عمر / حاطب / ضعينة/ علي /

مؤمن آل فرعون · 24-04-2005, 12:36 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه قصة من أروع وأعجب القصص التي قرأتها شدتني أثناء قراءتي في تفسير ابن كثير لسورة الممتحنة ، فكانت هذه الوقفات الخمس التي اقتصرت فيها على ما يحتاجه العامة ، فركزت على الوقفات التربوية ، ولم أعرج كثير على المسائل الشرعية سواء عقدية أو فقهية فهاك رطباً حان لها القطاف

كان سبب نزول صدر سورة الممتحنة قصة (حاطب بن أبي بلتعة)، وذلك أن حاطباً هذا كان رجلاً من المهاجرين وكان من أهل بدر أيضاً، وكان له بمكة أولاد ومال، ولم يكن من قريش أنفسهم، فلما عزم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على فتح مكّة لما نقض أهلها العهد، أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم المسلمين بالتجهيز لغزوهم، وقال: "اللهم عمِّ عليهم خبرَنا"، فعمد حاطب هذا فكتب كتاباً، وبعثه مع امرأة من قريش إلى أهل مكة يعلمهم بما عزم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من غزوهم ليتخذ بذلك عندهم يداً. روى الإمام أحمد، عن علي رضي اللّه عنه قال: بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها"، فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي كتاب، قلنا: لتخرجن الكتاب، أو لنلقينّ الثياب، قال: فأخرجت الكتاب من عقاصها، فأخذنا الكتاب، فأتينا به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين، بمكة يخبرهم ببعض أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يا حاطب ما هذا؟" قال: لا تعجل عليّ، إني كنت امرأً ملصقاً في قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أتخذ فيهم يداً يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفراً ولا ارتداداً عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنه صدقكم"، فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل اللّه اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". وفي رواية : ( قال عمر : الله ورسوله أعلم ، فبكى ونزلت:{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} (أخرجه الجماعة إلا ابن ماجه).

1- حفظ النبي صلى الله عليه وسلم حقه يوم أن قال : ( إنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل اللّه اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) لم أراد عمر رضي الله عنه قتله ، فللمدرس في المدرسة وإلى معلمي الحلق في محاضنهم التربوية وإلى الأمة تجاه علمائها ( رسالة تقول : الرفق الرفق ، احفظوا الحقوق ) فطالب متميز في مؤسسة تربوية على الصعيدين الأكاديمي والاجتماعي ، وزلَّ في موقف ، فما بالنا نعنفه من أجل أننا نحرص عليه ، والعالم الذي يزل ، ألا نحفظ له حقه ونقوم بنصحه ، فكثير هم الذين يرمون السباب ، ويكيلون الشتائم ، وليتهم أخسروا الميزان ! أما محمد صلى الله عليه وسلم فرجل مغاير جدا ، أي عجب يشدك ؟!! ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) .
2- في إحدى الروايات ( ورد أن حاطب أعطى المرأة 10 دراهم ) لتوصل الكتاب إلى المشركين في مكة
وفي ذلك عظيم فائدة أنه ينبغي أن نعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا أن نؤجل أشهرا ، بل تسمع عن من لايعطي ريالا البتة ، فليتقوا الله في هؤلاء الضعفة ، ولو أحببت أن ترسل هذه الرسالة للمعلم حينما يعد الطالب بالمكافأة ثم يؤخرها حتى يصبح طعمها مرا وغير سائغ شرابها لجاز ذلك .

