|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
24-03-2005, 04:43 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 47
|
يوسف أباالخيل يكتب عن الحشاشين الجدد في العراق(جريدة الرياض)
الحشاشون: عودة مظفرة للعراق
يوسف أباالخيل (جريدة الرياض 22/03/2005) يطلق مصطلح (الحشاشين) على إحدى أبرزالفرق الباطنية التي ظهرت في أواسط القرن الخامس الهجري، وقد أسسها الحسن بن الصباح المولود في الري عام 430ه، تميزت هذه الفرقة أوالجماعة باحترافها أعمال القتل والاغتيالات المنظمة لأهداف سياسية متدثرة بغطاءٍ ديني صرف يتميز بقيامه على منظومة متكاملة من الرؤى المتعصبة والانغلاق التام على تفسيروحيد للدين لاترى في الوجود غيره يستحق البقاء أوالتعايش معه. كانت إستراتيجتهم تعتمد على التمترس في القلاع والحصون للاختباء بها وإرسال رسل الموت منها لتنفيذ الاغتيالات الموجهة لكافة من يرونهم عقباتٍ في سبيل تنفيذ ما يهدفون إليه، وكانت أهم تلك الحصون أوالقلاع في تاريخهم ما تعرف بقلعة الموت التي أسسها الشخصية الأبرزفي تاريخهم وهوالحسن بن الصباح، كما كان لهم أيضاً في كل دولة أومدينة تبتلى باحتلالهم لها قلاع وكهوف يتحصن فيها كبارشخصياتهم التي يرسلون منها أدوات التنفيذ المغرربها بوعود في الفردوس الأعلى إن هم نفذوا حزمة الاغتيالات الموكول لهم تنفيذها بحيث يستسهل الغرالساذج ممن أعدوه لهذه المهمة إلقاء نفسه في التهلكة جراء دفع ثمن الجنة الموعود بها من قبل قاطني تلك الكهوف والمغارات . كانت وسيلتهم لتنفيذ مآربهم كما ذكرت آنفاً الاغتيالات المنظمة، وفي سبيل ذلك فإنهم كانوا يعمدون إلى استقطاب الأحداث الصغار إلى حيث معسكراتهم وقلاعهم وغسل أدمغتهم بمعسول الوعد بالشهادة والفوزبالجنة حالما ينجح الحدث في تنفيذ مهمته التي تضطره في أحيان كثيرة للتضحية بنفسه في سبيل قتل من تقرر إغتياله، ولأجل ذلك فقد قاموا بتدريب أولئك الأحداث الصغارعلى الطاعة العمياء والإيمان المطلق الكامل بكل ما يلقيه في روعهم أولئك المخططون المختبئون في تلك الكهوف والحصون، كما كانوا يدربونهم على استخدام كافة الأسلحة والذخائرالمتوفرة في ذلك الزمان، كما أن من أبرزالدروس التي تلقى على أولئك المنفذين أن يحيط الواحد منهم نفسه بآلية معقدة من فن التخفي عن الأنظار والسرية التامة في التحركات وعدم البوح بأية أسرارعن التنظيمات الكبرى ولوأدى الأمرإلى أن يقدم الفدائي على قتل نفسه إتقاء إفشاء سرأو معلومة قد تؤدي إلى نثرمكنونات العناصرالكبرى في التنظيم مما قد يسهل أمرالاهتداء إليهم. هذه الفرقة التي أحدثت كماً هائلاً من الفزع والقلاقل في طول البلاد التي سامرتها مصائبهم وعرضها عادت لتولد من جديد في أرض الرافدين بنفس المواصفات والتنظيم وبإستراتيجية تكاد تكون متطابقة مع أسلافهم، يؤيد ذلك كم التقاريرالتي باتت تصل بشكل متواترعما يفعلونه بالعراقيين البسطاء من أعمال مرعبة تحت غطاء بسط الشريعة وحماية الحوزة الإسلامية، من تلك التقاريرالتي ألفيناها تتواترأخيراً ما يتحدث عما بدأ يحصل للحلاقين في شوارع بغداد من قتل وترهيب وإزهاق للأنفس جراء قيام هؤلاء الحلاقين بتقصيرأوحلاقة ذقون زبائنهم، وحتى الزبون نفسه ليس بمنأى عن سُمِّية الرعب حال اكتشافه من قبل صبية الحشاشين الجدد متلبساً بجرم تقصيرشعرلحيته أو حلاقة رأسه بطريقة لاتروق لأولئك الملثمين، أدعوالقارئ الكريم في سياق قراءته لهذا المقال إلى التمعن في التقريرالتالي (كان وقت إغلاق محل حلاقة صادق عبد الحسين قد حان عندما دخل رجل يرتدي قناعاً أسود وسحب مسدسه وبدأ في تقليبه بإصبعه على طريقة رجال الكاوبوي، لم يكن المسلح يطارد مسؤولين حكوميين أو متعاونين مع الإمريكان، بل إنه جاء خصيصاً ليعلن رفضه للطريقة التي