بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حوار لفضيلة الشيخ عوض القرني حول لبنان وفلسطين

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 05-08-2006, 04:48 AM   #1
الإعصار
عـضـو
 
صورة الإعصار الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
البلد: مُجرَّدُ غُرَبَـاءْ ..!!
المشاركات: 11,482
حوار لفضيلة الشيخ عوض القرني حول لبنان وفلسطين

حوار موقع الرسالة مع فضيلة الشيخ الدكتور عوض القرني

حول أهم الأحداث والمستجدات

أجرى الحوار: يحي العبدلي ، محمد المهدلي


- يجب على الجميع الوقوف مع المقاومة اللبنانية والفلسطينية لمواجهة الغطرسة والطغيان اليهودي ، الذي يجتاح المنطقة .

- من العار على الأمة أن ترى أن التحرك لإطلاق عشرة آلاف أسير أنه عمل غير مدروس واستفزازي .

- لا نعلم أن دولةً سنيةً ممن تخوفوا من الهلال الشيعي تبنت حركةً سنيةً إسلامية ودعمتها ودافعت عنها .

- أتمنى على الدول العربية أن تأخذ واحداً في المائة من نظرة إسرائيل إلى شعبها وتنظره إلى شعوبها المسلمة .

- الشيعة مهما اختلفنا معهم فهم من أهل القبلة ومن أهل الملة .

- المقاومة الفلسطينية واللبنانية كشفت سوءات الجيوش العربية .



فضيلة الشيخ الدكتور / عوض القرني حفظه الله تعالى ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد,,,

يهديكم موقع الرسالة أطيب تحياته ويشكر لكم رعايتكم الكريمة ، ويشكركم على قبولكم إجراء هذا الحوار :

1)موقع الرسالة: شيخنا الكريم: الأحداث الساخنة والدامية على الساحة العربية والإسلامية تدعونا للسؤال عن السر في توقيت حزب الله اللبناني لإشعال عملياته العسكرية ضد إسرائيل ، هل هي تغطية إعلامية للأحداث والمجازر في العراق أم إشغال للموقف الدولي عن مفاعل إيران أم هو لأجل نصرة الشعب الفلسطيني في ظل ظروفه الراهنة أم لغير ذلك ؟

بسم الله ، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وأشكر لكم تواصلكم الدائم ، وإتاحة الفرصة لي للتواصل مع إخواننا وأخواتنا من القراء والمتابعين ، وبادئ ذي بدء كنت أتمنى أن تتطرق الأسئلة إلى خلفية الأحداث والمتصلة بها والأكثر سخونة في المنطقة ، والأكثر اتصالاً بالأحداث ، وهو ما يجري في فلسطين لأن ما يجري في لبنان هو فرع عما يجري في فلسطين ، فكان ينبغي أن يكون الحديث عما يجري في فلسطين باعتبارها الأصل ، وباعتبارها الخلفية الواسعة جداً للمشهد الجزئي الذي يجري الآن في لبنان ، ولعل في الأسئلة ما سيتيح لنا الفرصة للحديث عن هذا الموضوع ، أما بالنسبة لهذا السؤال عن الأحداث الجارية في لبنان ، أولاً إدراك لماذا حزب الله إختار هذا التوقيت فيبقى من باب التخمينات والتحليلات ، لكن بعض التحليلات تترجح على بعض من خلال معطيات الواقع ، وتفاعل الأحداث السابقة لهذا الحدث .

نحن نعلم أن الصراع بين المجتمع اللبناني بجميع طوائفه وبين إسرائيل ليس وليد الساعة ، فإسرائيل سبق وأن اجتاحت لبنان واحتلت عاصمته ودمرت بنيته ، ثم انسحبت انسحابات متلاحقة ، ثم أقامت شريطاً حدودياً ، وأقامت نظاماً عسكرياً وأمنياً يقوده بعض العملاء اللبنانيين لسنوات طويلة ثم انسحبت في النهاية تحت ضربات المقاومة، فالعلاقة بين اللبنانيين وفي مقدمتهم في العشرين سنة الأخيرة ، حزب الله العلاقة بينهم وبين إسرائيل معمدة بالدم ، ومضمخة بالأشلاء ، وسبق أن حصل هناك أسرى وشهداء وقتلى ، من الجانبين ، فالأمر ليس نشازاً ، بل متوقع وهو الحاصل ،وقد حصل قبل فترة من الزمن تبادل للأسرى ، واستبقت إسرائيل بعض الأسرى لديها ، وقال حينها قادة حزب الله أن إسرائيل ستندم كثيراً لعدم إطلاقها لهؤلاء الأسرى ، وكانوا يقولون في كل مناسبة عندما تتاح لنا الفرصة لاقتناص أحد من الإسرائيليين فسنفعل ذلك ، ولما اشتعل موضوع الأسرى الفلسطينيين مع الجندي الإسرائيلي ، كانوا يعلنون باستمرار أن قضية الأسرى لن تموت ، ولما اشتعلت غزة وكان العنصر الأساس في اشتعالها هو قضية الأسرى ، وأسر عدد من الوزراء والنواب والقادة الفلسطينيون ، في مقابل أيضاً أسير إسرائيلي واحد ، تحركت قوات حزب الله وأسرت إسرائيليين في عملية عسكرية ، ومن بداية هذا العام كان يعلن قادة حزب الله أن هذا العام هو عام الأسرى .

