|
|
|
26-10-2006, 08:08 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2006
البلد: مدينة الزهـــور
المشاركات: 221
|
(*ركن الفتـــــــــاوى الشرعيـــــــــــة *)
بسم الله الحمن الرحيم
السؤال : (1) (أرجو من فضيلتكم إجابتي عن أهمية الغطاء على وجه المرأة، وهل هو واجب أوجبه الدين الإسلامي؟ وإذا كان كذلك فما هو الدليل على ذلك؟ إنني أسمع الكثير وأعتقد أن الغطاء عم استعماله في الجزيرة على عهد الأتراك، ومنذ ذلك الوقت سار التشديد على استعماله حتى أصبح يراه الجميع أنه فرض على كل امرأة، كما قرأت أنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الصحابة الراشدين كانت المرأة تشارك الرجل في الكثير من الأعمال، كما تساعده في أيام الحروب، فهل هذه الأشياء حقيقة؟ أم أن فهمي غلط لا أساس له؟ إنني أنتظر الإجابة من فضيلتكم لفهم الحقيقة وحذف ما هو مشوه) انتهى. الجواب : الحجاب كان أول الإسلام غير مفروض على المرأة، وكانت تبدي وجهها وكفيها عند الرجال، ثم شرع الله سبحانه الحجاب للمرأة وأوجب ذلك عليها صيانة لها وحماية لها من نظر الرجال الأجانب إليها، وحسماً لمادة الفتنة بها، وذلك بعد نزول آية الحجاب، وهي قوله تعالى في الآية من سورة الأحزاب: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ..}[1]الآية. والآية المذكورة وإن كانت نزلت في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فالمراد منها: هن وغيرهن من النساء لعموم العلة المذكورة والمعنى في ذلك. وقال سبحانه وتعالى في السورة نفسها: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ..}[2]الآية. فإن هذه الآية تعمهن وغيرهن بالإجماع، ومثل قوله عز وجل في سورة الأحزاب أيضاً: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا..}[3]الآية. وأنزل الله في ذلك أيضاً آيتين أخريين في سورة النور وهما قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ..}[4]الآية، والبعولة هم: الأزواج، والزينة هي: المحاسن والمفاتن والوجه أعظمها وقوله سبحانه: {إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} المراد به: الملابس في أصح قولي العلماء، كما قاله الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لقوله تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[5]. ووجه الدلالة من هذه الآية على وجوب تحجب النساء - وهو ستر الوجه وجميع البدن عن الرجال غير المحارم - أن الله سبحانه رفع الجناح عن القواعد اللاتي لا يرجون نكاحاً وهن العجائز إذا كن غير متبرجات بزينة، فعلم بذلك أن الشابات يجب عليهن الحجاب وعليهن جناح في تركه. وهكذا العجائز المتبرجات بالزينة عليهن أن يتحجبن لأنهن فتنة، ثم إنه سبحانه أخبر في آخر الآية أن استعفاف القواعد غير المتبرجات خير لهن وما ذاك إلا لكونه أبعد لهن من الفتنة، وقد ثبت عن عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما ما يدل على وجوب ستر المرأة وجهها عن غير المحارم ولو كانت في حال الإحرام كما ثبت عن عائشة رضي الله عنها في الصحيحين ما يدل على أن كشف الوجه للمرأة كان في أول الإسلام ثم نسخ بآية الحجاب. وبذلك تعلم أن حجاب المرأة أمر قديم من عهد النبي صلى الله عليه وسلم قد فرضه الله سبحانه، وليس من عمل الأتراك، أما مشاركة النساء للرجال في كثير من الأعمال على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كعلاج الجرحى وسقيهم في حال الجهاد، ونحو ذلك فهو صحيح مع التحجب والعفة والبعد عن أسباب الريبة، كما قالت أم سليم رضي الله عنها: (كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم فنسقي الجرحى ونحمل الماء ونداوي المرضى)،هكذا كان عملهن لا عمل نساء اليوم في كثير من الأقطار التي يدعي أهلها الإسلام اللاتي اختلطن بالرجال في مجالات الأعمال وهن متبرجات مبتذلات، فآل الأمر إلى تفشي الرذيلة، وتفكك الأسر، وفساد المجتمع ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ونسأل الله أن يهدي الجميع صراطه المستقيم، وأن يوفقنا وإياك وسائر أخواننا للعلم النافع والعمل به، إنه خير مسئول. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. *********** السؤال : (2) ما هي مكانة المرأة في الإسلام؟ الجواب : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن سار على دربهم إلى يوم الدين وبعد: فإن للمرأة المسلمة مكانة رفيعة في الإسلام، وأثراً كبيراً في حياة كل مسلم، فهي المدرسة الأولى في بناء المجتمع الصالح، إذا كانت هذه المرأة تسير على هدى من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأن التمسك بهما يبعد كل مسلم ومسلمة عن الضلال في كل شيء وضلال الأمم وانحرافها لا يحصل إلا بابتعادها عن نهج الله سبحانه وتعالى وما جاء به أنبياؤه ورسله عليهم الصلاة والسلام، قال صلى الله عليه وسلم: ((تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي)). ولقد جاء في القرآن الكريم ما يدل على أهمية المرأة أماً وزوجة وأختاً وبنتاً، وما لها من حقوق وما عليها من واجبات، وجاءت السنة المطهرة بتفصيل ذلك. والأهمية تكمن فيما يلقى عليها من أعباء وتتحمل من مشاق تفوق في بعضها أعباء الرجل؛ لذلك كان من أهم الواجبات شكر الوالدة وبرها وحسن صحبتها وهي مقدمة في ذلك على الوالد قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}[1]. وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا}[2] وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: ((أمك)) قال ثم من؟ قال: ((أمك)) قال ثم من؟ قال: ((أمك)) قال ثم من؟ قال: ((أبوك))، ومقتضى ذلك أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر. ومكانة الزوجة وتأثيرها على هدوء النفوس أبانته الآية الكريمة قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}[3] قال الحافظ بن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} المودة هي: المحبة، والرحمة هي: الرأفة، فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها، أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد. ولقد كان للوقفة الفريدة التي وقفتها خديجة رضي الله عنها أكبر الأثر في تهدئة روع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما نزل عليه جبريل عليه السلام بالوحي في غار حراء لأول مرة فجاء إليها ترجف بوادره فقال: ((دثروني دثروني لقد خشيت على نفسي))، فقالت: رضي الله عنها: (أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق). وأيضاً لا ننسى أثر عائشة رضي الله عنها حيث أخذ عنها الحديث كبار الصحابة وكثير من النساء الأحكام المتعلقة بهن. وبالأمس القريب وعلى زمن الإمام محمد بن سعود رحمه الله نصحته زوجته بأن يتقبل دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عندما عرض عليه دعوته، فإنه كان لنصيحتها له أكبر الأثر في اتفاقهما على تجديد الدعوة ونشرها، حيث نلمس بحمد الله اليوم أثر ذلك برسوخ العقيدة في أبناء هذه الجزيرة. ولا شك أن لوالدتي رحمة الله عليها فضلاً كبيراً وأثراً عظيماً في تشجيعي على الدراسة والإعانة عليها ضاعف الله مثوبتها وجزاها عني خير الجزاء. ومما لا شك فيه أن البيت الذي تسوده المودة والمحبة والرأفة والتربية الإسلامية سيؤثر على الرجل فيكون بإذن الله موفقاً في أمره، ناجحاً في أي عمل يسعى إليه، من طلب علم أو كسب تجارة أو زراعة إلى غير ذلك من أعمال. والله أسأل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. *************** السؤال : (3) سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أنا امرأة متزوجة أقوم أحيانا في منزلي بلبس الملابس الخفيفة التي تصف البشرة أو القصيرة التي تظهر إذا جلست ما فوق الركبة، وذلك لتسهيل الحركة عند تأدية أعمال المنزل ولتخفيف شدة الحر وكذلك لأتزين أمام زوجي، غير أن زوجي نصحني بعدم لبس تلك الملابس بسبب وجود أطفالنا الذين تتراوح أعمارهم من 3 إلى 9 سنوات وخشية ألا تزول المشاهد التي يرونها الآن عن ذاكرتهم إذا كبروا، لكنني لم أقبل نصيحته على أساس أن أطفالنا مازالوا صغارا وكذلك لا يخشى عليهم الفتنة. وحيث إن هذا الأمر قد شغل تفكيري ورغبة في أن أرضي ربي ولا أسخطه كتبت إليكم راجية تبيين الحكم الشرعي في ذلك والتوجيه بما ترون؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: لا يجوز لك لبس الثياب الرقيقة التي تصف العورة، ولو لم يكن عندك أحد، وهكذا اللباس القصير الذي فوق الركبة، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن ذلك وقال: ((الله أحق أن يستحيا منه من الناس))[1] وفق الله الجميع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .[1] أخرجه البخاري في (كتاب الغسل) باب من اغتسل عريانا وحده في الخلوة ومن تستر، والترمذي في (كتاب الأدب) باب ما جاء في حفظ العورة برقم (2693) وأبو داود في (كتاب الحمام) باب ما جاء في العري برقم (3501) وابن ماجه في (كتاب النكاح) باب التستر عند الجماع برقم (1910). ****************** السؤال : (4) عن المرأة والدعوة إلى الله ماذا تقولون ؟ الجواب : هي كالرجل عليها الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن النصوص من القرآن الكريم ، والسنة المطهرة تدل على ذلك ، وكلام أهل العلم صريح في ذلك ، فعليها أن تدعو إلى الله ، وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر بالآداب الشرعية ، التي تطلب من الرجل ، وعليها مع ذلك أن لا يثنيها عن الدعوة إلى الله الجزع وقلة الصبر ، لاحتقار بعض الناس لها أو سبهم لها أو سخريتهم بها ، بل عليها أن تتحمل وتصبر ، ولو رأت من الناس ما يعتبر نوعا من السخرية والاستهزاء ، ثم عليها أن ترعى أمرا آخر ، وهو أن تكون مثالا للعفة والحجاب عن الرجال الأجانب ، وتبتعد عن الاختلاط ، بل تكون دعوتها مع العناية بالتحفظ من كل ما ينكر عليها ، فإن دعت الرجال دعتهم وهي محتجبة بدون خلوة بأحد منهم ، وإن دعت النساء دعتهن بحكمة ، وأن تكون نزيهة في أخلاقها وسيرتها ، حتى لا يعترضن عليها ، ويقلن لماذا ما بدأت بنفسها . وعليها أن تبتعد عن اللباس الذي قد تفتن الناس به ، وأن تكون بعيدة عن كل أسباب الفتنة ، من إظهار المحاسن ، وخضوع في الكلام ، مما ينكر عليها ، بل تكون عندها العناية بالدعوة إلى الله على وجه لا يضر دينها ، ولا يضر سمعتها . ******************** السؤال : (5) دائما نسمع الحديث الشريف ((النساء ناقصات عقل ودين)) ويأتي به بعض الرجال للإساءة للمرأة . نرجو من فضيلتكم توضيح معنى هذا الحديث؟ الجواب : معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن))، فقيل يا رسول الله ما نقصان عقلها ؟ قال: ((أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل))؟ قيل: يا رسول الله ما نقصان دينها؟ قال: ((أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم))، بين عليه الصلاة والسلام أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها وأن شهادتها تجبر بشهادة امرأة أخرى؛ وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى فتزيد في الشهادة أو تنقصها كما قال سبحانه: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}[1] الآية، وأما نقصان دينها؛ فلأنها في حال الحيض والنفاس تدع الصلاة وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة، فهذا من نقصان الدين، ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه، وإنما هو نقص حاصل بشرع الله عز وجل، هو الذي شرعه عز وجل رفقا بها وتيسيرا عليها لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك، فمن رحمة الله شرع لها ترك الصيام وقت الحيض والنفاس والقضاء بعد ذلك. وأما الصلاة فإنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة، فمن رحمة الله جل وعلا أن شرع لها ترك الصلاة، وهكذا في النفاس، ثم شرع لها أنها لا تقضي؛ لأن في القضاء مشقة كبيرة. لأن الصلاة تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، والحيض قد تكثر أيامه، فتبلغ سبعة أيام أو ثمانية أيام أو أكثر، والنفاس قد يبلغ أربعين يوما فكان من رحمة الله لها وإحسانه إليها أن أسقط عنها الصلاة أداء وقضاء، ولا يلزم من هذا أن يكون نقص عقلها في كل شيء ونقص دينها في كل شيء، وإنما بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقص عقلها من جهة ما قد يحصل من عدم الضبط للشهادة، ونقص دينها من جهة ما يحصل لها من ترك الصلاة والصوم في حال الحيض والنفاس، ولا يلزم من هذا أن تكون أيضا دون الرجل في كل شيء وأن الرجل أفضل منها في كل شيء، نعم جنس الرجال أفضل من جنس النساء في الجملة لأسباب كثيرة، كما قال الله سبحانه وتعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}[2] لكن قد تفوقه في بعض الأحيان في أشياء كثيرة، فكم لله من امرأة فوق كثير من الرجال في عقلها ودينها وضبطها، وإنما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جنس النساء دون جنس الرجال في العقل وفي الدين من هاتين الحيثيتين اللتين بينهما النبي صلى الله عليه وسلم. وقد تكثر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في عملها الصالح وفي تقواها لله عز وجل وفي منزلتها في الآخرة، وقد تكون لها عناية في بعض الأمور فتضبط ضبطا كثيرا أكثر من ضبط بعض الرجال في كثير من المسائل التي تعنى بها وتجتهد في حفظها وضبطها، فتكون مرجعا في التاريخ الإسلامي وفي أمور كثيرة، وهذا واضح لمن تأمل أحوال النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك، وبهذا يعلم أن هذا النقص لا يمنع من الاعتماد عليها في الرواية وهكذا في الشهادة إذ انجبرت بامرأة أخرى، ولا يمنع أيضا تقواها لله وكونها من خيرة عباد الله ومن خيرة إماء الله إذا استقامت في دينها وإن سقط عنها الصوم في الحيض والنفاس أداء لا قضاء، وإن سقطت عنها الصلاة أداء وقضاء، فإن هذا لا يلزم منه نقصها في كل شيء من جهة تقواها لله، ومن جهة قيامها بأمره، ومن جهة ضبطها لما تعتني به من الأمور، فهو نقص خاص في العقل والدين كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم، فلا ينبغي للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شيء وضعف الدين في كل شيء، وإنما هو ضعف خاص بدينها، وضعف في عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة ونحو ذلك، فينبغي إيضاحها وحمل كلام النبي صلى الله عليه وسلم على خير المحامل وأحسنها، والله تعالى أعلم. **أجاب عن هذه الأسئلة فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله**
__________________
يقول ابن القيم" السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الحصاد يوم المعاد، فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها". قال بعض الحكماء: وعائب يعيب الناس بفضل عيبه ويبغضهم بحسب بغضه ويرفع عوراتهم ليكونوا شركاءه في عورته لاشيء أحب إلى الفاســــــــق من زلة عالم ولاإلى الخــــــــامل من عثــــــــــرة شريف. ثم أنشد إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا * شراً أذيع وإن لم يعلمواكذبوا
آخر من قام بالتعديل بسمات الأمل; بتاريخ 26-10-2006 الساعة 08:12 AM. |
26-10-2006, 11:42 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2006
البلد: الزمن المبهوت
المشاركات: 1,903
|
جزاكي الله خير
__________________
. |
26-10-2006, 03:59 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2006
البلد: ان شاء الله دياري هي الجنه....
المشاركات: 261
|
موضوع مفيد ......جزيتي خيراً عليه..
&تحياتي...
__________________
|
26-10-2006, 05:58 PM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2006
البلد: .. قــــ الطفولة ـــلب ..
المشاركات: 274
|
أحسنتِ أيتها الرائعة
جعل الله ما تقومين به حجة لك لا عليك ولا حرمك الله الأجر والمثوبة موضوع مفيد نافع نفع الله بك دمتم يحفظك الرحمن أختكم ياسمينه
__________________
. إني أحلم ... بأن ألتقي المرء..فأقرأه ككتاب مفتوح ..لماذا نضيع السنين في الخداع .. والتظاهر!!؟ |
26-10-2006, 06:33 PM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2006
البلد: مدينة الزهـــور
المشاركات: 221
|
السؤال س/ ما حكم لبس ما يسمى بالدبلة من الزوجين؟ الاجابة الحمد لله: المعروف أن ما يسمى بالدبلة: خاتم يلبسه الرجل أو تلبسه المرأو أو هما معاً ويكون عنواناً على الخطبة يعني أن الرجل خاطب والمرأة مخطوبة، وقد يزعمون أن هذا يؤدي إلى الألفة والمحبة بينهما وهي عادة دخيلة على المسلمين تلقوها عن الكفار وعلى هذا فلا ينبغي للمسلم والمسلمة فعل هذه العادة لما فيها من التشبه بالكفار والكافرات ولما فيها من الاعتقاد الباطل وهو أن لبس الدبلة يورث المحبة بين الخاطب وخطيبته وعلى المسلمين أن يستغنوا بما شرعه الله وبعوائدهم الكريمة عن التشبه بأعدائهم وفي الحديث "من تشبه بقوم فهو منهم". والله أعلم.( فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك ) ************* السؤال :ما حكم رقص النساء فيما بينهن في العرس وغيره أفتونا أثابكم الله؟ الجواب ..لا بأس برقص النساء بمناسبة الزواج وضربهن بالدف مع شيء من الغناء النزيه؛ لأن هذا من إعلان الزواج المأمور به شرعًا، لكن بشرط أن يكون ذلك في محيط النساء فقط، وبصوت لا يرتفع ويتجاوز مكانهن، وبشرط التستر الكامل؛ بحيث لا يبدو شيء من عورة المرأة في حالة الرقص؛ كسيقانها وذراعيها وعضديها، وإنما يبدو منها ما جرت عادة المرأة المسلمة بكشفه في حضرة النساء. السؤال :يوجد عندي خادمة منذ سبعة شهور، وقد استقدمتها من غير محرم، والآن وقد انتهى الغرض منها الذي استقدمتها من أجله؛ فهل يجوز لي نقل كفالتها لشخص آخر توفي فيه الشروط النظامية، علمًا بأنها لا تريد الذهاب لحاجتها للعمل؟ الجواب ..لا يجوز استقدام النساء الكافرات، ولا يجوز استقدام النساء المسلمات إلا بشرط مصاحبة محارمهن لهن؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يومين إلا مع ذي محرم) [رواه البخاري في صحيحه (2/35، 36)]؛ فما فعلته من استقدام هذه المرأة بدون محرم لا يجوز لك، وعليك أن تستدعي محرمها إن أمكن ليسافر بها أو يبقى معها إذا أرادت البقاء للعمل عندك أو عند غيرك، وعلى كل حال؛ فإن الواجب عليك إرجاعها إلى بلدها الذي استقدمتها منه بطريقة مأمونة. وبهذه المناسبة ننبه إلى أن جلب الأجانب إلى بلاد المسلمين فيه خطورة عظيمة، وفتنة كبيرة، خصوصًا إذا كانوا كفارًا، أو أصحاب عقائد فاسدة ومبادئ هدامة، وقد يكونون مجندين لإفساد دين المسلمين وأخلاقهم، وكذا جلب النساء بدون محارم، خصوصًا إذا كن شباب فاتنات أو منحرفات في أخلاقهم؛ فالواجب على المسلمين أن يتقوا الله، ويحذروا من هذه الفتنة. السؤال :سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - فتاوى الشيخ [2/863]: ما هو الحجاب الشرعي ؟ الجواب ..الحجاب الشرعي هو حجب المرأة ما يحرم عليها إظهاره أي سترها ما يجب عليها ستره وأولى ذلك وأوله ستر الوجه، لأنه محل الفتنة ومحل الرغبة، فالواجب على المرأة أن تستر وجهها عن من ليسوا بمحارمها. وأما من زعم أن الحجاب الشرعي هو ستر الرأس والعنق والنحر والقدم والساق والذراع، وأباح للمرأة أن تخرج وجهها وكفيها، فإن هذا من أعجب ما يكون من الأقوال، لأنه من المعلوم أن الرغبة ومحل الفتنة هو الوجه، وكيف يمكن أن يقال أن الشريعة تمنع كشف القدم من المرأة وتبيح لها أن تخرج الوجه، هذا لا يمكن أن يكون واقعاً في الشريعة العظيمة الحكيمة المطهرة من التناقض، وكل إنسان يعرف أن الفتنة في كشف الوجه أعظم بكثير من الفتنة بكشف القدم، وكل إنسان يعرف أن محل رغبة الرجال في النساء، إنما هي الوجوه. ولهذا لو قيل للخاطب أن مخطوبتك قبيحة الوجه، ولكنها جميلة القدم، ما أقدم على خطبتها، ولو قيل له أنها جميلة الوجه، ولكن في يديها أو في كفيها أو في قدميها أو في ساقيها نزول عن الجمال، لكان يقدم عليها. فعلم أن الوجه أولى ما يجب حجابه، وهناك أدلة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة وأقوال أئمة الإسلام وعلماء الإسلام تدل على وجوب احتجاب المرأة في جميع بدنها عن من ليسوا بمحارمها، وتدل على أنه يجب على المرأة أن تستر وجهها عمن ليسوا بمحارمها وليس هذا موضع ذكر ذلك، والله اعلم ****الرجاء يااخوات عدم الرد جزاكن الله خيرا الا باحضار فتاوى فقط لاننا نريد تخصيصه بالفتاوى*****
__________________
يقول ابن القيم" السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الحصاد يوم المعاد، فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها". قال بعض الحكماء: وعائب يعيب الناس بفضل عيبه ويبغضهم بحسب بغضه ويرفع عوراتهم ليكونوا شركاءه في عورته لاشيء أحب إلى الفاســــــــق من زلة عالم ولاإلى الخــــــــامل من عثــــــــــرة شريف. ثم أنشد إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا * شراً أذيع وإن لم يعلمواكذبوا
آخر من قام بالتعديل بسمات الأمل; بتاريخ 26-10-2006 الساعة 07:29 PM. |
26-10-2006, 06:44 PM | #6 |
وقع مختلف
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: الرِيَاضْ ❤ ,
المشاركات: 5,788
|
جزاكِ الله كل خير..
