[توضيح الاشكال]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم وحمة الله وبركاته وبعد:

أحببت هنا أن نتشارك مع بعض في هذا النقاش , عسى أنتتضح بعض الرؤي التي قد تغيب عن البعض ويتجاهلها البعض الأخر أو يجهلها , وفيالبداية يجب أن نتذكر-وكما نقول دائماً- أننا جميعاً في الله أخوة وأن مبتغانا الحق"إن شاء الله" وإنْ إختلفنا فإننا نختلف لنتفق علي حق يرتضيه الله لنا "وفقنا اللهوإياكم لما يحبه ويرضاه"

أخوتي ..
لماذا نفرض علي أنفسنا دوماً هذا الشقاق ؟ لماذا لاينظر كل منا بنظرة الأخر ؟ ويحاول كل منا أن يستوعب الأخر؟ لماذا ننظر دوماً للأمرمن وجهة واحدة ونتناسي وجوه كثيرة قائمة ؟


صدامحسين حاكم عربي .. وكما تروّج أمريكا وإعلامها -ولا تتسرع الفهم وتبني أحكاماًمسبقة علي ما أقول , فقط كن معيَ للنهاية -هذا الإعلام المفروض علينا روّج أن صدامحسين قتل وشرّد وذبح , ونحن لا نتيقن صدق تلك الأطروحات من كذبها , أنا لا أنكرهاولكني أيضاً لا أستطيع الجزم بحدوثها , فالإعلام دوماً يمدنا بما تريده الماما وليةنعمنا , وما يخدم مصلحتها في أراضينا , تغابي صدام وإحتل أرضاً عزيزة علينا وشرّدشعباً نكن له الحب فهم أخوانٌ لنا في الدين وفيالعروبة , ودفعنا جميعاً ثمن تلكالغلطة وتلك الجريمة التي إرتكبها حاكم عربي في ساعة حمق في حق شعب مسلم عربي يقطنالجوار , جاءت أمريكا بخيلها وشرها لتنهب خيرنا وتسلب مجدنا وتستنفذ الجزء المتبقيمن نخوتنا وعزنا , لعبة أتقنتها أمريكا وكسبتها وكنا جميعاً نحن الضحية , شعبالكويت وشعب العراق , والمنطقة بأسرها بل والأمة الإسلامية قاطبة , إنقسمنا كعادتنافي الأزمات , وخسر الجميع ومنهم صدام حسين نفسه , فالسحر إنقلب عليه وخسر ملكهوشعبه , حاول أن يلملم أوراقه ويعيد حساباته ولكن سبقه الوقت وأحكمت الماما سيطرتهاوقبضتها , حاصرته وأظهرت مساوئه ومسالبه وتحينت الفرصه وانقضت عليه وشعبهبتبريكاتنا فكنا جميعاً خصومه بغباء منّا وتكبر وخسرنا لعبة جديدة وضاعت حضارة بابلوالكل يصفق ويروج لقذارة أمريكا حتي أن تليفزيوننا الرشيد يوم سقوط عاصمةالإسلام"بغداد" كان يذيع فيلماً تسجيلياً عن السفاح صدام وعن حر بالكويت وقتل صدامللأكراد وحربه للشيعة وكأن بغداد رمز الثقافة والإسلام لا تعنينا , كلنا شاركنا فياللعبة ولكن كنا مع خصمنا علينا فضعنا وضاع كل شئ ..


