[د. صالح التويجري]

بسم الله الرحمن الرحيم
مراهقة الكبار(اعلم لاناس في هذا السن من الفضائل مالا يتسع المجال لذكره لان المعالجة تخص امرا معينا
16/10/1426هـ
ان الحمد لله ......ونحن في مجتمع تادعت فيه المؤثرات وتنصل بعضنا عن المسؤلية وكثر الاسقاط على الآخرين ازاء بعض الظواهر المزعجة وكنت اضنها نادرة لولا كثرة الشكاوى البيتية والطلابية وارتفاع اصوات الامهات بلغ الاولاد سنا خرجوا فيه عن سيطرة الام وتجاوزت خطواتهم الحي فمن المسؤل اذا راهق الاب وبدات تصافحك في الاسواق انها مراهقة الكبار
وأنا أتأمل حديث: (يعجب ربنا لشاب ليست له صبوة)
ويكون العجب من الشيئ حين يخرج عن نظائره أو خلاف المتوقع منه، وليس هذا اعتذارا عن سقطات الشباب فهي محسوبة عليهم منذ وضع القلم وهم المسئولون عنها أمام الله وأمام المجتمع وثمة جهود مشكورة تبذل لإصلاح الشباب؛ ولكن اللافت للنظر (ظاهرة مراهقة الكبار) المتمثلة بمد مرحلة المراهقة والسفه بممارسة سلوكيات تنافي احلامهم، سهر في الاستراحات، وهجر البيوت، سرعة انفعال، ودخول في الهيشات، تدن في مستوى الاهتمامات، تقمص تقليعات الشباب،الولع في الزواج من صغيرات السن
ألا إن سفاه الشيخ لاحلم بعده **ولكن الفتى بعد السفاهة يحلم
الاربعينيون الخمسينيون الستينيون هل هناك فعلا مراهقة متأخرة أم أنها أحد التعبيرات الشائعة الخاطئة؟ وبماذا نفسر التصرفات الصبيانية لبعض الكبار
نعم، ربما كانت المراهقة ظاهرة في هذا السن. وبلوغ الخمسين ليس بالأمر الهين لدى الرجال.وبالمقارنة
فمرحلة البلوغ الأولى، التي تتم بعد سن الطفولة هي مرحلة التغير الهرموني والبيولوجي، حيث يصبح الطفل شاباً ويحاول أن يتصرف كما الكبار في كل شيء. أما المرحلة الثانية أو مراهقة الخمسين، فلا تختلف كثيراً عن المراهقة الأولى، لأنها أيضا مرحلة التغير البيولوجي حيث يجد الرجل نفسه بشعر أبيض ووتداهمه بعض اعراض الشيخوخة ، فيرفض واقعه ويتشبث بالماضي الذي يشعره بأنه مازال شاباً والحياة في بدايتها أمامه، يولد ذلك تصرفات صبيانية أو «جهل ما بعد الأربعين».وهو في ثنايا الهروب يخطو بعجل قد يفقده توازنه ورزانته الفارق الوحيد بين المرحلتين هو أن المرحلة الأولى تضطرم رحى نارها بين الأهل والأبناء،والجيران ويتنادى الناس لاحتوائها بينما الثانية تكون بين الزوج وشريكة عمره (الزوجة).وبينه وزملاء العمل وصراع داخلي بينه وبين نفسه حيث لا توافق بين القدرات والطموحات
إنها مرحلة حرجة لكل من الزوج الذي يبحث عادة عن استرجاع صباه بأي وسيلة ترجع إليه شبابه، والزوجة التي تصدم فجأة بمشكلة عاطفية تمس كيانها أولاً وكيان مؤسستها الزوجية ثانياً، بالإضافة إلى مشاكل الأولاد و«كلام الناس»، وغالباً ما تفرز هذه المرحلة حالات انفصال وطلاق بعد سنوات عديدة من العشرة الجميلة، والحياة الكريمة؛ لأن المرأة لم تتكيف مع صعوبة المرحلة الجديدة على حياتها ولا مع احتياجات زوجها.
