[د.عبدالعزيز المقبل]

قبل سنيات تسللت إلى منتدى بريدة متقنعاً ، أرتدي ثوب ( شبح ) ، ووقتها شاركت بمقالة أو مقالتين .. وتأملت الساحة ( الصاخبة ) فلاحظت أن ( نار ) العاطفة كانت – على الدوام - في غاية ( الاشتعال ) ، والأعضاء - في جملتهم - حولها يستدفئون .. ورمقت تحت ظل جدار المنتدى شبحاً من بعيد ، اقتربت منه ، تأملته ، يا للهول إنه ( العقل ) ، كان قابعاً مستوحشاً .. لا يمدّ يده للسلام عليه سوى قلة معدودة ، بعضهم يلوّح له من بعيد !!وكانت مقالتي ذات نسب مع العقل ، ولذا لم أستغرب أن يكون التفاعل معها باهتاً .

وجدت اللغة المستخدمة في المنتدى ( بسيطة ) جداً ، ومغرقة في العامية ( المحلية ) .

شعرت بوحشة ، وتعاطفت مع العقل ، ونقمت على العاطفة ، وتمنيت وقتها لو كنت شاعراً ، لأوسعت العقل رثاءً ، والعاطفة هجاءً .

وحين دلفت إلى المنتدى هذه المرة تذكرت قول الشاعر :

فلا القوم بالقوم الذين عهدتهم ولا الدار بالدار التي كنت أعرف

فمن جهة وجدت ( العقل ) يتصدر في واجهة المنتدى ، وبدا يبتسم ، وهو يبادل ( معظم ) الأعضاء المصافحة في اليوم مرات ، مع كل مشاركة ، وكل تعقيب .. يبدو على محياه الرضا ، وهو يرى جملة الأعضاء – بطواعية – يجعلونه ( يمضي ) على مشاركاتهم قبل الدفع بها للساحة ، وهم يدركون كبير ( قيمته ) ، بالدرجة التي إذا أرادوا ( عيب ) أحد ( أتهموه ) بالانسياق وراء العاطفة ! .. وحينئذٍ تذكرت ( مكانة ) العاطفة السابقة .. وتساءلت : يا ترى هل قام عليها العقل بانقلاب فأزاحها ؟!

ولكني تذكرت أن ( العقل ) لا يفرض نفسه بالقوة ، وأيقنت أن الأعضاء هم الذين قاموا بانقلاب داخل أنفسهم .. تساءلت : لابد أنهم سيكونون مغتاظين من العاطفة ، ترى هل طردوها من المنتدى ؟! .. أجابني هاجس من داخلي : أشك في ذلك ، فالعقل ( أعقل ) من أن يسمح لهم بذلك ، وقد نصّبوه ، ورضوا حكمه !

لم يخب ظني ، هاهي العاطفة ( تتمخطر ) في المنتدى ، ولكن لتقوم بمهمات ( خاصة ) ، تمثل مهمتها الأصلية ، وتحت ( إشراف ) العقل !

ولفت نظري – من جهة أخرى – مواهب أخجل أن أقول عنها مواهب ، تمرسٌ بالكتابة ، وجمالٌ في العرض ، وعمقٌ في الطرح ، وبعدٌ في التفكير .. بلغة جدّ راقية ، وأسلوب ساحر .. ما دعاني أن أستشعر الحرج وسط هذا الوهج الإبداعي ..

قلت في نفسي : لعل زيارتي السابقة كانت في مرحلة ( مراهقة ) المنتدى ، وزيارتي هذه إبان ( اكتهاله ) ، والمراهقة أمر ضروري ومفيد حين يأتي في وقته ( الطبيعي ) ، فالمراهقة لها دور ( إيجابي ) في الانطلاق والجرأة ، لكن غير الطبيعي أن ( يتكهل ) المراهق ، أو( يراهق ) الكهل أو العجوز !

وفي النهاية أشكر من أعماقي الإخوة الفضلاء ، الذي رحبوا بأخيهم الضعيف ، وجاوز بعضهم الترحيب إلى ( المبالغة ) في التوصيف ، وأردد مقولة أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – وقد أثني عليه : ( اللهم أنت أَعَلَمُ بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، فاجعلْنِي خيراً مما يحْسَبُون، واغفرْ ليَ برحمتك ما لا يعلمون، ولا تؤاخِذْني بما يقولون ) .

