[من الصقور]

وجيه بريدة (إبراهيم العبدالعزيز المشيقح) إلى رحمة الله
د. خالد الشريدة

توالت عليَّ الرسائل صباح يوم أمس الاثنين 2-5-1427هـ تحمل خبراً يحزن القلب ويدمع العين لوفاة كبير وجهاء مدينة بريدة الذي نعده جميعاً أباً (لنا) بل أباً لمدينتنا الشيخ المرحوم بإذن الله (إبراهيم بن عبدالعزيز المشيقح).
تلك الشخصية العظيمة في عطائها والحكيمة في أقوالها وأفعالها. وعزاؤنا ابتداءً لأسرة المشيقح العريقة والممتدة بذلاً ونفعاً لوطنها المعطاء في مختلف المجالات. ومهما كتب الإنسان فلن يوفي هذه الأسرة ما تستحق من مدح وثناء، فمن القلب نعزيها لفقدها عميد أسرتها وكبير وجهاء البلد (أبي عبدالعزيز رحمه الله) إنني حينما أكتب عن وفاة (أبي عبدالعزيز) فإنما أكتب عن أبي (عبدالعزيز الشريدة) رحمه الله إذ كانا رحمهما الله جميعاً أخوين من طراز مختلف في حمل هموم الناس واحتياجات ومشروعات مدينة بريدة والمنطقة بأسرها. ويشاركهم في ذلك وجهاء المدينة من أسرة الرشودي وأسرة الربدي والمرحوم بإذن الله صالح السلمان وغيرهم، وتتحدث المدينة لو سألتها عن بذلهم وعطائهم.
إنني أكتب هذا المقال قبل أن أصلي على جثمان الفقيد رحمه الله وأعلم يقيناً أن مسجد الشيخ الونيان في بريدة سيكتظ بالمصلين والمشيعين والمعزين ذلك بأن الفقيد رحمه الله هو فقيد الجميع وليس فقيد أسرة المشيقح بل إنه فقيد المنطقة والمملكة بأسرها، ذلك أنه ممن ضرب أروع الأمثلة في بذله وتضحيته ونفعه لوطنه حتى مع كبر سنه وتمكن المرض منه رحمه الله. كان أكثر إصراراً على متابعة شؤون المجتمع.
أحد الوزراء تغيّرت ملامح وجهه عندما زاره بعض وجهاء مدينة بريدة لمتابعة مشروعاتها فقال: (أنتم من يستحق أن يأتي إليكم الوزراء) وذلك حينما رأى أمثال الشيخ رحمه الله (أبي عبدالعزيز) لاهثاً من صعود الدرج ليطالب الوزير بمشروعات لمدينته، إنها كلمات تعبر عن (الاحترام المتميّز). من كل من الوزير وهؤلاء الوجهاء الذين يتابعون هموم مدينتهم ويشاطرون الناس مشاعرهم. كان رحمه الله قبل وفاته ومع صعوبة في وقوفه وانتظاره يأبى إلا أن يشارك الجميع استقبال صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين وكان رحمه الله إذا دعي أجاب لشعوره بأن الكل يحبّه، وهو أهل لذلك، وهذه ملكات لا يمكن أن يعرفها ولا أن يستشعرها إلا ذلك الإنسان الذي لديه مواصفات (أبي عبدالعزيز رحمه الله).
إن الإنسان حينما يبذل لدينه ووطنه فإنه من الطبيعي جداً أن يكنّ الناس له احتراماً سواء مسؤولين أو عامّة. ولذلك فإن الشيخ إبراهيم رحمه الله يجلّه كل مسؤول عرف تفانيه في خدمة دينه وبلاده.إنه يا والدي قدر الله الذي لا يستثني أحداً إنه (الموت) الذي سوف ترى بإذن الله بعده ما يسرك جزاء دينك وعطائك وتفانيك في خدمة الجميع. فرحمك الله يا أبا عبدالعزيز وجعل الخير والعطاء في ذريتك من بعدك.
وعزاؤنا لأسرتك ولولاة الأمر في بلادنا وللجميع دوماً نقول {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} وهكذا الحياة التي هي نصب وكدّ وكدح والسعيد من كان ذلك كله لوجه الله خالصاً ليجازيه دون حساب.. والله المستعان.

[البارع]

(( رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ))

ولكن يا د خالد إن العمل لدين الله والاحتساب في ذلك

والصبر عليه هو من يرفع الانسان ويعلي ذكره

ويُكتب له القبول في الأرض

أما العمل للدنيا والاستزادة منها واللهو خلفها

فمصيره النسيان .