|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
26-06-2005, 07:11 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 903
|
(حكم التداوي)
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(حكم التداوي) اختلف الفقهاء في حكم التداوي على ثلاثة أقوال : القول الأول : الوجوب وهو قول عند المالكية والشافعية والحنابلة وبه قال بعض أهل العلم المتأخرين . القول الثاني : الاستحباب وهو مذهب الشافعية . القول الثالث : الجواز وأصحاب هذا القول على أربعة أقسام : 1- الجواز المطلق وهو مذهب الحنفية وقول عند المالكية . 2- فعله أفضل وهو قول عند المالكية واختيار جماعة من الحنابلة . 3- تركه أفضل وهو قول عند الحنفية والمالكية والحنابلة وهو ما عبر عنه بعضهم بالكراهة قال القرطبي في تفسيره (10/138) : ومن ذهب إلى هذا الجماعة من أهل الفضل والأثر وذكر منهم ابن مسعود وأبا الدرداء رضي الله عنهم وبعض التابعين . 4- تركه أفضل لمن قوي توكله وفعله أفضل لمن ضعفت نفسه وهذا التفصيل عند الشافعية . هذه جملة من أقوال الفقهاء والذي يظهر والله أعلم أن هذه الأقوال ليست متضادة وإنما اختلاف الحكم في المسالة راجع إلى اختلاف الأحوال قال إبن تيمية رحمه الله (18/12) : فإن الناس قد تنازعوا في التداوي هل هو مباح أو مستحب أو واجب ، والتحقيق أن منه ما هو محرم ومنه ما هو مكروه ومنه ما هو مباح، و منه ما هو مستحب، و قد يكون منه ما هو واجب . الأدلة: استدل من قال بأصل المشروعية من السنة الصحيحة بأحاديث منها : 1- ما أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء" . 2- ما أخرجه مسلم من حديث جابررضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لكل داءٍ دواءٌ، فإذا أصيب دواءُ الداءِ، بَرَأ بإذن الله" . 3- ماأخرجه أحمد في المسند والبخاري في الأدب المفرد وأبو داوود وغيرهم من حديث أسامة بن شريك أن النبي صلى عليه وسلم قال: "تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داءً إلا وضع له دواءً، غير داءٍ واحد، الهرم" . قال الحاكم : وهو صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي وقال الألباني وهو كما قالا. هذه الأحاديث تدل على مشروعية التداوي واستحبابه وهو مذهب الجمهور من السلف وعامة الخلف كما قاله النووي (شرح مسلم 14/191) وقال القاضي عياض في إكمال المعلم (7/119) : في هذه الأحاديث صحة علم الطب وجواز التطبب على الجملة . وقال الشوكاني كما في وبل الغمام (1/373) : بل في الحديث الأخير منها الأمر بالتداوي فإن لم يدل على الوجوب فأقل ما يقتضيه الاستحباب . أما من قال بالوجوب فحمل الأمر في حديث أسامة بن شريك على الوجوب وربما عضد ذلك بوجوب الحفاظ على الأنفس المقرر في الشريعة . وأما من قال إن الترك أفضل فغاية ما أحتج به حديثان : الحديث الأول : ما أخرجه البخاري عن عطاء بن أبي رباح قال : قال لي إبن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى , قال : هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع وأني أتكشف فأدع الله لي , قال : (( إن شئت صبرت ولك الجنة , وإن شئت دعوت الله أن يعافيك )). فقالت أصبر فقالت: إني أتكشف , فادع الله لي ألاَ أتكشف , فدعا لها الحديث الثاني : حديث أبن عباس الطويل وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم (( ثم رفع لي سواد عظيم فقيل لي : هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب )) ثم فسرهم بقوله : (( هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون )) . قالوا : كل من الحديثين يدل على أن ترك التداوي أفضل خاصة وقد ورد الترك عن جلة من أهل الفضل ( أنظر وبل الغمام 1/373) . قال إبن عبدالبر (التمهيد 5/78) : قد كان من خيار هذه الأمة سلفها وعلمائها قوم يصبرون على الأمراض حتى يكشفها الله ومعهم الأطباء فلم يعابوا بترك المعالجة . وذكر إبن تيميه (الفتاوى 21/564): أن خلقاً من الصحابة والتابعين لم يكونوا يتداوون كأبي بكر وأبي بن كعب وأبي ذر رضي الله عنهم . الراجح : التداوي يختلف حكمه باختلاف أحواله , فقد يكون واجباً , كما نص عليه بعض الفقهاء . ويرى بعض أهل العلم أن التداوي قد يجب في حالات , وأشهرها أربع: الحالة الأولى : أن يكون المرض مما يؤدي إلى التهلكة غالباً , ويكون التداوي في مثله يحصل به بقاء النفس لا بغيره . الحالة الثانية : إذا كان المرض يؤدي إلى تعطيل ما أوجب الله , ويمكن دفعة , فيجب حينئذٍ دفعه بما يسره الله , ليتم أداء الواجب. الحالة الثالثة : إذا كان المرض معدياً ينتقل ضرره إلى الأخريين فيجب التداوي هنا رعاية لمصلحة العامة إذ قد علم من قواعد الشرع : أنه لا ضرر ولا ضرار . الحالة الرابعة : الأمراض التي تؤدي إلى الزمانة