[مفك14]

ملحق النشرة 311


بيان وموقعون بـ "مناعة خاصة"


نشرت جريدة الوطن السعودية مقتطفات من مذكرة أصدرها مئة وثلاثة عشر "مثقفا سعوديا" اعتبروا فيها الولايات المتحدة حاضنة للارهاب الدولي "بامتياز". ووصفت المذكرة أمريكا بأنها تشكل مع اسرائيل محور الارهاب والشر في العالم. وطالبت المذكرة الحكومات العربية باتخاذ مواقف جادة ومسؤولة ازاء الاختراق الاميركي الاسرائيلي للمنطقة العربية والاسلامية. وطالبت ايضا بادانة واستنكار الانحياز الاميركي للعدوان الاسرائيلي وممارسة مختلف اساليب الضغط لاشعار الادارة الاميركية بان مصالحها الضخمة في المنطقة العربية ستكون مهددة. ودعت الى قطع العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وكل اشكال التطبيع الاخرى مع "الكيان الصهيوني" مع تشديد اجراءات المقاطعة العربية ضده. كما ناشدت الشعوب العربية بـمقاطعة السلع والمنتجات الاميركية.
وبغض النظر عن محتوى المذكرة الذي لا يعتبر موضع جدل فلا شك أن نشر مثل هذه المذكرة بأكثر من مئة توقيع وفي جريدة محلية يثير بشكل طبيعي أسئلة صعبة ويضع علامات استفهام كبيرة.
على حسب علمنا فإن سياسة الدولة لا تزال تمنع الخطابات الجماعية وتمنع كل شكل من أشكال العمل الجماعي بدون أذن الدولة، فكيف يسمح للمثقفين هؤلاء أن يكتبوا مذكرة جماعية؟
وحسب علمنا كذلك لا تزال الدولة ترفض من حيث المبدأ أي نشر مباشر للجمهور لموقف مخالف لموقف الدولة أو نصيحة أو نقد موجه للدولة، ويصر المسؤولون على تقديم هذه النصائح بشكل سري وشخصي وفردي لهم. كيف –والحال هذه- تسمح الدولة لهذه المجموعة بنشر مذكرتهم، بل تفتح لهم المجال في وسيلة إعلام محلية أو شبه رسمية وهي جريدة الوطن؟
لقد غضب النظام غضبا شديدا من خطاب المطالب ومن مذكرة النصيحة وجمع لكل منهما هيئة كبار العلماء لتصدر الفتاوى معتبرة جماعية الإعداد والنشر للجمهور جرائم بحكم الشرع. وعلى حد علمنا لم يصدر عن هيئة كبار العلماء بيانا تتراجع فيه عن فتواها فكيف تسمح الدولة لهذا الخطاب الجماعي، بل تسمح بالنشر في صحيفة شبه رسمية؟
أن نظرة في الأسماء الواردة في هذه المذكرة ربما تنبيء عن تفسير هذا الموقف. نعم هناك بعض الأسماء التي لها سجل نظيف وتجربة وطنية شريفة لكن القائمة ليس فيها ولا شخص واحد من المحسوبين على التيار الإصلاحي المعروف، وفي المقابل يلاحظ أن من بين الموقعين عدد من المنظرين لسياسة النظام القمعية الاستبدادية بل والامتلاكية.
إن صف هذا العدد الكبير من الأسماء وحشر عدد من المحسوبين بالمصداقية بينهم لقضية تعتبر مسألة إجماع عند الأمة ونشر ذلك في صحيفة محلية لا يمكن أن ينظر له نظرة بساطة أو جهد طبيعي. ونحن وإن كنا نحسن الظن في بعض من شارك في التوقيع على هذه المذكرة فإننا لا نحسن الظن في العملية ككل إذا أخذت في النظر هذه المعطيات.
غير أننا أمام هذا التطور تجد لزاما علينا أن نوجه رسالتين هامتين، الرسالة الأولى لهيئة كبار العلماء، والثانية للشخصيات التي حسبت على التيار الإصلاحي الذي ساهم في خطاب العلماء ومذكرة النصيحة ولجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية.
أما هيئة كبار العلماء فنقول تأملوا تلاعب النظام بكم وكيف أخرجكم من بيوتكم بشكل عاجل وكلفكم بتجريم المصلحين من الإسلاميين في وقتها ونتحداكم الآن إن كنتم أصلا قد فكرتم بأن هذه المذكرة قد خالفت فتاواكم بشكل صريح. ولعل الناس يتذكرون في هذا السياق كلام الشيخ بن لادن نقلا عن بن عثيمين أن هيئة كبار العلماء لا تصدر الفتاوى في القضايا العامة إلا بأمر "ولي الأمر". فهل يقتنع الناس الآن أن هيئة كبار العلماء قد استخدمت في بياناتها السابقة كعصا لضرب المصلحين من الإسلاميين لأنهم كتبوا مذكرات مطالبة بالإصلاح؟
وأما الرسالة الثانية والموجهه للمصلحين من الإسلاميين فإننا نقول لهم: قد طالت استراحتكم، وقامت عليكم الحجة بعد صدور هذه القائمة من الأسماء التي أنتم على معرفة بحقيقتها، ولن يعذركم الناس بعد الآن في انكفائكم واختياركم التثاقل إلى الأرض.