يقص بها الحلاق شعرزبائنه، وخلال ثوانٍ معدودة فتح الملثم النارمن مسدسه فأصاب الحلاق بجراح غائرة كما قام بقتل معاون الحلاق وأحد الزبائن الذي ساقه قدره التعيس لأن يحلق في تلك الساعة من ذلك النهار. في جنوب بغداد وصلت مخاطرالحياة إلى حد أن عصابات من الناشطين الإسلاميين يأتون إلى الحلاقين مهددينهم بأن ما يقومون به يقع في دائرة الحرام، أي حلاقتهم لحى الرجال أوقصهم شعورالشباب على الطريقة الغربية، وحتى الآن قتل أولئك المسلحون ما يقرب من اثني عشرحلاقاً وجدوهم متلبسين بهذا الجرم !!!!!، أحد الحلاقين ذكرأنه جاء ذات يوم ليجد في محله رصاصة مغلفة برسالة احتوت على تحذيرمفاده أن حلاقة اللحى تعد محرمة، مثلما هو تدليك الوجه أوقص الشعرعلى الطريقة الفرنسية كما حذرت الرسالة من أية محاولة لإزالة الشعربواسطة الخيط!!!! وهددت الرسالة ذلك الحلاق المسكين بأنه في حالة عدم امتثاله لتلك التعليمات فسينفذون به حكم الإعدام، ولم يكن قتل الحلاقين أول المساعي لفرض الأسلوب الطالباني في حكم العراق، ففي الفلوجة وقبل تحريرها من أيدي أولئك المأجورين فرضت تلك العناصرأسلوباً بوليسياً أصولياً متشدداً يعتمد على إلحاق عقاب ماحق بحق الرجال الذين يحلقون لحاهم أوأي إمرأة تتجرأ على الخروج من بيتها حاسرة عن شعر رأسها .. مقتل الحلاق صادق عبد الحسين كان حدثاً غيرعادي إذ قاوم الرجل الموت لمدة أربع وعشرين ساعة كانت كافية لأن يروي فيلم الرعب الذي حدث له عندما كان يحلق شعرأحد زبائنه، وخلال مصارعته الموت وضع المسكين يديه على صدره وبدأ بالصلاة بخشوع إذ كان الرجل على قدرمن التدين في حياته). ما سبق غيض من فيض من تقريرطويل أعده مراسل جريدة النيويورك تايمز ونقلته جريدة الشرق الأوسط في عددها الصادرفي 19/3/2005، وهويوضح إلى أي حد وصل إليه مشروع طلبنة الحياة اليومية في العراق منذ أن استوطن الحشاشون الجدد هناك، بحيث أصبحت الإعدامات تنفذ في الهواء الطلق وعلى مرأى ومسمع من المارة بحق حلاقين بؤساء يكابدون لتوفيرلقمة عيش لأطفالهم، وكل جريرتهم التي استحقوا عليها الإعدام بلا محاكمة قيامهم بتقصيرلحى زبائنهم أوتصفيف شعورهم بطريقة معينة لاترضى عنها الجماعات السيارة من أولئك الحشاشين. ليست تلك الأعمال على بشاعتها وتجردها من كل ما يمت إلى الإنسانية والإسلام بصلة بقادرة على حشرجة الصدورألماً وحسرة مقارنة بردات الفعل تجاه تلك الأعمال، إذ ما زال كثيرمن محترفي أنكرالأصوات في بعض الفضائيات العربية ومن خلفهم ممن يستهلكون بضاعتهم المنتنة من جمهورغارق إلى أذنيه في الديماغوغية يعتبرون تلك الأعمال المرعبة جهاداً في سبيل الله كما لايزالون يعتبرون أولئك الطغمة من حشاشي الزرقاوي وأمثاله بأنهم مقاومون شرفاء يجب التواصي على أعراضهم بالحق، وهذا بيت القصيد في الكارثة التي تحدث في العراق الجريح حالياً، وكأنه لم يكف أولئك المغيبون ما اقترفته الأيدي الطالبانية في أفغانستان من سوءات أضرت بالإسلام والمسلمين قبل غيرهم .. مشكلة العقل العربي وإن شئت الأصولي تحديداً أنه وفقاً لارتهانه لأيديولوجية معينة، فإنه لايستطيع الانفكاك من أسرالثنائية في النظرلمجمل الأمور، فإما حقاً أوباطلاً، وبالقياس عليهما فإما أن تكون مع محترفي القتل والاغتيالات وضد الأمريكان وإما العكس وهو صحيح، وبالتالي فأية انتقادات أوصرخات نذيرضد تلك الأعمال الإجرامية فإنها تعني أنك في المعسكرالامريكي شئت أوأبيت، ولذلك تجد الكثير- حتى من الخيرين الصادقين - يتحرج في أن لايصف أولئك المجرمين بالمقاومين خوفاً من تبعية التهمة بالانجرارخلف المشروع الأمريكي ولذلك فأخف الضررين تجييرفضيلة الجهاد لأولئك الباطنيين الجدد رغم بشاعة وظلامية مشاريعهم. abalkheiL@alriyadh.com |
الإشارات المرجعية |
|
|