بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » منقول /، لفتى الأدغال (( اللهم عجرم نساءنا ))

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-05-2005, 06:11 PM   #1
أسد العقيدة
Guest
 
المشاركات: n/a
منقول /، لفتى الأدغال (( اللهم عجرم نساءنا ))

بسم الله الرحمن الرحيم

يبقى فتى الأدغال قلما سيالا جميلا رائعا ماتعا أترككم مع مقاله الجديد


(( اللهم عجرم نسائنا ))









باتتْ نانسي عجرم في زمانِنا من المعارفِ التي لا تحتاجُ إلى كثيرِ مشقّةٍ في الحديثِ عنها ، فاسمها يكفي في الدلالةِ عليها ، ظهرتْ فملأتِ الدّنيا وفتنتِ النّاسَ ، وأذابتِ القلوبَ والأفئدةَ ، وأعادتِ الشيوخَ إلى صبوتِهم البائدةِ ، وأصابتهم بالمغصِّ العاطفيِّ الحادِّ ، وآيةُ شهرتها هذا الافتتانُ العظيمُ بها وبما تقولهُ وتغنّيهِ ، والاحتفاءُ الباهرُ الذي تجدهُ في حفلاتِها ، حتّى إنَّ أحدَ حفلاتِها حضرهُ ما يزيدُ على 30 ألف شخصٍ ، في بلدٍ عربيٍّ يبلغُ عددُ سجناءهِ السياسيينَ 120 ألف سجينٍ .
يقولُ أبو حيّان في وصفِ جاريةٍ : وهذه شمائلُ إذا اتفقتْ في الجواري الصّانعاتِ المُحسناتِ ، خلبْنَ العقولَ ، وخلسنَ القلوبَ ، وسعّرنَ الصدورَ ، وعجِلنَ بعُشّاقهنَّ إلى القبورِ .

وأظنّكَ – أيّها القارئُ – لو سعيتَ في عملِ استبيانٍ أو حصرٍ للآراءِ ، لرأيتَ في تلكَ القينةِ من الشُّهرةِ ما أخمدتْ بهِ سيرَ النّابهينَ من النّاسِ من ذوي الشرفِ والوجاهةِ ، ولها من الظهورِ ما لا تجدهُ لساداتِ المُفكّرينَ وأساطينِ الثقافةِ ، حتّى إنَّ الفتيةَ الصّغارَ يحفظونَ اسمها ويُردّدونَ أغانيها ، كما لو كانتْ رمزاً قوميّاً أو إرثاً وطنيّاً ، بينما لا يجدُ الباحثُ المجهودُ في بحثهِ وعلمهِ ، مكانةً أو منزلةً أو اعتناءً ، ويعيشُ منتوفَ الريشِ حافيَ المناكبِ ، يستطعمُ من يجودُ عليهِ بطباعةِ بحثهِ أو نشرِ كِتابهِ .

ومهما يكنْ من أمرِ هذه السيّدةِ اللاهثةِ وراءِ السّرابِ ، فإنّهُ يُقبلُ – عقلاً – أن تستميلَ القلوبَ وتعصفَ بالأفئدةِ وتُضرمَ نارَ العاطفةِ ، ولكنَّ الذي لا يمكنُ قبولهُ ، أن يخرجَ على الشاشةِ رجلٌ أسودُ البشرةِ كأنّهُ جون قرنق ، دميمُ الشكلِ إلى الغايةِ ، مُتقادمُ الميلادِ ، لا تعرفُ لهُ بطناً من ظهرٍِ ، وليسَ لهُ صوتٌ يأخذُ بمجامعِ القلوبِ ، ثمَّ يتأبّطُ نساءً متماجناتٍ ، يراقصهنَّ ويراقصنهُ ، ولا أدري كيفَ اتفقَ لهنَّ أن يتمايلنَ معهُ وهنَّ يرينَ فيهِ هذه المنفّراتِ العجيبةِ، وإنَّ واحدةً منها صالحةٌ لأن يكونَ بينهُ وبينهنَّ بعدَ المشرقينَ .

