[التويجري]

إن إعدام طفلة بدم بارد أمام أفراد أسرتها تعتبر جريمة كبرى من جرائم الاحتلال الإسرائيلي.. هذا ما جرى حقيقة في منطقة البركة جنوب مدينة دير البلح بقطاع غزة عندما قتل جنود الاحتلال الإسرائيلي الطفلة رحمة أبو شماس (3 أعوام) .
وأكد شهود عيان أن الرصاص الـموجه نحو أفراد العائلة لـم يكن طائشا أو أطلق دون قصد بل أن الرصاص أطلق في اتجاه الأسرة ومن مسافة قريبة جدا ولولا اختباء أفراد الأسرة خلف ساتر عن إطلاق الرصاص لكانوا جميعا ضمن قائمة الشهداء هذه الأحاديث يمكن سماعها بوضوح من أفراد الأسرة الذين نجوا من الـموت لكنهم شاهدوا ابنتهم تموت أمام أعينهم.
يقول والد الشهيدة في حديث لـ" جريدة الوفاق " قبل بدء إطلاق النار بدقائق أنهينا طعام الإفطار وشرعنا في شرب الشاي ...فجأة حدث إطلاق نار شديد بالقرب من الـمنزل الذي يبعد 400 متر فقط من موقع عسكري قرب مستوطنة تل قطيف.
وتابع حديثه وعلامات الحزن والكآبة بدت عليه وقال طلبت من أطفالي أن يذهبوا إلى الحائط ويختبئوا هناك وبالفعل ذهبنا هناك وارتمينا على الأرض وفجأة قامت رحمة من مكانها وذهبت لإحضار كوب الشاي فدوت رصاصة غادرة أصابت رأسها وسقطت على الفور.
وقال بعد أن تغلب على دموعه لـم تصرخ بل سقطت مباشرة وانفصل جزء من رأسها وشعرها وبدأ الدم يتدفق بغزارة ودون وعي بدأت الصراخ طلبا للنجدة وتقدمت إلى ابنتي رحمة حملتها بين ذراعي وبدأت الركض في اتجاه السيارات ونجحت بنقلها من الـمكان إلى الـمستشفى وفي الطريق حاولت أن أوقف نزيف الدم ومحادثتها لكنها لـم ترد علي وهناك فارقت الحياة واستشهدت.
ويقول الوالد كانت رحمة محبوبة كثيرا وتناولت طعام الإفطار وهي تجلس إلى جانبي وحين هربنا هربت معنا ولو عرفت أنها ستحضر الشاي لمنعتها.
ويؤكد والد الشهيدة انه بعد يومين من استشهاد ابنته لا يستطيع وصف الـمنظر البشع لعملية قتلها بل اعدامها بدم بارد.
ويقول أحد أعمامها سنقدم شكوى لكل الـمحافل الدولية والجهات الرسمية على أوسع مستوى ولن نصمت ودمها لن يذهب هدرا ..موضحا ان إطلاق النار كان يرتفع عن سطح الأرض 70 سنتيمترا فقط والقتل كان متعمدا.
ويقول والد الشهيدة الذي لـم يكن مصدقا كان جنود الاحتلال الـمتمركزون في برج الحراسة بالقرب من المستوطنة يطلقون النار بشكل دائم ومرات كثيرة دخلوا منزلنا وأخضعونا للتفتيش والاحتجاز في غرفة واحدة لعدة ساعات لكنها الـمرة الأولى التي يقتلون فيها أحد أفراد الأسرة.