فأقول الذي يظهر لنا أن الدافع الأول هو موضوع الأسرى ، وأمر طبيعي أن أمة يؤسر منها عشرة آلاف أسير فيهم مئات أو آلاف من النساء والأطفال ، بعضهم تجاوز في معتقلات إسرائيل 25 عاماً ، أمر طبيعي أن هذه الأمة إن كان مازال فيها حياة أن تتحرك لأبنائها ، هؤلاء الذين أسروا وهم يدافعون عن ثغورها وعن أراضيها وعن كرامتها وعن دينها و عن مقدساتها ، ولو لم يوجد من يتحرك لهؤلاء فهذا يعني أن الأمة قد تودّع منها ، وأنها قد ماتت ، فيظهر لي أن هذا هو الدافع الأول والرئيسي ، صاحبَه أن الحدث جاء ضمن العدوان الإسرائيلي الذي يراد به محاصرة الشعب الفلسطيني وحكومته وتجويعه وتركيعه والقضاء على مقاومته ، فكانت أيضاً هذه العملية وما ماثلها تنفيس للشعب الفلسطيني ، وصاحبه كما تذكر في سؤالك الأحداث في العراق وموضوع إيران ، لكن أياً كانت الدوافع وراء هذا الحدث ، فهو في المحصلة النهائية ، حدث يجب أن يؤيد ، وأن يدعم ومن العار على الأمة أن ترى أن التحرك لإطلاق عشرة آلاف أسير أنه عمل غير مدروس واستفزازي ، بينما هي ترى إسرائيل تحرق الأخضر واليابس من أجل أسيرها ، على الأقل نتشبه بهؤلاء ، ليكن لنا كرامة ، صحيح أن إسرائيل دمّرت وفعلت ما فعلت ، لكن إسرائيل تدمر يوميا لكن هذه المرة دمرت وقد جرحت ، {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء104 ، {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران140 ، كانوا سابقاً ينالون منا ولا ننال منهم ، أما الآن فصحيح نالوا منا لكننا نلنا منهم ، والعاقبة لنا بإذن الله سبحانه وتعالى ، وبالتالي فأنا لا أرتاح للتشكيك بتوقيت حزب الله ، وما رأيناه من إصرار ومن بطولات ومن عمليات قتالية تؤكد أن الدوافع ذاتية ، وأن الحوافز حقيقية وأنها ليست نيابة ولا وكالة عن الآخرين ، ولا إجارة لحساب الآخرين ، وإلا لما كانت بهذه الكيفية .

2) موقع الرسالة: هل ترى أن في حرب حزب الله استكمالاً للهلال الشيعي وإحكاماً للسيطرة والضغط على دول الجوار لا سيما بعد شبه السيطرة الإيرانية على الموقف في العراق ؟!

