[الشاهين]

حوار مع المنشد المتجدد سمير البشيري الزهراني
الثابت في الشرع الحنيف أن الله عز وجل ما حرم أمراً إلا أحل بديلاً،فإذا كانت الكلمات المبتذلة والأغاني الهابطة قد حرمها الإسلام،فإن هناك بديلاً اعبره الإسلام من قبيل المباح،ألا وهو فن الإنشاد الذي اعتمد في نظمه كلمات راقية ومعان هادفة تسمو بالذوق الإنساني،وقد شاع في الآونة الأخيرة مع تنامي الصحوة الإسلامية في أوساط الشباب حيث تصدى له بعض الأصوات الندية،ونحن في هذا العدد نلتقي بأحد هؤلاء الشباب الذين لمعوا في سماء الإنشاد،إنه المنشد سمير البشيري،شاب سعودي لديه طموحات عالية وملكات صوتية متميزة،أنتج العديد من الأنشطة وشارك في الكثير من المهرجانات ممثلاً لبلاده..وحول مشواره الفني والإنشادي ورؤيته لهذا الفن كان هذا اللقاء:-
س/لكل إنسان مشوار بداية فكيف كانت بداية قصة النشيد معك في رحلتك الفنية الإنشادية؟
ج/بداية النشيد معي كانت عام 1407هـ عندما زرت تسجيلات التوبة الإسلامية بالدمام واقتنيت منها شريط بعنوان ثانوية قرطبة بالرياض،أعجبني منه نشيد(دم المصلين في المحراب ينهمر)كررته حتى حفظته وبدأت أنشد مع نفسي ثم بين زملائي وفي زواج أحد الأصدقاء الأعزاء قدمني أصحابي لأنشد في تلك الليلة وفي تلك الليلة حاز إنشادي على إعجاب الحضور ثم شجعني أصدقائي على الإنشاد في الأنشطة الطلابية الصيفية وبدأت أنشد في الرحلات والمناسبات والتجمعات الشبابية وكنت أنشد بين الدروس والمحاضرات في حلقات العلم التي تقام في المساجد والمكتبات ثم طورت نفسي أكثر وبدأت استخدم النشيد في صناعة البرامج الثقافية والفنية التي تعرض سينمائياً وتلفزيونياً ضمن أنشطة الشباب المختلفة وتطورت معي الموهبة حتى أصبحت الآن ولله الحمد صاحب قدرة على تشكيل الألحان وتذوق النصوص الجيدة،ولدي رصيد من الأعمال والمشاركات ما يقارب خمسة وعشرين عملاً ما بين أشرطة أناشيد خاصة أو مشتركة وما بين مشاركات في مهرجانات داخل وخارج المملكة.

س/في تقديرك ما أهمية النشيد والرسالة التي يؤديها؟
ج/الحقيقة أن النشيد من المنابر الدعوية المهمة في هذا العصر الذي نحن فيه فلابد ممن يعتلي هذا المنبر أن يكون متميزاً يحب عمله ويخدم دينه ووطنه ومجتمعه والنشيد ليس بالشيء الجديد علينا نحن المسلمين فهو من عهد الرسول الكريم وهو يعتبر تغذية للأرواح بالمعاني السامية التي تجدد العزيمة والهمة في قلب المسلم لا سيما أن الشباب في هذا العصر يواجه الكثير من التحديات والصعوبات في الحياة بشكل عام مما يجعلنا بحاجة إلى متنفس يدفعنا ويشجعنا ولابد وأن يكون هذا المتنفس يعبر عن عاداتنا وتقاليدنا ويعطينا الأمل في الحياة ويسمو بنا من النواحي الفنية والفكرية والاجتماعية والأخلاقية والإسلامية فلا أعتقد أن النشيد صاحب تلك الكلمات المنتقاة وذلك اللحن الشجي مع الأداء العذب الراقي لا يعتبر مهماً وليس له درجة كبيرة من الأهمية .

