[علي الغامدي]

طلب مني أحد الطلاب أن أبحث له عن أسئلة الوزارة في الإنترنت ، وبدأت أبحث في بعض محركات البحث ، واستنفدت وقتي ولم احصل على شيء ، و ضاع وقت هذا الطالب هدرا لأنه لم يذكر بل جلس منتظر الأسئلة التي سأجلبها له من خلال المنتديات ، وعندها قلت في نفسي من المستفيد من تسرب أسئلة الامتحان ؟؟!!!

نعم ..... إنه سؤال يتكرر في كل عام ، ومع الامتحانات النهائية ، ولكن للأسف لا نعلم من المستفيد من تسرب الأسئلة من الوزارة ؟! هل هو الطالب ؟! أم المعلم الذي خان الأمانة وسرب الأسئلة ! أم هم منسوبي الوزارة الذين فرطوا في الحفاظ والكتمان على الأسئلة ؟؟؟

أولا : أقول لك أيها الطالب يا من تبحث عن أسئلة الامتحان في المواقع والمنتديات ، أما فكرت يوما في مدى الاستفادة منها ، وهل هي التي تتوقع أنها ستأتيك في الامتحان ! دعك من الأسئلة التي يطرحها المعلمون من باب الفائدة و التوقعات ، إن أخذك للأسئلة لا يخلوا من ثلاثة أمور:-
الأمر الأول / هو عدم مراقبتك لله سبحانه وتعالى ، والاعتماد عليه ، وإنما هو الجزع والبحث والتخوف ، جعلك لا تؤمن بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يخدمك .
فما يضرك لو رفعت يدك إلى الله وقلت اللهم أسالك بعزتك وجبروتك أن توفقني في اختباري هذا – وتسميه باسمه – وتيسره لي ، فالله سبحانه وتعالى يقول هل من سأل فأعطيه هل من مستغفر فاغفر له .
والأمر الثاني / وهو خاص بمصلحتك أيها الطالب ، وهو تعبك في البحث وضياع وقتك بلا فائدة ، فأنت منشغل عن المذاكرة بالبحث وترقب الأسئلة ، فمرة تبحث عنها في موقع الوزارة ، ومرة في منتديات التعليمية ، وأخيرا في المنتديات العامة ، ويذهب وقتك وقد جمعت أسئلة متوقعه ليست صحيحة ، لا تستطيع بعد هذا التعب أن تبحث عن إجاباتها فضلا عن مذاكرة المادة .
والأمر الثالث / أيها الطالب لم تسأل نفسك ماذا حل بالسابقين من قبلك في سنوات مضت عندما كشفت الأسئلة ، وماذا كان ردة فعل الوزارة أنها أيها الطالب المغفل تقوم بكتابة نموذجين احدهما متوسط والأخر صعب فإذا كشف الأول اضطرت أن تنزل النموذج الأخر وهذا هو مالا يحمد عقباه وأصبحت مذاكرا نموذج واحد فخسرت كل شيء .

وأخيرا أيها الطالب أنك من خلال قرأت هذه الأمور الثالثة لابد أن تكون قد خرجت بشيء والعاقل هو من يستفيد من خبرات الآخرين وتجاربهم فأختر لنفسك ما تريد .

ثانيا / إليك أيها المعلم وحديثي إليك ليس همسة كالطلاب ولا حديث ذو تلطف في القول اسمح لي أن أرمي إليك تلك الكلمات النارية لتصيب منك هدف معينا لأنك أنت القدوة وأنت النموذج الصحيح في نظر طالبك فماذا لو كنت مهربا لأسئلة الاختبارات بعد ما اؤتمنت عليها.
وكما قال الشاعر : -
إذا كان الغراب دليل قوم *** يوردهم على جيف الكلاب
وأيضا:-
إذا كان رب البيت بالدف ضاربا *** فشيمة أهل البيت من بعده الرقص

إذا أنت من ينظر إليه الطلاب أنه قدوة لهم فلا بد أن ترى الله من نفسك خيرا فماذا يترتب عليك إذا سربت أسئلة الاختبارات وماذا تستفيد أنت من ذلك :-
أولا / أنك تخسر ثقتك بالطلاب حتى وإن أسعدتهم فما هي إلا أيماما معدودة ثم تسمع فضيحتك مدية بأنك أنت من سرب الأسئلة وكما قيل ( اعمل خيرا تلقى شرا ) فما بالك وأنت خنت نفسك فعملت شرا ولقيت شرا فكن لبيبا .
ثانيا / أن تتحمل مسؤولية كل فاشل نجح بغير حق فأنت هنا قد غششت وغشيت وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( من غشنا فليس منا ) .
ثالثا / يقال أن بعض المعلمين ممن يسرب الأسئلة هم يأخذون على ذلك مبالغ مالية وهذه تسمى الرشوة عند الفقهاء وهي محرمة شرعا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لعن الراشي والمرتشي والرائش) رواه احمد والطبراني من حديث ثوبان رضي الله عنه ، والعن هو الطرد من رحمة الله ونعوذ بالله من ذلك وهو لا يكون إلا في كبيرة كما أن الرشوة من أنواع السحت المحرم بالقرآن والسنة ، فقد ذم الله اليهود وشنع عليهم لأكلهم السحت في قوله سبحانه : سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ وكما قال تعالى عنهم : وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وقال تعالى فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ .



وأخيرا أيها المعلم المسلم اتق الله في نفسك وفي طلابك فالله سبحانه وتعالى سيحاسبك عن كل عمل تعمله سواء كان خيرا أو شرا فحاسب نفسك قبل أن تحاسب .

وأخيرا :- يا منسوبي وزارة التربية والتعليم أنا لأخفيكم ظنا أنني لأتوقع أن تكونوا انتم من يسرب الأسئلة ، ولكن كونوا حذرين وحافظوا على الأوراق وتابعو المدارس من عند إعطائها إياها على تسليمهم أيها لطلاب فربما كان في قلب احد شيء فيرتعد عندما يرى العقوبة نصب عينيه ،،،،،،،،،،، والله الموفق والهادي على سواء السبيل .

أخوكم
علي الغامدي