[سليل المجد]

الرياض : علي الشهري
بعض الأسماء الحقيقية تكون افتراضية أكثر في الحياة الواقعية، وبعض الأسماء المستعارة تكون حقيقية أكثر في الحياة الافتراضية. كاتب (الساحات) أبو لجين إبراهيم نموذجا متفردا في المجتمع الإلكتروني الذي مهد ساحة النقاش للمجتمع الحقيقي. استطاع من خلال ما كتبه في (حرب القرن) أن يحقق عدد قراء تجاوزوا المليون قارئ، وهو رقم ربما لم تحققه مبيعات كتاب (ألف ليلة وليلة) في المكتبات السعودية. (الوفاق) كان لها حوار معه.



* هل تريد أن نخاطبك هنا باسمك الصريح أم نكتفي بـ (أبو لجين)؟

- أحب أن أخاطب بكنيتي (أبو لـُجين إبراهيم) التي يعرفني بها الكثير من الناس سواء منهم القريبين أو البعيدين



* لماذا برأيك (يختبئ) المشاركين في منتديات الإنترنت خلف الأسماء المستعارة؟

- سبق أن طرح علي هذا السؤال في لقاء مع صحيفة المحايد وقلت إن السبب هو هاجس الخوف أو عدم الثقة في وجود حرية التعبير ولا شك هو سبب رئيس في جعل كثير من الكتّاب يستخدمون الأسماء المستعارة، كما لا ننكر أنه يوجد من يستخدم الأسماء المستعارة لأهداف مشبوهة فمنهم الدخلاء على الإسلام ومنهم من يستخدم ذلك للإساءة إلى الآخرين والتشهير بهم والوقوع في أعراض العلماء وولاة الأمر والمسلمين بغير وجه حق، والبعض يستخدم هذه الأسماء المستعارة للترويج لأعمال العنف وإعطاءها الصبغة الشرعية وحتى يكون بعيدا عن الملاحقة الأمنية، وأيضاً يوجد كثيرون يستخدمون الأسماء المستعارة لأهداف نبيلة وخيرية فهو لا يريد أن يعرف باسمه الحقيقي ورعا واحتساباً وخوفا من الرياء.



* متى بدأت دخول المجتمع الافتراضي لشبكة الإنترنت، وبأي أسم كتبت آنذاك؟

- كانت البداية قبل دخول الانترنت إلى المملكة بفترة لا أذكرها بالتحديد وذلك عن طريق الاتصال الدولي بشبكة الانترنت في البحرين، ثم اشتركت عن طريق شبكة انترنت وهي شبكة داخلية محلية في المنطقة الشرقية وكان اسمها شبكة الدانة، وهو اتصال محلي لسكان مدينة الخبر والدمام وما حولها، وقد بدأت الكتابة باسمي الحقيقي أبو لـُجين إبراهيم وكان ذلك قبل أن أرزق بابنتي الوحيدة لـُجين.



* هناك حديث عن وجود رابط ما بين أبو لجين وبين موقع الساحات، فما طبيعة هذه العلاقة، وهل صحيح أنك من الهيئة المؤسسة لهذا الموقع؟

- علاقتي بإدارة الساحة العربية علاقة طبيعية مثل بقية الكتاب في الساحة العربية حيث يحصل بين الكتّاب وإدارة الموقع تبادل الرسائل والشكاوى ووجهات النظر.

* لديك غزارة في الكتابة ومتابعة قضايا المسلمين تحديداً. من أين تأتي بالوقت، وهل تتلقى مكافأة على مشاركاتك؟

- أحرص دائما على استغلال أوقاتي في متابعة الواقع والأحداث المختلفة، وطرح ما هو مفيد في أي مكان أكون فيه، ولقد ساعد وجود الانترنت وسهولة الوصول إليها في أي مكان في المنزل والعمل وبيت الوالد وحتى وأنا في السيارة وعلى شاطئ البحر وفي البر وهذا يساعدني كثيرا في تفعيل بعض المواضيع المهمة لدي، وأما بشأن مشاركاتي فأنا لا أتلقى أي مكافأة عليها.



* لماذا يكون (أبو لجين) علامة مسجلة فقط في (الساحات) هل فكرت - بالانتقال إلى منتديات أخرى، بأسماء أخرى؟

- لم أفكر أبدا في ذلك، لأني أرى أن الانترنت لا معنى له بغير الساحة العربية، ولي كتابات في بعض المنتديات من فترة طويلة ولكنها متقطعة وأكتب فيها باسمي المعروف أبو لـُجين إبراهيم.

