بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الاعلام وصناعة الرأي العام ’’مسؤلية من’’

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 01-09-2006, 03:32 PM   #1
د. صالح التويجري
إمام وخطيب جامع الروّاف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
الاعلام وصناعة الرأي العام ’’مسؤلية من’’

بسم الله الرحمن الرحيم
أثر الإعلام على الرأي العام
د. صالح بن عبد العزيز التويجري
3/7/1427هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده حتى تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين . ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران : 102]
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء : 1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ﴾[الأحزاب : 70].سلام عليك يا مجتمع الطهر والعفاف والف تحية لهذا الشموخ في زمن الانكسار وهذا التحدي لهجمة التعري ,إنني انظر اليك فأرحمك وأعجب بك في آن واحد كيف لا والتحولات الاجتما عية وثيقة الصلة بالاقتصاد والسياسة ’ وقد عشت ياوطني تحولات حادة فمن فقر مدقع لم يجعل فيك مطمع لسمتعمر الى غنى وثراء مفاجئ لم تحسن التكيف مع لوازمه وتبعاته’ومن انغلاق الى حد العزلة الشعورية والحسية الى الانفتاح على كل شئ وبدون اسئذان ’ ومع ذلك لاتزال صامدا وتكافح على كل الصعد ,متميزا برغم لوثات الاغتراب ,لم يميزك فصيلة دم ولا جينات جسم ولا عراقة نسب , ولكنه التمسك بالمنهج الرباني فلن تضل بعده ابدا هذا وعد المصطفى ص
عباد الله: ذكرت وزارة العدل الأمريكية في دراسة لها أن تجارة الدعارة والإباحية تجارة رائجة جدا يبلغ رأس مالها ثمانية مليار دولاراً ولها أواصر وثيقة تربطها بالجريمة المنظمة . وإن تجارة الدعارة هذه تشمل وسائل عديدة كالكتب والمجلات وأشرطة الفيديو والقنوات الفضائية الإباحية والإنترنت
ليس غريباً أن يتسم الإعلام اليوم بالفظاظة والفحش والمسلسلات البذيئة، والأغاني الهابطة، والجري وراء اللذة والشهوة العارمة، بل وتعليم الجريمة وتيسير الوصول إليها، وصولاً إلى الدعوة الفاضحة للعري والفجور والأدب المكشوف الذي صار من أهم ملامحه، والذي يستمد وجوده من فلسفة الرأسمالية وإباحة ملكية أجهزة الإعلام لكل راغب في الربح الوفير في وقت قصير، ضارباً عرض الحائط بمسئوليته نحو الشباب والأجيال الصاعدة والأخلاق الحميدة . إن الإعلام اليوم بحاجة إلى أن يستمد خصائصه من الكتاب والسنة وفيهما من قواعد الاخلاق ومطلقات القيم ما يفوق كل قوانين البشرية ، وان يستشعر حجم المسؤولية، ويقوم بدوره المطلوب، مستصحباً آداب وأخلاقيات الإعلام المسؤول: فالإعلام الإسلامي واقعي في تصوير الأحداث، حر بشرط ألا يؤدي بسوء استخدامه إلى إيذاء الآخرين أو الاعتداء على الحريات الفردية والاجتماعية ﴿ وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام: 108] . الإعلام الإسلامي صادق دقيق أمين متثبت، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: 6] عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ". يلتزم العدل والميزان القسط مهما كانت الظروف والأحوال ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ﴾ [النساء: 135].
