بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حين يسخر بابا الفاتيكان بالإسلام؟ ( أ - د سليمان بن حمد العودة )

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 21-09-2006, 04:08 PM   #1
أبو غادة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
البلد: تحت السماء
المشاركات: 36
حين يسخر بابا الفاتيكان بالإسلام؟ ( أ - د سليمان بن حمد العودة )

حين يسخر بابا الفاتيكان بالإسلام؟
لم تكن تصريحات بابا الفاتيكان (بنديكت السادس عشر) الساخرة بالإسلام و المستخفّة بشخص النبي عليه الصلاة و السلام..هي الأولى من نوعها, و لن تكون الأخيرة كذلك.. {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ}سورة الصافات {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}سورة البقرة0
نعم لقد سبقتها هجومات شرسة, سخريات متعددة, و ما نسي العالم بعد فضاعة الرسومات الدانمركية الساخرة بالرسول و وصفه بالإرهاب. تلك التي عصفت موجة غضبها في العالم الإسلامي بل و في العالم الغربي و الشرقي..حيث ينتشر المسلمون.
و لئن ظن الغرب و من سار في ركبهم..أنّها موجة غضب تعالت ثم خبت فهم يخطئون في تقديرهم, فقد أيقظت الغضبة ضمائر و حركت مشاعر, و أبقت في الوجودصدى, و في الحياة حراكا ما تزال المطابع تدفع من الكتب و المطويات ما توضح حقيقة الإسلام, و عظم حق الرسول  و بمختلف اللغات, و لو علمت إحصائية دقيقة لمن انتفع بهذه الجهود و عرف بالإسلام من لم يكن يعرفه, و استقام من أهل الإسلام من كان يجهله..لوجد من ذلك شيئ عظيم {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}سورة الصف: 8
و إذا كانت تصريحات البابا الأخيرة تمثل وجهة نظر السلطة الدينية العليا في النصرانية و في معقل (الفاتيكان) فتصريحات قادة النصارى السياسية ليست منها ببعيد..و من تصريح بوش بقيادة (حملة صليبية) ضد المسلمين..تلك التي اعتبرت غلطة..و فُسِرت بأنها فهمت على غير قصد قائلها..؟
إلى أن اتهم بوش الإسلام و المسلمين بالفاشية مؤخّرا و بين تصريحات بوش السابقة و اللاحقة أعمال و ممارسات و سياسات تحاصر الإسلام و تحارب المسلمين في عقر دارهم.
و من هنا تلتقي كلمات القوم و تصريحاتهم مع أعمالهم و خططهم و سياساتهم, و لا يغيب هذا و ذاك إلّا عن مغفل أو جاهل أو ممالئ؟
أيها المسلمون و حين نعود إلى تصريحات البابا الأخيرة نسجل الوقفات التالية:
1- يحلو للبعض أن يصف النصارى و النصرانية المعاصرة بالتسامح..و هذا وهم بددته الرياح العاتية التي قذفت بكلمات القوم و تصريحاتهم على مستوى أظهرته وسائل الإعلام العالمية و شاركت في نقده بعض المؤسسات الغربية إلى جانب المؤسسات الإسلامية..
نعم إن النصرانية الأصيلة التي جاء بها المسيح عليه السلام و اتبعه عليها الحواريون أنصار الله نموذجا للتسامح و الطهر و العفاف لكنها ليست كذلك في ظلّ النصرانية المحرّفة و عند أدعياء النصرانية المعاصرين و الصليبيين.
2-و في الوقت الذي يتورع فيه بعض أبناء الإسلام من وصف من يستحق الكفر بالكافر يهوديا كان أو نصرانيا, أو وثنيا أو نحوهم فيستبدلون الكافر (بالآخر) و يظنون أنهم يتأدبون أكثر من أدب القرآن حيث سمى الأشياء بمسمياتها {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}سورة البينة: 6 {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}سورة الكافرون: 1, إلى غير ذلك من تصريحات القرآن الصريحة.
في هذ الوقت يتجرأ النصارى على السخرية بالإسلام بل و التطاول على نبي الإسلام..فأين هذا من هذا؟ و ليس لنا أدب فوق أدب القرآن, و إذا تزاحمت المصطلحات بقيت مصطلحات القرآن أدق في التعبير, و أصدق في التقويم.. {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}سورة الإسراء: 9
3- و مصطلح الولاء و البراء الذي كاد أن يخبو عند فئة من المسلمين, بل أصبح عند بعضهم مكانا للتندر و السباب عند من انحرف عن منهج الإسلام، هو اليوم يتجدد بنصاعته و على وقع براءة المشركين من الإسلام و سخريتهم بالمسلمين و نبيهم صلّى الله عليه و سلّم.
إن الغرب بحماقته يثير في كوامن النفوس المؤمنة معنى الولاء و البراء, فالمسلمون يتولّون الله و رسوله و المؤمنين {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} سورة المائدة:55
و يتبرّأون من الشرك و المشركين و من كل عدو للإسلام و المسلمين {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }سورة التوبة:3 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ}سورة الممتحنة:1
و الغرب حين يسخر بالنبي فهو يعلن عداوته وبراءته منه, و هو بريئ منهم, و المسلمون براء ممن يؤذي نبيّهم.