وجعله في موازين اعمالكِ الصالحه.. تحياتي.. حايليه وكرم طائيه
__________________
|
27-10-2006, 01:35 AM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2006
البلد: &تاج القصيم&
المشاركات: 526
|
الله يجزاك خير كتاب ربي حجتي...
وهذي فتاوى نقلتها... واتمنى احد يستفيد منها... السؤال : ما حكم تطويل الأظافر ووضع مناكير عليها، مع العلم أنني أتوضأ قبل وضعه، ويجلس 24 ساعة ثم أزيله؟ الجواب : تطويل الأظافر خلاف السنة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، ونتف الإبط، وقلم الأظفار))، ولا يجوز أن تترك أكثر من أربعين ليلة؛ لما ثبت عن أنس رضي الله عنه قال: (وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قص الشارب، وقلم الظفر، ونتف الإبط، وحلق العانة: ألا نترك شيئاً من ذلك أكثر من أربعين ليلة)، ولأن تطويلها فيه تشبه بالبهائم وبعض الكفرة. أما المناكير فتركها أولى، وتجب إزالتها عند الوضوء؛ لأنها تمنع وصول الماء إلى الظفر. المصدر : نشرت في المجلة العربية في العدد (149) لشهر جمادى الآخرة من عام 1410 هـ. وفي مجلة الدعوة في العدد (1452) بتاريخ 27/2/1415 هـ - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد العاشر. السؤال : سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز سلمه الله وحفظه من كل شر وغفر الله له ولوالديه وللمسلمين أجمعين آمين.. نحن مجموعة من النساء نعاني من وجود رطوبة تخرج من الرحم، وسؤالنا هل يلزمنا الوضوء لكل صلاة؟ علماً بأن ذلك قد يشق علينا، أفتونا مأجورين الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بعده: إذا كانت الرطوبة المذكورة مستمرة في غالب الأوقات فعلى كل واحدة ممن تجد هذه الرطوبة الوضوء لكل صلاة إذا دخل الوقت؛ كالمستحاضة، وكصاحب السلس في البول، أما إذا كانت الرطوبة تعرض في بعض الأحيان وليست مستمرة، فإن حكمها حكم البول متى وجدت انتقضت الطهارة ولو في الصلاة، وفق الله الجميع لما يرضيه، وشفانا إياكن من كل سوء، إنه سميع قريب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. المصدر : صدر من مكتب سماحته برقم 1993/ 1/ س وتاريخ 27/ 5/ 1416هـ - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء العاشر. السؤال : أريد أن أسألكم عن حديث: ((لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسير يومين إلا ومعها محرم)) هل إن كانت تصل في أقل من يومين في طريق مأمون هل يجوز ذلك أم لا؟[1] الجواب : الأحاديث متنوعة في هذا فيها يومان وفيها يوم وليلة وفيها يوم وفيها ليلة وفيها ثلاثة أيام وفيها مطلق، هذا على اختلاف الأسئلة يجيبهم على قدر سؤالهم عليه الصلاة والسلام، في الحديث الجامع ما رواه الشيخان في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، فقال رجل: يا رسول إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال له النبي: انطلق فحج مع امرأتك))[2]. والحديث الجامع: ((لا تسافر إلا مع ذي محرم)) أي سفر يوم أو ليلة أو يومين أو ثلاث أو أكثر أو أقل؛ لأنها عورة وفتنة، وإذا لم يكن معها محرم يصونها ويلاحظها عن الخطر العظيم عليها. فالشيء الجامع هو السفر وما يعدُّ سفراً هو الممنوع قد يكون يوماً، قد يكون يومين، قد يكون ثلاثة، وقد يكون أكثر من ذلك، ولا فرق بين الطائرة وبين القطار والسيارة وبين الجمل، فإن الذي أخبر عن هذا يعلم سبحانه ما في السماء والأرض وما يكون في آخر الزمان، والرسول صلى الله عليه وسلم إنما يخبر عن مشروعية ذلك؛ لقوله سبحانه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[3]، فهو يعلم عن شرع الله ويخبر عن شرع الله في الحاضر والمستقبل، والله سبحانه يعلم ما يكون في آخر الزمان في القرن الرابع عشر والخامس عشر من الطائرات والسيارات والقطارات والبواخر العظيمة السريعة وغير ذلك، فحكمه واحد بينه لعباده ولم يقل إلا إذا كان في آخر الزمان وجاءت مراكب سريعة فلا بأس، قد جعل الحكم واحداً. ----------------------------------------------------------------- [1] من اسئلة حج عام 1407هـ، الشريط الثاني [2] أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم، برقم 4832، مسلم في كتاب الحج، باب سفر المرأة مع محرم، برقم 2391. [3] سورة النجم، الآيتان 3، 4. المصدر : مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.
__________________
|
27-10-2006, 08:01 AM | #8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2006
البلد: مدينة الزهـــور
المشاركات: 221
|
السؤال : ما حكم تخفيف الحواجب بالنسبة للنساء؟
الجواب: تخفيف الحواجب لا يجوز، الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لعن النامصة والمتنمصة، فلا يجوز للمؤمن أن يسمح لزوجته أو أخته أو بنته بذلك وهي في نفسها ليس لها أن تخالف أمر الله، وأن تتعدى حدوده، بل يجب على المرأة أن تكف عما نهى الله عنه، ومن ذلك النمص، لأنه من الكبائر لأن رسول الله لعن من فعل ذلك، واللعن يقتضي أنه كبيرة من كبائر الذنوب، سواء كان النمص بالمنقاش أو بأي آلة، لأخذ شعر الحاجبين السؤال:هل يجوز للنساء الذهاب للمساجد والمحاضرات؟ الجواب :نعم؛ يجوز للنساء الذهاب للمساجد والمحاضرات، لكن مع التستر؛ بأن يكن متأخرات عن الرجال؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أخروهن حيث أخرهن الله) [رواه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه (3/149)]، وقال: (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) [رواه مسلم في صحيحه (1/326)]. فإذا ذهبن للمساجد والمحاضرات الدينية وكنَّ منعزلات عن الرجال؛ فهذا شيء طيب. وينبغي للداعية أن يخص النساء بموعظة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم خص النساء بموعظة، ولما خطب في الرجال خطبة العيد؛ ذهب إلى النساء متوكئًا على بلال، وخطب النساء خطبة خاصة بهن ؛ فهذا دليل على أن النساء يحتجن إلى موعظة، وإلى محاضرة. والمحذور يمكن التغلب عليه بأن يجعل ستارة بين المحاضر وبين النساء ولا يراهن، وإنما يسمعن كلامه وهو يسمع أسئلتهن ويجيب عليها مع وجود الساتر والحائل. السؤال :ما حُكم مُراسلةِ الفَتياتِ بالبريد ؟ وما حُكمُها إذا كانت مفيدة؛ مِثل مراسلة أدِيبة أو شاعرة ؟ الجواب :مُراسلة الفَتيات: الأصل فيها أنها لا تجوز إذا كانت مِن رجالٍ غير محارم لهنَّ؛ لِما يترتبُ عليها مِن الفِتنة والمَحاذير، ولو كانت الفتاة أدِيبة أو شاعرة؛ لأن دَرءَ المَفاسد مُقدَّمٌ على جَلبِ المصالح، وأغلب ما تحصلُ النتائج الوخيمة بِسببِ المُراسلة بين الشباب والشابات، والتعارفِ المَشبُوه. [المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -، الجزء الثالث، سؤال رقم 428] . السؤال :ما حكم تحدث المرأة مع صاحب محل الملابس أو الخياط؟ مع الرجاء توجيه كلمة شاملة إلى النساء ؟؟ الجواب :تحدث المرأة مع صاحب المتجر التحدث الذي بقدر الحاجة وليس فيه فتنة لا بأس به، كانت النساء تكلم الرجال في الحاجات والأمور التي لا فتنة فيها وفي حدود الحاجة. أما إذا كان مصحوبًا بضحك أو بمباسطة أو بصوت فاتن؛ فهذا محرم لا يجوز. يقول الله سبحانه وتعالى لأزواج نبيه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي في قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} [سورة الأحزاب: آية 32]، والقول المعروف ما يعرفه الناس وبقدر الحاجة، أما ما زاد عن ذلك؛ بأن كان على طريق الضحك والمباسطة، أو بصوت فاتن، أو غير ذلك، أو أن تكشف وجهها أمامه، أو تكشف ذراعيها، أو كفيها؛ فهذه كلها محرمات ومنكرات ومن أسباب الفتنة ومن أسباب الوقوع في الفاحشة. فيجب على المرأة المسلمة التي تخاف الله عزّ وجلّ أن تتقي الله، وألا تكلم الرجال الأجانب بكلام يطمعهم فيها ويفتن قلوبهم، تجنب هذا الأمر، وإذا احتاجت إلى الذهاب إلى متجر أو إلى مكان فيه الرجال؛ فلتحتشم ولتتستر وتتأدب بآداب الإسلام، وإذا كلمت الرجال، فلتكلمهم الكلام المعروف الذي لا فتنة فيه ولا ريبة فيه.
