[al_ekleel]

اتصل علي أحد إخواني , وهو بحق يمتلك مساحة شاسعة من قلبي فلاطفني في الحديث وكأنه يمّهد لما سيقوله , بدا لي أن صوته مشوب بالحياء , وكأنه يترّقب ردة الفعل لدي , قال لي : إني أدعوك إلى زواجي يوم الخميس ! قلت : ماذا ؟ زواجك !! قال : نعم , قلت : يعني أخذت على أم عبدالله , والله ما تستاهل تلك الخيّرة ! لكن أسأل الله لك التوفيق , قال : لا أخفيك تهّجم علي كل الشباب وعاتبوني , قلت : لا يضرك الشتم , فالشاعر يقول :
أوسعته شتماً وسار بالإبل , والشتم فيما أعلم ( ليس من موانع الزواج ) وفي تقديري أن المشكلة ليست في الزواج من الثانية , لكن فيما يعقبه ويترتّب عليه " فكثيرون لما أخذوا الثانية مالوا معها , ونزعوا الماضي بعجره وبجره ولبسوا مستقبلاً جديداً , وأخذوا عن بيوتهم وأبنائهم إجازات استثنائيةً إلى أجل غير مسمى " ثم جزاني الله خيراً نصحته بالعدل والإنصاف وأرسلت له هذان البيتان :
لعلك إذ خطبت تكون شهماً ... ولا تغتر بالظـبي الجديد
فإن كمـال أنســك يا حبيبي ... بما تحويه من خلق حميد
يقول لي صاحبي : الله يجزاك خير استأنست زوجتى على البيتين , قلت : ياحليل حريمنا أدناة شئ يرضيهن , لكن المشكلة بنا يالرجال ( وش رأيكم بالإنصاف ؟ ) ثمّ بعد فترة من الزمن أخذ يرسل إليّ أبياتاً شعرية غزلية تفيض رقة وعذوبة وتنساب انسياب الهواء العليل بين خصلات شعر فاتنة ( شقراء ) وهداني تفكيري إلى سر تحوله المفاجئ , وحينها أدركت السبب إنه يريدني أن أرسل إليه أبياتاً غزلية مماثلة كي يتحف بها ( ظبيه الجديد ) على أنها منه , ما أشد " كيـــــــــــد " الرجال !! وعندما أردت أن أرسل إليه الأبيات التي يريد تذكّرت زوجته الأولى ( القديمة ) فرقّ قلبي لحالها وخصوصاً أن الناس ينقلون عني أني أحارب الزواج من الثانية , وأكره الذي يأخذ على ( أم عياله ) هذا بزعمهم !! وإلا فإن أبي تزوج على أمي فهل أكرهه ؟ معاذ الله إنه أبي أحسن تربيتي حتى صرت محبوباً في ( المنتدى ) اللهم اكفني شر العين , المهم قلت في نفسي : لأغيضنّه , فأرسلت إليه عن الموت والقبر والدار الآخرة , تقول الرسالة " ادّخر راحتك لقبرك وقلّل من لهوك ونومك فإن من ورائك نومة صبحها يوم القيامة " فأرسل لي رسالة ثانية غزلية , فأرسلت إليه " يا أخي العدل العدل بين زوجاتك فإن الرجل الذي لا يعدل يأتي يوم القيامة وشقّه مائل " فأرسل لي بعد القليل من التوبيخ وين أبياتك الحلوة ؟ فأرسلت إليه :
توارى بجدران البيوت عن الــورى .... وأنت بعين الله لو كنت تشعر
وتخشى عيون الناس أن ينظروا بها .... ولم تخش عيـــن والله ينظــر
فاتصل علي يكاد ينفجر من الغضب وقال : يا أخي أنت ترسل لي من مسجد وش جاك , قلت : لا بس توي سامع درس وعظي ولم تفارقني آثار الخشوع , قال : ما شاء الله عليك بس أرسل لي رسالتين حلوات شوي , قلت : لا تحاول أنا متضامن مع النساء , وأغلقت جوالي ....

[نائب بلا برلمان]

الله لا يعمينا تضامن مع البنات وش لك بالنساء ...:D :D :D