3- بعد النظر المأخوذ من فعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما منع عمر من قتل حاطب ، فعمر رضي الله عنه أخذته الغيرة لهذا الدين ، أما محمد صلى الله عليه وسلم فكان واسع الأفق بعيد النظر مترو لايعرف العجلة ، فلو عرضت هذه الحادثة على أحدنا لرأيت عجبا عجابا في التعامل معها ، وقل مثل ذلك في الهدنة أو المعاهدات مع دول الكفر ، فحين تجد أن بعض علمائنا المتضلعين يرى ضعف حال المسلمين وضعف شوكتهم ويقول بالمعاهدة من أجل حفظ أمن المسلمين انطلاقا من الحماس للدين وحقن دماء المسلمين والنظر في المصالح والمفاسد ، تجد من يخرج حماسا للدين ويصمهم بالتزلف للسلطان والغش لهذا الدين والمداهنة لملل الكفر ، فأي الفريقين أحق أن يتبع ، فتأمل!
4- لم أجد استبداد عمر رضي الله عنه في رأيه كصنع بعض الناس من التعصب للآراء وخصوصا في مسائل شرعية ، ولا يحمل في جعبته أي دليل ، وإنما عواطف طغت على العقل ، فمباشرة رجع وقال ( الله ورسوله أعلم ) وأعلنها ( أمام عدد من الصحابة ) تجردا من الحظوظ الشخصية ، وبكى رضي الله عنه ، وهو القوي المهاب الذي يفر الشيطان من الفج الذي يسلكه ، بل والظروف تجعله يغتر برأيه ويصر عليه ، فهو الذي نزلت على رأيه آيات كالحجاب والاستئذان وأسارى بدر ، فتنبه لذلك .
5- التثبت في المسألة ( حينما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم حاطبا "يا حاطب ما هذا؟ ) مع أنه عاين الكتاب ، لكنه أراد التثبت خشية أن يكون ألفق تهمة ، فمن منا تعامل مع الأحداث التي تجري في الساحة والأخبار المتناقلة بمنهج اسمه ( فتبينوا) ( فتثبتوا) أن تصيبوا قوما بجهالة .
وينبغي للإنسان إذا حصل له موقف كموقف حاطب رضي الله عنه أن يبادر بكلمة قبل أن يبادر بلكمة كأن يقول ( لا تعجل ) كقول حاطب رضي الله عنه ، أو يقول ( تريث) من أجل إخماد حرارة الموقف .

هذه خمس وقفات وعندي الكثير الكثير حول القصة ولكني أخشى إملالكم ، فادع لكم قطف الجنى من هذه القصة
تم المقال ولله الحمد والمنة

أخوكم مؤمن آل فرعون
Immune_10@hotmail.com

*** فتى الشقه *** · 24-04-2005, 01:43 AM

جزاك الله خيرا !!

وكتب لك الاجر اخي مؤمن آل فرعون !!

ميمون · 24-04-2005, 02:24 AM

بارك الله فيك ونفع بك وجعلك ذخرا لأمتك ..

لحظات جميلة أمضيتها مع ماكتبت ، تمنيت لو طالت ، لا عدمناك ياحبيبنا..

اسمح لي يا أخي فلي رأي في وقفتك الخامسة حيث قلت إنه يؤخذ منها التثبت في المسألة ، ورأيي أنه لايستفاد منها ذلك - مع أني أوفقك الرأي في وجوب التثبت ... الخ - إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أتاه الخبر من السماء ، فكيف يتثبت النبي صلى الله عليه وسلم من خبر السماء ؟؟ هل يعقل أن يكون قد شك في صدق الخبر ؟؟ حاشاه من ذلك وحاشاك من هذا الظن...
إذن قول النبي صلى الله عليه وسلم لحاطب : ماهذا ؟؟ إنما كان تقريرا فقط ..

هذا ظني وأحسبك أعلم مني به ..
وما توفيقي إلا بالله..