__________________
يقول ابن القيم" السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الحصاد يوم المعاد، فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها". قال بعض الحكماء: وعائب يعيب الناس بفضل عيبه ويبغضهم بحسب بغضه ويرفع عوراتهم ليكونوا شركاءه في عورته لاشيء أحب إلى الفاســــــــق من زلة عالم ولاإلى الخــــــــامل من عثــــــــــرة شريف. ثم أنشد إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا * شراً أذيع وإن لم يعلمواكذبوا
|
27-10-2006, 08:21 AM | #9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2006
البلد: مدينة الزهـــور
المشاركات: 221
|
السؤال:متى تُشرَعُ مُقاطعةُ المُبتدع ؟ ومتى يُشرع البغضُ في الله ؟ وهل تُشرعُ المُقاطعةُ في هذا العصر ؟
الجواب :المؤمنُ يَنظرُ في هذه المَقاماتِ بنَظَرِ الإيمانِ والشَّرْعِ والتَّجَرُّدِ مِن الهَوى. فإذا كَانَ هَجرُهُ لِلمُبتدِعِ وبُعدُه عنه لا يَترتَّبُ عليه شَرٌّ أعظمُ؛ فإنَّ هجرَه حقٌّ، وأقلُّ أحوالِه أنْ يكونَ سُنَّة. وهكذا هَجرُ مَن أعلنَ المعاصي وأظهرَها؛ أقلُّ أحوالِه أنه سُنَّة. أمَّا إنْ كان عدمُ الهَجرِ أصلحَ لأنه يَرى أنَّ دعوةَ هؤلاء المُبتدِعين وإرشادَهم إلى السُّنةِ وتعليمَهم ما أوجبَ اللهُ عليهم يُؤثِّرُ فيهم ويزيدُهم هُدًى؛ فلا يَعجلْ في الهَجر، ولكن يُبغِضُهم في اللهِ كما يُبغِضُ الكافرَ والعصاة، لكن يكون بُغضُه للكفَّار أشدَّ، مع دعوتِهم إلى اللهِ سبحانه، والحِرصِ على هِدايتِهم عَمَلا بجميعِ الأدلةِ الشرعيَّة. ويُبغِضُ المُبتدِعَ على قدرِ بدعَتِه إن كانت غيرَ مُكفِّرةٍ، والعاصي على قَدرِ مَعصِيتِه، ويُحبُّه في اللهِ على قدرِ إسلامِه وإيمانِه. وبذلك يُعلم: أنَّ الهجرَ فيه تفصيلٌ. وقد قال ابنُ عبدِ القوي في نَظمِه المقنع ما نصه: وَهُجرانُ مَن أبْدَى المَعاصِيَ سُنَّةٌ ** وقد قيلَ: إنْ يَردَعْهُ؛ أوجِبْ وأكِّدِ وقيل: عَلى الإطلاقِ ما دام مُعلِنًا ** ولاقِــهْ بِوجْــهٍ مُكْفَهِــــرٍّ مُــربــَّــدِ والخلاصةُ: أنَّ الأرجحَ والأولى: النظرُ إلى المصلحةِ الشرعية في ذلك؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - هَجر قومًا، وترك آخرين لم يَهجُرْهم؛ مُراعاةً للمصلحةِ الشرعيَّةِ الإسلامية. فَهَجَر كعبَ بنَ مالكٍ وصاحِبَيْه - رضي الله عنهم - لمَّا تخلَّفوا عن غزوةِ تبوك بغير عُذر، هَجرهم خمسين ليلةً حتى تابوا فتابَ اللهُ عليهم، ولم يهجرْ عبدَ اللهِ بنَ أُبَيِّ بنِ سَلول وجماعةً مِن المُتَّهَمين بالنفاقِ؛ لأسبابٍ شرعيَّةٍ دَعتْ إلى ذلك. فالمؤمنُ ينظرُ في الأصلح. وهذا لا يُنافي بُغضَ الكافِر والمُبتدعِ والعاصي في اللهِ سبحانه، ومحبةَ المسلم في اللهِ عز وجل. وعليه أن يُراعي المصلحةَ العامة في ذلك. فإنِ اقتضتِ الهَجْرَ؛ هَجَرَ، وإن اقتضتِ المصلحةُ الشرعيةُ الاستمرارَ في دعوتِهم إلى اللهِ عز وجل وعدمَ هَجرِهم؛ فعَلَ ذلك؛ مُراعاةً لِهديِه - صلى الله عليه وسلم -. [فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: المجلد التاسع]. السؤال :نرى بصورة كبيرة انتشار اللعن لأتفه الأسباب بين كثير من الناس ، كلعن الشخص المعين ، ولعن الوالدين والأقارب . نرجو من سماحتكم بيان خطر ذلك على دين المسلم . . ؟ الجواب :لعن المسلم بغير حق من كبائر الذنوب ومن المعاصي الظاهرة ، وإذا كان اللعن للوالدين صار الإثم أكبر وأعظم لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لعن المؤمن كقتله متفق على صحته . وقال عليه الصلاة والسلام : إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة رواه مسلم في صحيحه . . . وقال عليه الصلاة والسلام : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر متفق عليه . . وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالوا بلى يا رسول الله فقال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقول الزور أو قال وشهادة الزور متفق على صحته . . ولا شك أن لعن الوالدين من أقبح العقوق ، فالواجب على المسلمين عموما وعلى الأولاد خصوصا مع والديهم الحذر من هذه الجريمة وتطهر ألسنتهم منها حذرا من غضب الله وعقابه ، وحرصا على بقاء المودة والأخوة بين المسلم وإخوانه وبين الولد ووالديه . نسأل الله أن يوفق المسلمين لكل خير . **حكم نظر الرجال إلى وجوه وأجسام النساء الممثلات أو المغنيات المعروضة على الشاشات** السؤال: ما حكم النظر من قبل الرجال في وجوه وأجسام النساء الممثلات أو المغنيات المعروضة على شاشات التلفزيون أو السينما أو الفيديو أو الصورة على الورق ؟ الجواب: يحرم النظر إليها لما يترتب على ذلك من الفتنة بها ، والآية الكريمة من سورة النور وهي قوله تعالى( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) تعم النساء المصورات وغيرهن سواء كن في الأوراق أو في شاشة التلفاز أو في غير ذلك . **نصيحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى لمن يستمع الأغاني** السؤال: إن النساء عندنا يستمعن إلى الأغاني ، فنرجو من سماحة الشيخ النصيحة؟ الجواب :الحمد لله نصيحتي لجميع الرجال والنساء عدم استماع الأغاني ، فالأغاني خطرها عظيم وقد بلي الناس بها في الإذاعات والتلفاز وفي أشياء كثيرة كالأشرطة وهذا من البلاء ، فالواجب على أهل الإسلام من الرجال والنساء أن يحذروا شرها ، وأن يعتاضوا عنها بسماع ما ينفعهم من كلام الله عز وجل ، ومن كلام رسوله عليه الصلاة والسلام ، ومن كلام أهل العلم الموفقين في أحاديثهم الدينية وندواتهم ومقالاتهم ، كل ذلك ينفعهم في الدنيا والآخرة . أما الأغاني فشرها عظيم وربما سببت للمؤمن انحرافا عن دينه والمؤمنة كذلك ، وربما أنبتت النفاق في القلب ، ومن ذلك كراهة الخير وحب الشر ؛ لأن النفاق ى كراهة الخير وحب الشر ، وإظهار الإسلام وإبطان سواه ، فالنفاق خطره عظيم فالأغاني في تدعو إليه ، فإن من اعتادها ربما كره سماع القرآن وسماع النصائح والأحاديث النافعة وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ، وربما جرته إلى حب الفحش والفساد وارتياد الفواحش والرغبة فيها ، والتحدث مع أهلها والميل إليهم ، فالواجب على أهل الإيمان من الرجال والنساء الحذر من شرها ، يقول الله عز وجل في كتابه العظيم : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} يقول علماء التفسير : إن لهو الحديث هو الغناء ويلحق بها كل صوت منكر كالمزامير وآلات الملاهي ، هكذا قال أكثر علماء التفسير رحمة الله عليهم . وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( هو والله الغناء ) وكان يقسم على ذلك ويقول : ( إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل ) يعني الزرع ، ومعنى ذلك : أنه يسبب للإنسان كراهة الخير وحب الشر ، وكراهة سماع الذكر والقرآن ونحو ذلك ، وحب الأغاني والملاهي وأشباه ذلك ، وهذا نوع من النفاق . لأن المنافق يتظاهر بالإسلام وكراهة الباطل ، يتظاهر أنه مؤمن وهو في الباطن ليس كذلك ، يتظاهر بحب القرآن وهو في الباطن ليس كذلك ، فالأغاني تدعو إلى ذلك ، تدعو إلى كراهة سماع القرآن والاستماع له ، وتدعو إلى كراهة سماع الذكر والدعوة إلى الله وتدعو أهلها إلى خلاف ذلك ، وإلى حب المجون وحب الباطل وحب الكلام السيئ وحب الكلام بالفحش والفسوق ونحو ذلك ، مما يسببه الغناء ، ومما يجر إلى انحراف القلوب ومحبتها لما حرم الله وكراهتها لما شرع الله سبحانه وتعالى ، وهذا واضح لكل من جرب ذلك ، فإن من جرب ذلك وعرف ذلك يعلم هذا وهكذا الذين عرفوا أصحاب الغناء ، وعرفوا أحوالهم وما يظهر عليهم من الانحراف والفساد بسبب حبهم للغناء وما فيه من شر عظيم وفساد كبير لمن اعتاد ذلك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله. السؤال :ماحكم قول المسلم لأخيه : يا غبي يا خبل وأمثالها ، وما حكم قوله لجماعة من الناس : يا ضعفاء الإيمان وإذا كانت هذه الأقوال تنطبق عليهم؟ الجواب :المشروع للمؤمن أن يخاطب إخوانه المسلمين بالألفاظ الحسنة وأسمائهم التي سموا بها ، ثم ينصحهم في ما ينتقده عليهم بالأسلوب الحسن ، لأن ذلك أقرب إلى قبول النصيحة وبقاء الأخوة الإيمانية لقول الله سبحانه : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) والولي ضد العدو ، ومن صفات الولي أن يخاطب أخاه بما يسره لا بما يكره ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : " البر حسن الخلق" أخرجه مسلم في صحيحه . وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : " إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق " أخرجه أبو يعلى وصححه الحاكم . وقال صلى الله عليه وسلم : " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" أخرجه الترمذي وصححه الحاكم وإسناده جيد .
