[yasmeena]

لهذا السبب ياولدي!

الابن:جدي!جدي! عندي سؤال وإني لمحرج منك!

الجد:وما هو يابني؟ ولم الحرج؟!

- لم يا جدي أنت متلثم دائماً؟!

- لقد سألت عن عظيم يا بني !!

يا بني استمع إلي أحدثك, ما أقرب الأمس من اليوم.. كأنها رحلة قضيتها في يوم ..أو رؤيا رأيتها في نوم... تغيرت بنا الدنيا فتغيرنا , مات جل أصحابي وجيراني.. لم يعد لي في آخر حياتي جيران يشتكى إليهم أو يتكأ عليهم , أنتم اليوم تعيشون حياة الأنانية ..انقطعت الصلة حتى بين الأقارب,أما الجيران فلم يعد هناك جيران..ياأبنائي هذه السنة الرابعة في هذا البيت ولا أعرف عن جاري القريب إلا اسمه ..

لا يدعوني لمناسباته وإن دعوته لم يحضر مناسباتي.. الله المستعان في هذا الزمن تكون الزيارات في المناسبات وكثير منهم لا يحضرها, أما نحن في السابق فكنا نشارك جيراننا حتى في المرق.. ما يأتينا شيء إلا ويقسم بيننا هذا لنا وهذا لجيراننا. بل هذا لجيراننا وهذا لنا !! إن أثمر النخل فلهم نصيبهم وإن حلبت البقرة فلهم حليبهم حتى وإن باضت الدجاجة فلنا مثل ما لهم ,بل كان ديك دجاجنا ديك دجاجهم!! إن عجنت أمكم وصنعت خبزاً بدأت بالجيران ..وإن نقص البصل فمن الجيران,وإن احتيج للطماطم فمن الجيران.. إن كان عندنا فاكهة قسمنا للجيران.. لا بد أن نذوق ما يذوق جارنا ونصبر على ما يصبر!!

إن أعدت بنت الجيران للزواج فكأنها بنتنا ..نجهز بيتهم وننظف أسوارهم بل قد

نبيت معهم حتى تنتهي أفراحهم..

أغيب عن بيتي الأيام الطويلة وكأنني لم أغب.. كنتم يا أبنائي تعتقدون أن أبا جيرانكم هو عمكم إلى أن كبرتم,وكذلك كنت لأبناء جاري فكم كانوا يهتفون إن أقبلت من بعد غياب :جاء عمي جاء عمي !! كان أطفال الحي يعيشون بين بيوت جيرانهم ,هذا داخل وهذا خارج,يتمازحون ويتشاجرون ,ثم يجتمعون وهم يضحكون!! يا لجمال تلك الأيام ويا لروعتها.. كم تشاجرتم مع أطفال جارنا ونحن ننظر ونبتسم أما اليوم فكم تفرقت بيوتات الأقارب والأرحام لخصام أطفال لم يبلغوا الأحلام!! ينسى الأطفال الصغار وتشتعل قلوب الكبار!!

كنا نردد الجار قبل الدار, أما الآن فالدار الدار ولا تسأل عن الجار..هذا شعار العقار في هذا الزمن!! وأعظم قضية لماذا كسر ابنكم لعبة ابننا؟! قلوب فارغة ملأتها الدنيا بالشهوات !!

إيه ... في الماضي إن كان عند أحد الجيران وليمة فحضورنا بلا دعوة ,ولو لم نحضر لأقام الدنيا ولم يقعدها!! فما أن نعلم بمناسبة إلا ويخبر بعضنا بعضاً .. والنفوس هاشة والقلوب باشة .. رغم أن حالتنا المادية بسيطة.. لا نكنز كما يكنز الناس في هذا الزمن حتى كأنهم لن يموتوا !! الأموال كثيرة اليوم لكن الشح أكثر..

صحيح ما قيل (كلما زاد المرء مالاً ازداد شحّاً !!) إلا من عافى الله ..

لم يكن عندنا تلك الشنشنة التي تعرفونها من أحزمكم !! كان الناس على قوة في الغيرة عجيبة ولا تخرج المرأة من بيتها إلا إلى حقلها وبستانها وأقرب أقربائها..أو جارتها .. وقد كانت العباءة من أعلى الناصية إلى أخمص القدمين بل تزيد.. ولم نعرف لنسائنا تلك المخصرات ولا المطرزات , ثم إن أبناء الجيران لم تغير طباعهم فحق الجارة من أعظم الحقوق, يرعون حرمة الله وتخيفهم الكلمة وتؤثر فيهم الموعظة فهم "مأمونون غيباً ومشهداً " أما اليوم فالجار أخشى ما يخشى من أبناء جيرانه..ولا غرو فلم يجلس معهم ولم يرهم في مسجد,فهم أغرب من الغرباء أثرت فيهم الفضائيات فطمست العادات واندرست العبادات إلا ما شاء ربكم..ذهبت أخلاقهم وفسدت طباعهم .لم نعد نعرف من جيراننا إلا الهجر والقطيعة والأذى والرذيلة .

ومن عشر سنين يا بني كان لنا جار فاسد تؤذينا رائحة دخانه وشيشته وأعظم ما تكون الرائحة في ثلث الليل الأخير ومع نسيم البكور فلا أجلس في بيتي إلا متلثماً ومنذ ذلك الحين – يابني – وأنا معتاد على اللثام لا أستطيع تركه حتى على فراش النوم أيضاً !وهذا الذي جنيناه من بعض جيران هذا الزمن يا بني !!.

(منقـــــــــــــــــــــــــول..)

[اميرال الشرق]

اخيتي ياسمين واصلي بأبداعك وقلمك السيال

[yasmeena]

الحبيبة (حبيبة أسيد )
جزاك الله عني خير الجزاء وأحسنه

[ح ـايلـــيـة]

اختي ياسمينه..جزيتي خيرا على منقولك الرائع..

[نــسـجـ الـخــيالـ]

جزاك الله خير أختي

[yasmeena]

ولك بالمثل أخيـتي الحبيبة ( حايلية )
********
وأنت كذلك أخيتي ( بيض نص سلق )