|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
28-10-2006, 03:05 PM | #1 |
كاتب و إعلامي
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 46
|
في الخطاب الديني ايضاً ....
كنت قد تحدثت الأسبوع الماضي عن ديناميكية الخطاب الديني ما أثار كثيراً من التساؤلات لدى بعض القراء تجاه الخطاب الديني ذاته من حيث قدرته على التطور من خلال النقد الموجه إليه من داخل المنظومة الدينية أو خارجها. والحقيقة أنني مازلت على قناعة على أن الخطاب الديني لدينا أكثر الخطابات الموجودة ديناميكية وقدرة على التفاعل والتطور، برغم السيل الكبير من النقد الكبير الموجه له ولعل البعد الديني في السعودية وقدرته على التأثير العام على مجاري الحياة بسبب المكانة العالية للدين في نفوس الناس تجعل المسؤولية عليه اكبر من غيره، وهي الحقيقة التي يتعالى عليها الكثير من الكتاب، ما يعني أن أي تغيير فكري أو اجتماعي عندنا يجب أن يكون منطلقه دينيا وارتكازه شرعيا وهو ما يعكس هويتنا. كما أنني أعتقد أنه برغم التطور الحاصل في الخطاب الديني إلا أن المطلوب منه اكبر من ذلك ومتى ما شعرنا أننا بلغنا الكمال وعدم الحاجة إلى النقد فإن ذلك مؤشر سلبي يجب عدم الركون إليه، والحديث عن نقد الخطاب الديني مثير للحساسية لدى الكثيرين اليوم، بسبب عدم وضوح ماهية التجديد لدى الكثير من المتحفظين على هذا المصطلح، فهناك عدة تيارات تكاد تكون متباينة في فهمها للتجديد، فثمة مدرسة تدعو إلى إعادة التفكير في قدسية النص الديني كبوابة للتجديد، وهناك من يرى إخضاع النص إلى السياق التاريخي للخروج برؤية متوازنة لفهمه، وهي مدارس غالبها خارج النطاق المحلي في تكوينها الفلسفي والفكري. أما القطاع الأكبر فهو المنادي بتجديد لغة الخطاب ومراعاة متغيرات الواقع الاجتماعية والعالمية مع الإبقاء على قدسية النص وسياقه وفاعليته وتفعيل مقاصد الشريعة لتأخذ حيزاً أكبر في سياق الفتوى والدراسات والبحوث الشرعية والسبب في ذلك أنه مع كل فترة تاريخية يتم إقحام أعراف اجتماعية وقبلية ومفاهيم سياسية إلى الدين ذاته وهو ما يجمد حركة التجديد والاجتهاد الفقهي فيه. ومن خلال استقراء لنماذج تاريخية أضافت وجددت في الخطاب الديني من خلال الرؤى العقائدية التي طرأت على الدين، كشيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب أو الفقهية من خلال تحريرها من المذهبية والجمود نجد أن مفهوم التجديد ليس محدثا وإنما هو مرتكز على نص شرعي يدل في فاعلية هذا الدين واستمرار يته وفاعليته الحضارية، كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها". فلفظة التجديد وردت في الحديث وليس هناك ما يدعو إلى التشكيك في نوايا من يعيدون وينادون بالتجديد اليوم. http://www.alwatan.com.sa/daily/2006...writers08.html |
29-10-2006, 03:54 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 480
|
حسن ماقلت
جميل وأنا أوافقك في "والحقيقة أنني مازلت على قناعة على أن الخطاب الديني لدينا أكثر الخطابات الموجودة ديناميكية وقدرة على التفاعل والتطور، " هذا برأيي ينطبق على الخطاب العام . طيب مارأيك في الخطاب الخاص والمتداول بيننا داخل الحلقات , المراكز , المكتبات , المجموعات (الأخوية) . . الخ أرى أن الأخرى مازالت أقرب الى الجمود وأخطائها عميقة والمشكلة أنه لايفسح المجال للنقد الداخلي وقد يكون نقد المنتسبين لهذه المجاميع للخطاب الموجه اليهم أشبه بمن يجلب الغيبة لنفسه هل ننتظر مثل "دعاة على أبواب جهنم" يصحح لنا أم ماذا ؟!
