[ناصرالكاتب]

بسم الله الرحمن الرحيم

جرى حديثٌ بين أقرباء لي؛ فذكرَ أحدُهم طرفاً من محاوراتٍ خاضها حول قضايا تتصلُ بأحداث التفجير، والموقف منها، ومن أصحابها، فكانَ مما قال: «..هذه فتنة، وعلينا أن نكفّ ألسنتنا عن الخوض فيها»، فقال بعض من حضر: «نعم، مثل هذه الفتن لا ينبغي أن يُخاض فيها»، وأعرف عن بعضِ من أقرَّ بذلك القول: الخوضَ في مثل تلك الفتن التي ذكروها، بلا علم ولا بصيرة.

وهذا من مناقضة القولِ للفعل، وأظنّ أنني لو سألتُ ذلك المقرّ بوجوب كفّ اللسان عن الخوض في تلك الفتن: لما خضتَ أنتَ فيها؟!
لوصفَ خوضَه بأنه قولٌ حق؛ إذ أنه يصدع بما يعتقد صوابَه.

إنّ من يصح لنا إخراجه عن دائرة الخائضين في الفتنة هو من تكلم بعلم، وقرر أقوالَه بطريقة أهل الحق، أما من يجادل وهو لا يعلم موضع رأيه من الشريعة –وإن زعم أنه يعلم- فهو خائض بغير علم، وسالكٌ دربَ فتنة، فكيف إن زادَ على ذلك معارضتَه لأهل الفتوى من علماء المسلمين! وهذا ما أعلمُه عن صاحبي!.