زيارة عبد الله لأمريكا، هل بقي شيء ؟


تأتي الزيارة الحالية للأمير عبد الله لأمريكا بعد سلسلة من التنازلات الهائلة للحكومة الأمريكية بعد 11 سبتمبر قدمتها الحكومة السعودية والأمير عبد الله شخصيا.
بادر الأمير عبد الله بعد أحداث سبتمبر بإعطاء أوامره بضخ كمية هائلة من النفط مجانا، ثم أتبعه بأمر آخر بضخ نصف مليون برميل يوميا لأمريكا بقيمة مخفضة. بعد ذلك قطعت الحكومة السعودية علاقاتها مع طالبان وضغطت على الباكستان للوقوف وبقوة مع أمريكا وتعهدت بدفع تعويض عن أي خسارة تخسرها باكستان. كما تعهدت المملكة بدفع تكاليف عمليات البخشيش وشراء القبائل في أفغانستان. وفي نفس الوقت سخرت المملكة رموزها الدينية الرسمية متمثلة في الشيخ اللحيدان والمفتي لخدمة وجهة النظر الأمريكية. بعد ذلك فتح الأمير عبد الله قاعدة الأمير سلطان والموانيء السعودية والأجواء السعودية لتوفير الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية لضرب أفغانستان. ثم رحب الأمير عبد الله بوفد الإف بي آي ووفد مراجعة المناهج الدراسة ووفد التدقيق في حسابات مؤسسة النقد، وحصلت كل هذه الوفود على مرادها. بعد ذلك تحرك الأمير عبد الله شخصيا في حملة إعلامية للحديث مع الإعلام الأمريكي، وحرص أن يثبت حبه لأمريكا ورضا كل الرؤساء الأمريكان عنه ومتانة العلاقة مع أميركا، كما حرص على أن يثبت أن عدو أمريكا هو عدو للمملكة ولم يتورع عن وصف بن لادن بالشاذ ومهرب المخدرات إرضاء للأمريكان. وأخيرا أقدم الأمير عبد الله على أكبر انحدار له وهو تبنيه وبقوة وحماس واندفاع مبادرة أخوة اليهود المحتلين وإصراره عليها حتى بعد مجازر شارون. ثم تكليفه بندر بن سلطان وسعود الفيصل أن يصرحوا باعتبار العمليات الاستشهادية إرهابا وتحميل عرفات جزءا من المسؤولية. ثم تتكرر التصريحات والتأكيدات بأن المملكة لن تستخدم سلاح النفط، بل تذهب المملكة لحد توفير الضمان لأمريكا أنها ستعوض عن أي نقص في النفط بسبب قطع العراق لإمدادات أمريكا.
والآن يأتي الأمير عبد الله لأميركا فماذا عساه أن يفعل؟ سيتناقش الطرفان حول بن لادن بكل أريحية بصفته عدوا مشتركا وسوف يقرّان كل ما أعد للاتفاق من تفاهم حوله. سيتناقش الطرفان حول العراق وسيصر الأمير عبد الله على رفض إزاحة النظام العراقي حتى لا تكون إزاحته مبررا لرفع الحصار، لأن الحصار من أهم أسباب منع انهيار أسعار النفط، وإذا رفع الحصار تدفق النفط العراقي وانهارت أسعار النفط ومن ثم ينهار الاقتصاد السعودي وينهار معه النظام. والأمريكان متفهمين لهذا التخوف لكنهم يريدون تغيير النظام في العراق كوسيلة ضغط جديدة على النظام السعودي تزيد من عبوديته لهم. لكن الأمير عبد الله سوف يتعهد لبوش بضمان تدفق النفط بكمية تضمن أسعارا تتراوح بين ما يرضي المستهلك الأمريكي وما يرضي شركات النفط الأمريكية وبذلك يضمن بقاء حصة المملكة من النفط. أما صفقات السلاح فسيعطي الأمير عبد الله تعهدا للأمريكان أن تستمر بنفس المستوى وبنفس الالتزامات. وقطعا سيتحدث الطرفان عن فلسطين ولا شك إن الامير عبد الله سيعتب على بوش أنه أحرجه بدعمه غير المحدود لشارون، لكن الطرفين سيتفقان في نهاية المطاف على ضرورة إيجاد حل سلمي مع شيء من ثناء المجاملة على على "العناصر الإيجابية" في المبادرة السعودية، يقصد بذلك التطبيع. والحقيقة أن الأمير عبد الله لا يستوعب كل ذلك ولهذا ستكون كل المسائل قد رتبت من قبل الأمير بندر بن سلطان وممثل الكنيست في المملكة عادل الجبير وستكون مهمة الأمير عبد الله مجرد لقاء مجاملة وتوقيع.