احتمال أن يؤدي ذلك إلى هذه النتيجة ، لكن ليس بالضرورة أنه الهدف رقم واحد ، والطائفة الشيعية بلا شك أن بينها وبين أهل السنة خلافات ، وهذه الخلافات بين أهل السنة وبعض الشيعة عميقة وبين أهل السنة وبعض الشيعة اقل ، بمعنى أن الشيعة ليسوا نموذجاً واحداً ، ولا قالباً واحداً ، ولا صيغة واحدة ، لا في موقفهم من أهل السنة ، ولا في معتقداتهم التي هم عليها ، وبالتالي فلا أعتقد أن الشيعة يمتلكون من الوحدة ما لا يمتلكه أهل السنة ، بل لديهم من الخلافات كما لدينا وأكثر ، لكن ربما أن الموالين لإيران الآن هم الأعلى صوتاً ، والأكثر أثراً ، لأنهم يدعمون ..وبالتالي فاحتمال أن يكون الأمر نتيجة ولا يكون مقصوداً ، الشيعة في لبنان بصفة عامة هم من أعدل مجتمعات الشيعة ، بحكم أن المجتمع اللبناني نفسه شعب معتدل ، طوائف وأديان ألفت التعايش عبر السنين ، والذي يتأمل في مؤلفات بعض مشايخهم مثل محمد حسين فضل الله يجد أن صفات الاعتدال هي السائدة إذا قيسوا ببعض المجتمعات الشيعية الأخرى المتطرفة ، كما عند أهل السنة أيضاً من الاعتدال والتطرف والغلو والوسطية ، فأقول قد لا يستهدفون هذا مباشرة ، وإن كان أيضاً ليس احتمالاً مستبعداً تماماً ، لأن حزب الله تسليحه ودعمه وميزانيته ورعايته السياسية وتدريب كوادره من إيران ، ويستحيل أن تكون هذه بدون ثمن ، ويستحيل أن تكون هذه بدون أثر ، فاحتمال أن تكون نتيجة غير مقصودة وهو الأرجح، وحقيقة أنا لا ألوم الشيعة إذا عملوا لقناعاتهم ومبادئهم ، لكن السؤال للدول السنية من منهم احتضن الحركات السنية في لبنان أو دافع عنها ، الدول السنيّة ترعى في لبنان الأحزاب والمجموعات المتبناة أمريكياً أو فرنسياً ، نيابة عن فرنسا وعن أمريكا ، فالثمرات والتوجيه من فرنسا ومن أمريكا ، وربما أحياناً من إسرائيل والتمويل والرعاية والدعم من الدول العربية ، حتى تكون العملية مقبولة عربياًَ ، وجماهيرياً ، أما نحن فلا نعلم أن دولةً سنيةً ممن تخوفوا من الهلال الشيعي تبنت حركةً سنيةً إسلامية ودعمتها ودافعت عنها ، لا نعلم هذا ، فالأحرى بالذين يتباكون على الانتشار الشيعي أن يعملوا للمذهب السني بعيداً عن الاستقطاب والطائفية وعن الاحتراق ، لكن حتى يكون هناك توازن ، وحتى في العراق كما قلت- في سؤالك- هناك شبه هيمنة إيرانية ، أمر طبيعي ، إيران ألقت بثقلها ورجالها وسلاحها ، وأدخلت سلاحها ورجالها ومالها ونفوذها ، والدول العربية بقيت تطأطأ أنظمتها الرأس ، تحت لا فتات عدم التدخل أمريكياً ، فأمر طبيعي أن تكون هذه هي النتيجة في العراق ، وأهل السنة يشكون ويبكون ويصيحون ويستنجدون ولا من مغيث ، ولا منجد ، بل حتى في العراق لم يتوجه الدعم من الدول العربية المحيطة بالعراق إلا إلى إياد علاوي ومجموعات من الذين معه من الذين تبنتهم أمريكا والغرب مباشرة والعلمانيين ، ولم تتبن الحركات السنية الراسخة سواء في المجتمع الكردي أو العربي، بل حتى بعض الحركات الشيعية العروبية لم تتبن وتركت دون أي رعاية على الإطلاق ، فأقول أن الذين يديرون الصراع في الساحة العراقية ، أو المفترض أنهم يديرونه ، ليس لهم في الحقيقة أي دور في الساحة العراقية واللبنانية وغيرها ، ليسوا على مستوى الحدث ، وليسوا أصحاب قضية ، وليسوا أصحاب أهداف ، بل إنما يعيشون على ردود الأفعال ، أو يتحركون بتحريك الغير .

3) موقع الرسالة: ما تقييمكم لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد مؤخراً ؟ برأيكم مالذي دعا بعض الدول العربية لخذلان موقف حزب الله على غير عادتهم وقد كان بإمكانهم الاكتفاء بالشجب والإدانة للموقف الاسرائيلي, هل تعتبرها كما اعتبرها البعض عمالة لأمريكا وخوفا من إحلال الديمقراطية ببلدانهم ، أم أن اسرئيل قوة جبارة لا يستطيعون الوقوف ضدها أم لأمر آخر؟

ربما تختلف الدوافع ، ربما البعض يرون أن المنطقة غير قادرة على الدخول في أزمات جديدة ، وهي تلعق جراحها في فلسطين والعراق ، وبالتالي إدخالها في أزمات جديدة سيضعفها أكثر وأكثر ويمزقها أكثر وأكثر ، ربما أن البعض يرى أنه سيكون هناك حملة شيعية وتؤدي في النهاية إلى مواجهة ليست في مصلحة الأمة ، ربما البعض الآخر يتحرك نتيجة للضغوط الأميركية وإن كان كارهاً لذلك ، ربما البعض الآخر يتحرك وفق الأجندة الأميركية عن رغبة وقناعة يؤمن بها ، فمع الأسف أن العرب غير موحدين حتى وإن كان على الحد الأدنى الذي لا عذر بعده هذا بالنسبة للحكومات ومع الأسف ، فأقول أن الشعوب - كما يظهر لي – فقدت ثقتها في اجتماع وزراء الخارجية أوالقمم .. ولم تعد تثق فيهم ، وإلا لما التفّت خلف الحركات الضعيفة التي لا تملك شيئاً يقارن بإمكانات الحكومات، مالذي جعل الشعب الفلسطيني يلتف خلف حماس لأن السلطة هي الخيار العربي المدعوم مذ قرر مؤتمر فاس أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، حين اعتبرتها القمم العربية هي الممثل الشرعي والوحيد قرر الشعب الفلسطيني ألا يعتبرها الممثل لا الشرعي ولا الوحيد ، احتجاجاً على الأنظمة العربية وما يصدر عنها ، لماذا ؟ لأن الشعوب من تجاربها المرّة مع الأنظمة ومؤتمرات القمم وما يتفرع عنها ، أصبحت حتى لو جاءت هذه المؤتمرات بخير فإن الشعوب تتوجس منه شراً ، ولا تثق فيه ، ولذلك أقول لا ينتظر حقيقة من هذه المؤتمرات شيء ، لا أظن أن الأنظمة العربية بواقعها الحالي يمكن أن تخيف عدوا أو تنصر صديقاً, وهي:

أولاً: تتآمر بعضها ضد البعض الآخر ، ولمصلحة الأجنبي ، وثانياً: تتسلط على شعوبها بالظلم والاستبداد، وثالثاً: غرقها في الفساد الذي عمّ العالم كله ، ورابعاً: التخلف الذي جعلنا في ذيل الأمم على تفاوت كبير بينها في ذلك, هذه الأربعة الأشياء أصبحت الأنظمة العربية تحسنها بإتقان ومهارة ، تربص بعضها ببعض ، تسلطها على شعوبها ، التخلف الذي تعيشه ، الفساد المالي والإداري والتخبط وعدم التخطيط السليم ، ضمن هذه السمات الأربعة في هذا الزمن الكئيب الذي تعيشه الأمة العربية لا ينتظر من الأنظمة رفع الضيم أو دفع العدو،وأنا لست متشائماً كما قد يفهم من كلامي ، فأنا أثق بالله وبموعوده ، وأعتقد أن الأمة وشعوبها ما زالت تتمتع بالكثير من عناصر الخير والقوة ، وظني أن القوى الحية في هذه الشعوب ستتغلب بإذن الله على عناصر الموات فيها وتعيد الحياة والعزة للأمة .

لست من دعاة الثورات على الأنظمة والحكومات أو من دعاة حمل السلاح ضدها، لكنني أيضاً لست من دعاة الطأطأة والخنوع والانقياد لهذه الأنظمة في كل شيء حتى لو كانت تقود شعوبها إلى الهاوية ، إن أحسنوا أعنّاهم وإن أساؤوا قومناهم ، وما تبعناهم ، والله المستعان .

4) موقع الرسالة: إزاء الموقف العربي الإسلامي المتخاذل مما يجري على الساحة ، فلسطين وغزة ولبنان كيف تقيمون هذا الموقف؟ ، وما الدور الشرعي الواجب عمله في ظل هذه الأحداث ، وكيف يمكن الاستفادة من الحدث دولياً وعالمياً ؟ وما الدور الذي يجب أن يضطلع به العلماء والنخب الفكرية والسياسية في هذا الخضم من الأحداث؟

أقول من نحسن به الظن من الأنظمة والسياسيين والمسؤولين ، فله من الحسابات التي تفرض عليه من وجهة نظره ، من المحاذير ما الشعوب وقواها المدنية في عفو منه أي من هذه الحسابات و هذه المحاذير ، وبالتالي فأمامنا ميادين واسعة جدا من العمل الفاعل في نصرة الأمة وقضاياها ، سواءا على المستويات الإعلامية أو السياسية أو الثقافية أو التوعووية أو الإغاثية ، والقوى التي في ميادين المواجهة المنتشرة ، القوى العاقلة المتزنة التي في الميادين والثغور في أشد الحاجة للدعم والإسناد المعنوي والمادي، وكذلك التواصل مع الحكومات والمسؤولين ومناصحتهم وشد أزر الصادق منهم وتبصيره والوقوف معه ، لأنهم يتعرضون أيضاً إلى كثير من الإرهاب والتخويف والضغوط من أمريكا ، كل هذه من الأمور التي ينبغي أن نقوم بها ، والواجب على كل إنسان بذل جهده ليسد الثغرة التي هو عليها ، لئلا تؤتى الأمة من قبله ، فستسد كثير من الثغور ، وتنصر كثير من القضايا ، بإذن الله سبحانه وتعالى .

5) موقع الرسالة: مع بداية الأزمة ظهر الموقف السعودي ، وكذا ظهرت بعض المواقف المتباينة لبعض العلماء والمفكرين ما بين مؤيد ومعارض ، أين تقفون أنتم من هذه المواقف ، ما تقييمكم للمبادرة السعودية الأخيرة للخروج من الأزمة ؟

