|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
01-05-2006, 03:58 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: حبيبتي (بريده)
المشاركات: 2,621
|
رثاء الأندلس
نفحات أندلسية ( 4/ 1 )
تــاريخ الأنــدلــس عـبـق من المـاضـي سئمت مايدورفي كل مجلس وفي كل وسيلة اعلامية ، ولم يعد لدي صبر ،لم يعد لدي ما أقوله " على كثرة مايقال " في خضم الأحداث الحالية للأمة بشكل عام ومجتمعنا بشكل خاص لقد تواصل سواد الليل حتى نسينا النهار وضاعت البسمة من وجوهنا وغابت الفرحة من عيوننا بعيدا عن مآسي أمتنا ... بعيداً عن الإرهاب الذي ضرب باطنابه بيننا تعالوا نغوص في أعماق عبق الماضي أفضل ألف مرة من إعادة القول وترديد القول على القول هيا لنبحر في أجمل صفحات التاريخ لنستشف :- 1. تاريخ الأندلس 2. الحضارة والثقافة الأندلسية 3. تاريخ الأدب الأندلسي نثرا وشعراً" 4. نماذج من الشعر الاندلسي على أن نذكر أهم المراجع في نهاية تلك المقالات تعالوا معي في أول تلك المقالات الأربعة ، فالنتحدث اليوم عن : ( تـاريخ الأندلس ) لعلنا بداية نحاول الاختصار في الحديث عن التاريخ الاندلسي كونه أشبع طرحاً وبحثاً ، بعكس الأدب والشعر الاندلسي الذي لم يلقى كثير تمحيص وبحث من أدبائنا الكرام ، الأندلس هي شبه الجزيرة المعروفة حالياً باسم دولة أسبانيا ، ودولة البرتغال ولم تعرف الأندلس بتلك التسمية إلا بعد دخول المسلمين لها ويقال أن المسلمون أخذوه من ( وندلس ) وهو اسم لبعض قبائل أوروبا الشمالية الذين وصلوا إلى جنوب أسبانيا وسموه باسم " فندليسيا " نسبة إليهم وهناك قول آخر نقله المقري عن احمد بن محمد الرازي يقول ( وأول من سكن بالأندلس على قديم الأيام ، قوم يعرفون بالأندلش ، بهم سمي المكان ، فعرب فيما بعد بالسين غير المعجمة ) تقع الأندلس في الجنوب الغربي من أوروبا وتحدها المياه من كل الجهات عدا الجانب الشمالي الشرقي ، حيث تحدها جبال البرانس والتي تفصلها عن فرنسا هناك الكثير ممن يعتقد أن الأندلس جنة من السهول المنبسطة والحدائق الغناء ،وأعتقد أن هذا نتاج الشعر والأدب الاندلسي الذي أسهب في تصوير الطبيعة والجمال ويبدوا أن الجفاف الذي تتمتع به الأراضي العربية قد جعل العرب ينبهرون بتلك الطبيعة الساحرة ، مما انعكس على أدبهم بشكل عام ، ومن ذلك قول أبي الحسن الحصري : اذا كان البياض لباس حزن ... بأندلس فذاك من الصواب ألم ترني لبست بياض شيبي ... لأني قد حزنت على شبابي ولا شك أن ذلك مخالف للواقع فالاندلس كما يقول د/ أحمد هيكل : " فيها سهول وهضاب وجبال واودية ، فيها الخصب السعيد ، وفيها الجدب الشقي ، فيها بقاع تستحم بمياه الانهار ، وفيها أخرى تتعطش الى غيث السماء " ومن هنا نتبين أن الأندلس كانت مختلفة الطبيعة والمناخ ، ولكن المسلمين سكنوا في أخصب بقاع الأندلس ، وذلك في السهول الجنوبية والشرقية والغربية ، حيث تروي تلك السهول أنهار كالوادي الكبير الذي مازال الأسبان يطلقون عليه نفس المسمى ، وهذا النهر يمر بقرطبة واشبيلية ، وهناك نهر وادي يانه وتقع عليه طليطلة ، وأيضا نهر ابره والذي يروي مدينة سرقسطة وغيرها من الانهار أما الأقاليم الأخرى في