطور ؟ - لا أريد شيئاً .. - رأي سديد لو أحضرت لك أرز ولحم وقشطة وعسل .. تركتها وبدأت الوضوء .. لكنها لا زالت في الحضرمة والهمهمة .. تخفض صوتها تارة وترفعه أخرى .. دخلت الغرفة مرة أخرى .. أغلقت الباب .. صليت ست ركعات لا أدري بتسليمتين أو بأربع .. خرجت مسرعاً كأن قارصاً داهمني .. لا تزال واقفة .. أبديت عدم الاهتمام كأن لم أراها .. تبادر هي : - نريد خبزاً لعشاء الليلة .. واصلت المشي وكأن أحداً لم يتكلم .. - ألم تسمع أيها الأصم .. التفت إليها وبشيء من التذمر .. ( خلاص .. الكلام ينقال مرة وحدة ) .. ترررن .. نغمة موسيقية مصدرها جيبي الأيمن .. عدلت (خشتي) وأبدلتها بابتسامة ثم : - ألو .. نعم - أهلاً .. صديقك أمين ينتظرك عند الباب .. - حاضر ثواني وأكون عند الباب .. نزلت مسرعاً لأجد أمامي رهط من الأطفال .. أووف أكيد عمتي رقية موجودة .. إن أطفال الحي لا يجتمعون في بيتنا إلا عند مجيئها .. ولكن لم كل هذا الخشوع من أولئك الأطفال أمام تلك الشمطاء فلا تسمع لأحدهم صوتاً ولا همساً.. إن خشوعهم يكاد يغلب خشوع العباد في سجداتهم .. ولست مازحاً لو قلت بأنه لو طلب من أحدهم بتر ساقه (لا قدر الله ) لطلب أن تبتر وهو يستمع لقصص تلك العجوز .. إن مما يغيظني حقاً هو أن كل قصصها مستهلكة .. ومع ذلك تجد الحماس المنقطع النظير من أولئك الأطفال .. سحبت متكئاً كان يسنده أخي (مهند) على ظهره .. التفت إلي .. (كشر وجهه) .. لكن سرعان ما ابتسم ابتسامة (صفراء) عله أن ينجو من بطش يدي والتي طالما (سيرت) على خديه .. جلستُ وهي تقول .. ( وحملت وكملت ) ثم تتعالى أصوات الأطفال : نريد أخرى .. نريد أخرى .. تضحك العمة وهي تقول : يالهؤلاء الأطفال لا يملون القصص .. أجبتها ولكن بيني وبين نفسي .. المشكلة أن القصة الواحدة تكررت على أسماعهم وأسماعنا قبلهم أكثر من ألف مرة ... يقفز الأكبر من بينهم ورئيس هذه الجلسة ( مهند ) ليقول : نريد قصة الفلاح والكلب الأسود .. إلا أن الصغار منهم أبدوا استياءهم من هذه القصة التي تجعلهم يفكرون طوال الليل ولا ينامون .. إنها تذكرهم بالجن ( هكذا يقولون ) ولكن لا فائدة فقوله نافذ لا محالة .. يصيح أحدهم : - الله يخليك يامهند ما نبي هالقصة .. - موب شغلك .. ((هماه بيتنا)) .. ياخي سد إذانك .. بدأت العمة بسرد تلك القصة وكيف أن الجن خطفوا ذلك الفلاح المسكين وذهبوا به إلى عالمهم ( العالم السفلي ) .. إلا أنني سرعان ما أبدعت بخيالي اللا واقعي بعيداً .. إلى حيث هؤلاء الجن .. جعلت من نفسي ذلك الفلاح .. بدأت أنسج قصة خيالية بطلها ( أنا ) .. أحس أكتافي مثقلة بيدين ضخمتين .. الأرض ترتجف من حولي .. فجأة .. أجدني بأعماق الأرض .. أحسني أهوي بحفرة لا قعر لها .. أريد الصراخ .. أريد البكاء.. ولكن كل ذلك لا أستطيعه .. وأخيراً : ارتطمت بالقاع .. أو