أخيرا : زدنا بارك الله لك بما أعطاك فنحن بحاجة لمثل قلمك الفذ .. وشكرا

فيتامين · 24-04-2005, 05:34 PM

أهلا بالأستاذ مؤمن وبالفعل قصة تنثر ألف حكمة وحكمة فمن لآلئ هذه القصة:
1/أن الإنسان بجبلته يميل لولده وماله وهذا لاعيب فيه مالم يوقده لمحرم بل هو علامة كمال وخير ..إلا أنه يكون أحيانا فتنة يفتن بها الله تعالى من يريد من عباده كماكان لحاطب رضي الله عنه وأرضاه

2/قوة إيمان الصحابة الذين ارسلهم الرسول لأخذ الكتاب (وقولهم لتخرجن الكتاب او لنلقين الثيل)ومعنى قولهم هذا ان الرسول ليس كاذبا ولو استدعى الامر ان ننزع ثيابك لنحصل عليه لفعلنا فرضي الله عنهم

3/أن وظيفة الجاسوس في الاسلام محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب مهما كانت حاجة المرء وغايته.

4/وايضاحا للاشكا لالذي تفضل به ميمو وقوله سديد ان الوحي الذي جاء الرسول هو ابلاغه بذهاب الخبر لهم ومع من ؟
ولكن ربما كان حوار الرسول المربي معه صلى الله عليه وسلم ليس من اجل التثبت فقد صدق ميمو ولا التقريرفحسب وانما للبحث عن معلومات اخرى كذلك ولربما ليعلم الامة ان لغة الحوار لغة واجببة في كل شئ وحتى في المسلمات وحتى يزيل الاشكال الذي يطراء على القلوب عند البعض ويعلموا صدقه كقوله (على رسلكم غنها صفية)..هذا ما احسبه واتمنى التوضيح من مؤمن على ميمووعلى ماقلت؟

5/من هذا الحديث نعرف الفرق بين تكفير الفعل وتكفير الفاعل..!
وهذا الحديث صورة لمن يستعجل في اباحة دم امرئ مسلم

6/وهناك اشياء اشار اليها الاخوة

جزاكم الله خيرا
ان صوابا فمن الله وان خطئا فمن نفسي والشيطان

محبكم:
فيتامين

الــنــهــيــم · 24-04-2005, 06:06 PM

بسم الله الرحمن الرحيم ..

الكاتب المتميز مؤمن آل فرعون حفظه الله ونصره ..

لله ِ ما كتبت َ ..

استنتاج رائع .. يدل على فكر ٍ واسع الأفق ..

فكم نحن بحاجة لمثل هذه الاستنتاجات التي توسع المدارك وتنمي بُعد النضر ..

كلنا ربما قرأ هذه القصة ومرت عليه ..

لكن أين َ من يستمد منها هذه المعلومات القيمة ..

كم نحن مسرورون بتواجد الأفذاذ أمثالكـ .. بيننا

دمت َ بخير ٍ

مؤمن آل فرعون · 28-04-2005, 11:12 PM

عزيزي فيتامين وميمو
معكم الحق فيما قلتم ، فجل من لا يسهو ، فتداخلت علي قصة أخرى أراد النبي صلى الله عليه وسلم التثبت من الخبر قبل أن ينزل الوحي عليه ، وأنا أرجع عن ماكتبت وأعلن خطأي في الفقرة الخامسة ، ولدي فيها وقفة هامة وهي تربية الصحابة على مسألة التثبت فمع علم النبي صلى الله عليه وسلم بالخبر عن طريق الوحي إلا أنه أراد تربية الصحابة على التثبت في المواقف قبل الانتقال إلى التعامل معها وهذه الفائدة أرسلها بالدرجة الأولى لكل مسلم ، وبالدرجة الثانية لكل من تسلم مسؤلية تربية أبناء المسلمين أيا كان موقعه .
ولا يمكن القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد التثبت لأنه جاءه الوحي قبل حواره مع حاطب رضي الله عنه ، ولا يمكن القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم علم الخبر لكنه أراد بسؤاله معرفة الداعي ( الغرض ) من كتابة حاطب رضي الله عنه ؛ لأنه قال ( إنه صدقكم ) وهذا يستلزم معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالغرض عن طريق الوحي ، فلايقول شخص لشخص صدق إلا لمعرفته الحق ، كما عجب الصحابة رضوان الله عليهم لما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم ( في الصحيحين) ثم قال له : صدقت ، فقال الصحابة : عجبنا له يسأله ويصدقه ، فهم تعجبوا من التصديق لأنه في العرف أن السائل في الغالب إذا كان أقل من المسؤول فهذا مقام استفسار وإذاكان السائل أرفع من المسؤول فالغالب مقام تعليم ( فكيف يقول صدقت) ، فهم عجبوا من سؤال هذا الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم ويصدقه ( حتى علموا أنه جبريل ) .

