|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2006
البلد: بلاد الحرمين
المشاركات: 170
|
قصتي عندما ذهبت لأول مرة الى جوانتناموا....
.
. . . . . . . . .. . هذه القصة للصحفي عمر عبدالرازق .البعض يصلون جوانتنامو في طائرات عملاقة وفي رحلات سرية، وآخرون يأتون إليه طوعا وفي طائرات تؤرجحها الرياح. وكنت من الفريق الثاني حين ركبت طائرة صغيرة تتسع لتسعة أشخاص بالكاد من مطار في فلوريدا باتجاه تلك القطعة من الأرض الكوبية التي تقول الولايات المتحدة أنها تستأجرها من حكومة هافانا التي لا تعترف بعقد الإيجار المفتوح اصلا. حدد لنا قائد الطائرة أماكن جلوسنا، ثم تبعنا وهو يحمل صندوق المثلجات، رفاق الرحلة كانوا من الصحفيين ومحامي المعتقلين، معظمهم عبر عن ضحكات مكتومة حين بدأت الطائرة تحاول جاهدة اختراق الأجواء، هي مركبة مفتوحة بالفعل لا يفصل بين الركاب وكابينة القيادة باب أو ستارة، ويمكنك أن تشاركهم الحديث، لولا الخوف الذي تملك الجميع عندما بدأت تحلق عالية وتهتز نوافذها التي اهترأ طلاؤها. وعندما استوت الطائرة في عنان السماء وتأكد لنا أن الأجواء المفتوحة حولنا ومياه المحيط تحتنا، استسلم الجميع لقدرهم بسعادة، سألت قائد الطائرة عن اسمها فقال "بيرمير"، قلت إيطالية،قال لا . "بل برازيلية الصنع". وأضاف: لكن لا تقلق فمحركها ألماني. المشهد الأول في جوانتنامو يتمثل في شاطئ بحري أزرق وتلال عالية تكسوها الخضرة ومناخ استوائي، نعبر الخليج الذي يفصل بين مهبط الطائرات والقاعدة الأمريكية في قارب بحري وفي رحلة تستغرق عشرين دقيقة، ترى خلالها أبراج المراقبة وأضواء الجانب الكوبي على تلة مقابلة، وبعدها بلدة اسمها جوانتنامو. يفصل بين الأمريكيين والكوبيين عبر الخليج، خط بحر افتراضي لا تتجاوزه سفن الجانبين. كان الليل قد جن علينا عندما وصلنا المنطقة الرئيسية التي توجد بها معسكرات المعتقلين الذين تشتبه الولايات المتحدة في علاقاتهم بالإرهاب وتحتجز حاليا 450 منهم دون أن توجه أي اتهامات للغالبية الساحقة منهم. اشتهرت جوانتنامو بهؤلاء المعتقلين وبصورهم مقيدي الأيدي والأرجل في أزياء برتقالية، تحت الشمس الحارقة منذ بدأ الجيش الأمريكي "يشحنهم" إلى هنا سرا قبل حوالي خمسة اعوام. ![]() لكن الوجود الأمريكي على هذه الارض التي تبلغ مساحتها 45 ميلا مربعا يعود إلى العام 1903 وبناء على عقد إيجار متنازع عليه في أعقاب الحرب الأمريكية- الأسبانية. وأثناء الحرب البارة كانت منطقة خليج جوانتنامو قاعدة عسكرية وبحرية مهمة. أما كامب "إكس راي" السيء السمعة والذي رأيناه أثرا بعد عين بأقفاصة المنتصبة في الهواء الطلق تغزوها الحشائش البرية، فلم يكن سجناء أفغانستان ومن التقطتهم المخابرات الأمريكية من هنا وهناك في حربها على الإرهاب، أول من ينزل فيه. يقول ضابط أمريكي هنا " كنا نستخدمه لاحتجاز اللاجئين الفارين من هاييتي إلى منطقة جوانتنامو ويرتكبون أعمالا إجرامية". لكن الحرب على الإرهاب وسجناءها أعادت للقاعدة المنسية اعتبارها، فقفز عدد من يقيمون على أرض جوانتنامو من 2300 شخص إلى 8400 شخص تقريبا،يوزعون بين عسكريين وعمال خدمات وقوة القاعدة البحرية وأقارب وعائلات العسكريين. أنزلنا الجيش الأمريكي في منازل فاخرة وبأجر غير مكلف، تدار على طريقة "الفايف ستارز"، لكن بعد قليل أدركنا أن هواتفنا الخليوية الأمريكية لا تعمل هنا، ولا يمكن للخارج أن يتصل بنا، حين سألنا عن السبب قيل لنا، نحن على أراض كوبية تفرض الولايات المتحدة عليها حظرا اقتصاديا منذ عشرات السنين، واذا استعملتم إرسال شركات كوبية من هنا كيف ستسدد الفواتير ومن سيسددها؟ لكن من المعلوم أن الولايات المتحدة لا تسدد إيجار المنطقة وأن كوبا لا تطالب به.
__________________
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|