هي ارتطمت بي .. لا يهم .. أمامي مخلوقات غريبة .. عجيبة .. مريبة بنفس الوقت .. تجتمع من حولي .. ولكنها بالكاد غير تلك التي رأيتها في (GHOST SHIP) أو THIRTEN GHOST)) أو غيرها من الأفلام الهوليودية التي تحكي عن الأشباح .. يتقدم تلك الجموع مخلوق بدا وكأنه كبيرهم .. أشدهم فظاظة خلقاً وخلقاً .. أو كنت أظن ذلك على الأقل .. صوت مبحوح .. عين مثلثة .. أختها مربعة .. أفطس الأنف .. أصلج الرأس .. كظيم الملامح .. له قرون أشبه بالـ(استيشن) .. يتقدم نحوي ببطء ..يكاد يقتلني بنظراته التي لا تزيغ عني لحظة واحدة .. صرت أرتجف بحيث نقص من وزني نصفه .. تفرقت الجموع .. إلا أنها باتت ترقبني من أعلى السطوح وفتحات النوافذ .. بقينا نحن الاثنين .. أخذ بيدي ومضى .. ظللت ساكتاً أنتظر مصيري المحتوم .. (الزوال) كانت عربات الخيل تمر بجانبنا بكثرة .. إذ هي الوسيلة النقلية الوحيدة التي رأيتهم يستعملونها.. أشار إلى صاحب إحدى العربات بأن قف .. أركبني ثم ركب .. وراح يحدثني عن عالم الجن الجميل .. الطيب .. الهادئ .. وكيف أن الحياة هنا أحسن من حياة الإنسان بكثييير .. أجبته : - جميع المخلوقات تقول ما قلته .. يسبون .. يلعنون .. يقتلون .. يشردون .. وفي النهاية يقولون للعالم نحن الشعب الملائكي الذي لايخطئ .. فمثلاً .. يوجد عندنا (قرد) اسمه بوش .. شبيه جداً بالإنسان بحيث لا تستطيع التفريق بينه والإنسان .. مضى بجيشه نحو أفغانستان فقتل من قتل وشرد من شرد .. ثم مضى نحو العراق ففعل بها مثل ما فعل بأفغانسان وفي الأخير .. - قاطعني قائلاً : - (إلا على طاري قرد) سمعت أن هناك رجلاً عندكم يتمنى أن يكون قرد .. هل حقيق ذلك .. - آآآآخ بس .. يا أبو ثابت .. حتى الجن صاروا يضحكون علينا .. - لم تجب .. هل صحيح ذلك ؟ - نعم نعم .. الكلام صحيح .. عفواً كذب .. لا أدري .. - استجمعت قواي وبذلت كل وسعي لأقول الحق ولو كان مراً .. في الحقيقة أن هذا الرجل شجاع .. شجاع جداً .. قال مالم يستطع أحد قوله من أقرانه فكرياً .. هو مجرد إنسان عرف قدر نفسه .. يعرف أنه لا يستحق أن يكون إنساناً .. يعرف أنه من (القروده وجاي) .. إذاً لم السكوت .. نحن في زمن الحرية .. كنت أظنني خرجت من هذا المأزق بلا رجعة .. وأن كلامي أقنعه بعض الشيء .. ولكن ما إن التفت عليه .. حتى رأيت وجهه وقد بدت عليه ابتسامة (تهكمية) قرأت منها قوله : ( على غيرنا يابو الشباب ) .. آثرت بعدها الانسحاب والسكوت . وبينا نحن غارقين في سكوتنا إذ أقبلنا على سور ضخم لا يرى أوله من آخره .. تتهافت إليه الجموع من كل صوب وفج .. هالني المنظر بحيث لم أستطع السكوت .. فسألته : - ماذاك السور ولمن يكون ؟؟ - قصر يجتمع فيه إبليس يحاسب فيه كل شيطان مقصر ويكافئ فيه كل شيطان مجتهد .. اقتربنا من ذلك القصر .. أوقف العربة جانباً .. نزلنا متجهين نحو البوابة .. انتابني شعور بالخوف .. تذكرت كلام عمتي رقية بأنهم أشرار وأنهم لا يحبون إلا أنفسهم .. وأن عنصريتهم تفوق عنصرية دول أوروبا وأمريكا بأكملها .. يا إلهي .. يارب أنقذني .. صرت أسير القهقهرى بحيث ابتعدت عنه عدة خطوات .. ولكن في النهاية استسلمت للأمر الواقع .. بعد أن تذكرت بأن قضاء الله إذا جاء لا يؤخر .. دخلت مع الداخلين .. حاولت أن أجد لي مكاناً في المقدمة .. علني أظفر برؤية لإبليس بشكله الحقيقي فأكون بذلك أول من رآه .. ومالي من ذلك إرب ولكنه الفضول .. وصلت أخيراً حتى لم يبقى بيني وبين المقدمة سوى صفوف عدة .. لمحت في الصف الأول آدميين اثنين ((وثالثهم كلبهم)) .. تنفست بعض الشيء .. صرت مطمئناً أكثر من أي وقت مضى.. أقسم علي (فضولي) بأن أعرف من هم أولئك ؟ وما الذي أتى بهم ؟ ومتى جاءوا ؟ .. أسئلة كثيرة صارت تحوم في رأسي لم أجد لها إجابة .. هرولت نحوهم .. ولكني صرت إلى أشداء حالوا بيني وبينهم .. حاولت أخرى ولكن دون جدوى .. جلست في أقرب مقعد حولي متمثلاً قول المثل : ( تف عليك حامض ) .. بدأ الحفل أخيراً .. اعتدلت في جلستي .. توجهت بكاملي .. سمعاً وبصراً وعقلاً .. نحو ذاك المنبر الضخم والذي يعتليه مخلوق لا يقل ضخامة عن حامله .. صوته جهوري بحيث يسمعه كل من في القصر .. - على الجميع السكوت .. إبليس يتكلم .. - ضجت القاعة بالتصفيق والتصفير .. آه يا إبليس آه يا إبليس (على وزن .. آه ياحمزة) .. يشير إبليس نحو ذلك (الجني) بأن تعال .. يركض ذلك المخلوق نحو إبليس .. - سم يا طويل العمر .. - ( هماني قايل لك يا ملعون الوالدين ما فيه كلمات إلا بنهاية الحفل) - أبشر طال عمرك .. عفواً .. أيها الحفل الكريم .. يتشرف الآن فرسان هذا اليوم بالسلام على حضرة الأب .. إبليس.. وذلك نظير جهودهم المضنية في سبيل التفريق بين زوجين جمعهما الحب والوئام .. يقف إبليس شامخاً .. تعلو محياه ابتسامة الفرح بهذا الكم الهائل من أبطال اليوم .. يسلم على كل واحد منهم ويشد من أزره .. متمنياً أن يراه في اليوم التالي وقد ((أعان)) على تفريق أكثر من زوجين .. يبادلونه الابتسامة ويعدونه بمضاعفة الجهد .. ثم يعود كل منهم إلى مكانه .. ليرجع بعدها ذلك الجني ويعتلي المنبر مرة أخرى ليعلن عن ضيوف الشرف لهذه الليلة .. - الضيوف أيها الحفل الكريم هم كالتالي : عبد الله السدحان ... ناصر القصبي .. وثالثهم ..