[السابق]

بقلم : محمد جربوعة.


أولا نعتذر لزبائننا الكرام ، فقد تم انتقالنا إلى فرع المسلخ العالمي لراصد بالكويت ، للقيام بمهمة سلخ مستعجلة هناك، و نحن لا نستطيع تأجيل العملية لأن كل الإجراءات و التدابير اتخذت لذلك، و تم ربط المعني بالأمر إلى الكرسي الهزاز ، عفوا الكرسي الكهربائي ... فقد نشرت جريدة السياسة الكويتية مقالا لمعد الشمري
بعنوان (في الفلوجة .. مازالت " أيدلوجيا البعث " تعبث بعقول المواطنين)... و لم أتعجب كيف قبلت الصحيفة المذكورة نشر المقال و هو مليء بالأخطاء و الركاكة، لأن ما يكتبه أحمد الجار الله ( صاحب الصحيفة ) ذاته ليس أحسن حالا، و (الأقلام على أشكالها ( تسقط )...)... ليعذرني القارئ الكريم قليلا لأقوم بمهمتي المعتادة ، إذ لا بد للأرضية يوميا من مسح و تنظيف، ولا بد لذلك من شخص أو خرقة ....
لاحظ معي قول الشمري : ( العالم يبدو وكأنه قرية صغيرة تجمع تحت سقفها شعوب بلغات وأنماط وسلوكيات مختلفة ).... هل ننبه هذا إلى أن ( شعوبا ) مفعول به ، و أن المفعول به يأتي منصوبا ، و أن الصحيح هو ( شعوبا )لا (شعوب ). يا خسارة
!!!
يقول : ( ولا أعرف لماذا لم يهتز لرجال وعلماء الدين في الفلوجة كتف وهم يشاهدوا بأم أعينهم) هل نقول له راجع درس الفعل المضارع لتعرف أن الصحيح هو ( يشاهدون ) و ليس ( يشاهدوا ) ؟! ألهذه الدرجة رأسك مقفل ؟! عليك بالحبة السوداء فإنها تفتح المخ و تسلك المجاري التي توصل المعلومات إليه ، كما أنها تدر البول ، و تفتق الغدة المسؤولة عن الفطنة .
يقول : (كان ذنبهم الوحيد أنهم جاءوا إلى الفلوجة لمساعدة أهاليها) ... الهمزة على الواو يا شمري ...لا تضحك علينا خلق الله ... فأنت رغم كل شيء محسوب علينا ( حتى و إن كنا نرفضك )...
يقول : (. لم نعد نسمع أونرى أحدا منهم ينبس ببنت شفة عما حدث ويحدث يوميا") ( نر) هنا مجزوم بلم ، و علامة جزمه يجب أن تكون (كما تعلمنا صغارا و لم تتعلم أنت) حذف الألف المقصورة . فإذا كنت لا تعرف كيف ترى ، فكيف يمكن أن ترى ؟! هذه مشكلة .... إذ يبدو أن الرؤية عندك ( زفت ) ، و عليك بالنظارات الطبية و إلا وجدت نفسك يوما ما تحت شاحنة .... عجيب !!! لا يرى و رغم ذلك يكتب في صحيفة السياسة ؟!
يقول : (أيام حكم دكتاتور العراق المقبور صدام) يا ابني ، انتبه جيدا ، ضع نظاراتك ، أنفك في الجدار ... إذ لا يقال (مقبور) إلا لميت ... يقول : (ولا ندري لماذا لا تصدح حناجر أولئك المتأسلمون بفتاوى تحرم قتل العراقيين)...الصحيح أولئك المتمسلمين و ليس المتمسلمون ..أم أن درس المضاف والمضاف إليه قد فاتك أيضا ؟! لا يرى و لا يدري ، ماذا بقي له بالله ؟ هذا يجب إحالته على المتحف فورا و إلا تسبب في حوادث مرور مؤسفة . إذا كنت لا تدري فلماذا تدخل نفسك مع من يدري ؟
غريب أمر هذا الكاتب السياسي ، لا يسمع و لا يرى و لا يدري و لا يحك و لا يصك ولا يفك و كل أجهزته معطلة ، و يحتاج إلى ( فرمتة ) ، و رغم ذلك تجده في الصف الأول .... و فعلا ، لو أحصيت أخطاء اللغة عند معد الشمري هذا لما اتسعت لها صفحات عدة ، لكني أردت أن أضع صورة لعجز الكاتب أمام القارئ ... و لعل ذلك يكفي في كشفه . بمقاله المهترئ والطافح بالأخطاء هذا يريد شخص مثل معد أن يفهمنا أن المقاومة العراقية ليست سوى استمرار لإجرام الرئيس العراقي ، و يستدل على ذلك بكون الفلوجة و الرمادي و تكريت هي معاقل البعثيين إبان حكم صدام حسين . و يبدو أن هذا المسكين من تلك السلالة التي كثيرا ما نراها و هي تجوب الشارع بسيارة مكشوفة على طريقة مشجعي فرق كرة القدم، و هي تضع على جبهتها العلم الأمريكي ... و هذا لا يكاد يخفى ، فللرجل لوعة وحرقة على الجنود الأمريكيين الذين يلقون مقاومة في العراق .