والإعاقة الدائمة والأمراض التي يطول بقاؤها إن لم تعالج ويلزم من ذلك الإقعاد عن العمل وضياع نفقة الأسرة بالإضافة إلى المشقة الحاصلة على أهل المريض بسبب تمريضه ومحاولة تلبية حاجاته وحاجات أسرته . فهذه إذا كان علاجها متيسراً لزم لما فيه من دفع الضرر عن المريض وأهله ولما فيه من مقصد شرعي أشرت إليه في الحالة الثانية . ولا شك أن القول بوجوب التداوي في الحالات المشار إليها وما شابهها قوي جداً إذا كان حصول الشفاء متيقناً أو غالباً خاصة ما كان من مرض يؤدي بحياة الآنسان ومن هذا الباب نفسه أوجب الفقهاء أكل الميتة عند المخمصة فإنه واجب عند الأئمة الأربعة وجمهور العلماء كما قال إبن تيمية (الفتاوى 18/12) قال العلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى في الشرح الممتع (5/301) : ( والصحيح أنه يجب - أي التداوي- إذا كان في تركه هلاكه ، وكان الدواء مما علم أو غلب على الظن نفعه ) بعض المراجع المفيدة : 1- أحكام التداوي والحالات الميؤس منها للدكتور محمد علي البار 2- أحكام الجراحة الطبية للشنقيطي 3- كتاب الأمراض والكفارات والطب والرقيات للمقدسي 4- أحكام الأدوية في الشريعة الإسلامية للفكي 5- بحوث في الطب الفقهي والصحة النفسية من منظور إسلامي لأبي غدة 6- شرح صحيح مسلم للنووي المجلد 14 7- تفسير القرطبي المجلد 10 8- فتاوى إبن تيمية المجلدين 21 و24 9- المجموع للنووي المجلد 5 10- الإنصاف للمرداوي المجلد 2 11- فتح الباري لإبن حجر المجلد 10 12- التمهيد لإبن عبدالبر المجلد 5 13 المغني لإبن قدامة المجلد 8 14- الشرح الممتع لإبن عثيمين المجلد 5[line] حبي وتقديري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
إهداء من الغالي المبدع باسل عبد العزيز حفظه الله آخر من قام بالتعديل جدس البأس; بتاريخ 02-07-2005 الساعة 02:01 AM. |
28-06-2005, 07:07 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 903
|
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر عن الرفع ولكن لتعم الفائدة حبي وتقديري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
إهداء من الغالي المبدع باسل عبد العزيز حفظه الله |
28-06-2005, 03:35 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2003
البلد: :: المملكة العربية السعودية ::
المشاركات: 1,017
|
أخي الكريم المحترم : جدس البأس ..
جزاك الله خير الجزاء على ما كتبت يمينك .. فلقد وفيت وكفيت .. و جمعت فحويت .. فلا شلت يمينك .. ولا حرمنا الله خيرها .. وجعل ما تقوم به في ميزان حسناتك . إنه ولي ذلك والقادر عليه .. ,, |
02-07-2005, 02:07 AM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 903
|
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب الفاضل أبا عمر السحيم وفقه الله إستجابك الله دعائك ورفع الله قدرك وأعلى مكانك وجزاك الله عني خير الجزاء حبي وتقديري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
إهداء من الغالي المبدع باسل عبد العزيز حفظه الله |
02-07-2005, 05:49 PM | #5 |
Guest
المشاركات: n/a
|
الفاضل / جدس البأس
جزيت الخير بارك الله فيك محبـــــ أســد ـــك |
03-07-2005, 01:02 AM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2001
البلد: القصيم
المشاركات: 333
|
لا نستغني ابداً عن مثل هذه المواضيع الهامة في هذا الزمن
وخصوصاً في وقت تقدم في الطب ووسائله لذلك لابد لنا من مرتكزات نركز عليها في أحكام التداوي بارك الله فيك شيخنا جدس البأس |
05-07-2005, 08:13 AM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 903
|
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل أسد العقيدة وفقه الله شكر الله لك وغفر حبي وتقديري الفاضل الصاعقة وفقه الله بوركت رفع الله قدرك وبحمد الله المكتبة الإسلامية اليوم تزخر بعدد جيد من الكتب في هذا المجال حبي وتقديري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
إهداء من الغالي المبدع باسل عبد العزيز حفظه الله |
05-07-2005, 08:59 AM | #8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: الاقامة بعد الآذان
المشاركات: 1,469
|
الله يرفع قدرك
الله ينفعبك الإسلام والمسلمين آآآآآآآآمين
__________________
يمنع وضع الإيميل ووسائل الاتصال الاجتماعي . |
05-07-2005, 12:18 PM | #9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 275
|
أخي الكريم/ وفقك الله ..
وابعد الله عنّا وعنكم شر الامراض ... وشفا الله مرضى المسلمين ... آآآآآآميييين ...
__________________
[line] 'طفشان ..... ليه ؟ مدري !!!!ينجرح قلب .. لكن ترتفع هامه والله إني لاموت .. ولا ينحني راسي |
الإشارات المرجعية |
|
|