ولأخواي الكريمان أوفر الشكر وأجزله على هذا التنبيه الجيد
أخوكم الذي يأمل في توجيهكم له
مؤمن آل فرعون
Immune_10@hotmail.com

أبوفارس الخالدي · 28-04-2005, 11:26 PM

والله متم نوره ولو كره الكافرون ..

شكراً مؤمن .. وتبقى متألق

رغم أنف البعض >> أبو خاااااااالدي زعل معليش ...

24-04-2005, 12:36 AM	#1
مؤمن آل فرعون كاتب متميز تاريخ التسجيل: Apr 2005 المشاركات: 320	عمر / حاطب / ضعينة/ علي / بسم الله الرحمن الرحيم هذه قصة من أروع وأعجب القصص التي قرأتها شدتني أثناء قراءتي في تفسير ابن كثير لسورة الممتحنة ، فكانت هذه الوقفات الخمس التي اقتصرت فيها على ما يحتاجه العامة ، فركزت على الوقفات التربوية ، ولم أعرج كثير على المسائل الشرعية سواء عقدية أو فقهية فهاك رطباً حان لها القطاف كان سبب نزول صدر سورة الممتحنة قصة (حاطب بن أبي بلتعة)، وذلك أن حاطباً هذا كان رجلاً من المهاجرين وكان من أهل بدر أيضاً، وكان له بمكة أولاد ومال، ولم يكن من قريش أنفسهم، فلما عزم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على فتح مكّة لما نقض أهلها العهد، أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم المسلمين بالتجهيز لغزوهم، وقال: "اللهم عمِّ عليهم خبرَنا"، فعمد حاطب هذا فكتب كتاباً، وبعثه مع امرأة من قريش إلى أهل مكة يعلمهم بما عزم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من غزوهم ليتخذ بذلك عندهم يداً. روى الإمام أحمد، عن علي رضي اللّه عنه قال: بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها"، فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي كتاب، قلنا: لتخرجن الكتاب، أو لنلقينّ الثياب، قال: فأخرجت الكتاب من عقاصها، فأخذنا الكتاب، فأتينا به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين، بمكة يخبرهم ببعض أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يا حاطب ما هذا؟" قال: لا تعجل عليّ، إني كنت امرأً ملصقاً في قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أتخذ فيهم يداً يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفراً ولا ارتداداً عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنه صدقكم"، فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل اللّه اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". وفي رواية : ( قال عمر : الله ورسوله أعلم ، فبكى ونزلت:{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} (أخرجه الجماعة إلا ابن ماجه). 1- حفظ النبي صلى الله عليه وسلم حقه يوم أن قال : ( إنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل اللّه اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) لم أراد عمر رضي الله عنه قتله ، فللمدرس في المدرسة وإلى معلمي الحلق في محاضنهم التربوية وإلى الأمة تجاه علمائها ( رسالة تقول : الرفق الرفق ، احفظوا الحقوق ) فطالب متميز في مؤسسة تربوية على الصعيدين الأكاديمي والاجتماعي ، وزلَّ في موقف ، فما بالنا نعنفه من أجل أننا نحرص عليه ، والعالم الذي يزل ، ألا نحفظ له حقه ونقوم بنصحه ، فكثير هم الذين يرمون السباب ، ويكيلون الشتائم ، وليتهم أخسروا الميزان ! أما محمد صلى الله عليه وسلم فرجل مغاير جدا ، أي عجب يشدك ؟!! ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) . 2- في إحدى الروايات ( ورد أن حاطب أعطى المرأة 10 دراهم ) لتوصل الكتاب إلى المشركين في مكة وفي ذلك عظيم فائدة أنه ينبغي أن نعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا أن نؤجل أشهرا ، بل تسمع عن من لايعطي ريالا البتة ، فليتقوا الله في هؤلاء الضعفة ، ولو أحببت أن ترسل هذه الرسالة للمعلم حينما يعد الطالب بالمكافأة ثم يؤخرها حتى يصبح طعمها مرا وغير سائغ شرابها لجاز ذلك . 3- بعد النظر المأخوذ من فعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما منع عمر من قتل حاطب ، فعمر رضي الله عنه أخذته الغيرة لهذا الدين ، أما محمد صلى الله عليه وسلم فكان واسع الأفق بعيد النظر مترو لايعرف العجلة ، فلو عرضت هذه الحادثة على أحدنا لرأيت عجبا عجابا في التعامل معها ، وقل مثل ذلك في الهدنة أو المعاهدات مع دول الكفر ، فحين تجد أن بعض علمائنا المتضلعين يرى ضعف حال المسلمين وضعف شوكتهم ويقول بالمعاهدة من أجل حفظ أمن المسلمين انطلاقا من الحماس للدين وحقن دماء المسلمين والنظر في المصالح والمفاسد ، تجد من يخرج حماسا للدين ويصمهم بالتزلف للسلطان والغش لهذا الدين والمداهنة لملل الكفر ، فأي الفريقين أحق أن يتبع ، فتأمل! 4- لم أجد استبداد عمر رضي الله عنه في رأيه كصنع بعض الناس من التعصب للآراء وخصوصا في مسائل شرعية ، ولا يحمل في جعبته أي دليل ، وإنما عواطف طغت على العقل ، فمباشرة رجع وقال ( الله ورسوله أعلم ) وأعلنها ( أمام عدد من الصحابة ) تجردا من الحظوظ الشخصية ، وبكى رضي الله عنه ، وهو القوي المهاب الذي يفر الشيطان من الفج الذي يسلكه ، بل والظروف تجعله يغتر برأيه ويصر عليه ، فهو الذي نزلت على رأيه آيات كالحجاب والاستئذان وأسارى بدر ، فتنبه لذلك . 5- التثبت في المسألة ( حينما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم حاطبا "يا حاطب ما هذا؟ ) مع أنه عاين الكتاب ، لكنه أراد التثبت خشية أن يكون ألفق تهمة ، فمن منا تعامل مع الأحداث التي تجري في الساحة والأخبار المتناقلة بمنهج اسمه ( فتبينوا) ( فتثبتوا) أن تصيبوا قوما بجهالة . وينبغي للإنسان إذا حصل له موقف كموقف حاطب رضي الله عنه أن يبادر بكلمة قبل أن يبادر بلكمة كأن يقول ( لا تعجل ) كقول حاطب رضي الله عنه ، أو يقول ( تريث) من أجل إخماد حرارة الموقف . هذه خمس وقفات وعندي الكثير الكثير حول القصة ولكني أخشى إملالكم ، فادع لكم قطف الجنى من هذه القصة تم المقال ولله الحمد والمنة أخوكم مؤمن آل فرعون Immune_10@hotmail.com __________________ واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله

24-04-2005, 01:43 AM	#2
* فتى الشقه * عـضـو تاريخ التسجيل: Apr 2005 المشاركات: 16	جزاك الله خيرا !! وكتب لك الاجر اخي مؤمن آل فرعون !! __________________ لا تسب الشقه سبتك العقوبه .. ملفى الطرقي وشداد الركابي HILUX_2400@HOTMAIL.COM