س/في رأيك إلى أي حد ترى مستوى الأناشيد هذه الأيام وهل هناك فرق بينها وبين تلك الأناشيد القديمة الأولى؟
ج/الأناشيد القديمة كانت بسيطة في مستواها التقني لكنها كانت جميلة من حيث المضمون والفكرة والأداء ربما لم يكن لبعضها أسماء مميزة مثل "الكويت1 إلى الكويت7" وسلسلة أناشيد الرابطة من "1-6" وسلسلة أناشيد أبو مازن من "1-9" وأناشيد أبو راتب "1-4"لكنها كانت مميزة ومن يتابع الأناشيد التي تصدرها شركات الإنتاج الفني يجد أن التقنية تتحسن مع الزمن فهذه أناشيد الصمود"لأبي أنس" وأناشيد الفجر"1-4" وأناشيد واعدوا واعتصموا وأناشيد العزائم وأناشيد صلاح الدين أبو عاصم وأناشيد سنام الإسلام تعطيك التصور الكامل عن مدى تقدم النشيد من النواحي الفنية من القديم إلى الحديث لكن تبقى نقطة المضمون والأداء حيث خامة الصوت واختيار اللحن مختلفة من شخص لآخر ومن إصدار لآخر حسب ظروفه وإمكانياته وتبقى مسألة الانتقاد والحكم عند الجماهير الذين ارجوا منهم أن لا يستعجلوا في الحكم على أي عمل فني إلا بعد تفهم الصورة والظروف الكاملة المحيطة بالعمل وإن يتقبلوا النشيد كمادة هادفة تحمل رسالة معينة لا مجرد ألحان للطرب واللهو.

س/فهمنا من خلال كلامك السابق أنك تقوم بتلحين أناشيدك الخاصة بنفسك كيف يتم اختيار الكلمات والألحان الأناشيد؟
ج/كنت أقوم بإعادة تسجيل نشيد قديم معروف لدى الجميع لكنه غير منتشر في السوق أو تسجيله قديم،ثم بدأت اختيار أشعار لكبار الشعراء الإسلاميين مثل د/عبدالرحمن العشماوي ويوسف العظم وأحمد صديق وغيرهم وأيضاً أخذت من أشعار الموهوبين من الشعراء غير المعروفين في الساحة لقلة خبرتهم لكن أشعارهم ممتازة ..يبقى هل الشعر كقصيدة يحتمل الإنشاد أو يصعب ذلك؟لذلك أنا أفكر في التعاون بشكل كبير مع شعراء الإسلام لصناعة أشعار يسهل تلحينها وبالتالي حفظها لدى المستمع لتكون هادفة ومعبرة وأنا مستعد وأتمنى أن أضع يدي في يد أي شاعر قادر على تأليف الشعر الإنشادي أو ما يسمونه بالشعر الغنائي لإنشاده بالشكل الممتاز المرضي لكل جماهير النشيد هذه بالنسبة للكلمات أما بالنسبة للتلحين في أناشيدي فأنا استعين بمسجل صغير احمله معي دائماً لأجمع فيه بعض الألحان التي قد تطرأ عليّ في أي لحظه لكني أحياناً تصادفني مشاكل للتلحين بعض الأبيات على حسب القصيدة،باختصار لدي وحدة كمبيوتر خاصة في منزلي تساعدني أيضاً على صناعة وتركيب الألحان لأناشيدي وأتمنى أن أقدم ما يرضي الله ثم ما يرضي كل جماهير النشيد الإسلامي.
أخيراً اشكر مجلة الفتيان على إتاحة مثل هذه الفرصة للوصول إلى شريحة مهمة من المجتمع وهي شريحة الفتيان وأتمنى من كل فتى أن يحافظ على ما وهبه الله من نعم وأن يشكر الله فيها وأن يخدم دينه وأمته وأن يتميز بسلوكه الحسن والشخصية المؤثرة.

مع تحيات أخوكم أبوالعز

[نبع الحنان]

جزاك الله ألف خير أخوي ابوالعز...

والمنشد سمير البشيري... من منشدي الصحوة باذن الله...

الله يسلمك اخوي على المقابلة...

وعموما مشكووووووور....

[الشاهين]

مشكور لك أخي وحبيبي نبع الحنان

[مالكوم إكس]

ممكن سؤال تطفلي لو سمحت أخوي الشاهين : من الذي أجرى المقابلة مع المنشد سمير؟ .. أنت أم أنك نقلته من أحد المنتديات ..