بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الشيخ سلمان العودة يدعو إلى" غضبة إسلامية" ضد بابا الفاتيكان

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 15-09-2006, 05:16 PM   #1
بسمات الأمل
عـضـو
 
صورة بسمات الأمل الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
البلد: مدينة الزهـــور
المشاركات: 221
الشيخ سلمان العودة يدعو إلى" غضبة إسلامية" ضد بابا الفاتيكان

العودة يدعو إلى "غضبة إسلامية" ضد بابا الفاتيكان

الإسلام اليوم/الرياض/عبد الله الرشيد
22/8/1427 3:55 م
15/09/2006




دعا فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم ـ إلى "غضبة إسلامية" قوية ضد بابا الفاتيكان الذي أساء للإسلام في محاضرته التي ألقاها بجامعة رتيسبون الألمانية.
وكان من بين تصريحات البابا، قوله بأن "الإسلام لا يدين العنف بالشدة المطلوبة، وأن المشيئة فيه منقطعة عن العقل، واستشهد بحوار بين إمبراطور بيزنطي مع مثقف فارسي حيث قال الإمبراطور للمثقف: أرني ما الجديد الذي جاء به محمد، لن تجد فيه إلا أشياء شريرة وغير إنسانية، مثل أمره بنشر الدين الذي يبشر به بحد السيف".
ولم يستغرب الشيخ سلمان تصريحات البابا بنيديكت السادس عشر المسيئة للإسلام، مشيراً إلى أن الدراسات كثرت حول ماضي البابا المتشدد والمتطرف الذي بدأ حياته البابويه بتصريح يقول فيه: "إن اليهود اخوة أعزاء. بينما لم يشر للمسلمين لا من قريب ولا من بعيد".
وأكد الشيخ سلمان على أن ما قاله البابا كان مرتباً ومدروساً ومخططاً له ، ولم يكن زلة لسان أبداً، "فهو يلقي خطابه في جامعة أكاديمية حول العقل والمنطق، وكأنه لم يجد الجرأة في مهاجمة الإسلام ونبيه بشكل مباشر، فاستعار هجوماً لإمبراطور بيزنطي في القرن الرابع العاشر في حوار مع أحد المثقفين الفارسيين وكان هذا الحوار يتم في مقربة من القسطنطينية حيث يفترض أن البابا سيزور تركيا قريباً، وكأنه يمهد لمثل هذه الزيارة".
وقال الشيخ سلمان إن البابا أراد أن يعبر عما في نفسه من حقد على الإسلام باستشهاده بمثل هذه الأقوال القديمة التي لا معنى لها في السياق، "فهو لم يستطع أن يسب الإسلام بنفسه صراحة فاستعار مسبة إمبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر وأعلنها وكررها أكثر من مرة".
و انتقد الشيخ سلمان ما طرحه البابا من أن النبي عليه الصلاة والسلام يُكره الناس على الإسلام بالسيف، مؤكداً أن هذا الكلام بعيد عن العلمية والموضوعية وهو عار حين يصدر من أكبر شخصية دينية مسيحية، بينما جميع المسلمين متفقين على أنه لا يقبل دين من دخل الإسلام مكرهاً مرغماً.
وقال الشيخ سلمان: "لماذا نواجه بسوء الظن حين ننتقد هؤلاء، إن لم يكن كلامهم متعمداً في الهجوم على الإسلام فعلى ماذا نفهمه".
وأضاف: "كيف يلمح بابا الفاتيكان إلى أن المسلمين هم صانعوا الإرهاب في العالم، بينما أتباع المسيحية هم الذين اعتدوا على كل بلدان العالم الإسلامي، فمن الذي غزا أفغانستان، ومن الذي احتل العراق، ومن الذي قال إنها حرب صليبية.؟! .. إن تصريحات البابا هي محاولة لوضع غطاء ديني للبغي والعدوان السياسي الذي تمارسه الإدارة الأمريكية على المسلمين".
وأكد الشيخ العودة أن تصريحات البابا لا يمكن أن تمر مرور الكرام، "فالمسلمين انتصروا لنبيهم محمد عليه السلام لما اعتدى عليه الرسامون الدانمارك، فلابد من غضبة إسلامية عامة على مستوى الأصعدة من الحكومات والجماعات والأفراد ضد لغة البابا العنصرية البغيضة".
__________________
يقول ابن القيم" السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الحصاد يوم المعاد، فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها".
قال بعض الحكماء:
وعائب يعيب الناس بفضل عيبه ويبغضهم بحسب بغضه ويرفع عوراتهم ليكونوا شركاءه في عورته
لاشيء أحب إلى الفاســــــــق من زلة عالم ولاإلى الخــــــــامل من عثــــــــــرة شريف.
ثم أنشد
إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا * شراً أذيع وإن لم يعلمواكذبوا
بسمات الأمل غير متصل  