[السائح]

أبو جابر :

أشكرك على هذا المقال الرائع ..

لي عودة ..

لكن أريد أن أنال شرف السبق..

[ارتقاء]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها د.عبدالعزيز المقبل قلت في نفسي : لعل زيارتي السابقة كانت في مرحلة ( مراهقة ) المنتدى ، وزيارتي هذه إبان ( اكتهاله ) ، والمراهقة أمر ضروري ومفيد حين يأتي في وقته ( الطبيعي ) ، فالمراهقة لها دور ( إيجابي ) في الانطلاق والجرأة ، لكن غير الطبيعي أن ( يتكهل ) المراهق ، أو( يراهق ) الكهل أو العجوز !

أقف واجــما لهذا الوصف الذي في الحقيقه أجمل وصف قرأته في حياتي وهي هذه (الدبلوماسيه) في التصرف . . تبقى مبدعا شيخنا الجليل . .

[الـصـمـصـام]

هنا كان لزاماً علينا أن نحييك
و هذه الكلمات المباركات مما يوطد مرحلة الكهولة و يفتح للقعل آفاقاً أوسع بل و يقذف بالعقل على العاطفة لميزجهما معاً ، فما أروع شخصية المسلم حينما تجتمع في عاطفة عاقلة موزونة بميزان الشرع ،
.
.
.
أستاذي الكريم
أسأل الله العلي القدير أن يُطل عمر هذا المنتدى على طاعته
إنه قريبٌ مجيب

[كرمع]

أستاذنا العزيز / أبا جابر

لقد كانت رؤيتك حول هذا المحور تحديدا مبشرة بخير كثير

وماأجمل أن تكون هذه اللفتة التربوية بأسلوبها النغمي الجميل شعارا ينتهجه الجميع

في نظري أن قول الأول : زر غبا تزدد حبا .. يعد خطأ لو كانت الزيارة لمنتديات من مثل منتدى بريدة ستي

فنحن هنا يزداد حبنا لم يتعاهدنا بمثل هذا النغم التربوي الجميل

عيوننا معلقة بهذا المعرف

وبما يفيض منه

ودمت لنا أستاذا كريما

[د . قـصـيـمـي]

لي عودة ..

شيخنا أبا جابر


.
.
.

لعل من تداعيات امتلاك العقل لزمام الأمور هنا
أن وعى الأعضاء أهميّة التلاحم بينهم وبين قادتهم ورموزهم فكانت هذه
الدعوة الجريئة والمدروسة من فيتامـين ، لتستجـيب أنـت لـها بكـرم الكريم ..


ابنكم / أسد .

[أبورائـــــــــد]

أهــلا وسهــلا وحي هلا بالأستاذ الدكتــور : أبوجــابر

أستــاذي ، من عايش فترة مراهقة المنتدى وفترة اكتهاله ، يجد فرقا شاسعا ، تغير في التفكير والتعبير والحوار ..
والحمد لله ، فهذا بسبب وجود ثلة من أصحــاب العقــل والمفكرين في هذا المنتدى الذين لهم الدور الأهم في تلقين المنتدى علوم الرجـال ، فصار رجلا بعد فولة ومراهقة ..
فهم كالأب مع ابنه الصغير ، يلقنه دروسا ويصبر على ردوده السخيفة ، حتى كبر وصــار شابا ناضج العقــل ..!

شكــرا يا دكتور على هذا الطرح المتميز ، وأعترف بإعجــابي بطرحكم الرائع ، وتصويركم للماضي ، حدث بصورة بليغة جميلة !

..:: أبورائـــــد ::..

[أبوفارس الخالدي]

في الزيارة الثانية ننتظر منك شيخنا الفاضل إتحافنا بتعاليمك النقية الرائعة
وبدروسك الطيبة النافعة .. رفع الله قدرك وأعلى مكانتك ...

[Abufahd]

شكرا لك يادكتور ,,

أرى أننا في مرحلة متقدمة تجاه نظرتنا للعقل .

ولكن هل أتت مرحلة جديدة لنسوق ( للمعلومة ) ..

العقل أداة لكن فيم يُعمل ؟

كيف بعقل بلا تعبئة ؟!!!