__________________
يقول ابن القيم" السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الحصاد يوم المعاد، فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها". قال بعض الحكماء: وعائب يعيب الناس بفضل عيبه ويبغضهم بحسب بغضه ويرفع عوراتهم ليكونوا شركاءه في عورته لاشيء أحب إلى الفاســــــــق من زلة عالم ولاإلى الخــــــــامل من عثــــــــــرة شريف. ثم أنشد إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا * شراً أذيع وإن لم يعلمواكذبوا
|
27-10-2006, 08:38 AM | #10 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2006
البلد: مدينة الزهـــور
المشاركات: 221
|
السؤال :ما حـُكم النُّـكَت في ديننا الإسلامي ؟ وهل هي مِن لهو الحديث؛ عِلمًا بأنها ليستِ استهزاءً بالدين ؟
أفتونا مأجورين. الجواب :التفكُّهُ بالكلام والتنكيتُ إذا كان بحقٍّ وصِدق؛ فلا بأسَ به، ولا سيما مع عدم الإكثار مِن ذلك. وقد كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يمزحُ ولا يقولُ إلا حقـًّا - صلى الله عليه وسلم -. أما ما كان بالكذبِ؛ فلا يجوزُ؛ لِقولِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: " ويـْلٌ للذي يحدِّثُ فيَكذبُ؛ لِيُضْحِكَ به القومَ، ويـلٌ له، ثم ويـلٌ له " [أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد]. والله وليُّ التوفيق. (نشرت بالمجلة العربية في باب: "فاسألوا أهل الذكر"). وانظر: ["مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز - رحمه الله -": المجلد السادس، أسئلة متفرقة والأجوبة عليها]. السؤال :يلاحظ في هذه الفترة أن بعض طلبة العلم يتطاولون على كبار المشايخ إذا لم يقولوا ما يتفق مع أهوائهم أو رغباتهم أو معتقداتهم ما رأيك؟ الجواب :نسأل الله لنا ولهم الهداية ، والواجب على أهل العلم وعلى غيرهم الحذر من الغيبة ، واحترام أعراض المسلمين ، والحذر من النميمة ، كل هذه يجب الحذر منها ، فالغيبة والنميمة من أقبح الخصال ، فالواجب على المسلم : الحذر منهما جميعا ، فالغيبة : ذكرك أخاك بما يكره ، والنميمة : نقل الكلام السيئ من قوم إلى قوم ، أو من شخص إلى شخص . لأن هذا يثير العداوة والشحناء ، والواجب على كل مسلم أن يحذر الغيبة والنميمة ، وأن يحترم أعراض المسلمين ولا سيما أهل العلم ، يحترم أعراضهم ، ويحذر من الكلام في أعراضهم ، وأما من أظهر المنكر أو البدعة فلا غيبة له فيما أظهر وبين . الإنجاز في ترجمة الإمام عبد العزيز بن باز السؤال :المزاح بألفاظ فيها : كفر أو فسق أمر موجود في بعض المجتمعات المسلمة ، فحبذا لو ألقى سماحتكم الضوء على هذا الأمر ، وموقف طلبة العلم والدعاة منه . الجواب :لا شك أن المزح بالكذب وأنواع الكفر من أعظم المنكرات ومن أخطر ما يكون بين الناس في مجالسهم . فالواجب الحذر من ذلك وقد حذر الله من ذلك بقوله : (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )) . وقد قال كثير من السلف رحمهم الله إنها نزلت في قوم قالوا فيما بينهم في بعض أسفارهم مع النبي صلى الله عليه وسلم : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء ، فأنزل الله فيهم هذه الآية . وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له )) رواه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد صحيح . فالواجب على أهل العلم وعلى جميع المؤمنين والمؤمنات ، الحذر من ذلك والتحذير منه ، لما في ذلك من الخطر العظيم والفساد الكبير والعواقب الوخيمة ، عافانا الله والمسلمين من ذلك ، وسلك بنا وبهم صراطه المستقيم إنه سميع مجيب . مجموع فتاوى ومقالات_الجزء السابع السؤال :هل يجوزُ التذميمُ بقولِه لأخيه: (بذمَّتِك)، أو (بصلاتِك)، أو بقولِه: (أنت بحرج إن فعلتَ كذا)؛ فمِثلُ هذه العادات منتشرةٌ بين النساء والأطفال ؟ الجواب :لا يجوزُ الحلف لا بالصلاة ولا بالذمة ولا بالحَرج ولا بغير ذلك مِن المخلوقات. فالحلفُ يكون بالله وحده. فلا يقول: بذمتي ما فعلت كذا، ولا بذمة فلان، ولا بحياة فلان، ولا بصلاتي، ولا أطالبه فأقول: قـُل بذمتي ولا بصلاتي، بزكاتي. كلُّ هذا لا أصلَ له؛ لأن الصلاةَ فِعلُ العباد، والزكاةُ فِعلُ العباد، وأفعالُ العِباد لا يُحلَفُ بها، وإنما الحَلِفُ باللهِ وحده سبحانه وتعالى أو بصفاتِه؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " مَن كان حالِفـًا؛ فلْيحلِفْ بالله أو لِيصمت " [متفق على صحته]، ولقوله - عليه الصلاة والسلام -: " مَن حلف بشيء دون الله؛ فقد أشرك " [أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر - رضي الله عنه -]. وأخرجه الترمذي وأبو داود بإسناد صحيح عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظ : " مَن حلف بغير الله؛ فقد كَفَر أو أشرك "، وقال - عليه الصلاة والسلام -: " مَن حَلف بالأمانة؛ فَليس منا ". فالواجبُ على كلِّ مؤمن ومؤمنة أن يحذرَ مِن ذلك، وألا يحلف إلا باللهِ وحده سبحانه وتعالى، فيقول: باللهِ ما فعلت كذا، واللهِ ما فعلت كذا، إذا دعت الحاجة. والمشروعُ أن يحفظَ يمينه، ولا يحلف إلا لحاجة، قال تعالى: {وَاحْفَظُوا أيْمَانَكُمْ} [المائدة: 89]. لكن إذا دعت الحاجة يحلف فيقول: واللهِ ما فعلت كذا - إذا كان صادقـًا-، واللهِ ما ذهبت إلى فلان، تاللهِ ما ذهبت إلى فلان. فإذا كان صادقـًا فلا حرج عليه؛ لأن هذا حَلِفٌ بالله سبحانه وتعالى عند الحاجة إلى ذلك. أما الحَلفُ بالأمانة أو بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أو بالكعبة، أو بحياة فلان، أو بشرف فلان، أو بصلاتي، أو بذمتي؛ فلا يجوزُ - كما تقدم - للأحاديث السابقة. أما إذا قال: (في ذمتي)؛ فهذا ليس بيمين، يعني هذا الشيء في ذمتي أمانة. أما إذا قال: بذمتي، أو بصلاتي، أو بزكاتي، أو بحياة والدي؛ فهذا لا يجوز؛ لأنه حلف بغير الله سبحانه وتعالى، نسأل اللهَ للجميع الهداية. [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز - رحمه الله -: المجلد التاسع، ص 345].