قديم(ـة) 15-09-2006, 05:29 PM   #2
يوسف المصري
عـضـو
 
صورة يوسف المصري الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2002
المشاركات: 812
جزي الله فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة خير الجزاء
__________________
اللهم ارحمنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
آل عمران
يوسف المصري غير متصل  
قديم(ـة) 15-09-2006, 06:18 PM   #3
أسد العقيدة
Guest
 
المشاركات: n/a
صورة للمشككين في نزاهتك أبا معاذ
ولن نعدم منهم سوء ظن بك في هذا الموضوع


بارك الله في الناقل
وجزى الله شيخنا خير الجزاء
 
قديم(ـة) 15-09-2006, 06:29 PM   #4
الطيــــر
 
تاريخ التسجيل: Jun 2002
البلد: الريـــاض
المشاركات: 3,864
حفظ الله الشيخ سلمان
فقد كان متألماً وهو يتحدث
عن كلام هذا النتن البابا ,,,
__________________
أعاذل ذرني وانفرادي عن الورى *** فلست أرى فيهم صديقاً مصافيا
نداماي كتبٌ أستفيد علومها *** أحباي تغني عن لقائي الأعاديا
وقد جلت في شرق البلاد وغربها *** أنقب عمن كان لله داعيا
فلم أجد أر إلا طالباً لوجاهةٍ *** وجمّاع أموال وشيخاً مرائيا
قبضت يدي عنهم وآثرت عزلـــةً *** عن الناس واستغنيت بالله كافيا
الطيــــر غير متصل  
قديم(ـة) 15-09-2006, 07:04 PM   #5
فهد بن محمد
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 370
جزاكـ الله خيراً اخي ..


وجزا الشيخ سلمان خير الجزاء

موضوع رائع

اشكركـ
فهد بن محمد غير متصل  
قديم(ـة) 15-09-2006, 08:03 PM   #6
.: يراع :.
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
البلد: في أرض الله
المشاركات: 24
جزى الله أبا معاذ خير الجزاء

>> نسخة للمعارضين مع التحية <<
.: يراع :. غير متصل  
قديم(ـة) 15-09-2006, 08:32 PM   #7
محمد المزيني
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2002
البلد: بريدة الغالية
المشاركات: 1,046
جزي الله فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة خير الجزاء
__________________

جـــــــوّال بلّغني الإســـــــــلام
إذا كنت تعرف شخصاً غير مسلم
فأرسل (جنسيته + ديانته + هاتفه)
إلى جوال مكتب جاليات البديعة0555988899
وسيتصلون عليه ويدعونه إلى الإسلام


أسلم حتى يوم الجمعة 10/4/1428هـ شخص856
محمد المزيني غير متصل  
قديم(ـة) 15-09-2006, 08:50 PM   #8
عضو آخر
عـضـو
 
صورة عضو آخر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2004
البلد: في بلد بلا سكان .. !
المشاركات: 326
جزى الله الشيخ خير الجزاء ،،،
عضو آخر غير متصل  
قديم(ـة) 15-09-2006, 08:56 PM   #9
الإدريسي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 163
طيب البابا هذا سب الأسلام ؟؟ طيب ليش الغضبة الاسلامية

اليس نحن في أغلب خطب الجمعه نسب اليهود والنصاري وننعتهم بأقذر الكلمات


لماذا الغضب ؟؟ اليس الله سبحانة وتعالى قال : ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم)