إنّهُ يا سادتي شخصٌ يُقالُ له " الدبلي " ، وإن كنتم لا تعرفونهُ فأنا أعرفهُ ، فهو نديمٌ مؤانسٌ للأمراءِ ، خفيفُ الظلِّ والرّوحِ ، يحضرُ مجالسهم فيُلقي عليهم النّكتةَ والطُرفةَ ويعتاشُ على فتيتِ ما يُلقونَ بهِ إليهِ ، وفي رأيي أنَّ خفّةَ الرّوحِ في دميمِ الخلقةِ أركزُ منها في حسنهِ ، ذلكَ أنَّ الرّوحَ الخفيفةَ والصوتَ الحسنَ ، يكونانِ تعويضاً صالحاً عن البليّةِ بالدمامةِ والقُبحِ ، وأعرفُ من هذا كثيراً ، تجدُ الرّجلَ محروماً من وضاءةِ الحُسنِ وزينةِ البدنِ ، ويُرزقُ عوضَ ذلكَ الفكاهةَ والظّرافةَ ، وربّما رُزقها في صوتهِ فأطربَ وأشجى .

هذا الحيوانَ الاجتماعيُّ – على حدِّ تعريفِ المناطقةِ - جازَ الستّينَ من عمرهِ ، ولمّا دنا أجلهُ وأزِفَ رحيلهُ ، قصدَ إلى بلادِ الشّامِ ، وأخرجَ فيها أغنيةَ الباذنجان ! ، ليُكملَ بليّةِ الأمّةِ في البرتقالةِ وأخواتِها الماجناتِ ، وقد كافحَ مُكافحةً شديدةً وعانى مِراراً ، ليظهرَ بهذه الصورةِ المهينةِ المشينةِ ، فمالهُ – لحاهُ اللهُ – وللنّساءِ يتصابى بين أياديهنَّ ، ويفسدهنَّ ويفسدُ أخلاقَ أُخرياتٍ في بيوتهنَّ ! .

إن كان يحقُّ لنا العجبُ من شيءٍ ، فإنّي أعجبُ من رجالٍ عربٍ مسلمينَ من هذه البلادِ الطّاهرةِ ، ومن أرومةٍ شريفةِ المنبتِ ، يمتهنونَ مهنةَ الإفسادِ والغوايةِ ، ببثِّ العُهرِ والدّعارةِ والشرِّ ، في مواخيرِهم وحاناتِهم الفضائيةِ ، كأنَّ الأمّةَ نفضتْ عنها غُبارَ المذلّةِ والتبعيّةِ ، وفتحتْ مشرقَ الأرضِ ومغربِها ، وزاحمتِ الأممَ جميعاً في الحضارةِ والتقدّمِ ، لتدخلَ فترةَ النّقاهةِ والاستجمامِ ، بينما يحكي واقعنا المؤسفُ جِراحاً نازفةً وأجساداً مُبضّعةً وأنّاتٌ صارتْ ملءَ سمعِ الدّنيا وبصرِها .

تُفاخرُ الأممُ شرقاً وغرباً بالعلمِ والبحثِ والتطوّرِ الحضاريِّ ، ونحنُ نفتخرُ بالنّحورِ والصدورِ ، وبقدرِ ما تقصرُ ملابسُ الرّاقصاتِ في الأغاني والأفلامِ ، تقصرُ حضارتُنا ومجدُنا وشرفُنا ، وتطولُ أيّامُ خصومِنا ومنافسينا ، وإذا أردتَ أن تقيسَ حضارةَ الأممِ فانظرْ أينَ يعيشُ نوابغُها ورِجالُها ومفكّروها ، وهل لهم ظهورٌ وحضورٌ أم لا ، ووازنْ ذلكَ بحضورِ البطّالينَ الزائفينَ ، من أهلِ الرذيلةِ والشرِّ ، ومن غلبَ منهما شهرةً وذِكراً ، فهو – أي ظهورُ من غلبَ منهما - الغالبُ في صناعةِ الحياةِ وبناءِ المُستقبلِ ، وليتَ شعري أي مُستقبلٍ زاهٍ ذلك الذي ينتظرُ أمّةً تُقدّسُ البغيَّ الدّاعرةَ ، وتُذيعُ عورتها صبحاً ومساءً ، بينما لا يجدُ المُثقفُ الواعي فُسحةً من الوقتِ ليقولَ رأيهُ ويُذيعَ فكرهُ .

وعندما سقطَ طاغيةُ العِراقِ صدّام حسين وضاعَ حكمهُ ، خرجَ من الجحورِ والأوكارِ دعاةُ الرذيلةِ ، وبثّوا للعالمِ أقذرَ ما أنتجتهُ مراكزُ التصويرِ الشرقيّةِ من رقصٍ وتفسّخٍ وعُهرٍ ، في الوقتِ الذي يُذبحُ فيهِ الشعبُ العراقيُّ ، ويُغتالُ علماؤهُ ومفكّروهُ ، أمّا هؤلاءِ الفسقةُ فهم في الحفظِ والصونِ ، تحتَ رِعايةِ شركاتِ الأمنِ الخاصّةِ ، فوا أسفاهُ على شعبٍ ضاعَ مرّةً في حكمِ طاغيةٍ مُستبدٍ ، ليضيعَ ثانيةً في غابةٍ من السيقانِ العاريةِ والثُّديِّ النّواهدِ .

إذا كانَ وقفُ هذا العهرِ ضرباً من المُحالِ ، في ظلِّ انحيازِ العديدِ الكثيرِ من الأثرياءِ إليها ، ومُتاجرتِهم بها ، فلا أقلَّ من السماحِ لأهلِ الفضيلةِ والكلمةِ العفّةِ النزيهةِ والبرامجِ الهادفةِ الشريفةِ ، أن يقولوا رأيهم ، ويُظهروا برامجهم ، ويُعطَوا من الفرصِ كما أُعطيَ أولئكَ ، ويُزاحموهم بما لديهم من القدراتِ والطّاقاتِ الكامنةِ ، لا أن يُحالَ بينهم وبينَ النّاسِ ، ويُصرفوا عن القنواتِ والبرامجِ ، بحُجّةِ الترفيهِ ورسمِ البسمةِ .

ومنذُ متى كان أهلُ الخيرِ دُعاةً للعبوسِ والكآبةِ والعزوفِ عن مُتعِ الدّنيا المُباحةِ ؟ ، وهل نجدُ انشراحَ الصدرِ وسعةَ العافيةِ إلا في أكنافِهم ؟ ، وهل رأيتم رجلاً وجدَ ضيقاً في صدرهِ ووحشةً من حياتهِ ، فآوى إلى هذه المواخيرِ الفاسدةِ ووجدَ فيها بُغيتهُ ؟ ، بل واللهِ تُذكي أساهُ وتقتلُ فيهِ العافيةَ ، أم أنّهُ يبحثُ عن أهلِ الخيرِ ليرفعوا عنهُ ضيقهُ ويُزيلوا وحشتهُ ؟ ، فما لهؤلاءِ القومِ لا يكادونَ يفقهونَ حديثاً ! .

ثمَّ من كانَ أكثرَ خراباً للبيوتِ وأسعى في دمارِها ، أليستْ هذه الأغاني الفاجرةُ والأجسادُ المتماجنةُ ، يراها الزوجُ فيهيمُ بها ويغتذي على ملامحِها ، ثمَّ ينظرُ إلى زوجهِ فإذا هيَ تقصرُ في عينهِ عن تلكَ الداعرةِ ، فلا يكادُ يجدُ فيها مُتعةً أو رغبةً ، لتبتدأ رحلةُ الشِقاقِ والخلافِ ، ولو أنّهُ أنصفَ نفسهُ وزوجهُ لعلمَ أنَّ الرغبةَ في الممنوعِ البعيدِ أقوى تأثيراً من مُواقعةِ القريبِ الممتلئ جمالاً وعذوبةً ، وهكذا هي النفسُ تتعشّقُ من لا سبيلَ إلى وصلهِ ، وتنأى عن آيةِ الحُسنِ والكمالِ إذا كانَ في ملكهِ .

وقبلَ أن أدعَ القلمَ يترجّلُ عن صهوةِ جوادهِ ، فإنّي أنصحُ كلَّ متزوجةٍ أن تُعطيَ زوجها حقّهُ ومُستحقّهُ من الرّعايةِ والعنايةِ ، وأن لا تبتذلَ لهُ ملبساً ومظهراً ، بل تخرجُ في غايةِ العنايةِ والتأهّبِ ، وكانوا قديماً يمدحونَ المرأةَ الماجنةَ في بيتِ زوجِها ، فمن كانتْ هكذا فهي المعينةُ لزوجِها ، أمّا من تُقبلُ عليهِ وتُدبرُ عنهُ بأسمالٍ رثّةٍ وخلقةٍ مُتشعثّةٍ ووجهِ مُتجهّمٍ ، فأنّى لها أن تطلبَ منهُ غضَّ البصرِ وكفَّ النفسِ ، وهي التي صرفتْ عنانهُ عنها بإهمالها لهُ وقلّةِ مُبالاتِها بحالهِ ، حتّى إنَّ بعضهنَّ لتتزيّا لبناتِ جنسِها ما لا تتزيّاهُ لزوجِها في غرفةِ نومهِ .

دمتم بخيرٍ .

أخوكم : فتى .

==========

تموتُ النّفوسُ بأوصابها ********* ولم تدر ِ عوّادها ما بها

وما أنصفتْ مهجة ٌ تشتكي ********* أذاها إلى غير ِ أحبابها




شكرا لكم / أسد العقيدة
 


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:14 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)