وربما تحدث مراهقة الكبير كرد فعل على مراهقة الابناء، حيث تثار حفيظة الأب لدى رؤيته للشباب المفعم في ولده وتمرده المفاجئ سواء في طريقة تصرفاته وسلوكه أو في ملابسه، فيوقظ فيه شبابا وذكريات و«بطولات» ولَّت، فينتفض ويتمرد بطريقته الخاصة فمرة على شعره الأبيض وشكله الجديد، فتصبح المرآة صديقته يقف أمامها ساعات ثم يحلق ذقنه ويدلك بشرته ويسرح شعره ويتعطر بأغلى العطور ويرتدي الملابس الأنيقة والساعة اللامعة ثم يمضي لاستعراض شبابه الجديد مع فتيات بعمر بناته ليثبت لنفسه وللآخرين أنه ما زال قوياً ولسان حاله يردد أن الحياة عنده بدأ بعد الأربعين، وقد أفنى عمره في خدمة الأسرة والآن حان دوره لينهل من الحياة ويعوض ما فات.
فهل من اسباب وبواعث لهذه المعاناة وتشخيص لدوافعا ووصف علاجها يقول بعضهم ان ذلك السلوك في جملته يرجع الى أن بعض الناس في طفولته ارغم على أن يعيش بعقلية وسلوك (الكبار)،بجميع انماطها فلا مراعاة لمراهقته ولا توجيه لطموحاته او تصريف لطاقاته؛ فتبقى في نفسه نوازع كامنة إلى أمور وسلوكيات منعت من الظهور في وقتها الطبيعي ، ثم تخرج تلك التطلعات (المقبورة) في وقت متأخر وغير مناسب، وهي المراهقة المتأخرة، سواء أكان الامتناع عن تلك التطلعات في وقتها لقسر الطفل على سلوك معين، ومنعه من أخر، وربما كانت الممنوعة محرمة، لك لم يعط فرصة للحوار والإقناع، بحيث يدرك سبب الرفض وقد يكون امتناعا أدبيا خوف النقد والعيب في وسط معين، وحين تزول تلك الظروف القهرية يمارس ما كان ممتنعا عليه وبعنف ايضا وغالب من يكون بالصورة السابقة قد يمعن في (المراهقة)، ولا يلتفت للنظرات ولا للكلمات؛ لأنه يحس بالحرمان، ويسعى للإشباع، وإن كان لا يدرك ذلك!! كما أن من الأسباب: الانفتاح على ثقافات بعض الشعوب المنحلة وتشرب حياتهم الإجتماعية من خلال مسلسلاتهم الغرامية حيث لاضوابط شرعية ولاعرفية
كما أن من الأسباب الرئيسة: ما ينشأ عليه هذا الكبير من رديئ الأخلاق وسيئها.كأحد صور الانعكاس لنمط تربوي ملوث
عباد الله: وثمة سبب آخر بعض معظم النساء يعتبرن انفسهن تجاوزن مرحلة الخصوبة والعطاء واجتزن مرحلة الإشباع بعدالاربعين اوالخمسين، عاملات بالمثل القائل: «لن نعيش عمرنا وعمر غيرنا»، خاصة بعد أن يكبر الأولاد. وهو ما يغضب الرجال الذين يعتبرون أن الشباب شباب القلب وليس السن، فهم مازالوا في أوج عطائهم، وزوجاتهم يعملن على جرهم إلى الشيخوخة قبل اوانها مما يثير المشاكل والفتن ويعلو صراخ الزوجة متهمة الزوج بالتصابي، بينما يتهمها هو بأنها تعمل على «دفنه في الحيا» وأنها تغير من شكله الجميل وشبابه الملفت للنظر.
إن مما يُقَطع نياط القلب أن تجد رجلاً تجاوز الأربعين قد غزا المشيب رأسه ولحيته تجده مصوباً نظراته إلى فتاةٍ عاهر تتمايل طرباً امامه على الشاشة والمصيبة أنه يشاهد هذا أمام مرأى زوجته وأولاده الذين قد أصابتهم علامات الذهول أمام هذه التصرفات السمجة البلهاء. (ويقبح بالفتى فعل التصابي واقبح منه شيخ قد تفتى)