عدواتهم واضحة وضوح الشمس وهل هو جاء من صديق حتى أغضب ؟؟؟

المطلوب الألتفاف لصفوف المسلمين وتوحيد كلمتهم وعدم محاربه المسلمين أنفسهم وأعداد العدَة وترك بسائط الأمور والاهتمام بعظائم الأمور
الإدريسي غير متصل  
قديم(ـة) 15-09-2006, 11:15 PM   #10
أبو غادة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
البلد: تحت السماء
المشاركات: 36
جزى الله الشيخ سلمان خير الجزاء

لكن ما نوع الغضبة التي يريدها شيخنا حفظه الله

هل نخرج في مظاهرات للشجب والاستنكار

أم نكتب خطاباً ندين به هذا العمل

أم نرسل أحد الشباب لقتل هذا الخبيث

أم .............

أم .............

أم ...........

ليت الشيخ يوضح لنا بالتفصيل ما نوع الغضبة التي يريدها

أخشى أن تعود قضية المقاطعة والبلبلة التي دارت حولها


اللهم إلعن البابا لعناً كبيراً

اللهم جمد الدماء في عروقه

آخر من قام بالتعديل أبو غادة; بتاريخ 15-09-2006 الساعة 11:20 PM.
أبو غادة غير متصل  
قديم(ـة) 16-09-2006, 01:09 AM   #11
ابن البدائع
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 239
لك الشكر أبا معاذ وجزاك الله خيراً فقد قلت في برنامج الحياة كلمة مايشفي الغليل فلك الدعاء
__________________
يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( أوكلما اشتهيتم اشتريتم ) دعوة للإقتصاد وليست دعوة للبخل.
ابن البدائع غير متصل  
قديم(ـة) 16-09-2006, 02:35 AM   #12
طالب الفردوس
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
البلد: تاج القصيم (( بريده ))
المشاركات: 750
أكيد أننا غاضبون وقد نسي هذاقول الله تعالى (قَاتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ اللّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ وَيَنصُرۡكُمۡ عَلَيۡهِمۡ وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمٍ مُّؤۡمِنِينَ )0

آخر من قام بالتعديل طالب الفردوس; بتاريخ 16-09-2006 الساعة 02:44 AM.
طالب الفردوس غير متصل  
قديم(ـة) 16-09-2006, 02:55 AM   #13
ابوعبدالله9
عـضـو
 
صورة ابوعبدالله9 الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 33
فوجئت وفوجئ المسلمون في أقطار الأرض بتصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر خلال زيارته إلى ألمانيا، حول الإسلام وعلاقته بالعقل من ناحية، وعلاقته بالعنف من ناحية أخرى.

وكنا ننتظر من أكبر رجل دين في العالم المسيحي: أن يتأنى ويتريث ويراجع ويشاور، إذا تحدث عن دين عظيم كالإسلام، استمر أكثر من أربعة عشر قرنًا، ويتبعه نحو مليار ونصف من البشر، ويمتلك الوثيقة الإلهية التي تتضمن كلمات الله الأخيرة للبشرية (القرآن الكريم) الذي لم يزل يقرأ كما كتب في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولم يزل يُتلى كما كان يتلى في عهد النبوة، ويحفظه عشرات الألوف في أنحاء العالم.

ولكن البابا الذي قالوا: إنه كان يشغل مقعدًا لتدريس اللاهوت وتاريخ العقيدة في جامعة راتيسبون منذ 1969م سارع بنقد الإسلام، بل بمهاجمته في عقيدته وشريعته، وبطريقة لا يليق أن تصدر من مثله.

ففي وسط الجموع الحاشدة التي تزيد على مائتي ألف شخص، تحدث البابا عن الإسلام دون أن يرجع إلى كتابه المقدس (القرآن)، وبيانه من سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، واكتفى بذكر حوار دار في القرن الرابع عشر بين إمبراطور بيزنطي ومسلم فارسيّ مثقف. وكان مما قاله الإمبراطور للرجل: "أرني ما الجديد الذي جاء به محمد؟ لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية، مثل أمره بنشر الدين -الذي كان يبشر به- بحد السيف!".

ولم يذكر البابا ما رد به الفارسي المثقف على الإمبراطور.