عباد الله: من يملك الإعلام اليوم؟ إن الهيمنة الإعلامية التي تمارسها الدول المتقدمة على وسائل الإعلام ناشئة بصفة أساسية عن امتلاكها لأسباب القدرة والسبق والتطور في مجال تقنية المعلومات المتطورة وباستخدام الأقمار الصناعية في كل وسائل الاتصال وهذه القدرات الهائلة والإمكانات المادية الكبيرة
أكسبت أجهزة الإعلام الغربية الهيمنة والفعالية والتأثير الكبير في وصول الرسالة الإعلامية الغربية للمتلقي سواء كان في مجتمعها المحلي أو المجتمع العالمي.
أربع شبكات تلفزيونية تشكل في مجموعها أكثر من 95% من الأخبار المحلية والعالمية التي تجمعُ وتصورُ وتبثُ للمواطن الأمريكي. والتي تمثل أهم مصدر إخباري لنسبة 85% من الشعب الأمريكي. وهذه الشبكات يملكها يهود. وأكبر ثلاث مؤسسات صحفية أمريكية مؤثرة. ويقرؤها معظم صانعي القرار ابتداءً من البيت الأبيض، وأهم ثلاث مجلات أسبوعية يملكها يهود، فلا عجب إذن إذا ما شوهت صورة الصراع في كل مناطق العالم الإسلامي ووجهت لخدمة المصالح الغربية. ولا تزال وسائل الاتصال في الدول الغربية بصفة عامة ، تشن حرباً ثقافية ضد العرب والمسلمين ابتداء من الكتب الدراسية ومروراً بالشخصيات الكاريكاتورية المروعة التي تتهم المسلمين جميعاً ومن مستنداتها الكتب التافهة التي كتبها صحفيون مغرضون سواء القصص والروايات ,اوالاعمدة المتنكرة، وهي الكتب التي أشاعت نماذج إسلامية غريبة تنزع عن الإنسان إنسانيته، وتبرز المسلمين جميعاً بوصفهم قتلة وسفاحين وتسخر من نفسها لحظة الانتشاء بلوثة دعوى التنوير.وتبالغ بتنفيذ الوصاية على خصوصيات امتها,ولاول مرة في التاريخ يكذب الرائد اهله
إن الحرية الإعلامية التي يتقعّر بها الإعلام الغربي تقوم على أساس أن الإعلام: حق وواجب ونظام ومسئولية في وقت واحد. إلا أننا لا نزال نشهد خلاف ذلك من التفلت والاعتداء على القيم والأديان السماوية وحقوق الآخرين؛ بل تجرأ الإعلام اليوم ليصف إرهاب الدولة اليهودية في فلسطين ولبنان دفاعاً عن النفس. ويصور الدمار الذي تخلفه أسلحة جيش الاحتلال في العراق ضربة استباقية لقطع الشر وتحقيق الحياة والرفاهية لأبناء الشعب العراقي. ///
عباد الله: إن الجمهور المستهدف لا يمكن التحكم به، فإن الإدارةَ الإعلامية تنطلق من جهة ومن ادلجة معينة، ويتلقاها أفراد مختلفي الفهوم والمستويات والمقاصد، وعلى فمن يتولى اختيار المادة الإعلامية . ومن يتولى تصحيح الأخطاء، ومن يقوم بالتنويه بالأثر الرجعي، ومن هم الذين يحق لهم احتكار التفسير والفهم والتعليق. واي الشرائح تنطق باسم الامة,وكم هي المسافة بين القرار ونقضه والضريبة اعصاب المجتمع وخلخلة البنى الاجتماعية فيه ’ومن يتولى محاكمة المخرجات الاعلامية الى النظم الاساسية
كم دُمِّرت شعوب، وحُطِّمت آمال، وكم ضل الرأي العام بسبب مذيع مصقع، وخبر ملفق، وكم جرَّ الشبابَ إلى قوميات وأحزاب وعصبيات واندفاع أهوج غير محسوب.. كل ذلك على ذمة الصلف الإعلامي، والخطب الإعلامية الرنانة، والعبارات الأطلسية:
سوفَ ترى إذَا انْجَلى الغبارُ
ج أفرسٌ تحتيَ أم حِمَارُ