إنه الولاء و البراء المشروع تملأ نصوصه الوحيين و تزخر مدونات المسلمين بشرح مفهومه و دلالاته..و يظل القرآن معجزا فمصطحلاته قبل أكثر من ألف و أربعمائة سنة تتجدد اليوم و كأنها تخاطب القوم و تحكي حالهم و تصف عدوانهم على الإسلام و المسلمين..
و لئن ضعف الولاء البراء عند نفر من المسلمين رقّ دينهم أو اختلط الحقّ بالباطل في عقولهم, فإن الغرب بمؤسساته الدينية و السياسة يعيدها جذعة و حسب مفاهيمهم للولاء و نظرتهم للإسلام و المسلمين..
4- و يتجاوز الغرب في عدوانه الأخير حين يسخر البابا بالإسلام و نبيّه عليه الصلاة و السلام..إحياء المعاني الكبرى في العقيدة كالولاء والبراء..إلى بعث روح الصليبية من جديدة..تلك التي ظن المخدوعون من أبناء أمتنا إنها حروب تاريخية عفى عليه الزمن, و جاء عصر العوملة و زمن الحضارة, و بيئة حوار الحضارات ليذيب جليدها و يمحو من الأذهان ذكراها..و هذا وهم أو تغافل عن العداوة الأزلية بين الإسلام و الكفر المؤكد بوحي السماء { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ}سورة البقرة: 217 {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}سورة البقرة0
و شاء الله أن ينطق البابا بنديكت و من قبله البابا بوش؟ لتعود هذه الحقيقة ماثلة للعيان, فهي تعبير الرئاسة و السيادة و ليست بتصريح مصدر غير مسول.
و السؤال المهم ما مدى استعداد المسلمين لهذه الحروب الصليبة التي يُدقُّ أسفينها من قادة الغرب اليوم؟
5- على أن الأحداث مهما تعاظمت و الخطوب مهما تراكمت فهي باعثة على الفأل, مؤشرة إلى قوة الإسلام و هيبة المسلمين.. فالعظيم يستهدف, و العظماء هم الذين يبتلون, و لو لا أن الإسلام رمز قوة و مصدر خوف للغرب لما شرقوا به و حاربوه.
و لولا أن المسلمين يمثلون مرتكز التحدّي, و المؤهلون للمقاومة و التصدّي لما تحرش بهم الآخرون. إن ضعف المسلمين و فرقتهم لا ينبغي أن توقف هذه المشاعر, فطالما مرّ بالمسلمين ظروف عصيبة و فرقة مذلة ولكن سرعان ما توحد الشمل و انتفض المارد, و تجمع المسلمون فكانت المعارك الفاصلة و انتصر الإسلام و تفوق المسلمون, و الأيّام دول, و العاقبة للمتقين.
6- على أن الواجب المهمّ على أبناء الإسلام في هذه المرحلة الحرجة من التاريخ أن يستمسكوا بالإسلام, و ألا تزيدهم هذه الحروب المتنوّعة إلا ثباتا على الحقّ, إنّ أعظم ردّ على هذه المفتريات هو مزيد القناعة بهذا الدين العظيم وفوق ذلك النشاط في الدعوة إليه..فذلك الذي يوهن القوم و يردّ سهامهم على نحورهم.
أجل لقد عجزت الكنيسة الغربية-أن تحقق أهدافها من خلال ما يسمّى ب(التبشير) رغم الأموال المبذولة, و الخطط المحكمة, و حقق الإسلام بمده و انتشاره ما غزا الغرب في عقر دارهم, فأضحوا و أمسوا على صوت الإسلام يهدد كيانهم و يؤسلم أبناءهم. و عادت الجاليات المسلمة في ديار الغرب ظاهرة تقلق و أرقاما تخيف- و من هنا عمدوا إلى الحرب للإسلام بكافة أنواع الحرب, و الإسلام أمضى و أقوى من أن يهزم بل عاد الغرب
كنا طح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها و أوهى قرنة الوعل
أنها حقيقة أدركها الغرب أكثر من المسلمين, فهل يدرك المسلمون كما أدرك الغرب قوة الإسلام, و خلفية المسلمين, و{لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}سورة الروم:4- 5
7. و بقيت همسة للمقربين تقول: و إذا تعاظمت السخريّة من الغرب بالإسلام و أهله –و إن كان الشيء من معدنه لا يستغرب- فالسخرية تتعاظم أكثر حين تصدر –و بأيّ شكل من الأشكال- من بعض أبناء الإسلام, و يتعاظم الخطر, و تتسع مساحة البلبلة و الشرور حين يُطاف بالسخرية على الملإ عبر وسائل الإعلام المرئيّة أو المسموعة أو المقروءة؟!
إنها طوام بُلي بها المسلمون –ولها سابقة عند من يُعرفون بلحن القول و من يتخذون أيمانهم جنّة, و يلمزون المطوعين من المؤمنين, و أولئك لم يسلم النبيّ صلّى الله عليه و سلّم من أذاهم, و أنّى للمؤمنين أن ينجوا من كيدهم و سخريتهم بل و حطموا سياج الهيئات الإسلامية و لو كانت ضمن الدوائر الرسميّة, و لم ترع فيها حرمة الزمان و لو كانت أيام رمضان؟
و إلى الله المشتكى و هو وحده المستعان..
و هنا نداء يطلق و دعوة صادقة تبعث لهؤلاء و أولئك أن يكفّوا عن السخرية و الاستهزاء تعظيما لحرمة شهر الصيام و تقديرا لمشاعر المسلمين و حفظا لطاقات الأمة أن تبدد, و لصفّها أن يتفرّق, و هل يشك عاقل أن حاجتنا اليوم إلى البناء ماسة, و إلى رصّ الصفوف متحتمة. فعدونا يرمينا عن قوس واحدة و على مختلف الأصعدة, فهل من مدكر؟!

د. سليمان بن حمد العودة
Email: suliman_alodah@hotmail.com
أبو غادة غير متصل   الرد باقتباس


إضافة رد

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:16 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)