ونسي البابا: أن محمدًا جاء بالكثير الكثير الذي لم تأتِ به المسيحية ولا اليهودية قبلها، جاء بالمزج بين الروحية والمادية، وبين الدنيا والآخرة، وبين نور العقل ونور الوحي، ووازن بين الفرد والمجتمع، وبين الحقوق والواجبات، وقرّر بوضوح الإخاء بين الطبقات داخل المجتمع، وبين المجتمعات والشعوب بعضها وبعض، وقال كتابه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا...} [الحجرات: 13].

وشرع مقابلة السيئة بمثلها، وندب إلى العفو، ودعا إلى السلام، ولكن أمر بالإعداد للحرب: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60].

وأنصف المرأة وكرمها إنسانًا وأنثى وابنة وزوجة وأمًّا وعضوة في المجتمع.

ونسخ كثيرًا من الأحكام التي كانت أغلالاً في اليهودية، كما قال تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ...} [الأعراف: 157].

وأما ما قاله الإمبراطور البيزنطي من أن محمدًا لم يجئ إلا بالأشياء الشريرة، وغير الإنسانية، مثل الأمر بنشر دينه بحد السيف! فهو قول مبني على الجهل المحض، أو الكذب المحض. فلم يوجد من حارب الشر، ودعا إلى الخير، وفرض كرامة الإنسان، واحترم فطرة الإنسان، مثل محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله {رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.

ودعوى أنه أمر بنشر دينه بحد السيف أكذوبة كبرى، فهذا ما أمر به قرآنه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل5].

والحقيقة أن الإسلام لم ينتصر بالسيف، بل انتصر على السيف الذي شهر في وجهه من أول يوم. وظل ثلاثة عشر عامًا يتحمل الأذى والفتنة في سبيل الله، حتى نزل قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [الحج: 39،40].

إنما فرض الإسلام الجهاد دفاعًا عن النفس، ومقاومة للفتنة، والفتنة أشد من القتل، وأكبر من القتل. ولذا قال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]، {فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً} [النساء: 90].

والإسلام لا يقبل إيمان مَن يدخل عن طريق الإكراه، كما قال تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ...} [البقرة: 256].

وما قول البابا فيما جاء في الكتاب المقدس في سفر التثنية من التوراة: إن البلد التي يدخلها موسى ومن معه عليهم أن يقتلوا جميع ذكورها بحد السيف... أما بلاد أرض الميعاد، فالمطلوب دينًا ألا يستبقوا فيها نسمة حية! يعني: الإبادة والاستئصال الذي نفذه الأوربيون النصارى حينما دخلوا أمريكا مع الهنود الحمر، وحينما دخلوا أستراليا مع أهلها الأصليين!.

كنا نربأ بالبابا أن يستدل بهذا الكلام المبتور في سياق حديثه عن الإسلام ونبي الإسلام.

وما يمارسه بعض المسلمين من العنف، فبعضه مشروع، بإقرار الأديان والشرائع والقوانين والأخلاق، مثل دفاع المقاومة الوطنية ضد الاحتلال في فلسطين أو في لبنان أو في العراق أو في غيرها، وتسمية هذا عنفًا وإرهابًا: ظُلم بيِّن، وتحريف للحقائق.

وبعض ذلك أنكرته جماهير المسلمين في كل مكان، مثل أحداث 11 سبتمبر، ومعظم العنف غير المشروع سببه الأكبر: المظالم التي تقع على المسلمين في كل مكان، ويسكت عنها رجال الدين في الغرب، وربما باركها بعضهم.

ويقرر البابا في لقائه الجماهيري: "أن الله في العقيدة الإسلامية مطلق السمو، ومشيئته ليست مرتبطة بأي شيء من مقولاتنا، ولا حتى بالعقل!". وأقام مقارنة مع الفكر المسيحي المتشبع بالفلسفة الإغريقية، موضحًا أن (هذا الفكر يرفض عدم العمل بما ينسجم مع العقل). وكل ما هو مخالف للطبيعة الإلهية.

ولو كلّف الحبر الأعظم نفسه أو كلّف أحدا من أتباعه بالرجوع -ولو قليلاً- إلى مصدر الإسلام الأول (القرآن) لوجد فيه من عشرات الآيات، بل مئاتها، ما يمجد العقل، ويأمر بالنظر، ويحض على التفكير، ويرفض الظن في مجال العقائد، كما يرفض اتباع الأهواء، وتقليد الآباء والكبراء، حتى كتب بعض كبار الكتاب بحق: التفكير فريضة إسلامية.