بهذه التصرفات التي تدل على نقص العقل وقلة الفهم، تضيع القدوة الحسنة، ويفقدها الأولاد في شخص والدهم. وإذا ضاعت القدوة ضاعت الرعية.
"ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
ومن سلبياتها: أنها تورث الاكتئاب والقلق، والهم والغم، إذ أن اللهاث وراء ما لا يمكن حصوله ولا تحققه يأكل الصحة والعافية. كما أن الشعور بالنقص ومحاولة تكميله بما لا يمكن جالب للأمراض النفسية.
الحلول:
عباد الله: اعط ولدك فرصة الاستمتاع بطفولته واستنزف الطاقة في مصارفها الطبيعية اعترف بالميول الحقيقي لدى اولادك واقبلهم كما خلقهم الله واياك وحرق المراحل العمرية بشكل يلغي الفروق وينسخ الاخرين بقوالب تلغي التميز والتكامل اشرك الاخرين من الاهل والزملاء والاقارب في فهم نفسياتهم واستخراج تطلعاتهملا مما قد يختفي خلف الحياء منك اوهيبتك** هل سمعت احاديث الشباب مع بعضهم ارجع الى الوراء وتحدث مع نفسك واقرا افكاركفهل ننصف الشباب بسن انشطة تستوعب فئآتهم وتستثمر طاقاتهم وهل نواسي المحرومين من الكهول والشيوخ باستخراج كوامنهم بتجمعات تحفظ وقارهم وتجمعهم باقرانهم وتفيد من خبراتهم وتفتح مجال الترويح الائق لماذا لا تُهيأ لمثل هؤلاء القنوات الهادفة للعمل في الأحياء لتفريغ هذه الرغبات في الإحسان إلى الخلق. والانشغال بكل مفيد، وطرح الخبرات وكتابة المذكرات الحياتية النافعة لتستفيد منها الأجيال القادمة.
لماذا لا تُهيأ لهم النوادي القائمة على العمل الجاد، وتفريغ الطاقات فيها في البناء وصناعة الحياة. لتحيا فيها المواهب، وتكسر فيها الحواجز، ويتعارف الناس على الخير والصلاح، وتتلاقح الأفكار للصعود بالأجيال القادمة. مع توجيه الاهتمام إلى مرحلة الشباب ليكونوا مشاركين لهم في مثل هذه الاجتماعات النافعة. وتكون حفظاً لهم في الوقت ذاته من الوقوع في مراهقة ثانية.حين يكونوا رجالا هذه اطلالة ولكل اسلوبه في المعالجة والتصور... الصلاة على النبي ... الدعاء
معذرة لادراجها كاملة ومن اراد استخراج بعض العناصر فله ذلك

[الإعصار]

أحسن الله إليك يا شيخنا الفاضل ونفع الله بكم

طيب الله اوقاتك ..
وجزاك ربي عني خيرا .. وجعلك ذخراً للاسلام والمسلمين ..
حفظك الله ورضي عنك وملأ قلبك نوراً على نور .
وزادك قرباً منه ..

[الــنــهــيــم]

أثابك الله ، وهذا الموضوع قلما يُتحدث عنه !

[أبوفارس الخالدي]

بورك فيك شيخنا الفاضل ..

[سليل المجد]

جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ حضرت الخطبة في جامعكم العامر وكانت بحق خطبة في محلها ولقد اجدت وافدت...

كان هناك تغيرفي الصوت في البداية نرجو ان تكون بصحة وعافية
وبارك الله فيكم وعلمكم ابا عبد الله

[المحايد26]

لقد وضع الشيخ النقاط على الحروف وننتظر المزيد من التصريح في مراهقة كبار السن