أولاً: أنا حقيقة لا أشك في دوافع القيادة السعودية النبيلة نحو قضايا الأمة ، أقول هذا من خلال استقرائي للتاريخ ولمواقف القيادة السعودية ، فالدوافع ليست لدي محل شك ، ثم البيان الذي صدر في بداية الأحداث لا يجوز أن يؤخذ منفصلاً عن تاريخ السعودية في نصرة قضايا الأمة ولا يؤخذ منفصلاً عن الظروف المحيطة وعما تلاه من مواقف، فقد كانت بداية الأحداث صدمة للمنطقة كلها ، لذا لا يصح أن يؤخذ بمعزل عما صدر بعد ذلك من بيانات, وما صدر من ولي العهد السعودي في فرنسا ، ومن التصريحات التي صدرت من عدد من المسؤولين ، ومن المبادرة التي طرحت بعد ذلك ،والبيان الذي صدر من الديوان الملكي الذي حذر وهدد اسرائيل وأمريكا بصورة واضحة وكذلك قرارات الدعم الرسمي والشعبي لفلسطين ولبنان, إذا وضعت هذه الحزمة من التصريحات ومن المبادرات ، فسيفهم فهماً جديداً ، سيفهم في إطار أننا نتمنى أن نعد للمواجهة العدة قبل أن نبادر إليها ، وأن نحاول أن نحشد أكبر قدر ممكن من قوى الأمة لإنجاح المواجهة ، وتقليل الخسائر ، سيفهم في هذا الإطار,وسيفهم في إطار أننا نتمنى ألا تكون هذه المواجهة جزء من مشروع طائفي كشف عن وجهه بلا ديكور في العراق.
أو إذا أخذ الموقف السعودي أو البيان الذي صدر في بداية الأحداث منفرداً عما صدر بعد ذلك ، وقريء قراءة حرفية مباشرة ، فأنا شخصياً لا أتفق معه ، ولا أرى أنه يعبر عن تاريخ الحكومة السعودية ، ولا عن مواقف الشعب السعودي المشرفة ، وأنه كان عثرة جواد لا بد من تلافيها ، ولعلّ ما صدر بعد ذلك هو محاولات للتلافي ، أو تصحيح للفهم الذي قد يكون مبتسرا وأولياً وحرفياً لما صدر ، ثم إنه قيل صرح مصدر مسؤول واحتمال أن يكون من إحدى الوزارات أو الإدارات ، قبل أن تتبلور الأحداث والأمور ، ولا يوجد إصرار بعد ذلك على هذا الموقف ، و أيضاً الهواجس في التاريخ الشيعي السني وخوف الهيمنة الشيعية الإيرانية في المنطقة ، وما يحصل في العراق الآن كان أيضاً خلفية لهذا التفسير الذي صدر ، لكنني أقول يجب وظني أن هذا ليس محل خلاف أقول يجب على الجميع الوقوف مع المقاومة اللبنانية الفلسطينية لمواجهة الغطرسة والطغيان اليهودي ، الذي يجتاح المنطقة ، يجب ألا يكون محل خلاف على الإطلاق ، ثم التفصيلات أمر طبيعي أن نختلف فيها .

6) موقع الرسالة: شيخنا الكريم كثيرا ما سمعنا من بعض العلماء وبعض المفكرين وبعض طلبة العلم في التشكيك في حزب الله وولائه وقد يقول البعض منهم أنهم أخطر من اليهود والنصارى ويستدلون بذلك على ما يفعله الشيعة في العراق بأهل السنة وما أظهروا من الولاء لأمريكا ما رأيكم في هذه المواقف وخصوصا أنها من النخب؟

أولا: الشيعة مهما اختلفنا معهم فهم من أهل القبلة من أهل الملة وهناك فرق شاسع بين من هو من الأمة ومن هو من خارج الأمة والملة، أو من هو عميل للعدو من أبناء الأمة.

ثانيا: الشيعة ليسوا كلهم لا تاريخيا ولا واقعيا نموذجا واحدا بحيث نطبق عليهم معيارا واحدا وهذا مقتضى العدل والإنصاف ,ثم أن شيعة لبنان في الجملة من أكثر مجتمعات الشيعة في المنطقة اعتدالا في الجوانب الفكرية والعقلية والقبول بأهل السنة والتعايش معهم , ولعل مواقف حزب الله في دعم الفلسطينيين والوقوف معهم وتدريبهم وإطلاق أسراهم تبادلا مع أسرى العدو دليل على هذا .

ثالثا: أن الشيعة داخلهم تطورات فكرية ومدارس فكرية وحركات سياسية وتطورات تاريخية مثلهم مثل أي مجتمع بشري آخر فلا يجوز بناء على صورة ذهنية مستقاة من قرون مضت وغبرت أن نبني مواقفنا وخططنا من الشيعة بناءا على هذه الصورة الذهنية السابقة بينما قد يكون الواقع مختلف إلى الأسوأ أو إلى الأفضل , أقصد انه يجب أن ندرس الواقع دراسة علمية موضوعية حقيقية ونبني مواقفنا عليها .
رابعا: مهما كان موقفنا من الشيعة أو خلافنا مع الشيعة , فما يجري الآن في لبنان لا يجوز بحال من الأحوال تحت لافتة هذا الخلاف أن تكون مواقفنا فيه مواقف خاطئة تصب في مصلحة العدو الظالم , الذي يجري في لبنان وفي المنطقة يفهم خلال المحددات التالية:
أولاً: ما اخبرنا الله به وما أخبرنا به رسوله صلى الله عليه وسلم من الصراع الدائم بيننا وبين اليهود وان هذه المنطقة منطقة صراع حتى تقوم الساعة .