وحسبنا قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} [سـبأ: 46]، وقوله سبحانه: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} [الأعراف: 185].

ولو رجع إلى قول أئمة الإسلام، مثل الأشعري والماتريدي والباقلاني والجويني والغزالي والرازي والآمدي وغيرهم، لوجدهم يقولون: إن العقل أساس النقل، ولولا العقل ما قام النقل، ولا ثبت الوحي؛ لأن ثبوت النبوة لا يتم إلا بالعقل، وثبوت النبوة لشخص معين لا يتم أيضًا إلا بالعقل.

ولا يقبل المحققون من علماء الإسلام من آمن بالإسلام تقليدًا لآبائه، دون إعمال للعقل، ونظر في الأدلة، ولو بالإجمال. كما قال صاحب الجوهرة:

إذ كل من قلد في التوحيد إيمانه لم يخلُ من ترديد

ولو أحببنا أن نقارن بين الديانتين: الإسلام والنصرانية، لوجدنا النصرانية هي التي لا تعير العقل التفاتًا في عقائدها، وتقول تعليماتها: آمن ثم اعلم. اعتقد وأنت أعمى. أغمض عينيك ثم اتبعني. في حين أن العلم في الإسلام يسبق الإيمان، والإيمان ثمرة له، كما في قوله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} [الحج: 54] وهكذا: ليعلموا، فيؤمنوا فتخبت قلوبهم.

لقد ألَّف الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده كتابه: (الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية) ليرد به على أحد نصارى الشرق الذي زعم أن النصرانية تتسع للعلم والمدنية بما لا يتسع له الإسلام. فكان رد الشيخ العلمي الموثق بالمنطق والتاريخ وحقائق الدين والعلم: أن الأصول التي يقوم عليها الإسلام هي التي تثمر الحضارة والمدنية، من الإيمان بالعقل، ورفض السلطة الدينية، والجمع بين الدنيا والآخرة... إلخ. بخلاف المسيحية التي تقوم في أساسها على الخوارق، ولا تؤمن برعاية السنن التي أكَّدها القرآن والتي يقول أحد فلاسفتها الدينيين (أوغستين): أومن بهذا؛ لأنه محال، أو غير معقول!.

ولو كان الإسلام ينكر العقل أو يهمله، فكيف أقام المسلمون تلك الحضارة الشامخة التي جمعت بين العلم والإيمان، وبين الإبداع المادي والسمو الروحي؟ والتي ظل العالم يستمد منها أكثر من ثمانية قرون، ومنها أوروبا التي اقتبست منها المنهج التجريبي الاستقرائي، بدل المنهج القياسي الأرسطي، كما شهد بذلك مؤرخو العلم من أمثال غوستاف لوبون، وبير بغولف، وجورج سارطون وغيرهم.

وعن طريق الحضارة الإسلامية، عرفت أوروبا فلسفة أرسطو مشروحة على يد فيلسوف وفقيه مسلم هو العلامة ابن رشد. ولولاه ما عرف الأوربيون أرسطو!.

وقول البابا: إن مشيئة الله في الإسلام مطلقة لا يحدها شيء: صحيح في الجملة، ولكن أجمع علماء الإسلام على أن مشيئة الله تعالى مرتبطة بحكمته لا تنفصل عنها، فلا يشاء أمرًا مخالفًا للحكمة، فإن من أسمائه الحسنى التي تكررت في القرآن: الحكيم. فهو حكيم فيما خلق، وحكيم فيما شرع، لا يخلق شيئًا باطلاً، ولا يشرع شيئًا اعتباطًا.

والله تعالى لا يفعل إلا ما فيه الخير والصلاح لخلقه، كما قال نبي الإسلام في مناجاته لربه: "الخير بين يديك، والشر ليس إليك".

بل إن طائفة المعتزلة من متكلمي المسلمين يرون أن فعل الصلاح والأصلح للخلق: واجب على الله تعالى.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يقف البابا الحالي من الإسلام والمسلمين موقفًا سلبيًّا، يظهر فيه الإهمال أو التوجس، أو ما هو أكثر.