يا أيها الأمير أحمد
الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بحجر

قال الأمير أحمد بن عبد العزيز في تبرير اعتقال الشيخ عبد الحميد المبارك أن شخصيته مهزوزة وأنه يعاني من مشاكل نفسية وأن عائلته على علم بذلك وأن هذا هو السبب الذي دعاه لأن يلجأ للمظاهرات. ولعل الذين يعرفون الشيخ المبارك يعرفون أن هذا الكلام سخيف وأن الذي قاله هو الذي يعاني منه. لكن ما دام الأمير أحمد قال هذا الكلام وما دام في سياق تقويم الناس عقليا ونفسيا وثقافيا، فهل له أن يجري لنا مقارنة بين عقلية الشيخ المبارك وعقلية الملك فهد حاليا؟ هل يجرؤ الأمير أحمد -مثلما جرؤ على وصف عقلية ونفسية الشيخ المبارك- أن يصف لنا واقع عقلية ودماغ الملك فهد حاليا؟ هل له أن يعطينا فكرة عن قدرة الملك فهد على الكلام وماذا يقول وكيف يتكلم ومع من يتكلم، وما هي أكثر العبارات التي تتردد على لسانه، وهل يستطيع أن يتعرف على الناس أو لا يستطيع، ولماذا لا يظهر كلامه للجمهور؟ هل يستطيع أن يعطينا فكرة عن تصرفاته هذه الأيام واهتماماته وبرنامجه اليومي مقارنة بالشيخ المبارك؟ وإذا لم يرغب الأمير أحمد بذلك فلينتقل للأمير عبد الله والأمير سلطان وليعقد مقارنة بينهما وبين الشيخ المبارك من ناحية الالتزام الشرعي والثقافة العامة والقدرة على الكلام واستقامة السلوك، وليخبرنا عن نتيجة مقارنته. بل دعنا نذهب إلى الأمير أحمد نفسه فهل له أن تعطينا فكرة عن نفسه وعن قدراته الثقافية والعقلية والإدارية واستقراره النفسي؟ هل يستطيع أن يخفي حقيقة أنه يعاني من عقدة نفسية مزعجة جدا سببها تهميشه من قبل الأمير نايف وفرض ابنه محمد عليه وتحويله إلى مجرد دمية في الوزارة؟ هل يستطيع أن ينفي أن حديثه عن الشيخ المبارك هو مجرد محاولة لإثبات الذات بعد أن توفرت له الفرصة بعد سفر الأمير نايف؟ وأخيرا سؤال أهم من هذا كله، إذا كان اهتزاز شخصية الشيخ المبارك ومن ثم ترتيبه للمظاهرة سببا في اعتقاله فهل لدى الأمير أحمد تفسير لاعتقال الشيخ سعيد بن زعير وبقائه في السجن سبع سنين؟