ثانيا: أننا في هذا العصر تعرضت امتنا لاحتلال واغتصاب واستيطان واستعمار وشردت شعوبها مثلما حصل للشعب الفلسطيني , وبالتالي فكل من يقف في وجه هذا الظلم الذي مورس على أمتنا وعلى شعبنا الفلسطيني واستبيحت به المقدسات وانتهكت به الحرمات يجب أن ندعم موقفه وان نؤيده ,ولو كان الذي يجري على الفلسطينيين وعلى اللبنانيين وعلى شعوب المنطقة يجري على بوذيين أو هنادكة أو حتى على غير البشر حتى على حيوانات على كلاب أو خنازير لأثم من يقره أو يرضى به وبالتالي فنحن أمام مشروعين : مشروع يدافع عن الأمة حتى وإن كنا نختلف معه في جوانب أخرى فنحن لا نختلف معه في الدفاع عن الأمة . ومشروع أمريكي صهيوني يسعى لإفناء الأمة وتدميرها حينئذ لا يجوز للمسلم المؤمن الواعي أن يكون موقفه محل شك أو تردد في أي الجانبين يقف , كمثال لما صدام حسين احتل الكويت وكانت دولة عربية على دولة عربية نحن وقفنا مع أمريكا ومع غيرها باعتبار دفع الظلم عن شعب الكويت واجب وهذا موقف صحيح دفع الظلم عن الكويت وإن كان احتلال الكويت هو نتيجة لأخطاء سابقة ليس هذا مجال الحديث عنها على مستوى الأمة وصدام حسين كان أحد منفذي هذه الأخطاء الكبار , فالحجة التي دافعنا بها عن الكويت انه شعب مظلوم وهذا حق لماذا لا تكون حاضرة الآن ونقف مع من يدافع عن الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني , فهل تغيرت احكام الدين والمعايير مع انها هنا مع قوى إسلامية وطنية عربية وهناك تحت مظلة أمريكية . فأقول إن كان دوافع هذه المقولات وهذه المواقف في هذه المرحلة دوافع سليمة فهي خاطئة وإن كانت الدوافع مغرضة ومشبوهة فسيكفينا بها الله سبحانه وتعالى .

7)موقع الرسالة: فضيلة الشيخ نعود لقضية فلسطين وقضية الأسير الإسرائيلي الذي قامت الدنيا لأجله ولم تقعد وكانت المواقف تجاه الفلسطينيين مثلها كموقف لبنان وما كان من الحكومة الاسرائيلية إلا أن قامت بحشد هائل للقوات واجتياح جديد لغزة لأجل جندي واحد , هل كانت هذه الحرب وهذا الاجتياح لأجل هذا الأسير أم أن الأمر كان قد حسم لإسقاط حكومة حماس أم لأمر آخر ؟

إسرائيل مع الأسف كدولة تملك مقومات الدولة لديها خطط عسكرية إستراتيجية و تكتيكية لجميع الاحتمالات المتوقعة في جميع الجبهات خطط جاهزة عند الحاجة إليها قد تحتاج لبعض التعديلات المحدودة وتبدأ في تطبيقها تنتظر فقط الظرف المناسب لتطبق هذه الخطط إما لتنفيذ مشاريع وأحلام وطموحات وهذا الغالب في علاقة اسرائيل بالبلدان العربية , وإما لدرء مخاطر متوقعة فبالتالي لا يمكن أن يتصور أن هذا التحرك المفاجئ واختيار الأهداف وضربها أنها نشأت بعد أسر الجندي , الأهداف تكون محددة من شهور وأعوام , ومدروسة ووضعت لها الخطط وتفاصيلها فيكون التنفيذ مباشرة وكذلك الذي حصل في لبنان هذا هو الأمر الطبيعي والمتوقع .