__________________
يقول ابن القيم" السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الحصاد يوم المعاد، فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها". قال بعض الحكماء: وعائب يعيب الناس بفضل عيبه ويبغضهم بحسب بغضه ويرفع عوراتهم ليكونوا شركاءه في عورته لاشيء أحب إلى الفاســــــــق من زلة عالم ولاإلى الخــــــــامل من عثــــــــــرة شريف. ثم أنشد إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا * شراً أذيع وإن لم يعلمواكذبوا
|
27-10-2006, 08:53 AM | #11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2006
البلد: مدينة الزهـــور
المشاركات: 221
|
كيف تكون المحبة في الله
السؤال: بارك الله فيكم هذا السائل ف. م. ع. ش. يقول فضيلة الشيخ كيف تكون المحبة في الله أرجو منكم إفادة؟ الجواب :تكون المحبة في الله بأن تحب الرجل لكونه عابداً صالحاً لا لأنه قريبك ولا لأن عنده مالاً ولا لأنه يعجبك فيه خلقه ومنظره وما أشبه ذلك لا تحبه إلا لدينه وتقواه هذه المحبة في الله وفي هذا الحال تجد أن كل واحدٍ منكما يعين الآخر على طاعة الله وقد ثبت في الحديث الصحيح عن أبا هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمامٌ عادل وشابٌ نشأ في عبادة الله ورجلٌ قلبه معلقٌ في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجلٌ دعته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمال فقال إني أخاف الله ورجلٌ تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه والشاهد هنا قوله رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ولكني أحذر غاية التحذير ولا سيما النساء من أن تكون هذه المحبة في الله محبةً مع الله لأن بعض الناس يغرم بمحبة أخيه في الله أو تغرم المرأة بمحبة أختها في الله حتى تكون محبة هذا الإنسان في قلبها أو في قلب الرجل أشد من محبة الله لأنه يكون دائماً هو الذي في قلبه وهو الذي على ذكره إن نام نام على ذكره وإن استيقظ استيقظ على ذكره وإن ذهب أو رجع فهو على ذكره فينسي ذكره ذكر الله عز وجل وهذا شركٌ في المحبة قال الله تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله) وفعلاً تحصل الشكوى من هذا الأمر أن تحب المرأة زميلتها أو معلمتها محبةً شديدةً تستولي على قلبها وفكرها وعقلها حتى تكون هي التي على بالها دائماً وتنسى بذكرها ذكر الله وهذا خطأ وخطر والواجب على المرء إذا وقع في هذا الداء أن يحاول الدواء ما استطاع ولكن كيف الدواء وقد وصلت الحال إلى هذه المنزلة الدواء أن يذكر أولاً أن محبة الله تعالى فوق كل شيء ويصرف قلبه لمحبة الله ومما يقوي محبة الله في قلب العبد دوام ذكر الله وكثرة قراءة القرآن وكثرة الأعمال الصالحة والإعراض عن شهوات النفس وهوى النفس ثانياً أن يبتعد بعض الشيء عن هذا الذي وقع في قلبه محبته إلى هذه المنزلة يبتعد عنه بعض الشيء ويتلهى بأمرٍ آخر فإن لم ينفع فليجتنبه نهائياً يقطع الصلة بينه وبينه حتى يهدأ هذا الحب وتزول هذه الحرارة وتسكن ثم يعود إلى محبته المحبة العادية ومن أجل كثرة الشكوى من هذا أحببت أن أنبه عليه أن لا تكون المحبة في الله ترتقي إلى أن تكون محبةً مع الله لأن هذا نوعٌ من الشرك في المحبة. -------------------------------- المصدر: [ من فتاوى نور على الدرب ] ************* السؤال :رجل يوسوس له الشيطان بوساوس عظيمة فيما يتعلق بالله عز وجل وهو خائف من ذلك جداً ؟ الجواب :ما ذكر من جهة مشكلة السائل التي يخاف من نتائجها، أقول له : أبشر بأنه لن يكون لها نتائج إلا النتائج الطيبة، لأن هذه وساوس يصول بها الشيطان على المؤمنين، ليزعزع العقيدة السليمة في قلوبهم، ويوقعهم في القلق النفسي والفكري ليكدر عليهم صفو الإيمان، بل صفو الحياة إن كانوا مؤمنين . وليست حاله بأول حال تعرض لأهل الإيمان، ولا هي آخر حال، بل ستبقي ما دام في الدنيا مؤمن . ولقد كانت هذه الحال تعرض للصحابة رضي الله عنهم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه : إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، فقال : " أو قد وجدتموه ؟ " قالوا : نعم، قال : " ذاك صريح الإيمان " . رواه مسلم، وفي الصحيحين عنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يأتي الشيطان أحدكم فيقول : : من خلق كذا ؟من خلق كذا ؟ حتى يقول : : من خلق ربك ؟ ! فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته " . وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال : إني أحدث نفسي بالشيء لأن أكون حممة أحب إلى من أن أتكلم به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة " . رواه أبو داود . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله في كتاب الإيمان : والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان بوساوس الكفر التي يضيق بها صدره . كما قالت الصحابة : يا رسول الله إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به . فقال : " ذاك صريح الإيمان "وفي رواية ما يتعاظم أن يتكلم به . قال " الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة " . أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له، ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان، كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه، فهذا عظيم الجهاد،إلى أن قال:" ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعبادة من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم ، لأنه ( أي الغير ) لم يسلك شرع الله ومنهاجه، بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه، وهذا مطلوب الشيطان بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة، فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله تعالى " أ . هـ . المقصود منه ذكره في ص 147 من الطبعة الهندية . فأقول لهذا السائل : إذا تبين لك أن هذه الوساوس من الشيطان فجاهدها وكابدها، واعلم أنها لن تضرك أبداً مع قيامك بواجب المجاهدة والإعراض عنها، والانتهاء عن الانسياب وراءها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل به أو تتكلم " . متفق عليه . وأنت لو قيل لك : هل تعتقد ما توسوس به ؟ وهل تراه حقّاً ؟ وهل يمكن أن تصف الله سبحانه به ؟ لقلت : ما يكون لنا أن نتكلم بهذا، سبحانك هذا بهتان عظيم، ولأنكرت ذلك بقلبك ولسانك، وكنت أبعد الناس نفوراً عنه، إذاً فهو مجرد وساوس وخطرات تعرض لقلبك، وشباك شرك من الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم، ليرديك ويلبس عليك دينك . ولذلك تجد الأشياء التافهة لا يلقي الشيطان في قلبك الشك فيها أو الطعن، فأنت تسمع مثلاً بوجود مدن مهمة كبيرة مملوءة بالسكان والعمران في المشرق والمغرب ولم يخطر ببالك يوماً من الأيام الشك في وجودها أو عيبها بأنها خراب ودمار لا تصلح للسكنى، وليس فيها ساكن ونحو ذلك، إذ لا غرض للشيطان في تشكيك الإنسان فيها، ولكن الشيطان له غرض كبير في إفساد إيمان المؤمن، فهو يسعى بخيله ورجله ليطفئ نور العلم والهداية في قلبه، ويوقعه في ظلمة الشك والحيرة، والنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا الدواء الناجع الذي فيه الشفاء، وهو قوله : " فليستعذ بالله ولينته " . فإذا انتهى الإنسان عن ذلك واستمر في عبادة الله طلباً ورغبة فيما عند الله زال ذلك عنه، بحول الله، فأعرض عن جميع التقديرات التي ترد على قلبك في هذا الباب وها أنت تعبد الله وتدعوه وتعظمه، ولو سمعت أحداً يصفه بما توسوس به لقتلته إن أمكنك، إذاً فما توسوس به ليس حقيقة واقعة بل هو خواطر ووساوس لا أصل لها، كما لو انفتح على شخص طاهر الثوب قد غسل ثوبه لحينه ثم أخذ الوهم يساوره لعله تنجس لعله لا تجوز الصلاة به، فإنه لا يلتفت إلى هذا . ونصيحتي تتلخص فيما يأتي : 1. الاستعاذة بالله، والانتهاء بالكلية عن هذه التقديرات كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم . 2. ذكر الله تعالى وضبط النفس عن الاستمرار في الوساوس . 3. الانهماك الجدي في العبادة والعمل امتثالاً لأمر الله . وابتغاء لمرضاته، فمتى التفت إلى العبادة التفاتاً كلياً بجد وواقعية نسيت الاشتغال بهذه الوساوس إن شاء الله . 4. كثرة اللجوء إلى الله والدعاء بمعافاتك من هذا الأمر . وأسأل الله تعالى لك العافية والسلامة من كل سوء ومكروه ************* السؤال :بماذا تنصح من يريد طلب العلم الشرعي ولكنه بعيد عن العلماء مع العلم بأن لديه مجموعة كتب منها الأصول والمختصرات ؟ الجواب :أنصحه بأن يثابر على طلب العلم ويستعين بالله – عز وجل – ثم بأهل العلم، لأن تلقي الإنسان العلم على يدي العالم يختصر له الزمن بدلاً من أن يذهب ليراجع عدة كتب وتختلف عليه الآراء، ولست أقول كمن يقول، أنه لا يمكن إدراك العلم إلا على عالم أو على شيخ فهذا ليس بصحيح، لأن الواقع يكذبه لكن دراستك علىالشيخ تُنورُ لك الطريق وتختصره. (( كتاب العلم )) *************** الوسوسة عند الوضوء السؤال : امرأة ابتلاها الله بوسواس في الطهارة والشعور بعد الوضوء بمدافعة الخبث ، وفي ذات مرة شعرت بمن يأمرها بسب القرآن وسبّ الله فما كان منها إلا أن بكت ، فكيف علاجها والخلاص من هذا الوسواس ؟. الجواب: هذا الوسواس مبتلى به كثير من الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ودواء الوسواس كثرة التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ولا سيما قراءة المعوذتين ، فإنه ما استعاذ مستعيذ بمثلها : ( قل أعوذ برب الفلق ) الفلق/1 إلى آخرها ، وهذا يتضمن الاستعاذة من شر الشيطان لأنه من مخلوقات الله ، وفي سورة الناس : ( قل أعوذ برب الناس ) الناس/1 إلى آخرها . فدواء ذلك بكثرة التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، اللجوء إلى الله تبارك وتعالى ، والعزيمة الصادقة ، بحيث لا يلتفت الإنسان لما يرد على قلبه من الوساوس . مثلاً توضأت مرة واحدة أو مرتين أو ثلاثاً فلا تلتفت إلى وسوسة الشيطان ، حتى لو شعر الإنسان في نفسه أنه لم يتوضأ مثلاً ، أو أنه أهمل شيئاً من أعضائه ، أو أنه لم ينو فلا يلتفت لهذا الشيء ، وكذلك لو أنه في صلاته شعر أو وقع في نفسه أنه لم يكبر للإحرام لا يلتفت لذلك ، يمضي في صلاته يكملها ، وكذلك أيضاً لو خطر في قلبه ما ذُكر من سبِّ الله عز وجل ، أو سب المصحف أو غير ذلك من الكفر ، فلا يلتفت لهذا ولا يضره ، حتى لو فرض أنه جرى على لسانه هذا الشيء وهو بغير اختيار ، فإنه لاشيء عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا طلاق في إغلاق ) أخرجه أبو داود (2193) وأحمد في المسند ( 6/276) وحسنه الألباني في الإرواء رقم 2047 ، فإذا كان طلاق الموسوس لا يقع فهذا أولى بالعفو ، لكن يُعرِض عن هذا ولا يهتم به . فوصيتي لهذه ولغيرها ممن ابتلي بذلك الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، ومن قراءة السورتين العظيمتين : ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ، ومن العزيمة الصادقة وعدم الالتفات إلى تلك الوساوس الشيطانية . ولو أوقع الشيطان في قلبه التشكيك في الله أو ما أشبه ذلك لا يهمه ، لأنه ما تألم من هذا الشك إلا لإيمان في قلبه ، فغير المؤمن لا يهمه شكَّ أو لم يشك ، لكن الذي يتألم من هذه الشكوك والوساوس مؤمن ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة : ( ذلك صريح الإيمان ) أخرجه مسلم رقم 132 ، يعني : أن ما يلقي الشيطان في قلوبكم من مثل هذه الأمور صريح الإيمان أي خالصة ... جعله خالص الإيمان ، لأن هذا الذي ورد على قلبه الشك لا يطمئن لهذا الشك ولا يلتفت إليه ويتألم منه ولا يريده ، والشيطان لا يأتي إلا القلوب العامرة حتى يدمرها ، فالقلوب الدامرة لا يأتيها ، لأنها دامرة , قيل لابن عباس أو ابن مسعود : إن اليهود يقولون نحن لا نوسوس في صلاتنا . قال نعم : وما يفعل الشيطان بقلب خراب !! فوصيتي لها أن تعرض عن هذا كله ، وهي سوف تتألم أول الأمر ، سوف ترى أنها صلت بغير طهارة أو صلت بغير تكبيرة الإحرام ، أو ما أشبه ذلك ولكنها سوف تستريح بعد ذلك ، ويزول عنها ذلك الشك والوسواس بإذن الله . والحمد لله هناك أناس شكوا هذا الشكوى وبُلّغوا بما ينبغي أن يقاوموها به فعافهم الله منها ، ونسأل الله لها العافية . كتاب لقاءات الباب المفتوح للشيخ محمد بن صالح العثيمين ص 14. الشيخ محمد بن صالح العثيمين ********** السؤال :ما هي الكتب التي تنصح بها؟ ونرجو توجيه نصيحة للطلاب جزاكم الله خيراً. الجواب :من أحسن ما يطالعه الطلاب من الكتب ، كتب التفسير الموثوقة كتفسير ابن كثير، والشيخ عبد الرحمن السعدي، وكتب الحديث كفتح الباري شرح صحيح البخاري، وسبل السلام بلوغ المرام، ونيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ، ورياض الصالحين. ننصح أبناءنا الطلبة بالحرص على العلم النافع والعمل الصالح والأخلاق الحسنة، وكسب الوقت فيما فيه خيرهم وصلاحهم في دينهم ودنياهم ، وأن يمرِّنوا أنفسهم على فعل الجميل والصبر على الأمور التي فيها مصلحتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة. (( كتاب العلم ))
__________________
يقول ابن القيم" السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الحصاد يوم المعاد، فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها". قال بعض الحكماء: وعائب يعيب الناس بفضل عيبه ويبغضهم بحسب بغضه ويرفع عوراتهم ليكونوا شركاءه في عورته لاشيء أحب إلى الفاســــــــق من زلة عالم ولاإلى الخــــــــامل من عثــــــــــرة شريف. ثم أنشد إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا * شراً أذيع وإن لم يعلمواكذبوا
|
28-10-2006, 06:31 AM | #12 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2006
البلد: مدينة الزهـــور
المشاركات: 221
|
حُكم إعلان المرأة رغبتها في الزواج في الصحف
السؤال :ما حكم إعلان البنات عن أنفسهن في الجرائد والمجلات مع مواصفاتهن لمن يرغب خطبتهن والزواج منهن؟. الجواب : إعلان المرأة في الجرائد والمجلات عن رغبتها في الزواج وذكر مواصفاتها- يتنافى مع الحياء والحشمة والستر، ولم يكن من عادة المسلمين، فالواجب تركه. وأيضا هذا العمل يتنافى مع قوامة وليها عليها، وكون خطبتها عن طريقه وموافقته. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. ___________________________ السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17930 ) المفتي : اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الكاسيات العاريات السؤال :هل الكاسياتُ العارياتُ كافِرات أم لا؟ وكيف يقولُ الرسولُ المصطفى - عليه الصلاة والسلام -: ((لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ ريحَها …)) الحديث، وفي آخر إذا لم يكن كافرات ملعونات؟ الجواب :مَن استحلَّ منهن ذلك اللباسَ؛ فهن كافراتٌ مخلداتٌ في النار إذا مِتْنَ على ذلك، لا يَدخلنَ الجنةَ ولا يَجدْنَ ريحها. وإنْ لَبِسْنَ ذلك اللباسَ - مع [اعتقادِهن] تحريمَه -؛ فقد ارتكبنَ كبيرة مِن كبائر الذنوب، ولكن لا يَخرجنَ بها مِن ملة الإسلام، وهنَّ تحت مشيئةِ الله؛ إن شاءَ الله غَفر لهن، وإن شاءَ عَذَّبَهن بما ارتكبْنَ مِن السيئات، فلا يدخلنَ الجنة ولا يَجدْنَ ريحَها، إلا بعد سابقةِ عذاب. وهذا مذهبُ أهل السنة، وفيه جميع بين نصوص الوعدِ والوعيد، وهو وسط بين مذهبِ المرجئة والخوارج والمعتزلة. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. [فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: (ج 17/ ص 104)]. من نسي الصلاة وقد خرج وقتها السؤال :السؤال الثامن من الفتوى رقم (6496): ما هو العملُ عندما يَنسَى الرجلُ صلاة الفجر - مثلاً -، ولا يتذكرُ إلا عندما أقيمت صلاةُ الظهر، أو نسِيَ صلاةَ الظهر ولم يتذكر إلا عندما دخل وقتُ صلاةِ العصر؛ هل يدخل مع الإمامِ بِنيةِ الفرض الفائِت، أم بنيَّةِ الوقت الحاضر، ويقضي بعد ذلك الوقتَ الفائت؟ الجواب :يُصَلِّي الصلاةَ التي نَسِيَها وراءَ الإمام، ولا يَضُرُّهُ اختلاف نيَّتِهِ عن نيَّةِ الإمام؛ على الصحيح مِن قولَي العلماء. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو: عبدالله بن قعود عضو: عبدالله بن غديان نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الصبر وحلاوة الإيمان السؤال :السؤال الثامن من الفتوى رقم (6365): أحِس بعدم خشوع في قلبي، وعدم تذوق حلاوة الإيمان، وقد يأتي هذا عند نزول البلاءِ والمصائب؛ فما الحل في ذلك؟ أفيدوني؛ أفادكم الله. الجواب :يجبُ على المسلم الاعتصامُ بالله، والركونُ إليه في جلبِ ما ينفعه ودفع ما يضرُّه، فإذا نزل به بلاء أو حلَّت به مُصيبة؛ فلْيصبرْ ولْيَحتسب الأجرَ مِن اللهِ عليها، ولْيعلمْ أنها بقضاءِ الله وقدَره، وليسألِ اللهَ كَشفَ ما به مِن ضُر، وأن يُخلِفَ عليه خيراً مما أصابَه، وليُوَطِّنْ لِسانه على ما شرعه اللهُ في قولِه تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِين الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، ولْيُكْثرْ مِن عمل الطاعاتِ، ولْيتجنبِ المنكرات، وبذلك يجد حلاوةَ الإيمان - إن شاء الله -. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو: عبد الله بن قعود عضو: عبد الله بن غديان نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز [فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: (ج 8/ ص 336 ـ 337)]. ما حكم القول للشيء: ليته لم يحصل؟ أو ليته حصل كذا وكذا؟ السؤال :ما حكم القول للشيء: ليته لم يحصل؟ أو ليته حصل كذا وكذا؟ الجواب :قول: ليته حصل كذا أو لم يحصل، إن كان القصد منه الندم على فوات فعل الخير، فلا بأس به، لأنه يحمل على الاستدراك لفعل الخير في المستقبل، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لأصحابه: (لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي معي حتى أشتريه، ثم أحل كما حلوا) (3)، أو كما قال عليه الصلاة والسلام. أما إن كان القصد من الندم على الفائت الجزع من القدر وعدم الرضا عما قدر الله، فهو لا يجوز، وقد حث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على فعل الأسباب النافعة، ونهى عن الإهمال والكسل، ثم بعد فعل الأسباب إذا فات المقصود، فقد نهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن قول: (لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا)، وأمر المسلم أني يقول: (قدر الله وما شاء فعل) [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (4/2052) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
__________________
يقول ابن القيم" السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الحصاد يوم المعاد، فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها". قال بعض الحكماء: وعائب يعيب الناس بفضل عيبه ويبغضهم بحسب بغضه ويرفع عوراتهم ليكونوا شركاءه في عورته لاشيء أحب إلى الفاســــــــق من زلة عالم ولاإلى الخــــــــامل من عثــــــــــرة شريف. ثم أنشد إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا * شراً أذيع وإن لم يعلمواكذبوا
|
28-10-2006, 06:45 AM | #13 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2006
البلد: مدينة الزهـــور
المشاركات: 221
|
أخ لا يواظب على الصلاة ولا صلة الرحم ويرافق جلساء السوء