,,

[كلي أدب]

أخي ( د / عبدالعزيز المقبل ) أن من نعم الله على عباده أن جعل التمايز بينهم في أفكارهم وأرائهم فما تراه اليوم عيبا ربما يكون في غده عرفا يستحب ويفعل .. ثم أن الوصل لمرحلة التعقل في مثل هذه المنتديات أمر يستحيل فعله لأن المنتديات أمرها مشاع لمن يعرف ومن لايعرف وأنا ومن وجهة نظري أن المنتدى هذ خاصة والأخرى عامه أهم ما يمزها التباين والاختلاف ودخول الصالح بفنه والطالح بعلمه .. أخي الفاضل ( د /عبدالعزيز ) لعلك مثلي تشاطرني الرأي في أن حرية الرأي مكفولة للجميع دون فلان عن علان لأننا لازلنا ننظر لصاحب المقوله أكثر من المقولة نفسها .
ثم أن الكثير من الكتاب والمفكرين اليوم يخوضون في قضايا هي في الحقيقة معادة و مكررة أو أنهم يتكلمون في قضايا تكبرهم إدراكا وفهما .
( د/ عبدالعزيز ) ألست معي في أن كثيراً مما ينتسبون للعلم والتعقل هم في حقيقتهم يصارعون النرجسية في كلامهم وآرائهم فما يرون الآخرين إلا ما يرون و ما يهدونهم إلا سبيل الغراب ..
كنت مرة في حديث جانبي مع من يرى نفسه أنه من الربانين في العلم والأدب وأخذ يحدثني عن تدني مستويات الطلاب في العلم والمعرفه وأنهم لايعرفون في العلم شيئا ولا يفقهون نقيرأً .. فقلت له ياشيخ _ وهذه العبارة هي اللتي اهلكتنا لأني أعرف أنه لن يسمع رأيي إلا مصدراً بكلمة شيخ _ هؤلاء الطلاب أليس كلهم يحسنون القراءة والكتابة ؟ قال بلا . قلت أليس كثير منهم من يحمل لغة في التخاطب أو لغتين ؟ قال بلا .. قلت أليس أكثرهم يعي ما تقول ويفهمه ؟ قال أحم أحم نعم .. قلت أليس كثير منهم من يعرف الكمبيوتر ( الحاسب ) ويتقنه ؟ قال أحم أحم أحم نعم .. قلت أليس أغلبهم يعرف أشياءعلمية ربما لاتعرفها ؟ قال نعم نعم بالطبع .. قلت فعلاما تلومهم إذا هم لم يتقنوا فنك ولكن يعرفوه ؟ وأنت لا تتقن شيئا من فنهم ولا تعرفه .
إن مشكلتنا الأزلية في تصوري هو تعلق كثير من أبناء المجتمع فيمن نصبوا أنفسهم حراسا ورأوا أنفسهم حماة واستصغروا غيرهم بحجة أنهم لايفقهون شيئا .
ولعلكم كلكم تعرفون قصة ذاك النحوي الذي قام يتبختر على قبطان السفينة بأنه يعرف الكلام وآدابه وصنوفه وذاك القبطان يقود سفينته بكل عناية واقتدار فسأل النحوي القبطان فقال أتجيد اللغة مثلي ؟ فقال ذاك القبطان لا والله مع أنه كان يعرف القراءة والكتابة والتخاطب ولكن ظن ذاك النحوي أنه إن لم يعرف الصرف والإعلال والإبدال والإعراب فهذا القبطان معدود من الهمل ..!! فرد النحوي بعد أن أخذ نفسا عميقا وانتصاراً رهيباً إذا فقدت نصف عمرك !! .. كأني بهذا القبطان أحس بأن هذه الحياة عنده أصبحت بلا هدف لأنه لم يعرف ما يعرفه هذا النحوي ..وبعدما هدأ روعه واستكان هذا القبطان لواقعه وأخذت الأمواج بهم ذات اليمن وذات الشمال وكاد يكون أعلى السفينة أسفلها قال يا نحوي أتعرف السباحة قال لا لا لااااااااا
فقال القبطان بلغة الشفقة فقدت عمرك كله .
(د/ عبدالعزيز ) ليت كلامي هذا يصل لشريحة ممن نصب نفسه إماما في الدين أو سيبويه في اللغة أو المتنبي في الشعر أو الجاحظ في اللغة أو أو أو .... أنا متأكد أن الكل يقرأ وربما يفهم ولكن من يطبق.
( د / عبدالعزيز ) أملي أن يبلغ كلامي هذا عن طريقك الآفاق لأني رأيت من إخواني في المنتدى ترحيبا أنت بإذنه تعالى أهله .