أول ما قامت حكومة حماس بدأت الحملة العالمية وكانت أمريكا تقود هذا الحصار الاقتصادي و السياسي والحرب والفتنة الداخلية وغيرها لا أريد أن أتحدث عن التفاصيل كل هذا لم يجدِ نفعا فكان القرار بأن تكون هناك عمليات جراحية أن يكون غزوا عسكريا , وأقول أتمنى على الدول العربية أن تأخذ واحدا في المائة من نظرة إسرائيل إلى شعبها في نظرتها إلى شعوبها , عندما أسر في فلسطين إسرائيلي واحد ماذا عملت إسرائيل من أجله ، وفي لبنان أسيران ماذا عملت من أجلهما على فرض أن التحرك كان فقط من أجل هؤلاء كما تقول الحكومات والأنظمة العربية كم الأسرى العرب في جونتانامو كم الأسرى العرب في إسرائيل ؟ كم عدد سجناء العرب في أمريكا في سجون أفغانستان وفي العراق ؟ بل بعض المسؤولين في الدول العربية اخذوا وخطفوا وهم الآن في السجون ألا تستحق عشرات الآلاف أن يتحرك من أجلها ولو واحد في المائة من حركة إسرائيل من أجل مواطنيها , لعل في هذا مفارقة أتمنى أن يكون في المسؤولين العرب رجل رشيد يقف عندها طويلاًَ ثم يبحث عن إجابة لماذا شعوبهم ملت منهم وضجرت وأصبحت تتمنى الخلاص منهم لماذا؟ يقف عند هذه المفارقة , ثم أمر آخر ما جرى في غزة من حشود إسرائيلية ولم تستطع أن تحقق ما تريده صحيح أنها ضربت وفي لبنان لم تحقق أهدافها, أقول إنها كشفت سوءات الجيوش العربية إذا كان هذه حركات بسيطة بأسلحة بسيطة لا تملك طائرات ولا رادارات ولا بوارج ولا دبابات ولا صواريخ ولا قاده كبارا استراتيجيين وأذلّت الجيش الإسرائيلي وفعلت بهم الأفاعيل ماذا لو هذه الجيوش العربية المدججة بآلاف الطائرات والدبابات والبوارج والصواريخ بعضها عابرة للقارات ماذا لو قادها رجال حقيقيون ووضعت أهدافا حقيقية كم ستمكث إسرائيل , الكثير من الناس يتساءل عن وظيفة هذه الجيوش والبعض يقول أن وظيفتها الأولى هي أن تهدد بها كل دولة عربية الدولة العربية الأخرى والبعض الآخر يقول لا إنها تستعين بها الأنظمة لقمع شعوبها لو أرادت أن تعبر عن بعض ما يجيش في صدورها والبعض الآخر يقول إن هذه الجيوش لتنفيذ مشاريع تصدر من خارج البلاد العربية والبعض الآخر يقول إن الجيوش لهذه كلها وليست للدفاع عن الأمة ولا لتحرير أراضيها وأنا قد لا أوافق هؤلاء كلهم واقول قد يكون هناك قدر من الأمور التي ذكرت لكن يبقى في هذه الجيوش وفي قياداتها وفي الحكومات التي تشرف عليها رجال أصحاب غيرة وطنية وانتماء إسلامي أصيل , وإحساس بمشاعر الأمة وقضاياها ونتمنى من هؤلاء الراشدين العقلاء أن يظهر صوتهم وأن يسهموا في إعادة الأمة إلى طريقها الصحيح واستثمار طاقاتها وقواها ما فائدة المليارات والترليونات التي أنفقت على الجيوش العربية ثم لا تدافع عن نساء المسلمين ولا عن أطفالهم ولا عن مساجدهم ولا عن مقدساتهم هل أصبحنا كما يقول الشاعر:

لقد أسمعت لو ناديت حيا **ولكن لا حياة لمن تنادي

أتمنى أن نتجاوز هذا قبل أن يحل الدمار على الجميع حكاما ومحكومين .

8) موقع الرسالة: ما رؤيتكم لأسباب التدخل الأثيوبي في الصومال ، ولم تحذر أمريكا أثيوبيا من هذا التدخل؟

نعم أمريكا هي تحذر لكن هي التي دفعت أثيوبيا وسلحتها وشجعتها وشكلت الغطاء لها لأن أمريكا قبل ذلك سلحت وجمعت أمراء العصابات الصوماليين الذين دمروا الشعب الصومالي عشرين سنة وشكلت منهم تحالف في وجه المحاكم الإسلامية , وبالمناسبة المحاكم الاسلامية لم تكن مسلحة ولم تكن تشارك في القتال كانت تعمل على نشر الأمن في ربوع الشعب الصومالي وتركت الآخرين يتقاتلون ولم يحملوا السلاح إلا حينما قررت أمريكا إنهاءهم لأنهم جلبوا الأمن إلى كثير من مناطق الصومال فقررت إنهاءهم وجمعت خصماء الأمس وشكلت منهم تحالفا سمته(( تحالف السلام ومكافحة الإرهاب)) وأمرتهم بقتل وسحل هؤلاء الإسلاميين فحينئذ دافعوا عن أنفسهم فجاءهم النصر من الله سبحانه وتعالى , مع الأسف يتصارع في أرض الصومال مشروعان : مشروع إسلامي عروبي يقول إن الصومال جزء من الأمة المسلمة وجزء من الأمة العربية تاريخا وحضارة ومستقبلا يمثله اتحاد المحاكم الإسلامية وأمثالهم وهم الأكثرية في الشعب الصومالي , ومشروع أمريكي تغريبي تتعاون معه ايطاليا وبريطانيا مخالبه افريقية من الحبشة ومن كينيا , الشعب الصومال الذي دفع الكثير من أجل انتماءه للإسلام والعروبة تتركه الأمة الإسلامية والأمة العربية وحيدا في موجهة هذا الطغيان التغريبي عبر البوابة الإفريقية , كمثال اتحاد المحاكم الإسلامية وأمثالهم يرون أن لغة الصومال لغة عربية وان قانونه ودستوره الشريعة الإسلامية وأنها جزء من الأمة العربية , الحكومة المؤقتة التي يقودها عبد الله يوسف ترى أن للصومال لغة غير اللغة العربية وان امتداده امتداد أفريقي وان دستوره دستور علماني ومع هذا لم نر من العرب أي تحرك لدعم المحاكم الإسلامية ولا للتيار العروبي في الصومال وهو التيار العريض الواسع إلا ما كان من حكومة السودان على ضعف وجامعة الدول العربية على ضعف فنتمنى من الحكومات العربية على الأقل في هذا الميدان أن تترك لها أثراً حسناً في هذه المنطقة الخطيرة.