24-04-2005, 02:24 AM	#3
ميمون عـضـو تاريخ التسجيل: Sep 2002 البلد: UK المشاركات: 1,683	بارك الله فيك ونفع بك وجعلك ذخرا لأمتك .. لحظات جميلة أمضيتها مع ماكتبت ، تمنيت لو طالت ، لا عدمناك ياحبيبنا.. اسمح لي يا أخي فلي رأي في وقفتك الخامسة حيث قلت إنه يؤخذ منها التثبت في المسألة ، ورأيي أنه لايستفاد منها ذلك - مع أني أوفقك الرأي في وجوب التثبت ... الخ - إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أتاه الخبر من السماء ، فكيف يتثبت النبي صلى الله عليه وسلم من خبر السماء ؟؟ هل يعقل أن يكون قد شك في صدق الخبر ؟؟ حاشاه من ذلك وحاشاك من هذا الظن... إذن قول النبي صلى الله عليه وسلم لحاطب : ماهذا ؟؟ إنما كان تقريرا فقط .. هذا ظني وأحسبك أعلم مني به .. وما توفيقي إلا بالله.. أخيرا : زدنا بارك الله لك بما أعطاك فنحن بحاجة لمثل قلمك الفذ .. وشكرا __________________ Behind every successful man, there is a woman And behind every unsuccessful man, there are two.

24-04-2005, 05:34 PM	#4
فيتامين عـضـو تاريخ التسجيل: Sep 2003 المشاركات: 1,670	أهلا بالأستاذ مؤمن وبالفعل قصة تنثر ألف حكمة وحكمة فمن لآلئ هذه القصة: 1/أن الإنسان بجبلته يميل لولده وماله وهذا لاعيب فيه مالم يوقده لمحرم بل هو علامة كمال وخير ..إلا أنه يكون أحيانا فتنة يفتن بها الله تعالى من يريد من عباده كماكان لحاطب رضي الله عنه وأرضاه 2/قوة إيمان الصحابة الذين ارسلهم الرسول لأخذ الكتاب (وقولهم لتخرجن الكتاب او لنلقين الثيل)ومعنى قولهم هذا ان الرسول ليس كاذبا ولو استدعى الامر ان ننزع ثيابك لنحصل عليه لفعلنا فرضي الله عنهم 3/أن وظيفة الجاسوس في الاسلام محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب مهما كانت حاجة المرء وغايته. 4/وايضاحا للاشكا لالذي تفضل به ميمو وقوله سديد ان الوحي الذي جاء الرسول هو ابلاغه بذهاب الخبر لهم ومع من ؟ ولكن ربما كان حوار الرسول المربي معه صلى الله عليه وسلم ليس من اجل التثبت فقد صدق ميمو ولا التقريرفحسب وانما للبحث عن معلومات اخرى كذلك ولربما ليعلم الامة ان لغة الحوار لغة واجببة في كل شئ وحتى في المسلمات وحتى يزيل الاشكال الذي يطراء على القلوب عند البعض ويعلموا صدقه كقوله (على رسلكم غنها صفية)..هذا ما احسبه واتمنى التوضيح من مؤمن على ميمووعلى ماقلت؟ 5/من هذا الحديث نعرف الفرق بين تكفير الفعل وتكفير الفاعل..! وهذا الحديث صورة لمن يستعجل في اباحة دم امرئ مسلم 6/وهناك اشياء اشار اليها الاخوة جزاكم الله خيرا ان صوابا فمن الله وان خطئا فمن نفسي والشيطان محبكم: فيتامين __________________ " لايستطيع أحد أن يذكر قائدا عربيا واحدا كان له في ميدان النصر تاريخ إلا وهو متدين إلى أبعد الحدود , ولقد أحصيت عدد القادة الفاتحين فكانوا 256قائدا عربيا مسلما منهم 216من الصحابة و40 من التابعين عليهم رضوان الله تعالى أجمعين ." (محمود خطاب)