و يسمي الشمري المقاومة بالشذوذ ، فيقول : (تتركز الممارسات البعثية الشاذة في مناطق بعينها كانت هي السبب الأول في مأساة العراق طيلة ( 36 ) عاما" هي الفترة التي حكم فيها النظام الصدامي المقيت العراق بالحديد والنار , ومناطق مثل الفلوجة والرمادي وتكريت وغيرها مما بات يعرف اليوم ب¯(المثلث السني) ).
ثم يعود ليقول أن العراقيين في المثلث السني ليسوا هم الذين يقاتلون أمريكا لكنهم يوفرون الحماية لمقاتلين من الإرهابيين ، يقول : ( كانت التصرفات المخزية لمجرمي الفلوجة والرمادي الذين عاثوا بأراضي العراقي فسادا" وحولوا تلك البقع الجميلة إلى مأوى للإرهابيين وقطاع الطرق بعد أن وفروا لهم كل مستلزمات الحياة وما يضمن لهم القيام بدورهم التخريبي في إيقاف عجلة البناء والأعمار في وطننا الحبيب . ).
أيها القراء هذا الذي يحدثكم الآن ليس هو الحاكم المدني في العراق ، إنه الشمري ( ترب أنفه )... و يعود هذا المشوه فكريا إلى صب جام غضبه على علماء الدين و أئمة المساجد ، إذ هم الذين يصبون النار على البنزين - حسب رأيه - مرة بصمتهم و أخرى بتحريضهم .
يقول : (وإذا كان لنا عتب هنا فهو على رجال الدين أومن يدعي منهم ذلك . لم نعد نسمع أونرى أحدا منهم ينبس ببنت شفة عما حدث ويحدث يوميا" من قتل وأجرام سواء بحق المواطن العراقي أوبحق من جاء لمساعدة العراقيين وإنقاذهم من وسط مستنقع الجهل والتخلف الذي تركهم صدام فيه( هل هناك أتعس من أن ينزل شخص إلى مثل هذا الدرك ؟! إنه يتحدث كعجوز مغسولة الدماغ !!! عجيب أمره !!! الأمريكيون أنفسهم لا يقولون في مجالسهم الخاصة أنهم جاؤوا لمساعدة العراقيين ، بل لتحقيق مصالحهم الخاصة ، و لو كانوا فعلا حريصين على مساعدة البشر لذهبوا إلى من هو أشد بؤسا من العراقيين ، و هم الأفارقة.
يقول هذا الذي رأسه تحت إبطه : (ولا أعرف لماذا لم يهتز لرجال وعلماء الدين في الفلوجة كتف وهم يشاهدوا بأم أعينهم كيف يمثل بجثث أناس مدنيين كان ذنبهم الوحيد أنهم جاءوا إلى الفلوجة لمساعدة أهاليها وإصلاح شبكات الماء والكهرباء ووو... الخ).. لا تعرف لماذا ؟ و هل أنت تعرف شيئا أصلا؟!
أنت المضاف إليه لا تعرف لماذا يأتي مجرورا ، تريد أن تعرف لماذا لا يتحرك رجال الدين في الفلوجة ؟! يا مسكين لماذا لا تحترم نفسك ، و تبحث لك عن عمل آخر شريف ؟! ( قال لا يعرف قال !!!). أنت لا تعرف ، لكننا نعرف ... ( قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون )؟! أليس مضحكا تهريج هذا البهلوان و هو يقول أن الأمريكان جاؤوا لينظموا التيار الكهربائي في العراق ، و يجعلوها 220 فولت بعد أن تلاعب بها النظام السابق؟! ليس هذا فقط ، بل جاؤوا أيضا لشق قنوات مياه الشرب ... ( شكرا... شكرا )...
أتصدقني يا معد الشمري ، لولا أنك نبهتني إلى أن الأمريكان جاؤوا للقيام بهذه التصليحات و التمديدات و الصيانة لما شعرت بذلك ، ما أغباني .. اسألهم إن كانوا يحتاجون إلى مفك ، أو مطرقة !!! نحن إخوة يا رجل ، و يجب أن نتعاون ...أقل واجب علينا أن نساهم بفتح البراغي أو وصل الأنابيب ... إذن هذا هو مشروع أمريكا في المنطقة ؟ أن تقوم بأعمال صيانة ؟ لي عندك رجاء يا شمري ، الظاهر عليك أنك تعرفهم جيدا ، و أنا عندي مشكلة ، فعداد الكهرباء في بيتي فاسد ، و أنابيب الماء تسرب قطرات تزعجني عند النوم ، فلماذا لا تتوسط لي عند الأمريكان ليصلحوا ذلك ؟! و ما الفرق بيني و بين سكان الفلوجة ؟ اقنعهم أنت بمعرفتك... يا شيخ عيب ... ماذا سيقول الذين سيقرؤون ردي هذا عنك ...؟! لماذا تدخل رأسك في جحر لا تعلم ما فيه ؟! الأولى أن تتفرغ لدراستك ، و أن لا تحرق اسمك من الآن ، كما أن التبذير حرام في ديننا ، فلماذا لا توفر ثمن الحبر و الأوراق و تكلفة إيصال المقال إلى صحيفة السياسة ، لتشتري بذلك مراجع لغوية تتعلم بها التفريق بين المفعول به و (الملوخية بالأرانب) ؟!





(منقول) "تم التصرف بالعنوان فقط لدواعي الذوق"