* بحكم كونك مرجعا للمحتوى الإلكتروني، ما هي أكثر المواضيع التي تثير رغبة القراء في التفاعل معها؟

- لم أرى تفاعلاً حصل في كثرة المواضيع والردود مثل أحداث 11 سبتمبر وغزو أفغانستان ثم احتلال العراق، وقضايا المسلمين وما يحصل لهم من ظلم واضطهاد في فلسطين والعراق وأفغانستان. هي من أكثر المواضيع التي يتفاعل معها القرّاء، وقد سجلت الساحة العربية أرقاما خيالية في كثرة المتصفحين مع أحداث 11 سبتمبر وما تلاها من غزو أفغانستان، وهذا أمر متوقّع لأنها أحداث عالمية وإسلاميّة عظيمة.



* بعض مقالاتك تعدى قرائها الـ 100 ألف، وهو ما يعرف في الوسط الإلكتروني بأنه رقم عالي. كيف تفسر حصولك على هذا الرقم؟ وما هو أكبر عدد قراء سجلته في إحصائيات الساحة؟

- لعل السبب في ذلك الكاتب نفسه ومدى حرصه على تفعيل الموضوع واهتمامه به فمواضيعي التي تجاوزت المائة ألف هي عبارة عن ملفات تفاعلية وكنت حريص على أن تكون دائما في الصفحة الأولى بإضافة كل ما يستجد في الموضوع وإضافة بعض المقالات والتقارير التي لها صلة بالموضوع. وأكبر تسجيل لعدد قراء كان في موضوع ملف حرب القرن والذي بلغ قراؤه أكثر من مليون ومائة وخمسون ألفا، وقد بلغ في المرة الأولى تقريبا ستمائة وخمسون ألفا ثم حصل خلل في الساحة العربية بسبب الضغط الهائل الذي تزامن مع أحداث 11 سبتمبر وتم انتقال (سيرفر) الساحة إلى شركة أخرى ورجع سجل عداد المواضيع إلى الصفر وكان من بينها ملف حرب القرن ثم بدأ يتفاعل حتى وصل سجل العداد إلى أكثر من خمسمائة ألف فيكون مجموعة مع عداد السجل السابق مليون ومائة وخمسون ألف تقريبا.



* ماذا ترد على من يقول إن تفكيك ما تكتب يكشف أن مضامينك تدعم وتروج للإرهاب؟

- كلها اتهامات باطلة ولا تستند إلى أي دليل، والسبب في اتهامهم لي لأن موقفي واضح وصريح في الدفاع عن المجاهدين الذين يجاهدون العدو المحتل لبلاد المسلمين كما هو حاصل في فلسطين والعراق وأفغانستان، وكما تعلمون أن حق الشعوب في طرد المحتل تقره جميع العقول السليمة، بل حتى الدساتير الدولية والتي من ضمنها الأمم المتحدة.



وأما موقفي من أحداث البلاد فقد عرفها القاصي والداني، وكتبت في ذلك مقالات كثيرة وكنت من أوائل من استنكر أحداث الرياض الأولى في تفجير غرناطة. وبالنسبة لي فأنا لا أنشغل بهذه المهاترات التي هي في الغالب خرجت من تحت مظلة "إن لم تكن معي فأنت ضدي".



* ألم يفكر أبو لجين في إعلان استقلاله بإنشاء منتدى خاص به لتخزين تاريخه الكتابي؟

- لم أفكر في ذلك، وأجد أن الساحة العربية تمثل الفضاء الأوسع للكتابة والتعبير عن الرأي والرأي الآخر. وأما بشأن موقع خاص فقد بدأت فعلا بشراء الاسم واستئجار مساحة للموقع وقمت بتصميم الموقع وجمع مادة ممتازة، وذلك عن طريق أحد المبرمجين والذي دفعت له مبلغ من المال وقام بهذه الخطوات ولكن اختفى في عشية وضحاها ولم أجد له أثرا حتى هذه اللحظة!