ففي أول قداس أشرف عليه بعد انتخابه أواخر إبريل 2005م لم يذكر المسلمين بكلمة على حين خص (الإخوة الأعزاء -على حد قوله- من الشعب اليهودي بكلمات تفيض مودة وإعزازًا.

وفي مدينة (كولونيا) الألمانية آخر شهر أغسطس أثناء الأيام العالمية للشباب: التقى بممثلين عن الجالية المسلمة في أسقفية المدينة، فأعرب عن بالغ انشغاله بتفشي الإرهاب، وأكد في هذا اللقاء ضرورة (نزع المسلمين ما في قلوبهم من حقد، ومواجهة كل مظاهر التعصب، وما يمكن أن يصدر منهم من عنف)!.

وهذه النبرة التوبيخية كان لها وقع سيئ في نفوس المسلمين، لما فيها من رؤية ضيقة ومن تصور تبسيطي لمنابع الإرهاب وأسبابه.

كما أن استقباله للكاتبة الإيطالية المقيمة في الولايات المتحدة (أوريانا فالاتشي) والتي تكتب كتبًا ومقالات نارية تؤلب على الإسلام والمسلمين. والتي لا ترى فرقًا بين إسلام متطرف وإسلام معتدل، فالإسلام كله متطرف، والتناقض بين المسيحية والإسلام: جوهري.

كانت هذه مواقف تُعَدّ سلبية بالنسبة للمسلمين، أما اليوم فقد أصبح الأمر يتعلق بالإسلام ذاته، ونحن المسلمين نعتبر النصارى أقرب مودة للمسلمين، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم".

ولمريم عليها السلام سورة في القرآن، ولأسرة المسيح سورة في القرآن (سورة آل عمران)، وللمسيح وكتابه في القرآن مكان معروف. ونحن لا نريد أن نصعد الموقف، ولكن نريد تفسيرًا لما يحدث، وما المقصود من هذا كله. كما نطلب من حبر المسيحية أن يعتذر لأمة الإسلام عن الإساءة إلى دينها.

لقد كنا نود من البابا أن يدعو إلى حوار إيجابي بين الأديان، وحوار حقيقي بين الحضارات، بدل الصدام والصراع، وقد استجبنا من قبل للدعوة الموجهة من جمعية سانت جديو في روما إلى الحوار الإسلامي المسيحي. وشهدنا دورة للحوار مع أحبار الكنيسة في روما، وفي برشلونة، فيما سُمّي (قمة إسلامية مسيحية)، وشاركنا في مؤتمرات للحوار الإسلامي المسيحي في الدوحة. فهل يريد الحبر الأعظم أن نغلق أبواب الحوار، ونستعد للصراع في حرب أو حروب صليبية جديدة؟

وقد بدأها بوش، وأعلنها صريحة باسم اليمين المسيحي. ونحن ندعو إلى السلم؛ لأن ديننا يأمرنا بذلك، ولكننا إذا فرضت علينا الحرب خضناها كارهين، نتربص فيها إحدى الحسنين، كما قال قرآننا: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [البقرة:216].

وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، ولكن إذا لقيتموه فاثبتوا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف". متفق عليه.

فنحن ندعو إلى التسامح لا إلى التعصب، وإلى الرفق لا إلى العنف، وإلى الحوار لا إلى الصدام، وإلى السلام لا إلى الحرب. ولكنا لا نقبل أن يهاجم أحد عقيدتنا ولا شريعتنا ولا قيمنا، ولا أن يمس نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم بكلمة سوء. وإلا فقد أذن الله لنا أن ندافع عن أنفسنا. فإن الله لا يحب الظالمين."

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

يوسف القرضاوي

21 شعبان 1427هـ

14-9-2006م
ابوعبدالله9 غير متصل  
قديم(ـة) 16-09-2006, 06:57 AM   #14
ياسر12
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2002
المشاركات: 192
جزاك الله خيرا ايها الناقل
شيخنا ابو معاذ ليست غريبه ابدا عليه هذه المواقف وله كثير مثلها جزاه الله خيرا
ياسر12 غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)