الاندلس فهي قليلة الخصوبة وغير صالحة للزراعة ، وان قامت فيها زراعة فهي على الامطار التي تجود حيناً وتبخل أحياناً كثيرة لعلنا نتجاوز الحديث عن الأندلس قبل وجود المسلمين ، ونقتصر على الحديث عن الجانب الاسلامي من ذلك التاريخ ففي عهد الوليد بن عبد الملك ، كان قائده على المغرب موسىبن نصير ، الذي كانت له يد طولى في تثبيت قدم الاسلام في الشمال الأفريقي وقد كان القائد الهمام موسىبن نصير يتطلع دائماً الى البلاد الواقعة على الضفة الأخرى من المضيق ، ولكن يبدو أنه خشي المغامرة بجيوش المسلمين فتريث حتى عرض عليه ( يوليان ) حاكم سبتة تسليم سبتة أولاً ومن بعد ذلك مساعدته في فتح أسبانيا ، وسبتة تلك الولاية الأفريقية تعتبر آنذاك ، أحد الحصون الأفريقية المنيعة التي لم تخضع لحكم المسلمين بعد ، وهي ثغر له قيمته على مضيق جبل طارق ، وتعتبر معبراً الى جنوب أسبانيا وفي سنة 91 هـ - 710 م ، أرسل موسى قائده طريف بسرية عبر المضيق على سفن قدمها حاكم سبته ، ونزلت في جنوب شبه الجزيرة ، وعادت مرة أخرى الى شمال افريقيا بسلام في السنة التالية 92هـ - 711م ، أرسل القائد المظفر موسى بن نصير جيشا كبيرا قوامه سبعة الاف رجل تحت امرة القائد العظيم طارق بن زياد وقد عبر طارق هذا المضيق الذي سمي باسمه فيما بعد ونزل في جنوب شبه الجزيرة في المكان الذي سمي جبل طارق وقد هزم طارق كل الحاميات التي تعرضت بعد نزوله بالشاطى الاسباني ووصل نبأ طارق وجيشه الى ملك القوط ، فتوجه من الشمال حيث كان يخضع بعض الثوار، الى العاصمة طليطلة ، واستعد بجيش ضخم ثم اتجه جنوباً للقاء طارق وجيشه والتقى الجمعان في السهول القريبة من مدينة قادس ، في معركة كبيرة انتهت بانتصار المسلمين ، الذين كان قد زيد عددهم من سبعة آلاف ، الى اثناعشر ألفاً ، في حين كان التفوق لجيش القوط في العدة والعدد حيث ناهز جيشه مائة ألف رجل ، وبعد هذا التفوق الحاسم أرسل طارق بعض محاربيه لفتح قرطبة وغرناطة ومالقة وغيرها ثم اتجه بأكثر الجيش الى العاصمة طليطلة فدخلها وأسس دولة المسلمين في الأندلس ، وبعد ذلك بعام قدم موسى بن نصير بجيش جديد وسارفي طريق غير الطريق الذي سلكه طارق ، وأخضع عدداً من المدن والأقاليم التي لم تفتح بعد كاشبيلية وماردة ، وبعد ذلك وصل الى طليطلة ، ويذكر أن موسى عنف قائده طارق ، ولامه كثيراً على توغله في البلاد توغلاً كان من الممكن أن يجلب الشر على جيوش المسلمين وهكذا دخل المسلمين بلاد الأندلس ومربعد ذلك أحداث وتاريخ طويل قارب ثمانية قرون ، قامت خلاله الدولة الأموية في الأندلس على يد عبدالرحمن الداخل " صقرقريش " سنة 138هـ- 755م ، ثم سقوط الدولة الأموية في الأندلس سنة 422هـ-1031م ، وقيام عدة ممالك مستقلة على أنقاض تلك الدولة ، تقسمت معها الأندلس الى طوائف ، اشتعلت بينها " للأسف " نار الحروب العرقية والقبلية والطائفية بين المسلمين أنفسهم كالعرب والبربر ، وبين العرب والعرب كالعدنانيين والقحطانيين ، حتى قامت دولة المرابطين في الأندلس سنة 493هـ- 1091م ، علىيد القائد يوسف بن تاشفين ثم حل الموحدين الأفارقة محل المرابطين على عروش الحكم سنة 541هـ-1146م ، حتى سنة 668هـ- 