عبدالخالق الغانم .. يفصل بين كل اسم من اسمائهم لحظات صمت ليتيح للجمهور التصفير والتشجيع والصراخ .. يتابع كلمته : - يعلم الجمع كله بأنه لم يبقى سوى أيام قلائل ويدخل شهر الصوم .. شهر تقفل من أول يوم فيه كل طرائق الشر أمامنا .. شهر تصفد فيه كل شياطين الجن .. ولكن أملنا بشياطين الإنس كبير .. فلقد عودونا في كل عام بأشياء جديدة تزيد رصيد المتلقي من السيئات وتلهيه عن الله وذكره .. أيها الحفل الكريم ..: كلمة الضيوف يلقيها رئيس الوفد .. ناصر القصبي .. - شكراً أيتها الشياطين الوديعة .. شكراً ألف على ما وجدناه من حفاوة وترحيب .. ونعدكم ونقسم لكم بأن نواصل المشوار الذي بدأناه مهما كانت الظروف والعوائق .. وسترون ما يسركم في هذه السنة .. ولكننا بالتأكيد سنحتاج لدعمكم وتشجيعكم .. وإلى اللقاء .. - يعود أدراجه محملاً بابتسامات قد (تشطب) على إثرها شدقيه .. ليبادله (رجال الأمن) عفواً .. أصدقاءه .. بالمثل .. يعود المقدم ثانيةً ليقول : والآن إلى كلمة الأب الروحي لشياطين الإنس والجان .. إبليس .. - شكراً .. شكراً .. شكراً .. شكر أيها الحضور .. شكراً أيها الضيوف .. وأحب أقول لكم أنتم ناس معروفين .. وآباءكم معروفين .. والخوف (مهوب) منكم الخوف من اللي تحتكم .. وأحب أقول لكم بعد .. إننا ما نسمح لأي أحد أنه يمس شعره وحده من هذا الكيان الغالي على قلوبنا جميعاً .. وراح نكون وراهم إلى أن نقضي عليهم كلهم .. وبالتوفيق .. وشكراً لكم .. ............... ............ ........ ..... ... يقطع حبل الأفكار رنين جوالي ... - ألو .. أنا أمين .. أين أنت أيها الـ(.....) معقول أكثر من عشرين دقيقة انتظار .. هرولت نحوه مسرعاً وأنا أتسائل .. هل صحيح ما يقوله (ناصر) بأنه سيريهم مايثلج صدورهم .. هل سنرى نباحاً أكثر من نباح العام الماضي .. أم أنهم سيوقفون عند حدهم .. أتمنى ذلك لكن لا أظنه سيحصل .. أقفلت هذا الموضوع إلى أن يحين حينه .. وأنا أردد : يا خبر اليوم بفلوس بـ(رمضان) ببلاش .. وختاماً :/ يعلم الله القصد وهو من ورائه .. المجد العصامي أ.هـ |
|
|
10-10-2004, 01:46 PM
|
#2 |
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: في قلب من أحب
المشاركات: 12
|
لا إله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ..
يعلم الله القصد وهو من ورائه .. المجد العصامي .. أ.هـ |
|
|
|
11-10-2004, 11:03 PM
|
#3 |
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: اللهم الــجنة
المشاركات: 1,135
|
, , , ,
رغم وجود بعض التحفظات على السرد ,,
الا انه اسلوب روائي رائع جمعت فيه فن السياق والمضمون والهدف , فجزاك الله خيرا
__________________
اللهم أرحم موتانا وموتى المسلمين .. اللهم انر قبورهم واغفر ذنوبهم , واجمعنا بهم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ,, |
|
|
|
12-10-2004, 12:40 AM
|
#4 | |||||||||||||||||||
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: في قلب من أحب
المشاركات: 12
|
Re: , , , ,
منكم نستفيد يا رعاك الله .. وجزاك الله خير الجزاء .. يعلم الله القصد وهو من ورائه .. المجد العصامي أ.هـ |
|||||||||||||||||||
|
|
|
| الإشارات المرجعية |
|
|
النمط المتتابع