تكسرت النصال على النصال، وعقدت آمال على جرف هار .. وهذا مثير تساؤلات: هل طاقات الامة الاسلامية مبعثرة وكلأ مباح لم تجد من يستوعبها؟! أليس في الأمة معالم تتوق إليها أعناق الطلائع؟! أليس عندنا مصادر في التلقي والإلقاء؟! أليس العقلاء شركاء لبادئ الرأي في تحمل تبعات التجاوزات؟! هل تحول المجتمع إلى متلقٍ فقط بلا وعي أو فرز؟! هل يستهان بالإنسان إلى حد الاستخفاف والعبث بالعقلية التي ميَّزه الله بها عن الحيوان؟! شُذَّاذٌ يمثلون أكثريات. ومرضى يعبرون عن الأصحاء. خلط بين الشرع الواجب، والذوق السائد. خلل في تقدير الضرورات والحاجيات والكماليات. انتحال الشخصيات والكلام بلغة الجنسيات، وعكس المفاهيم حين يحكي الرجلُ همومَ المرأة، وتفسرُ المرأةُ حدودَ صلاحيات الرجل، فماذا نرجو من هذا الخليط الإعلامي العالمي إلا انشطاراً في المفهوم، وتبايناً في المواقف، وإسقاطاً وأراجيف.وعراكا في الحناجر,ولا ازال اكرر طول اعجابي واشفاقي من امة ولامة هي خير الامم ’’بارك الله
الخطبة الثانية: الحمد لله الذي أكرم الأمة بدين الإسلام، أحمده سبحانه الملك القدوس السلام، وأَشهَد أن لاَ إلهَ إلاَّ الله وَحدَه لا شَريك لَه، وأشهَد أنَّ سيدنا ونبينا محمّدًا عَبد الله ورَسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد صلاة دائمة ما تعاقبت الليالي والأيام. أما بعد ..
عباد الله: المنبر مسؤوليته عظيمة في تحمل رسالة الإعلام، وحيرة الخطيب وهو يُعِدُّ الخطبةَ ويُلقِيها وقد قصد الجامعَ أطيافٌ من مختلف الأعمار والمستويات .. إنه موقف حرجٌ حين يستصحبُ حقَّ كلِّ فردٍ خَطَا إلى الجمعة وهو بشوقٍ إلى أن يسمعَ عن آلامِه وآماله ومعاناتِه.
ثمة أفرادٌ يعيشون التحليقَ في الأسلوبِ وأنواعِ البلاغة.. مما يحيرُ آخرين في فهم المقصود .. وقد يصدع بأمر يُسَرُّ به أشخاصٌ ويُساءُ به آخرون .. وقد يعاني من تحفِظ على مسائلَ اجتماعيةٍ حادةً خفيةً ويطرحُها بقالَبٍ مبهَمٍ رفقاً بمشاعر السامعين.
ما الذي يصل الخطيبَ من انتقاد وتعليق وثناء حين ينصرف المصلون، فإن المنبر وإن كان المتحدث فيه شخص فله شركاء ’’ إذ هو حق للأمة تسمع وتطيع وترفض وتناقش وتلح بالتواصل .. وتعتب على التقصير.فمعذرة حين اصور لكم موقفي وانا اكتب لكم
عباد الله: بالإعلام شُوِّه الإسلام، وصُوِّر المصلحُ مفسداً، والأسدُ الهصور حَملٌ وديع، وصُوِّرت سجونُُ الأعداء فنادق، وصُوِّر التعليمُ تضليلا.
بالإعلام الجائر صُدَّ أقوامٌ عن دخول الإسلام، وشُوِّهت الفضيلة والعفاف وحصرت في دائرة ضيقة، وكان الجهادُ في سبيل الله إرهاباً والأمرُ بالمعروف تخلُّفا، والتحاكمُ إلى الكتاب والسنة رجعية، والنورُ المبين ضلامية.
بالإعلام الجائر .. نشأت أجيال على فصام نكد وجفوة مفتعلة بين ما يتعلمون في المدارس والمساجد’’ وبين ما يسمعون في التلفاز والقنوات وما تنشره المجلات.
وبالإعلام تلميع الباطل وترويج الفاحشة’’ فالتشبب بالنساء فن، وإثارة الغرائز خصوصيات محترمة، وبتر النصوص وابتسار الأخبار مهارة إعلامية لا أدري أبعد هذا نحلم بناشئ سوي اوبناء قوي ..
هل من لجان تحاكم الإعلام .وهل من تألق في زمن الانحدار.وهل من أثرياء يبذلون أموالهم في فتح قنوات للعالم فقط لنشر الاسلام .. هناك شعوب تتلمذ على إذاعة القرآن عندنا، وعلى قناة المجد فهل حصر الاسلام على جهود فردية ونشاطات ادت ما عليها فماواجبنا تجهها وما اضافتنا عليها. هل الإعلام مصدر أمان أو انزعاج حين يعرض المآسي والحالات الشاذة ويقابل مع قطة ويسوغ تدمير دولة ’هذه شجوني وآمالي وآلامي ارجوا ملامسة احساسك واثارة كامن غيرتك وابراء ذمتك ’وانت شاهد على من حولك ووصي على رعيتك فلا تنم في ارض مسبعة والله ولي المؤمنين
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب : 56]. اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين. وأذل الشرك والمشركين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلهم هداة مهتدين. واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين. اللهم كن لإخواننا في فلسطين والعراق ولبنان وسائر بقاع الأرض، اللهم نجهم من القوم الظالمين، اللهم احفظ عليهم دينهم ودماءهم وأعراضهم وأموالهم وأرضهم، واكفهم شر عدوهم، وانصر مجاهديهم واشف جرحاهم وقوِّ عزائمهم واجمع كلمتهم على الحق. يا حي يا قيوم. وأقم الصلاة.
__________________
1) الملاحظات.
2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع.

الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني:
saleh31@gmail.com

حفظكم الله ...
د. صالح التويجري غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:54 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)