1269م ، حين انتزع النصارى الأسبان أكثر الأقاليم التي في يد المسلمين وانحصر الحكم الاسلامي في مملكة غرناطة التي حكمها ابن الأحمر ، حتى سلموها الى الأسبان 898هـ- 1492م ، وخرج الغني بالله " آخر سلاطين بني الأحمر " فسلم مفاتيح الحمراء لفرناندو وايزابيلا ، وسار على جواده منكساً رأسه ، حتى بلغ آخر نقطة يستطيع منها رؤية الحمراء ، فراح ينتحب بمنتهى المرارة ، في أقسى صور الذل والمهانة ، وكأنه يودع مجداً بناه كوكبة دويلات اسلامية ،حتى باتت تتهاوى نجومه واحدة تلو الأخرى وكل مايهمنا من ايراد التاريخ الأندلسي ولو بتلك العجالة ، هو معرفة المؤثرات السياسية والاجتماعية على الشعر والأدب الأندلسي بشكل عــام 0 حتى لقاءنا في الجزء الثاني أترككم مع قصيدة أبوالبقاء الرندي في رثاءه لسقوط الأندلس :- لكل شيء إذا ما تم نقصان.. فلا يغر بطيب العيش إنسان هي الأمور كما شاهدتها دول.. من سره زمن ساءته أزمان وهذه الدار لا تبقي على أحد.. ولا يدوم على حال لها شان أين الملوك ذوي التيجان من يمن.. وأين منهم أكاليل وتيجان وأين ما شاده شداد في إرم .. وأين ماساسه في الفرس ساسان وأين ما حازه قارون من ذهب.. وأين عاد وشداد وقحطان أتى على الكل أمر لا مرد له .. حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا وصارما كان من ملك ومن ملك..كما حكى عن خيال الطيف وسنان كأنما الصعب لم يسهل له سبب .. يوما ولا ملك الدنيا سليمان فجائع الدنيا أنواع منوعة .. وللزمان مسرات وأحزان وللحوادث سلوان يسهلها .. وما لما حل بالإسلام سلوان دهى الجزيرة أمر لا عزاء له.. هوى له أحد وانهد ثهلان أصابها العين في الإسلام فارتزأت.. حتى خلت منه أقطار وبلدان فاسأل بلنسية ما شأن مرسية .. وأين شاطبة أم أين جيان وأين قرطبة دار العلوم فكم .. من عالم قد سما فيها له شان وأين حمص وما نحويه من نزه .. ونهرها العذب فياض وملآن قواعد كن أركان البلاد فما .. عسى البقاء إذا لم تبق أركان تبكي الحنيفية البيضاء من أسف .. كما بكى لفراق الإلف هيمان على ديار من الإسلام خالية .. قد أقفرت ولها بالكفر عمران حيث المساجد قد صارت كنائس .. ما فيهن إلا نواقيس وصلبان حتى المحاريب تبكي وهي جامدة .. حتى المنابر تبكي وهي عيدان يا غافـلا وله في الدهر موعظة .. إن كنـت في سنة فالدهر يقظان وماشيا مرحا يلهيه موطنه .. أبعد حمص تغر المرء أوطان تلك المصيبة أنست ما تقدمها .. ومالها من طوال الدهر نسيان يا راكبين عتاق الخيل ضامرة .. كأنها في مجال السبق عقبان وحاملين سيوف الهند مرهفة .. كأنها في ظلام النقع نيران وراتعين وراء البحر في دعة .. لهم بأوطانهم عز وسلطان أعندكم نبأ من أهل أندلس .. فقد سرى في حديث القوم ركبان تحياتي م ن ق و ل
__________________
|
01-05-2006, 04:01 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2003
البلد: بين دفات الكتب !
المشاركات: 11,880
|
ما نسينا خبروها .. كيف ينساها الولوع ؟!
__________________
[POEM="type=0 color=#000000 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]لمتابعتي عبر التويتر أو الانستغرام: @ibradob[/POEM]
|
الإشارات المرجعية |
|
|