|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
20-05-2006, 08:22 PM | #1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
نماذج من نصح العلماء للأمراء
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد.نماذج من نصح العلماء للأمراء د. صالح بن عبد العزيز التويجري 18/04/1427هـ أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل في الأقوال والأفعال، في السر والجهار، فمن اتقاه وقاه، وجعل له من كل ضيق فرجا، ومن كل هم مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب، وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ.[الطلاق:2، 3]. فإن فنون التدافع أحد أسباب عمارة هذا الكون: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾[الحج : 40]. ولا تزال الأمة بخير ما لم يماري قراؤها، ويزكي أبرارها فجارها، ويداهن بعضها بعضًا على حساب الدين. والنصح حق لكل مسلم على أخيه، والناس لا يفتئون يجدون من ينصحهم، ولا يزال قائم لله بحجة, وان كان الناصح ثقيلا لمخالفته ما يهوى المنصوح أو يعتقد، ومناصحة الناس بعضهم بعضا تعرضت لشيء من التهون والإهمال تحت طائلة عبارات مستعارة، منها: ( ما أنت عليهم بمسيطر، عليك بخاصة نفسك, هذا العمل له رجاله, لا تتدخل فيما لا يعنيك), ومع ذلك فالسفينة عابرة بحداتها.. أما نصح الولاة ومن له سلطة أو مكانة فلم يسلم من الإعمال العنيف، أو الإهمال المخيف، يصل عنفا إلى حد الخروج والمنابذة، ويصل إهمالا إلى حد الإرجاء والمخادعة، وهذه الخطبة إضاءة وحسبي جهد المقل، ومفتاح تدخل به على أهل العلم. فالنصيحة لأئمة المسلمين معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به قال ابن عبد البر. " النصح لأئمة المسلمين.. أوجب ما يكون، على كل من واكلهم وجالسهم وكل من أمكنه نصح السلطان لزمه ذلك إذا رجا أن يسمع منه" (التمهيد 21/285).وذكر ابن حجر: " ان النصيحة لأئمة المسلمين إعانتهم على ما حُمِّلوا القيام به وتنبيههم عند الغفلة، وسدّ خلَّتهم عند الهفوة، وجمع الكلمة عليهم، ورد القلوب النافرة إليهم، ومن أعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن"، (فتح الباري 1/138). عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " إن الله يرضى لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم" (أخرجه أحمد (8785)، وأصله عند مسلم). وفي المسند وغيره عن جبير بن مطعم -ضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبته بالخيف من منى: " ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين". جلس الأوزاعي بين يدي أبي جعفر المنصور فكان مما قال: يا أمير المؤمنين، أيما عبد جاءته موعظة من الله في دينه، فإنها نعمة من الله سيقت إليه، فإن قبلها بشكر وإلا كانت حجة من الله عليه.. يا أمير المؤمنين: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أيما والٍ مات غاشاً لرعيته حرَّم الله عليه الجنة", يا أمير المؤمنين: إن أشدَّ الشدة القيامُ لله بحقه، وإن أكرمَ الكرم عند الله التقوى، وإنه من طلب العزَّ بطاعة الله رفعه الله وأعزه، ومن طلبه بمعصية الله أذله الله ووضعه.. فهذه نصيحتي إليك والسلام عليك. فقال أبو جعفر: شكرت لك نصيحتك، وقبلتها. (موارد الظمآن لدروس الزمان / السلمان 1-91). ولما استولى الملك الصالح على دمشق استعان بالافرنج ضد أخيه ملك مصر، ودخل الصليبيون دمشق واشتروا السلاح، فاستنكر ذلك العز بن عبد السلام وأفتى بعدم بيعهم السلاح، وترك الدعاء للسلطان في خطبته، وندد بخيانة السلطان للمسلمين. ولما علم منذر بن سعيد قاضي قرطبة بأن أمير المؤمنين عبدالرحمن الناصر بنى مدينة الزهراء ووضع فيها الصرح الممرد وقراميد الذهب والفضة غضب عليه، وجاءه ينصحه ويخوفه بالله حتى سكن وتأثر ودعا للشيخ.ونصائح العلماء للأمراء كثيرة فقد نصح أبو حازم أحد التابعين سليمان بن عبدالملك بالمدينة، ونصح سفيان الثوري هارون الرشيد، ولما تولى ابن هبيرة حكم العراق، جمع فقهاءها وقال: إذا أمر أمير المؤمنين بأمر وهو يعتقد أن فيه ظلماً، فألان له بعضهم القول، فقال الحسن البصري: إن حق الرعية لازم لك وحق عليك أن تحوطهم بالنصيحة، وإن حق الله ألزم من حق أمير المؤمنين والله أحق أن يطاع، وإنه يوشك أن يأتيك رسول من الله يخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، وإني أحذرك بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين. ودخل عمرو بن عبيد على المنصور فقال: إن الله أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر منه نفسك ببعضها. وإني لأحذرك ليلة تتمحض صبيحتها عن يوم القيامة، فاتق الله فإنك ميت وحدك، ومحاسب وحدك، ومبعوث وحدك، ولن يغنوا عنك من ربك شيئاً. عباد الله: إن الشريعة المطهرة تقر بحق المسلمين في نصح الولاة وإرشادهم إلى الخير وتحذيرهم من الشر، والإنكار عليهم وفق القواعد الشرعية التي قررها علماء السياسة الشرعية. فلا أحد قبل الشارع، وكل يسعه النصح، وأول النصح نصح الإنسان لنفسه وأهله وولده وقرابته،﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾[التحريم: 6]. وانتهاء برئيسه وولي أمره، لا سيما مع كثرة وغلبة الجهل، وفشو المخالفات الشرعية، و الزخم الواسع من الغزو المتنوع في انحراف الفكر وانحلال السلوك. والركون إلى الدنيا والغفلة عن الآخرة بما تيسر من أسباب الحياة وترفها. ومن جملة أصحاب الولايات من المسلمين: القائمون على الولايات والوزارات والرئاسات والهيئات والمحاكم ممن ولي من أمور المسلمين شيئاً فهؤلاء كلهم يمثلون الوالي فيما أوكل إليهم فنصحهم من نصح الوالى. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من القرآن والذكر الحكيم. أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه. عباد الله: من الخطأ أن يعتبر الإنسان أنه متى تم حصوله على قدر من الصلاح أو منصب من مناصب الرئاسة أو السلطة أو الجاه أن ذلك يعفيه عن استكمال النقص أو قبول النصيحة؛ بل تأكدت حاجته لذلك؛ لأن الإنسان محل للخطأ والنقص، فلا غنى له عن تكميل هذا النقص، والنقد البناء، والنصيحة الصادقة. فعن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ". أخرجه مسلم (55). الدين النصيحة أي عموده الذي يقوم عليه. فمتى تتهيأ النفوس لقبول النصح و نحقق قوله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه". (أبوداود (4918) وحسنه الألباني). ويبقى تحقيق المقصد الأعلى من وراء النصح وهو الإخلاص لله فيه، وترسيخ مبدأ السمع والطاعة لمن ولاه الله أمرنا، وحفظ أمن البلد وإيمان المجتمع، وفرق بين النصيحة والفضيحة ولذلك لا يلزم أن تكون النصيحة لولاة الأمر في العلن مالم يخش خفاء الحكم بإقرار المنكر، وفي الحديث: " من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدَّى الذي عليه له" أخرجه أحمد (15369) صححه الأرناؤوط. عباد الله: النصح يجب أن يكون بعيداً عن التشهير والتعيير والشماتة، فإن المعيِّر للناس الشامت بهم الفَرِح بعوراتهم المتطِّلعَ إلى عيوبهم الحريصَ على أن يرى العيب والخطأ ليس بناصح، ولكنه مسيء. وهذا النوع من الناس لا يوفَّقون للخير؛ وإن قصدوه بسبب فساد الوسيلة ( فرب مريد للخير لم يبلغه). تعهدني بنصحك في الفرادى فإن النصح بين الناس نوع وجنبني النصيحة في الجماعة من التوبيخ لا أرضى استماعه النصيحة ليست عبئاً يلقى بقدر ما هي حق يظهر ونتيجة ترجى. كل حسب قدرته. ولا بد أن يتحمل الناس المسؤولية في المناصحة وقبولها أو رفضها أو التعصي عليها، وتوزع الأدوار في أدائها، فكلمة منك، ورسالة من هذا، وزيارة من ذاك. وبهذا تجتمع الجهود، لتحقيق الثمرة. وإظهار لب الدين وجوهره. ويوم يتنزه الناصح والداعي عن المطامح والمطامع وحطام الدنيا تعلو مكانته عند المنصوح، وعندما يقدم مشروعه المقترح والبدائل المعينة على الإصلاح، يُرى صدقه وإخلاصه، وعندما يبدأ الناصح بالثناء على المنصوح، وإبراز محاسنه التي توجد فيه حقاً يكون لذلك أثره في القبول. فكن إيجابيا لا تنضب أفكارك، ولا تكن سلبيًا لا تنضب أعذارك. فكر في الحلول ولا تأسرك المشاكل والعوائق. تحرك من خلال قدراتك فهي وسعك الذي كلفك الله. ولا تقحم نفسك بقدرة الآخرين فكل سيلقى الله فردًا, ننشأ وفي اعتقادنا أن السعادة في الأخذ ثم نكتشف أنها في العطاء فكن إيجابيا ترى الحياة من جانبها المشرق متفائلا لا يحبسك الظلام، تحمل تبعات الصمت كما تتحمل تبعات الكلام. وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56] اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد، وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين. اللهم أصلح ولاة أمرنا، وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة.
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... آخر من قام بالتعديل د. صالح التويجري; بتاريخ 20-05-2006 الساعة 08:42 PM. |
20-05-2006, 10:26 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 480
|
حياك الله يادكتور
سبحان الله لكل كتابه هدف والخطبة وجدتها صعبة القراءة مع أنها الألذ سماعاً . ممكن لو تنحذف المقدمة والدعاء وتبقى المحاور الأساسية يكون أسهل للقراءة . وفق الله الجميع وشكراً لك يادكتور
__________________
في مجالسنا قد نغلط ونغلط ونقسوا ولا نعلم الا بعد أن تهدأ النفس فليس هناك شيئ أسهل من التلفظ بما تمليه النفس الأمارة بالسوء , خصوصاً حال الغضب . ولكن هنا ... في المنتدى تنفعل .. ثم تكتب وتكتب فتفكر, ثم تضحك على نفسك بعد أن تقرأ الرد قبل اعتماده فتقول هل هذا حقاً كلامي , فتلجأ إلى القص والتعديل وفي بعض الأحيان الحذف الكامل . :) abufahd@hotmail.com
|
20-05-2006, 10:49 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
أحسن الله إليك فضيلة الشيخ . .
وجعل ما قدمته في ميزان حسناتك . . أسأل الله أن تجد ما قدمته في الآخرة عملاً مباركاً مضاعفاً لك أجره . . ..ودمت سالماً .. .. |
الإشارات المرجعية |
|
|