[ابن حزم]

الحمد لله والصلاة والسلام على خير عباد الله , وعلى آله وصحبه ومن واله , , , تحية طيبة وبعد ....


بداية : للتدرج في الموضوع , فكلمة ( الغواني ) أو (الغانيات ) أو ما يسميه البعض ب ( شراميط ) أو بالعامية ( قحيب )

قد يبدوا الموضوع غريب قليلاٌ , لكن بوجة نظري القاصره هو أهم موضوع ...

فبداية : كلمة ( شرموطة ) بوجة نظري هي اشتقاق من ( شر+ موطى ) ومنها قول الشاعر :

إن الروافض شر من وطئ الحصا ......

وكفى بالروافض فخرا أن يتنافسون باللقب مع هذا الجنس .


بعد ذلك : لعلي أن اطرح النقطه الثانيه في الموضوع , ولعل ان يكون الجواب صادقا بينك وبين نسفك دون اظهاره في ردك يأخي العزيز , فأقول :
مــــاذا تــــعـــــني لــــك هـــذه الــــــكلـــــــمة ( غانية او ما ورد من تسميات أخرى ) ؟؟

هل هي اثارة ؟؟ أم شفقه ؟؟ أم حب ؟؟ أم بغض ؟؟ أم عدو ؟؟ أم صديق ؟؟ أم متعة ؟؟ أم خطر ؟؟

قد يوجد مرادفات كثيرة ومعاني تتراود عند الناس لهذه الكلمة , وطبعا ما تحمل معها من معنى .


خاصة لما قرب مرادها , وأصبح في مراد الكثير او البعض من الناس ..

ولا تستغرب ياأخي القارئ حينما أقول : انها قد لا تحمل عند شخص من الأشخاص أي معنى من ما مطرح او تراود في فكرك فهي كلمة من الخيال , , , لا تحمل أي معنى عند صاحبها , ,

وهذا والله هو سعيد الحظ , الذي لم يعرفها ولا يحاول معرفتها فهو طاهر القلب سليم الدرب .

وفي الوجه المقابل : قد تحمل هذه الكلمة جميع المعاني التي طرحت .

والكلام في هذا يطول .

ولعلنا أن نلخص هذا الموضوع حول نقطه أو نقطتان فقط . كفيلتان باشباع الموضوع واعطائه حقه .

فماهي هي ؟ وما مرادها ؟وصلها وفصلها ؟؟

هذا ماسيكون الكلام عنده عند تتمة الموضوع .

[ابن حزم]

إن هذه الظاهره هي مما ابتلى الله به أمة محمد ( صلى الله عليه وسلم)

ولعل هذه الشخصية هي الصنف الاولى من الصنفان الذين لم يرهما رسول الله , والتي ورد في الحديث انهما من أهل النار . ولنرى قليلا صفاتها , فهن طوال أعناق , كاسيات عاريات مائلات مميلات .

فصلى الله على نبينا محمد , الذي مما تبين من الحديث أحد علامات النبوة , فمن وظائف ( العاهره) أنهن مائلات مميلات .

والتي يطلق عليه البعض ( هز وسط) , ومما يثير الدعابة تشبيه البعض تلك النساء ( بمساطر أبو ريالين ) المتأرجحه .

المهم , انقلبت حياة هذه الفئه فصارت من جند الخفافيش التي تنام النهار وتقوم الليل , , , وشتان :

فثمة هناك فئة تقوم الليل ولكن ركعاَ سجداَ , واستنطق التاريخ يخبرك باخبار الصالحين , وعذرا على طرحهم في هذا الموضوع , ولعل ( رابعة العدوية وآمنة الرميلة ) مثاليين واضحين من النساء الصالحين قوامات الليل .

نعود لموضوعنا : على هذه الفئة , فما أن تغيب الشمس , حتى تأخذ زينتها وتتزخرف , وتخرج أمام هذا الحشد الهائل من الجمهور الذي لا يجيد سواء التصفيق والتصفير , مكاء وتصديه فلا تظهر هذه الغانيه الا بابتسامه تستشف من ورائها الحزن والسعاده المفقوده , وحق لها , فقد أعمى المال و الليالي الحمراء بصيرتها عن طريق الحق ومدارج السالكين .
تخرج هذه العاهره أمام هذه الحشود الهائل , وما ان تبدء الأغاني بالعزف حتى تبدء بالتموج والإتفاف يمنة ويسره , متباهية فرحة مسروره بموافقة هذا الغثاء لها .

أما اصناف الحضور فهما أنواع :
منهم : من ألف هذه البؤر والتجمعات الموبوة فهو قد أدمن عليها ولا يستطيع مغادرتها , كأن المناظر والانوار والحاله هي جزء من دمه تجري في عروقه , نسئل الله العافيه .

الصنف الآخر : صنف أتى للتسليه ولأخذ مراده , فهو يتنقل بين هذه ( المجاري ) مستنشفا منها سعادته , فتراه تاره في الملاهي وتارة في النوادي . يبحث عن جميع أنواع الشقاء .