هل تغير الشيخ السديس؟


تفاجأ الذين استمعوا لخطبة الحرم المكي الجمعة الماضية بأسلوب لم يعهدوه من الشيخ السديس في هجوم قوي ضد اليهود وتعاطف شديد مع معاناة الفلسطينين. وتسائل الذين استمعوا الخطبة إن كان الشيخ السديس قد تغير؟ ولا شك أن الخطبة ليست مما عهد من الشيخ السديس لكن الحقيقة أنها بالمقياس المجرد تعتبر عادية جدا بل أقل من العادية. بل إن المتأمل في الخطبة جيدا يرى التالي: أولا أثنى الشيخ السديس على المواقف الرسمية للحكومات وخاصة حكومة آل سعود بدلا من انتقادها. ثانيا تجاهل الشيخ السديس الجهاد بالنفس وبدلا من ذلك حرص على تأكيد أن الجهاد بالمال مقدم على الجهاد بالنفس. ثالثا أثنى الشيخ ثناء خاصا على حملة التبرعات التي قامت بها الحكومة السعودية لفلسطين. رابعا هنأ الشيخ السديس "أهل هذه البلاد المباركة على مبادرتها الايجابية" ولا نعرف مبادرة إلا مبادرة الأمير عبد الله، فهل أصبحت الدعوة للتطبيع مع اليهود المحتلين والاعتراف بأربعة أخماس فلسطين لهم مباردة إيجابية؟



نواف ونايف وسعود على السرير


علمت الحركة أن الأمير نواف بن عبد العزيز قد نقل إلى مركز متخصص في الولايات المتحدة بعد أن أجريت له العملية الطارئية في لبنان. ويفيد الأطباء المشرفون عليه أن حالته دماغيا متدهورة وأنهم غير متفائلين بتحسن. من جهة أخرى حضر لنفس المركز الأمير نايف بن عبد العزيز والذي يعتقد أنه ستجرى له عمليتان أحدها في الظهر والأخرى في الركبة خلال الفترة القادمة. ومن جهة أخرى حضر الأمير سعود الفيصل للوس أنجليس لمركز متخصص في الكبد لمتابعة تدهور وظائف الكبد لديه الذي يعتقد أنه مرتبط بأحد عاداته المعروفة. وقد لوحظ على الأمير سعود الإرهاق وعدم التركيز في المؤتمرين الصحفيين الأخيرين بسبب هذه المشكلة. وهكذا يكتمل فريق الحكم المتمثل في ملك بدماغ غير موجود من الناحية العملية وولي عهد ونائبه في بداية الثمانينات من العمر ووزير داخلية ورئيس استخبارات ووزير خارجية كلهم على فراش المرض. من جهة أخرى يتبادل المقربون من ولي العهد معلومات أنه لن يعود للمملكة بعد زيارة أمريكا مما يرسخ الإشاعات بأن خروجه من المملكة له علاقة بتهديدات بن لادن الأخيرة. ويتسائل نفس هؤلاء إن كان الأمير نايف قد أصيب فعلا بشيء ما أم إنه وجد ذلك ذريعة للابتعاد عن البلد خوفا من تهديد بن لادن كذلك؟
http://www.islah.info:6600/vboard/sh...threadid=29668