للتواصل nnn500@hotmail.com

[سميّة بنت خياط]

[align=justify]الأخ الدكتور عبدالعزيز ...

إن هذا التصوير لشخص مر من هنا _ أي المنتدى _ في فترتين رأى فيهما تغلب العاطفة مرة وانتصار العقل مرة أخرى , لعل من أبرز حدوث هذه المشكلة التي رأيتهافي هذا المنتدى وغيرها هي أن حرية التعبير المؤطرة بالشرع في فضاء الإنترنت هي شيء جديد في عالم حكم بالدكتاتوريّة وتكميم الأفواه , والسيطرة على العقول بـ ( الإرهاب الفكري ) فكان الانطلاق الواسع من القيد إلى الحريّة المطلقة من أي قيد جعل الكتاب يطيرون في فضاء لم يكن لهم فيه تجربة سابقة فكانت العاطفة هي المسيطرة كون المجتمع يعيش على العاطفة المفرغة من العقل أحياناً ...

لا لوم على أفراد تمّ ( أدلجتهم ) على هذا المنوال فهذه هي مخرجات التعليم والتربيّة التي رضعها المجتمع في ظل سيادة القمع والتنكيل ....


هي خاطرة أتمنى أن تكون صحيحة انتظر تعليقك القيّم ! [/CENTER]

[قايم قاعد]

أخي الكريم الدكتور عبدالعزيز المقبل .
تحية خاصة معطرة بأريج التأثر والتأثير ، والواقع والمثالية ، والحقيقة والحلم ؛ تحية تحمل إليك وهجا من صدق المشاعر لمن أحبك ولم يحبك ! وناداك ولم يُسمعك ! ولكنه لمّـا يزل يتذكر كوب الشاي الذي شرب فيه القهوة ! .

إن سعادة غامرة احتوتني وأنا أقرأ بتهج ٍ حروف اسمك التي وصلتني على ورق ٍ صقيل ٍ ، أهدته لي امرأة تعتقد أن الله له أولياء ، وأنهم في الأرض معدودون على أصابع اليد الواحدة ، لتسمعني عنك صخباً من كلماتٍ لم أفهم منها سوى أنك لست من هؤلاء الأصفياء !

إن مشاركتك اليوم هنا بين أبنائك وتلاميذك شيء كنا نأمله ، وكنا نعترف أن أملنا حلم لرجل ٍ أثخن نفسه بجراح كأس ٍ حمراء بعد أن أفرغها في عمق جوفه ! إن المداولة هنا ليست أبدا كمداولات الجامعة أو المسجد أو اللقاءات المنظمة وغير المنظمة ، وليست بالتأكيد كحوار بين وجهين معروفين يغرق كل منهما في حفظ جزء من الود ، وكثير من المصلحة الظاهرة والباطنة والسلامة من سهام ! إن المداولة هنا والحوار يأخذ طابع الجدية والصدق وإن اعتراه ثناء و تجريح ، ونصرة ولمز ، ولايدخل مثل هذا المعترك المليء برصاصاتٍ كرصاصات إسرائيل لا تفرق ولا تهتم ولا تفكر ماذا ستصيب ، لا يدخل هذا المعترك إلا من لبس درعا سميكا من الهدوء والصبر ( والواقع ) والإقدام ، وها أنت وضعت قدمك الثانية ، بعد أن انهزمت بعد أن وضعت الأولى .

سعادة الدكتور عبدالعزيز المقبل :
بالتأكيد وبإذن الله سيجمعنا لقاء هنا ، وسنتفق ونختلف ، وسنرى أن شرب القهوة بكوب الشاي ربما الآن عادة وتقليد جديد !

أخوك : قايم قاعد

[مـعـانـي]

بصراحة توصيف دقيق ووصف غريب وظريف ومحزن
شكرا دكتور وفرصة حلوة تواجدك معنا ..