|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2002
البلد: UK
المشاركات: 1,683
|
آل الشيخ .. يلمز الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ..
.
. . . . . . . . . فهم واقع الحال محمد بن عبداللطيف آل الشيخ http://www.al-jazirah.com/109128/ar2d.htm في العصر الحالي، حيث ثورة الاتصالات والمعلومات تعصف بما تبقى من التقليدية في كل شيء، تصبح الجغرافيا بلا معنى، أو بلا قيمة، ويصبح الإنسان الذي يرتبط بالمكان ويتشبث فيه، ويرفض أن يتجاوزه، هو بمثابة الإنسان المتكلس، أو الأرنب البري الذي ينفق بمجرد أن يدخل إلى تكوينات المعمورة. تراجع حضور المكان وقيمته، يجعل التباين بين الثقافات يضيق، ويجعل التفوق الحقيقي والملموس هو لثقافة المنتج وليس لثقافة المستهلك، ويجعل الهوية المكانية تذبل لصالح الهوية العالمية. إنسان العصر الحالي لا يشكل له (المكان) من حيث القيمة والارتباط الوجداني على وجه الخصوص، ما كان يشكله للإنسان القديم. ثورة الاتصالات والمعلومات هي من أهم مظاهر العولمة التي نمارسها دون أن يعي البعض منا أنها حتم وليست خيارا.. فالإنسان اليوم - وغداً بكل تأكيد - هو كائن عالمي، ستضعف لديه رابطة الانتماء الجغرافي أو الانتماء الثقافي ذي الهوية المحلية. من يقفون ضد (العولمة) انطلاقاً من أنها ضرب من ضروب (التغريب)، كما هو خطاب البعض منا، هم في الواقع يقفون ضد تيار جارف، لا يملك أي إنسان معاصر مهما كانت قوته أن يقف ضده. الغرب هو الذي (صنع) العولمة. وهو الذي أشعل جذوتها. وثورة الاتصالات هي (أداتها) لاقتحام (الخصوصيات)، وتحطيم أسوار التقوقع. وعندما تعتقد أن بإمكانك أن تعيش بدون الغرب، وبدون الشرق، أي بدون (العولمة)، فأنت أبعد خلق الله عن الواقعية والموضوعية، بل والعقل والعقلانية.. هذا يعني أنك تطالب بأن تعيش خارج هذا الكوكب، وخارج نطاق الممكن، وفي صحراء قاحلة حيث لا ماء ولا غذاء ولا مواصلات ولا اتصالات ولا مطابع ولا إنترنت ولا فضائيات؛ وحيث الجوع والفقر بمعناه المجازي الواسع؛ الأمر الذي سيجعلك تنتقل من الواقعية إلى الوهم.. ربما ستربح جولة، أو جولتين، أو ثلاثا، ولكنك لن تربح المستقبل؛ ستخسر لا محالة، وستطؤك عجلات الحضارة والتقدم مثلما وطأت قبلك كثيراً ممن وقفوا ضد التنمية والتحديث. والذين لا يتعلمون من التجارب، ومن قراءة التاريخ، ومن أخطائهم، وأخطاء أمثالهم، فإن العاقبة الوخيمة في انتظارهم حتماً. الفتوى أحياناً والوعظ في أحايين أخرى، كانت من أهم الأسلحة وأقدمها في مواجهة العولمة، والحفاظ على الهوية التقليدية من اقتحام الثقافات الجديدة لخصوصياتنا المكانية. وما زلنا نتذكر الكثير من الفتاوى التي يتندر عليها البعض الآن؛ غير أنها كانت في زمانها ذات تأثير ونفوذ واسع في المجتمع؛ كفتاوى تحريم التصوير، ولبس الساعة باليد، والأكل بالملاعق والشوك، والراديو، والتلفزيون؛ وآخرها فتوى تحريم أجهزة التقاط القنوات الفضائية، وغيرها من أدوات ومخترعات العصر القادمة إلينا من الخارج. ومن أغرب ما سمعت، فتوى لأحد فقهائنا المعاصرين والمشهورين أيضاً، يرى فيها حرمة (البرنيطة) أم (رفرف) كما وصفها في الفتوى بلسانه، أي ذات المظلة الأمامية، وأباح تلك التي من دون (رفرف). وقد أفاض في نقاش هذه القضية (المهمة) في رأيه، وذكر من الدوافع وبواعث التحريم كثيراً من الأسباب، أهمها: أن لبس (البرنيطة أم رفرف)، مضر (بالنظر) كما جاء في نص الفتوى!. وليس لدي أدنى شك أن هناك آراء يطلقها بعض المشايخ المعاصرين، ستصبح في المستقبل القريب جداً في تقديري مجالاً للتندر. ومن ذلك ما قرأت لأحد الوعاظ المعاصرين، والمتحمسين ضد عمل المرأة، الذين ينشطون هذه الأيام لتلمس حلول لقضية (بطالتها) جزاه الله خيرا.. الحل الذي يقترحه واعظنا يكمن في أن تدفع الحكومة للنساء السعوديات (أعطيات)، ويبقين في بيوتهن!. يقول بالنص: (تقوم الدولة في تأمين حاجة تلك المرأة، وتنفيس كربتها، من خلال صرف (مكافأة) شهرية من بيت مال المسلمين كما هو المعمول به في دولة الكويت، ونحن ولله الحمد في الآونة الأخيرة أنعم الله تعالى علينا بنعم عظيمة، ومن سبل المحافظة عليها الإنفاق على ذوي الحاجة والفاقة).. كذا!. وهذا واعظ آخر يطالب بمقاطعة مباريات كأس العالم؛ يقول بالنص: (مسابقات كأس العالم لها دور ضار في علاقة الإنسان بربه، فانصراف النفس، واهتمامها بالسفاسف، وإقبالها على اللهو بالكلية، وتعلق الآمال بنتائج الدورة الكروية، وحصول الهم والغم عند حصول خسارة فريق ما، أو الفرح الزائد عند فوز فريق ما، وترك الصلاة، وإهمال فعل الخيرات، وأداء الواجبات الشرعية، يصبح أمراً اعتيادياً عند المتابع (بنهم) لمسابقات كأس العالم، وينتج عن ذلك التقصير خلل في التماسك الإيماني الوجداني، مما قد يؤثر سلباً على المناعة النفسية للإنسان (!)، فيكون أكثر عرضة للتقلبات العصبية والنفسية (!)، وذلك كله بسبب (التطرف) في ممارسة الترفيه)! انتهى. وفي السياق نفسه يأتي كذلك الموقف المناهض (للدولة المدنية)، أي دولة (المجتمع المدني)، والذي تبناه مؤخراً واعظ معروف، ويدور حوله حوار ساخن هذه الأيام. كل ما أريد أن أقوله هنا إن مواجهة (العولمة) بمثل هذا الأفق الضيق والمحدود والمتشدد، لن يزيدنا إلا تخلفاً، ولن ينتهي بنا إلا إلى مزيد من المآزق المعرفية والحضارية.. ولعل من يقرأ تاريخنا جيداً يدرك تماماً ما أقول.
__________________
Behind every successful man, there is a woman
And behind every unsuccessful man, there are two. آخر من قام بالتعديل ميمون; بتاريخ 23-05-2006 الساعة 08:38 PM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|