__________________
في مجالسنا قد نغلط ونغلط ونقسوا ولا نعلم الا بعد أن تهدأ النفس فليس هناك شيئ أسهل من التلفظ بما تمليه النفس الأمارة بالسوء , خصوصاً حال الغضب . ولكن هنا ... في المنتدى تنفعل .. ثم تكتب وتكتب فتفكر, ثم تضحك على نفسك بعد أن تقرأ الرد قبل اعتماده فتقول هل هذا حقاً كلامي , فتلجأ إلى القص والتعديل وفي بعض الأحيان الحذف الكامل . :) abufahd@hotmail.com
|
29-10-2006, 07:09 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2001
البلد: السرداب
المشاركات: 1,487
|
تجديد الخطاب الديني سلمان بن فهد العودة لماذا يتحاشى بعض المسلمين الاعتراف بضرورة التجديد ليبقى كل شيء كما كان يعهد، فليس في الإمكان أفضل مما كان، إيثاراً للألف وتوجساً وارتياباً من كل حديث وجديد أو مشتق منهما، فهو يفضل أن يبقى فكره وخطابه ولغته وطريقته وعلمه متكلساً مترهلاً مهترئاً ألف مرة على أن تناله يد التجديد، أو تطاله بواعث التحديث وأسبابه. إن ذلكم مظهر جلي من مظاهر الضعف والخور والهزيمة النفسية كما أن الارتماء في أحضان كل جديد هزيمة نفسية. إن لفظة (الخطاب) كلمة عربية فصيحة مستخدمة، والأصوليون كان يستخدمونها كثيراً، والخطاب هو المحاورة والمحادثة بين طرفين، ونسبته للدين يقصد فيها الخطاب الذي يعتمد على مرجعية دينية في مخاطبته وأحكامه وبياناته.. وإنني أقصد بالخطاب الديني ما يطرحه العلماء والدعاة والمنتمون إلى المؤسسات الإسلامية في بيان الإسلام والشريعة، سواء كان ذلك من خلال الخطب أو المحاضرات أو التأليف أو البرامج الإعلامية الأخرى، وقد يدخل في ذلك المناهج الدراسية الدينية في المدارس والجامعات الشرعية، بل يمكن أن يوسع مفهوم الخطاب الديني ليشمل النشاط الإسلامي والنشاط الدعوي وعمل الجماعات الإسلامية والمؤسسات الإسلامية بشكل عام الفقهي منها والعلمي والدعوي والتربوي ونوع النشاط الذي تقوم به لتقييم مدى نجاحه وفشله وقربه من المقاصد العامة للتشريع ومن بعد ذلك تقويمه وإصلاحه وتجديده. أما كيف يتم تجديد هذا الخطاب الديني؟ فصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) أخرجه أبو داود والحاكم وصححه.. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم تجديد الدين نفسه، والخطاب الديني جزء من هذا الدين وتجديده والذين يقومون بعمل هذا التجديد جاؤوا بلفظ (مَن) فهو عام يشمل الفرد والجماعة، وفي ظل توسع الأمة واتساع رقعتها والانفتاح العالمي وتضخم الخلل الموجود في واقعها، فإن هذا الواقع يفرض أن هذا العمل التجديدي ليس شأن فرد واحد، بل مجموعات تتكامل فيما بينها، وتؤدي أدواراً مختلفة وتخصصات علمية متباينة وحقول معرفية كلها تنتهي عند مصب المصدر الأصلي (الشريعة). وهناك فرق بين الخطاب الديني والوحي المنزل، بمعنى أن الخطاب الديني يعتمد على الوحي في كثير من الحالات، لكنه يبقى في حدود العمل العقلي البشري أو العمل الاجتهادي الذي يرتبط بإمكانيات الإنسان وقدرته وطاقته، فهو مثل خطاب الفقهاء والوعاظ والمصلحين الذي يمثل اجتهاداً من عندهم، ومفهوم (تجديد الخطاب الديني) يتنازعه طرفان: الأول: فئة تتحدث عن تجديد الخطاب الديني وهي تصدر من منطلقات غير دينية، وأعتقد أنه لا يمكن تجديد الخطاب الديني من خارج هذا الخطاب الديني نفسه سواء بظروف محلية أو عالمية. الثاني: بعض القوى الإسلامية الخائفة التي اشتد بها الخوف فإذا سمعت مثل هذا اللفظ ترامى إلى أذهانها أنها مؤامرة لتحريف الدين أو لتغيير الخطاب. وأقول: إن تجديد هذا الخطاب ضرورة فطرية وبشرية؛ لأن هذا الخطاب الديني الحالي مفكك وفردي بينما يشهد العالم تجمعات وتطورات هائلة في مجال التقنية والمعلومات والاختراعات، وأعتقد بأن أية نهضة أو تنمية في العالم الإسلامي