* المنتديات الحوارية ساهمت في إعادة ترتيب البيت الفكري السعودي، وكشفت الكثير من التيارات التي كانت مخفية في البلد. ما هو موقف أبو لجين منها وكيف يتعامل معها؟

- اعتقد أن هذه التيارات لم تكن بذلك الخفاء الذي تتصورونه وإنما هي تيارات موجودة وتكتب أدبياتها وأفكارها في الصحف من قديم، لكن الذي استجد أن زمام الرأي الصحفي والكتابي أنعتق من تلك الأقلية لينطلق إلى الأكثرية الصامتة لتمارس حقّها في إبداء رأيها في الرد والنقاش لما يكتب وتكوّن نوعا من الرأي الآخر الذي تعبر من خلاله عن رأيها الحقيقي متخلّصين ممن اختطفوا صوتها في العقود الصحفية المظلمة ومارسوا أبشع الظلم والتضليل في حق الآخرين، وكان من الطبيعي أن تزداد حدة الصراع بسبب كسر سياج احتكار الرأي والنشر وزيادة هامش حرية التعبير. أما موقفي من هذه التيارات على اختلاف توجهاتها وأطيافها فهو قائم على ميزان الكتاب والسنة فما وافق منها الكتاب والسنة وافقناه وما خالف الكتاب السنة خالفناه، وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة القائم على الوسطية والاعتدال، وبالتالي من ضل من هذه التيارات يناصح ويرشد ويبين له هدي الإسلام، كما يحذر الناس من الانخداع بمقولات هذه التيارات وبريقها الزائف.



* هل خرجت من الواقع الافتراضي إلى نظيره الحقيقي عبر دعوات صحفية إعلامية للمشاركة في كتابة مقال، أو إجراء لقاء ما؟

- سبق أن أجري لي لقاء مع صحيفة (المحايد) وصحيفة (الجزيرة) وكذلك صحيفة (الشرق الأوسط) بسبب انفرادي بنقل خبر تفجيرات غرناطة قبل وكالة الأنباء العالمية. ولكن تفاجأت بعد فترة زمنية من (صحيفة الشرق الأوسط)حيث كتبت عني بطريقة غير مهنية (على طريقة الصحف الصفراء) حيث اتهمتني بأني كاتب مجهول وإرهابي. وأما بشأن البرامج الحوارية فقد جاءتني دعوة للمشاركة في برنامج حواري في إحدى القنوات الفضائية ولكني اعتذرت إلى وقت غير محدد.

* هل تعتقد أن الحوار عبر الانترنت مهد أرضية واسعة للمتحاورين في أرض الواقع، أم أنه ساهم في تضييق مساحة التفاهم؟

- لاشك أن الكتابة في الانترنت ساهمت كثيرا في نشر الوعي والشفافية لدى الكثير من الناس كما ساهمت في تعبير الفرد عن رأيه بشكل جيد وكان من الطبيعي في هذا النوع من السجال الكتابي الكثير من الشد والجذب وفي النهاية يكون من الطبيعي أن ما يكتب في الانترنت يحاكي طبائع وأخلاق أولئك الكتاب والتي تختلف باختلاف هؤلاء الكتاب. أما بالنسبة لتقبل الرأي الآخر والتحاور معه فلا شك أنه تقدم بشكل جيد وإن كان ليس على المستوى المطلوب.

* ما قصة خلافك مع (إيلاف) إن كانت هناك قصة؟ وبماذا تفسر ما كتبته عنك من نشر اسمك الصريح ووجهة عملك وبماذا تفسر أيضا حذف الموضوع بسرعة من موقع الصحيفة؟

- القصة قرأتها في (الساحات) وقرأتها في موقع (مصدر) الإخباري ولا أدري إن كان نشرت في موقع إيلاف، وأعتبر هذا الأسلوب رخيص في النيل من بعض الكتّاب في الساحة العربية وهم يظنون أنهم بهذه الطريقة قاموا بسبق كبير وما علموا أن من قامت بنشر أسمائهم وأماكن عملهم معروفين لدى الأجهزة الأمنية.



* من أكثر كتّاب الساحات الذي يتوافق عقليا وعاطفيا مع أبو لجين؟

- حقيقة أن كثير من كتّاب الساحة العربية قريبين إلى قلبي وأحبهم كثيرا، وليس سراً أني التقيت بكثير منهم وجلست معهم ويوجد كتّاب أحبهم ولم ألتق بهم ولا استطيع تحديد كاتب بعينه، ولكن القريبين من قلبي يعرفون أنفسهم ومدى معزتي ومحبتي لهم.

[ابوالمجدد]

سدد الله خطا ابو لجين أبراهيم وكل من حذا حذوه .

[سليل المجد]

حياك الله اخي ابو المجدد ومرحبا