الصنف الثالث : هو الصنف الذي آراد التجربة , وهذا هو الصنف البرئ الذي يتشرب المحل على كيفة صاحبه الذي آتى به , غير أنه اذا كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان , ما أن يشاهد تلك المشاهد وتلك الاغاني الصاخبه الحزينه التي هي بمثابة السم المعسول الذي ما أن يتسرب الى الجسم حتى يكون جزء لا يتجزء منه .

الصنف الرابع : هو الرأس المدبر والعقل المفكر , هو صديق السوء الذي يهوي بصاحبه هناك , وهو الداعم الاول لمنطقة الهلاك . وهو الوجه الاخر لمالك تلك البؤرة .

نعود إلى حديثنا الأول : أحيانا تكون الغانية مارسةهذه المهنة نظرا للحاجة المادية فتظل معذب , لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء . فهي تعلم تمام العلم أنه فرد مرفوض في المجتمع , وأنه مجرد دمية ما أن ينتهي من الشخص حتى يميها او يعدمها . فتكون أبغض وجه قابله . علاوة على الاوباء التي تتجمع داخلها لقاء سر المهنة .

وإما أن تكون تربية غربية ترى في هذا سعادتها , وهذا هو الجنس الصعب الذي يعاني منه الكثير , فهي أتت بمحض ارادتها . وتلك هي شر فئة .

[الحور]

سدد الله خطاك
وجعل المقال من موازين حسناتك
اللهم آمين
ارجو الدعاء لي بظهر الغيب

[ابن حزم]

حينما خرجت هذه الشرذمة عن المألوف , ابليت شر ابلى , , ,

فلقد فقدت معنى السعادة الحقيقي , فلا أم ترعاها وتتبناها , ولا أب يشرفه أن تكون جزء من شعرات وجهه , ولأخ يشير اليها , ولا حتى خطيب أو زوج يتمناها . . .

إنما هي مرتع للطبقة السفلى من الناس , , ,
فلقد فقدت السعادة الحقيقه وهي العيش تحت ظل اسروي مليئ بجو الرحمة والطمنأنينة والحنان , , ,

ومن ثم , , , سؤال يطرح نفسه لهذه الفئة ( إن حصل وان لا قيتم محباها أو مرتادوها أو ممثلها أو هي بذاتها ) :
قال الامام احمد , موعدكم يوم الجنائز , وإننا نرى تجمع الجمهور هو هذه الفئة كتجمع الذباب على ( .......) فهل ياترى سوف خرج هذا الجمهور والزخم مع هذه الغانية حين وفاتها و موتها ويصلي عليها , هذا اذا قيل أنها من من ينتسبون الى الاسلام , , ,

غير أن لله حكمة وعقوبة دنيوية دون الأخروية , فعلى أنها شرذمة منبوذة من جميع اماكن المجتمع ومبغضه ومتبرء منها , إلا أنها في الوقت نفسه مجمع للأمراض الوخيمة والأوبئة العقية التي وقف الطب الحديث عاجز اليدين عن إحادث أي علاج له , ومن أن يتقدم الطب خطوة عن يفاجئ بملايين الخطوات تتقدم عنه بخروج أمراض جديدة وأعراض عديدة ....

فتكون نهاية هذه الفئة في ( سلة المهملات ) نعم والله في سلة المهملات ,, ,

أين تذهب , يسرع الفندق بسحب أذن سكنها ويحاول ارسالها الى موطنها , فتبقى حبيست الروح والنفس والجسم والمال , , ,

تصارع نفسها , بل حتى لو كان قد جمعت بعض المال , فمن سيحاول أن يأخذه , , وقد حلت لعنة رب العالمين عليه .


وأخيرا : مه هذا كله فإني أحيانا لا ألوم هذه ( الماجنة ) نعم ؟!!

فلقد أخذت منذ نعومة أظفارها إلى هذه المهنة حتى استلطفتها , وجرت في أعماقها , , ,

فإنك تنظر إليها وهي تلف ذهابا وإيابا بين عشاقها ظانة أن الأمر غنية سهلة وأن هذا هو من محض رزقها , , ,

غير أن هناك فجوة في قلبها لم تحاول معرفة ما يملأها ولن تحاول لأن اصحابها قد كبلوها وأعموها عن ذلك , , ,

فأنت والله تنظر اليها بمنظارين : منظار الشفقة والرحمة , ومنظار تذكر نعمة الله عليك , , , وحفظه لعرضك وشرفك .

وإن من العيب تمام العيب أن نعلم أنه اذا جهلت هذه الفئة سر الخلق وسبب الحياة , فالتعلم أن أكابر مرتادوا هذه المناطق هم أحفاد الصحابة , أهل الخليج .

قال الأمام الشافعي رحمه الله :
من يزن يزن به ولو بجداره * إن كنت ياهذا لبيب فافهم .


ختاما : عذرا على ما بدر من إطراء تجاوز الحد المعلوم في هذا الموضوع من كلامات سوقية , وإنما طرحت الموضوع لجدل كان بيني وبين احد محبي تلك المناطق , , , ولنتذكر أنه دين علينا , ولنا في العراق خير مثال , , , نسئل الله أن أن يعيد للأمه مجدها , , ,
عذرا مرة أخرى على التقصير , فهذا ماجادة به نفسي , والله اعلم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته