[مدحت شوقي بريده]

مستعجل
نساؤنا .. لا يردن القيادة..
عبد الرحمن بن سعد السماري


** مجتمعنا.. مجتمع الحوار.. وعادة.. لا يكون المجتمع.. مجتمع حوار إلا إذا وصل إلى درجة عالية من الوعي.. وكان أفراده على مستوى عالٍ أيضاً من الثقافة والقدرة على إدارة حوار وتفهم الرأي الآخر واستيعابه ومناقشته بكل هدوء.

** ومجتمعنا قبل ذلك وبعده.. مجتمع إسلامي..
يعتز أشد الاعتزاز بدينه وبتمسكه بعقيدته وتشبثه بها والدفاع عنها.

** والشريعة الإسلامية.. ليست محل حوار أو نقاش..
هل نقبل بها أو لا نقبل.. أو.. هل نرضى بهذه الشريعة وما فيها أو لا نرضى..

** المسألة .. ليست كذلك أبداً.. بل هو تسليم منَّا بذلك.. عن رضا تام واختيار..
ونحمد الله تعالى.. أن هدانا لهذا الدين.. وجعلنا من المسلمين الذين وفَّقهم الله لهذه العقيدة.. وجعلنا أيضاً.. نتمسك بعقيدة صحيحة صافية.. بعيدة كل البعد عن الخرافات والبدع وما شاكلها.

** من ضمن الأمور التي خضعت للحوار هذه الأيام..
هي قضية قيادة المرأة للسيارة..
وهل نقبل أو لا نقبل.. وهل عُرضت على مجلس الشورى أم لم تُعرض..
وهل هي من اختصاص الشورى.. أم من اختصاص جهات شرعية أخرى؟!

** وهل الشرع يبيح قيادة المرأة للسيارة.. أم لا يبيحها؟
وهل القضية.. قضية شرعية أم اجتماعية؟
وما حجم تقبُّل المجتمع لها؟ وهل كل النساء.. يردن (السْواقه).

** لأننا نعرف.. أن هناك الكثير من النساء ضد قيادة المرأة للسيارة.

** ثم إننا.. نسوق السيارة منذ سبعين سنة كرجال.. لماذا لم تطفح القضية سوى هذه الأيام.. مع أن المرأة كان بوسعها أن تسوق قبل سبعين أو ستين سنة بدون مشاكل!

** لماذا اليوم.. يتم مناقشة قضية قيادة المرأة للسيارة؟

** ثم لماذا بعض الرجال.. جعل القضية.. قضيته هو شخصياً.. وأصبح ينافح ويكافح.. من أجل أن تسوق المرأة السيارة؟

** حقيقة.. لقد أعجبني جداً.. الدكتور حمد الماجد.. نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان.. وأفكاره دوماً تعجبني.. عندما قال وبوضوح..

عدم قيادة المرأة للسيارة.. لا يُعد حقاً ضائعاً.

** قمة الحق والصواب والمنطق..

** كلام دقيق رائع.. لأنه بالفعل.. لا يُعد حقاً ضائعاً أبداً.. فالحقوق معروفة معلومة.. وكونها تسوق أو لا تسوق.. لا يدخل ذلك أبداً في حيز الحقوق المسلوبة أو المأخوذة.

** ورغم أن البعض تصدى للدكتور الماجد.. إلا أنه لم يقدِّم دليلاً قانونياً أو منطقياً.. على أنه بالفعل.. حق مسلوب تستحقه المرأة.

** وفي تقديري.. أن المسألة.. مسألة شرعية هي للعلماء أولاً.. ولهم أن يقولوا كلمتهم فيها أولاً.. قبل أي مجلس آخر أياً كان.

** يجب أن تعرض أولاً.. على مجلس كبار العلماء.. وهم أدرى وأقدر للفصل فيها.. وإذا كانت قضية مباحة وليست قضية شرعية كما يقول البعض.. فستقول ذلك.. الهيئة بكل وضوح وصراحة.. وستقول.. إن القضية ليست شرعية.

** المؤلم.. أن بعض (الرجال) مندفعون لهذا الأمر أضعاف أضعاف.. اندفاع النساء.. مع أن القضية.. قضية النساء أولاً.. ثم إن هناك نساء على مستوى عالٍ جداً من العلم والثقافة والفكر.. ولديهن كامل القدرة على طرح أفكارهن والمطالبة بما يرين أنه حق لهن.. سواء اتفقنا.. على أنه حق.. أم غير حق.

** إن المشاهد .. أن (الرجال) الخائضين في هذه المسألة.. أضعاف أضعاف النساء المطالبات؟

** لماذا؟؟

** حقيقة.. لا أدري؟!!

** ما دمنا اختلفنا حول هذه المسألة.. فلنحتكم لعلمائنا.. ولهم القول النهائي في المسألة.. وعلينا أن نلتزم.

** ولكن.. أعيد طرح السؤالين التاليين مرة أخرى:

** نحن نسوق قبل سبعين عاماً.. فكيف لم تُطرح هذه القضية طوال العقود السبعين الماضية؟

** لماذا طُرحت هذه الأيام وبقوة وبهذا الحجم؟ ولماذا هم الرجال الذين تصدوا لها؟

** ثم.. هل سياقة المرأة للسيارة.. هي نهاية مشاكلها مع المواصلات والطرق.. أم بداية لمشاكل اجتماعية.. من كل جنس ومشاكل أمنية ومرورية ومشاكل أخرى؟

** وأخيراً.. اسألوا النساء.. هل يردن بالفعل القيادة؟

** أجزم .. وأنا واثق من ذلك تماماً تماماً أن أكثر من (90%) من نسائنا.. سيقلن لا.. لقيادة المرأة للسيارة.. ويبقى أقل من (10%) سيقلن ما بين (كله واحد) وبين.. نعم.. وهن الأقل.

** اطرحوا ذلك في استبانات ووزعوهن على النساء.. ستجدوا النتيجة.

** النساء اللاتي في البيوت ويشكلن حوالي (70%) من نسائنا.. سيقلن بكل تأكيد (لا) أيضاً.

** أما العاملات.. فسيقول أكثرهن (لا) أيضاً.

** أما (الرجال) المندفعون لقيادة المرأة للسيارة.. فما الذي ضاع لهم؟ وماذا يريدون؟

** لأن الموضوع ليس قضية وليس حقاً ضائعاً وليس مطلباً.. ولا شيئاً يُضاف للنساء كحق أو كميزة أو كمكسب أو مكتسب.

** إنني شخصياً ومثلي آلاف الرجال.. يتمنون لو أن لهم سائقاً يسوق بهم.. يريحهم من عناء الطريق ومشاكله وحرق الأعصاب ولكن (ضيق ذات اليد) يمنعني من ذلك.. والشكوى لله.

** فلتحمد الله المرأة.. أن لها سائقاً يسوق بها ويوصِّلها.. أياً كان.. زوجاً.. أو أخاً..أو ابناً أو أباً.. أو حتى (سائقاً).. فماذا تريد من مشاكل الطريق وتبعات القيادة.. من مخالفات وحوادث وخناقات؟


انتهى ..

-------------------------

[عين الفهد]

أحسنت أخي (مدحت )على طرح هذا الموضوع..

[تهاويل]

والله انك صاز يالمصري ...

لقد شدني موضوعك الجميل الذي حمل في طياته كل معاني الغيره على بنات هذا البلد ...

تحياتي لك ايها الرائع ...

[مدحت شوقي بريده]

عين الفهد ..
والشكر موصول اليك اخي على مرورك الكريم ..




تهاااااااويل ..
هذا الموضع من اطروحاااااااااااااات الكاتب عبدالرحمن السماااااااري في جريدة الجزيره ..
وشكراً لم على مرورك الكريم ..

[سيف الشجاعة]

جزاك الله خير على النقل

[قمردين]

جزاك الله خيرآ على المقال
رساله الى بني علمان

[المتحرك]

جزاك الله خير اخي الغالي مدحت

الله يعطيك العافية