24-04-2005, 06:06 PM	#5
الــنــهــيــم عـضـو تاريخ التسجيل: Sep 2003 البلد: بين دفات الكتب ! المشاركات: 11,880	بسم الله الرحمن الرحيم .. الكاتب المتميز مؤمن آل فرعون حفظه الله ونصره .. لله ِ ما كتبت َ .. استنتاج رائع .. يدل على فكر ٍ واسع الأفق .. فكم نحن بحاجة لمثل هذه الاستنتاجات التي توسع المدارك وتنمي بُعد النضر .. كلنا ربما قرأ هذه القصة ومرت عليه .. لكن أين َ من يستمد منها هذه المعلومات القيمة .. كم نحن مسرورون بتواجد الأفذاذ أمثالكـ .. بيننا دمت َ بخير ٍ __________________ [POEM="type=0 color=#000000 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]لمتابعتي عبر التويتر أو الانستغرام: @ibradob[/POEM]

28-04-2005, 11:12 PM	#6
مؤمن آل فرعون كاتب متميز تاريخ التسجيل: Apr 2005 المشاركات: 320	عزيزي فيتامين وميمو معكم الحق فيما قلتم ، فجل من لا يسهو ، فتداخلت علي قصة أخرى أراد النبي صلى الله عليه وسلم التثبت من الخبر قبل أن ينزل الوحي عليه ، وأنا أرجع عن ماكتبت وأعلن خطأي في الفقرة الخامسة ، ولدي فيها وقفة هامة وهي تربية الصحابة على مسألة التثبت فمع علم النبي صلى الله عليه وسلم بالخبر عن طريق الوحي إلا أنه أراد تربية الصحابة على التثبت في المواقف قبل الانتقال إلى التعامل معها وهذه الفائدة أرسلها بالدرجة الأولى لكل مسلم ، وبالدرجة الثانية لكل من تسلم مسؤلية تربية أبناء المسلمين أيا كان موقعه . ولا يمكن القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد التثبت لأنه جاءه الوحي قبل حواره مع حاطب رضي الله عنه ، ولا يمكن القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم علم الخبر لكنه أراد بسؤاله معرفة الداعي ( الغرض ) من كتابة حاطب رضي الله عنه ؛ لأنه قال ( إنه صدقكم ) وهذا يستلزم معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالغرض عن طريق الوحي ، فلايقول شخص لشخص صدق إلا لمعرفته الحق ، كما عجب الصحابة رضوان الله عليهم لما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم ( في الصحيحين) ثم قال له : صدقت ، فقال الصحابة : عجبنا له يسأله ويصدقه ، فهم تعجبوا من التصديق لأنه في العرف أن السائل في الغالب إذا كان أقل من المسؤول فهذا مقام استفسار وإذاكان السائل أرفع من المسؤول فالغالب مقام تعليم ( فكيف يقول صدقت) ، فهم عجبوا من سؤال هذا الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم ويصدقه ( حتى علموا أنه جبريل ) . ولأخواي الكريمان أوفر الشكر وأجزله على هذا التنبيه الجيد أخوكم الذي يأمل في توجيهكم له مؤمن آل فرعون Immune_10@hotmail.com __________________ واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله

28-04-2005, 11:26 PM	#7
أبوفارس الخالدي عـضـو تاريخ التسجيل: Feb 2005 البلد: واحة النجوم المشاركات: 3,304	والله متم نوره ولو كره الكافرون .. شكراً مؤمن .. وتبقى متألق رغم أنف البعض >> أبو خاااااااالدي زعل معليش ... __________________ (يابني أركب معنا ) .. لم أعد أكتب بمعرف [ أبوفارس الخالدي ] وذلك لوجود من انتحل هذا الاسم في منتديات كثيرة وهو ليس لي مع فائق الود والتحية .