[خالد بن عبدالله المشوح]

الابتعاث يشكل وصلة من التواصل الحضاري والمعرفي وهو ما حدا إلى زيادة الابتعاث التعليمي خلال هذا العام إلى خمسة عشر ألف بعثة إلى الولايات المتحدة الأمريكية فقط وهو رقم بات يفوق عدد المبتعثين من تركيا والمكسيك, وبالشكل العام فإن الابتعاث يشكل أحد مقومات النهوض الحضاري في هذا العصر من خلال نقل المعرفة وتطويرها, كما أنه أحد أهم أسباب النهضة اليابانية الحديثة، لكن يبقى أن هناك خمسة وعشرين ألف طالب وطالبة من أبنائنا يذهبون وبمجرد دخولهم الجامعة أو المعهد تنتهي مهمة الملحق التعليمي باستثناء الاتصال بالمعهد حول الانضباط في الحضور قد يتساءل البعض ما المراد أكثر من ذلك؟ إن الحفاظ على الهوية نقطة مهمة في الانتماء ومن ثم الإفادة من هذا الطالب مستقبلا وإلا ما الفائدة المرجوة من صرف الدولة للمليارات على أبنائها إلا من أجل الإفادة منهم في أوطانهم وهذه الإفادة لا تتأتى إلا من خلال الانتماء الوطني والفكري والثقافي إلى منشئه الأصلي وبلده الأم وهو ما حدا ببعثات عريقة كاليابانية والصينية إلى التركيز على هذه النقطة للاستمرارية في هذه البعثة لأنه من الطبيعي أن يصاب المبتعث بانبهار حضاري ومعرفي يسلبه هويته التي ينتمي إليها, وحتى تتضح الفكرة فليس المراد الوصاية الفكرية أو السياسية ولكن الاحتفاظ بالثوابت الوطنية والفكرية والدينية وهو دور ليس بالسهل ومطبق في دول تهتم بالابتعاث, وما دفعني إلى هذا الأمر هو أني اطلعت على حال بعض المبتعثين أثناء زيارتي القصيرة إلى بريطانيا فوجدت أنهم يعيشون حياة مختلفة تماما عن أهداف الابتعاث ذلك أن جل اهتمامات الطالب في بداية بعثته السهر والعلاقات المشبوهة لأنها تعتبر أكثر ما يبهره في ذلك البلد وهذا ليس إبداعا من عندي بل طلاب في معاهد وجامعات بريطانية لاسيما غير المتزوجين منهم؛ وهذا بالتالي يعني أن البداية غير سليمة وعليك أن تحسب عدد الغياب وليس التأخر في الأشهر الأولى من البعثة؟!
فهل نحن بحاجة إلى فقدان هذا العدد الكبير من أبنائنا بالطبع لا ولسنا أيضا بحاجة إلى وقف هذه النافذة العلمية المسرِّعة للنهضة.
كل ما نريده أن تهتم وزارة التعليم العالي والسفارات السعودية بأبنائها من خلال متابعة تحصيلهم العلمي وانتمائهم الثقافي والديني وهو أمر ليس بالمستحيل لمن أراده.


http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-11-17/writers.htm

[وحيد المعنى]

[عبدالرحمن الحجيلان]

مشكوووووووووووووووووووووور