صدام حسين , حاكم عربي , قتل المئات والألوف , ومن هو الحاكم الذي لميقتل الألوف بل والملايين , هانحن أحبتي 70 مليون مواطن يعيشون أكثر من ثلثيهم تحتخط الفقر , حاكمنا يقتل منا الملايين جوعاً وفقراً وبؤساً وشقاءً , معتقلات بالآلاف , إنتهاكات , وتجاوزات , نساء تغتصب في أقسام الشرطة ورجال أيضاً , شباب يضيعون فيغياهب السجون يقتلون ويشرد ذويهم , الاف المرضي يموتون لأنهم لا يجدون الدواءوالغذاء , ملايين الفقراء لا يجدون الكساء في الشتاء وليس لهم مأوي إلا العراء , والكثير والكثير والكل يعرف ذلك ولسنا نحن فقط من يعاني كل الأمة تعاني من حكامها , فكلنا في الهواء سواء , تستغربون وتقولون أن صداماً كان مجرماً , فمن من ساداتكموحكامكم ياسادة ليس مجرماً ؟ أليس حكامكم من نراهم ونعرفهم جيداً ؟ أليس مايحدث فيمصر يحدث في ليبيا وفي سوريا وفي السعودية وفي الكويت وفي كل بقعة من بقاع أراضيناالممتدة من المحيط إلي الخليج ؟ مالفرق بين صدام ياسادة واي حاكم عربي ؟ لا فرقنراه وإن تفوق عليهم الأول بجسارته وسخريته ممن أوهموه وأغرقوه , صدام يا سادة ثارعلي اللعبة وخان الشريك المخول برزقنا كما يوهموننا دوماً فالماما هي من تطعمأطفالنا وتعالجهم , ولا نستطيع أن بجابهها أو نخرج عن سرب تتزعمه فهي ولية أمرناولها نركع ونسجد , هكذا يرددون علي مسامعنا دوماً , للأسف ياسادة هذا المجرم الأشرهو من تحدي قوانين اللعبة , وثار عليها , وحاول أن يكفر عن أخطاء الماضي الكثيرةوالكثيرة , ووجد أن مصلحة شعبه أن يعادي هذا الطاغوت وهذا الكيان السرطاني الذييستشري يوماً بعد يوم في جسد هذا العالم المهترئ , قد تكون توبته جاءت متأخرة وقدلا نقبلها ولكنه آثر كرامته وكرامة ذويه وفضّل الموت عن الحياة كذنب لتلك الماماالقبيحة الفاجرة , آثر أن يكون أمزوحة هذا العالم علي أن يستمر في تلك اللعبةالقذرة الذي كان يوماً من الأيام شريكاً فيها , صدام حسين ياسادة قاتل ومجرم , عبثبمقدرات شعوب مسلمة , غطرسته ضيعته وضيعت بلاده بل وضيعتنا نحن معه أيضاً , ولكنهرمز وسيظل رمزاً للسخرية من هذا النظام المهترئ , بنظرته الساخرة تلك سأظل أذكره ماحييت , أكره نفسي عندما يأتي مشهد من محاكمته , تتبلد مشاعري , لا أعرف كنه تلكالمشاعر , أأتشفي في هذا الرجل الذي كان حاكماً في يوم من الأيام وأتشفي في هذهالكلمة القبيحة "حاكم" وما أعرفه عنها وما تواريه تلك الكلمة من قبحٍ , ما تواريههذه الكلمة من غبن وظلم وتآمر وسرقة ونهب وعبث بمقدرات الشعوب ؟ أأتشفي في واحدٍممن أذاقونا الويل سنين وسنين ؟ أم أتعاطف مع هذا الرجل الذي كان ضحية لمسرحية قذرةمثلتها أمريكا وأخرجتها ونفذتها وصفقنا لها نحن الطراطير العرب ؟ أأتعاطف مع هذاالرجل الذي وكما يقول محاميه قبضوا عليه وهو يصلي لربه وقد يكون يدعوه ليغفر له ماجناه وليس كما صورت لنا الماما أنه قُبض عليه في حفرة يختبئ كجرذ في تمثيلية لا تقلتفاهة عن مسلسلاتنا المصرية التي تعرضها قنواتنا المبجلة , تمثيلية لا يقتنع بهاطفل لم يتجاوز عمره بضع سنين ؟ أأتعاطف مع رجل وقف بكل عزّة أثناء إحدي مرافعاته عننفسه وقال "العزة للإسلام والنصر للمسلمين" "يحيا العراق الإبي"؟ أأتعاطف مع رجلقال للقاضي في أول محاكمة له تذّكر أنك عراقي ولا تقل قوات التحالف بل قواتالاحتلال ؟ أأتعاطف مع رجل كفر بأمريكا وطواغيتها ؟ أأتعاطف مع تلك الابتسامةالساخرة من عالم عابث ؟ بصراحة وبكل أسف كان تعاطفي يغلب تشفيّ في هذا الرجل .


كرهي لأمريكا وحنقي عن المخنثين كان يزيدنيتعاطفاً مع هذه "الضحية" التي ضحت بها أمريكا لعيون الصهاينة ولكي تنهب ماتبقي منخيرات في أراضينا العفيّة التي يأست من رجولتنا ونخوتنا , صدام – من وجهتي القاصرة – بكل جرائمه ومسالبه سيظل رمزاً ساخراً وشاهد عالم يمتلئ علي عالم ملئ بالمتناقضات , عالم مجنون لا ينصف مظلوماً ولا يحاكم ظالماً , بابتسامته الساخرة تلك سأظلأتعاطف معه رغم ماحدث منه , وسأظل أكره ماحييت صدام الحاكم وأتعاطف مع صدام الإنسانالساخر الرافض لمهازل أحفاد الخنازير في بلادنا.


ولنا دوماً في تلك القضية لقاء ولقاء ,,,





توضيح الإشكال