السؤال :لدي أخ لا يواظب على الصلاة، ولا يحرص على صلة الرَّحم، ويرافق جلساء السُّوء؛ فهل يجب عليَّ أن أهجره ولا أحادثه، خاصة وأنني نصحته عدة ومراتٍ، ولم يمتثل؟ الجواب :من يترك الصلاة ويقطع الرحم؛ فإنه تجب مناصحته، فإن لم يقبل؛ وجب هجره حتى يتوب إلى الله؛ لأن ترك الصلاة كفر، وقطيعة الرحم من كبائر الذنوب، والله تعالى يقول: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: 22.]. العلاقة بين الشباب والعلماء السؤال :هل لكم يا فضيلة الشيخ أن تبينوا لنا علاقة الشباب بالعلماء وما الذي ينبغي أن يكونوا عليه؛ لأنه يوجد من ينتقص من علمائنا الكبار ويختار دعاة الشباب؟ الجواب: هذا خطر عظيم، إذا حصل انفصال بين العلماء وبين الشباب، حصل الخطر العظيم؛ لأن الشباب إذا انفصلوا عن علمائهم تولاهم دعاة السوء وحرفوهم عن الحق، كالذئب يحاول فصل الغنم عن الراعي من أجل أن يعبث بها؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية))[1]، فالتي تخرج عن جماعتنا وعن منهجنا هذه يأكلها الذئب، والذئب هنا من دعاة السوء. فعلى شباب المسلمين أن يرتبطوا بعلمائهم، وعلماء هذه البلاد ـ ولا نزكي على الله أحدًا ـ الذي نعلم من حالهم أنهم من خيرة الناس وأنهم من أصلح الناس ولله الحمد؛ لأنهم نشئوا على عقيدة سليمة، وتعلموا من مشايخهم علمًا صحيحًا، تفقهوا في دين الله على يد علمائهم، وعلماؤهم تفقهوا على من قبلهم، وهكذا... الخط ماش ولله الحمد، فلا تزهدوا في علماء هذه البلاد. وجربتم الفرق بين علماء هذه البلاد وبين غيرها، أنا لا أنتقص العلماء الآخرين، ولكن أقول: علماؤنا معروفون لدينا، نثق بهم ونعرف من أين تعلموا ومن أين أخذوا العلم وأين نشئوا، فهم معروفون لدينا، أما غيرهم من العلماء الآخرين؛ فلا نطعن فيهم، ولكن نقول: نحن لا نعرف من أين أخذوا العلم، ولا نعرف من أين تعلموا، لا نعرف مستواهم العلمي، لا نعرف مقاصدهم ونياتهم، فنحن نتوقف في أمرهم وفي شأنهم لا نطعن فيهم ولا نسارع في الثقة بهم من غير معرفة. أنتم تعرفون منهج رواة الحديث: إذا كان الراوي مجهولاً لا تعرف حالته؛ توقفوا عن الرواية عنه؛ لأنهم لا يريدوا أن يغامروا ويمنحوا الثقة لكل أحد؛ من يعرفون ومن لا يعرفون. هذا دين، والدين لابد أن يؤخذ عن توثق وعن يقين وعن معرفة وعن بصيرة، وعلماء هذه البلاد حسب علمنا بهم أنهم ولله الحمد من خيرة العلماء، ما قصروا في تعليمنا وفي توجيهنا وفي إرشادنا، فلماذا يرخصون علينا، ونزهد فيهم، ونلتمس العلم عن غيرهم، ونلتمس التوجيه من غيرهم؟ هذا خطأ عظيم. -------------------------------------------------------------------------------- [1] رواه الإمام أحمد في "مسنده" (5/196), ورواه أبو داود في "سننه" (1/147)، ورواه النسائي في "سننه" (106، 107)؛ كلهم من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. بدون ذكر (من الغنم). الشيخ صالح بن فوزان الفوزان نصيحة لمن أهمل تعلم العقيدة وانشغل بالسياسة السؤال: يلاحظ على الشباب في هذه الآونة الأخيرة إهمالهم وزهدهم في تعلم العقيدة ومدارستها والاهتمام بها، وانشغالهم بأمور أخرى؛ فما هو توجيه فضيلتكم لمثل هؤلاء الشباب؟ الجواب: أنصح للشباب ولغيرهم من المسلمين أن يهتموا بالعقيدة أولاً وقبل كل شيء؛ لأن العقيدة هي الأصل الذي تبنى عليه جميع الأعمال قبولاً وردًا، فإذا كانت العقيدة صحيحة موافقة لما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام، خصوصًا خاتم الرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فإن سائر الأعمال تقبل، إذا كانت هذه الأعمال خالصة لوجه الله تعالى، وموافقة لما شرع الله ورسوله، وإذا كانت العقيدة فاسدة، أو كانت ضالة مبنية على العوائد وتقليد الآباء والأجداد، أو كانت عقيدة شركية؛ فإن الأعمال مردودة، لا يقبل منها شيء، ولو كان صاحبها مخلصًا وقاصدًا بها وجه الله؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كانت خالصة لوجهه الكريم، وصوابًا على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . فمن كان يريد النجاة لنفسه، ويريد قبول أعماله، ويريد أن يكون مسلمًا حقًا؛ فعليه أن يعتني بالعقيدة بأن يعرف العقيدة الصحيحة وما يضادها وما يناقضها وما ينقصها، حتى يبني أعماله عليها، وذلك لا يكون إلا بتعلمها من أهل العلم وأهل البصيرة الذين تلقوها عن سلف هذه الأمة. قال الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}[محمد: 19]. وقد ترجم الإمام البخاري رحمه الله ترجمةً قال فيها: "باب: العلم قبل القول والعمل"، وساق هذه الآية الكريمة: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}؛ حيث بدأ الله سبحانه وتعالى بالعلم قبل القول والعمل. وقال الله سبحانه وتعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر]؛ فرتب السلامة من الخسارة على مسائل أربع: المسألة الأولى: الإيمان، ويعني: الاعتقاد الصحيح. المسألة الثانية: العمل الصالح والأقوال الصالحة، وعطف الأقوال الصالحة والأعمال الصالحة على الإيمان من باب عطف الخاص على العام؛ لأن الأعمال داخلة في الإيمان، وإنما عطفها عليه اهتمامًا بها. والمسألة الثالثة: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}؛ يعني: دعوا إلى الله، وأمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، لما اعتنوا بأنفسهم أولاً، وعرفوا الطريق، دعوا غيرهم إلى ذلك؛ لأن المسلم مكلف بدعوة الناس إلى الله سبحانه وتعالى، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، وهذه المسألة الرابعة: الصبر على ما يلاقونه في سبيل ذلك من التعب والمشقة. فلا سعادة لمسلم إلا إذا حقق هذه المسائل الأربع. أما الاهتمام بالثقافات العامة، والأمور الصحفية، وأقوال الناس، وما يدور في العالم؛ فهذه إنما يطلع الإنسان عليها بعدما يحقق التوحيد، ويحقق العقيدة، ويطلع على هذه الأمور؛ من أجل أن يعرف الخير من الشر، ومن أجل أن يحذر من ما يدور في الساحة من شرور ودعايات مضللة، لكن هذا بعدما يتسلح بالعلم ويتسلح بالإيمان بالله ورسوله، أما أن يدخل في مجالات الثقافة والأمور الصحفية وأمور السياسة وهو على غير علم بعقيدته وعلى غير علم بأمور دينه؛ فإن هذا لا ينفعه شيئًا، بل هذا يشتغل بما لا فائدة له منه، ولا يستطيع أن يميز الحق من الباطل. كثير ممن جهلوا العقيدة واعتنوا بمثل هذه الأمور ضلوا وأضلوا ولبسوا على الناس؛ بسبب أنهم ليس عندهم بصيرة وليس عندهم علم يميزون به بين الضار والنافع، وما يؤخذ وما يترك، وكيف تعالج الأمور، فبذلك حصل الخلل، وحصل اللبس عند كثير من الناس؛ لأنهم دخلوا في مجالات الثقافة ومجالات السياسة؛ من غير أن يكون عندهم علم بعقيدتهم وبصيرة من دينهم، فحسبوا الحق باطلاً، والباطل حقًا. كتب العقيدة للمبتدئين السؤال :ما هي الكتب التى تنصحون بها للرجل المبتدئ في طلب العلم ؟ الجواب :ننصحه بحفظ المختصرات في العقيدة مثل (( ثلاثة الأصول )) و(( كشف الشبهات )) و(( كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد )) للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى مجلة الدعوة العدد 1671 ما حكم مشاهدة المسلسلات السؤال :ما حكم مشاهدة المسلسلات التي تذاع بالتلفزيون؟ الجواب :الحمد لله على المسلم أن يحفظ وقته فيما يفيده وينفعه في دنياه وآخرته؛ لأنه مسؤول عن هذا الوقت الذي يقضيه؛ بماذا استغله؟ قال تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ} [سورة فاطر: آية 37.]. وفي الحديث: أن المرء يسأل عن عمره فيما أفناه... [رواه الترمذي في "سننه" (7/135، 136).]. ومشاهدة المسلسلات ضياع للوقت؛ فلا ينبغي للمسلم الانشغال بها، وإذا كانت المسلسلات تشتمل على منكرات؛ فمشاهدتها حرام، وذلك مثل النساء السافرات والمتبرجات، ومثل الموسيقى والأغاني، ومثل المسلسلات التي تحمل أفكارًا فاسدة تخل بالدين والأخلاق، ومثل المسلسلات التي تشتمل على مشاهد ماجنة تفسد الأخلاق؛ فهذه الأنواع من المسلسلات لا تجوز مشاهدتها. حكم التردد على الأسواق لمعرفة الجديد السؤال :حكم التردد باستمرار على الأسواق لمعرفة الجديد من السلع؟ الجواب :مطلوب من المرأة البقاء في بيتها والقيام بأعماله وبتربية أولادها ورعايتهم؛ فإنها راعية في بيت زوجها ومسؤولية عن رعيتها، قال الله تعالى: {وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ} [سورة الأحزاب: آية 33]؛ أي: الزمن بيوتكن؛ فلا تخرجن لغير حاجة. وقال صلى الله عليه وسلم: (إن المرأة عورة؛ فإذا خرجت؛ استشرفها الشيطان)، رواه البزار والترمذي بنحوه [رواه الترمذي في سننه (4/153)]، وليست معرفة الجديد من السلع حاجة تبرر لها الخروج من بيتها؛ فالخطر عظيم؛ خصوصًا في هذا الزمان الذي كثير فيه الشر.
__________________
يقول ابن القيم" السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الحصاد يوم المعاد، فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها". قال بعض الحكماء: وعائب يعيب الناس بفضل عيبه ويبغضهم بحسب بغضه ويرفع عوراتهم ليكونوا شركاءه في عورته لاشيء أحب إلى الفاســــــــق من زلة عالم ولاإلى الخــــــــامل من عثــــــــــرة شريف. ثم أنشد إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا * شراً أذيع وإن لم يعلمواكذبوا
|
16-12-2006, 05:01 PM | #14 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2006
البلد: مدينة الزهـــور
المشاركات: 221
|
..يتبع باذن الله فتاوى أخرى..
__________________
يقول ابن القيم" السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الحصاد يوم المعاد، فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها". قال بعض الحكماء: وعائب يعيب الناس بفضل عيبه ويبغضهم بحسب بغضه ويرفع عوراتهم ليكونوا شركاءه في عورته لاشيء أحب إلى الفاســــــــق من زلة عالم ولاإلى الخــــــــامل من عثــــــــــرة شريف. ثم أنشد إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا * شراً أذيع وإن لم يعلمواكذبوا
|
الإشارات المرجعية |
|
|