9) موقع الرسالة: تعرفون ما لوسائل الإعلام من دور كبير في الإسهام في توعية المجتمعات , وما تمثله من حرب إعلامية نفسية ,ونحن نلاحظ في هذه الأيام ميل بعض القنوات وخصوصا القنوات العربية ميلا تجاه العدو فهل لكم من كلمة توجهنها لهم؟

أظن أن هذه القنوات والوسائل الإعلامية كلماتنا لن تؤثر فيها وهي أتي بها لوظائف محددة تؤديها هي لسانها لسان عربي لكن رسالتها وأهدافها للإسهام في تغيير العقلية العربية والبنية الثقافية العربية والفكر العربي ونشر ثقافة الهزيمة وثقافة الاستخذاء وثقافة التبعية وثقافة الضعف والذل فهي جزء من المؤامرة وجزء من الهجمة على الأمة والنيل من الأمة لكن عندما يصبح جسد الأمة جسدا صحيحا وجهاز المناعة لديه قوي سيلفظ مثل هذه القنوات وتنتهي ولا يبقى لها وجود فليست المشكلة فيها بحد ذاتها بل المشكلة في تقبل الأمة أو في بعض الأمة لها ووجود جماهير يتبعونها وهذا يضاعف المسؤولية على أهل الأصالة والغيرة والانتماء الديني والوطني للمنطقة ولتاريخها ولمستقبلها من المسؤولين والمثقفين ومن العلماء ومن رجال الأعمال ومن الشعوب ومن المتلقين ومن المعلنين كل هؤلاء يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم وان يعبروا عن ما يجب عليهم أن يعبروا عنه وأن يقفوا من هذه القنوات الموقف الشرعي الذي يمليه عليه واجبهم ومسؤوليتهم .

10) موقع الرسالة: ما هو المخرج والحل المناسب للخروج من هذه الأزمات؟
المخرج سهل من حيث التنظير صعب من حيث التنفيذ نضع له عناوين وأحد التحديات أن نضع له تفاصيل لكنني أرى أن من أهم العناوين : العودة الصادقة إلى دين الله سبحانه وتعالى فأنا أؤمن إيمانا قاطعا أكثر من إيماني بحقيقة وجودي انه لا عز لهذه الأمة إلا بعودتها إلى دينها لكن تكون عودة صادقة راشدة جليلة صحيحة بعيدة عن التحلل والجفاء وعن الميوعة و الغلو والتطرف والانغلاق.

الأمر الثاني: أن نعمل بكل ما نستطيع على وحدة الأمة وتجاوز خلافاتها .

الأمر الثالث: أن القوى الحية الفاعلة تعمل بجد متواصل ليل نهار وتبدع وتتفنن وتثري جميع جوانب الحياة ولا تشغلها مشكلة طارئة عن أهداف بعيدة .
الأمة لابد أن تنهض نهوضا حضاريا تستعيد به مكانتها العالمية وقوتها العالمية لترفع عن البشرية كلها هذا البلاء , بسبب سيطرة قوى الظلام وقوى الاستبداد والطغيان والاستعمار والعصبية والعنصرية والانغلاق والظلامية التي تسيطر على العالم والتي أحد أمثلتها الصهيونية والماسونية والمحافظون الجدد في أمريكا وأمثالهم كثر .
الأمر الرابع: أن نوازن بين العمل والقول بين التنظير والتمثيل فلا نندفع للعمل بعشوائية وسذاجة بعيدا عن التخطيط وعن العلم وعن الدراسة وعن التنظير ولا نستغرق في الترف العلمي والمعرفي والثقافي وأن يكون لدينا مشاريع عملية حية , يجب على الأمة كلها أن تتضافر جهودها من أجل هذا .
وكل هذا بعض العناوين لخروج الأمة من هذه المآزق وبلا شك هنالك عناوين أكثر و تحتها تفصيلات أوسع .


1/7/1427هـ

موقع الرسالة
__________________
الإعصار غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)