التي ينادي بها المخلصون من دعاة الإصلاح إن لم تصدر من مفهوم ديني فهي محكوم عليها بالفشل، فلا بد من خطاب ديني واعٍ ومعاصر ومنضبط يستطيع أن يضع هذه النهضة ويساعد عليها ويدفعها لإخراج الأمة من هذا التيه والدوران الذي تدور فيه حول نفسها. إن هذا التجديد الحي قراءة واعية واعدة للنفس والآخر والواقع، وقراءة قادرة على إيجاد الحلول الشرعية المناسبة لمشكلات الواقع.. إنه لا مناص من التجديد، وإذا لم نؤمن بذلك فأمامنا خياران: الأول: الجمود ويعني ذلك الإطاحة بحق الحياة وسحقها في عصر تكتنفه الحركة الثائرة من كل جهة. والثاني: الذوبان، وذلك معناه الإطاحة بحق الدين والشريعة والثقافة والتراث. إن هذا التجديد يجب أن يكون بأيدي رجالات الإسلام وعن طريق المتخصصين الإسلاميين، ولا أقول بالضرورة: الفقهاء، وإنما المختصون على العموم، ويجب أن تكون أدوات هذا التجديد ووسائله داخلية تلمس مشاعره، وتتحدث من داخل إطاره، وعلينا أن نتفق على الضرورات والقواعد الشرعية والمحكمات الدينية الثابتة، كما يسميها ابن تيمية (الدين الجامع). أما ماهية هذا التجديد فترتيبٌ لسلّم الأوليات وتنظيم للأهم والمقاصد الكبرى للعلم والدعوة والإصلاح واتفاق على ذلك وتسهيل تطبيق ذلك وتوجيهه في أرض الواقع، وإبراز لجانب القيّم والأخلاق الإسلامية الإنسانية العامة التي يحتاج إليها الناس كلهم دون استثناء، وتطبيع قيّم العدل التي يأمرنا بها الإسلام تجاه الخلق كلهم ومعاملة النّاس كلهم بالحسنى، قال تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}، قال ابن عباس: (اليهودي والنصراني). والتجديد يعني العناية بالنظريات العامة في الإسلام مثل النظريات السياسية والاجتماعية والفقهية الفرعية والأصولية، ودعم المشاريع العلمية التي تصل تراث الأمة بهذا العصر وتضيف إليها تراكماً علمياً ومعرفياً. والاهتمام بالمبادرات في الخطاب الشرعي والدعوي فالأمر قبل النهي، والأمر بالمعروف مقدم على النهي عن المنكر، والإصلاح ينفي الإفساد بالضرورة والعملة الجيّدة تطرد العملة الرديئة - كما يقول الاقتصاديون -، فهذا الجهد يقوي عنصر (المزاحمة) في الفكر الإسلامي والخطاب الديني. إنّ على دعاة التجديد أن ينتقلوا من ضيق الرأي والمذهب والجماعة إلى سعة الشريعة مع أهمية هذه كلها في العلم الإسلامي والديني.. ولكنني أدعو إلى الاعتصام بسعة الشريعة وبحبوحتها لتجديد الاجتهاد الإسلامي وتيسيره.. يقول جلّ وعلا: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ} |
30-10-2006, 12:59 PM | #4 | |||||||||||||||||||
كاتب و إعلامي
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 46
|
عزيزي Abufahd
شكرا اثرائك لكنني اعتقد ان المشكلة هي الشعور بالكمال او لنقل الافضلية على الغير ما يولد تعاليا على النقد المثال الذي ذكرته لايولد نقدا هادفا بل يولد العكس من ذلك وهو التعالي على النقد مطلقا بحجية هذه الامثله التافهة للنقد والبعيدة عن الموضوعية النقد هو ممارسة فكرية للنهوض وليس تشفي او سخرية ودمت لي بخير عزيزي البارع شكرا على هذه الاضافة الجميلة |
|||||||||||||||||||
30-10-2006, 03:49 PM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 480
|
والحرص المبالغ به في حماية الصف (الداخلي)!
__________________
في مجالسنا قد نغلط ونغلط ونقسوا ولا نعلم الا بعد أن تهدأ النفس فليس هناك شيئ أسهل من التلفظ بما تمليه النفس الأمارة بالسوء , خصوصاً حال الغضب . ولكن هنا ... في المنتدى تنفعل .. ثم تكتب وتكتب فتفكر, ثم تضحك على نفسك بعد أن تقرأ الرد قبل اعتماده فتقول هل هذا حقاً كلامي , فتلجأ إلى القص والتعديل وفي بعض الأحيان الحذف الكامل . :) abufahd@hotmail.com
|
الإشارات المرجعية |
|
|