|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
19-12-2006, 09:03 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2006
البلد: في قلب كل من يحبني
المشاركات: 130
|
قصة مؤثرة جدا لعالم من كبار علماء بريدة
قصة مؤثرة جدا لعالم من كبار علماء بريدة
-------------------------------------------------------------------------------- توافق الرواة في نقل القصة من أقرانه وأصحاب أبيه، ومجمل القصة أنه قبل ظهور حقن تحصين الأجسام من الأمراض المعدية، كان مرض الجدري من بين الأمراض التي تغشي الناس، وقد يستحر الفناء فيهم بإرادة الحي القيوم. وكان من بين من أصابهم هذا الوباء، أولاد رجل من أهل بلدة (الشقة)، شمال مدينة بريدة في منطقة القصيم، وذلك في العقد 4 من القرن 14 للهجرة وكان من بين هؤلاء غلام له 6 سنوات نتج من هذا المرض ظهور خدوش في الوجه، وفقدان البصر بالكلية، كان هذا الغلام يتقلب بين ظهراني إخوته وأخواته الذين يعملون في المزرعة فهو يجري خلفهم يريد اللحاق بهم، لكنه يتعثر هنا وهناك، ويحصل له من الجروح ما يحصل، لكنه ينهض مسرعاَ نحو أصواتهم فيصطدم بتلك النخلة أو الشجرة، وعنده عزم وجلد، وقد رزقه الله ذكاء وهمة فهو يحاول القيام بكل شيء، ويريد أن يفعل أكثر مما يفعله المبصرون، كان أبوه فقيرا جدا، يرى أن هذا الأعمى عالة عليه؛ لأنه لا يستفيد منه كإخوته، وذات يوم قدم صديق لوالده غاب عنه منذ سنوات، فشكا إليه حال هذا الغلام الأعمى، وأنه لا يستفيد منه، بل إنهم منشغلون في ملاحقته ورعايته مما سبب تعطيل بعض أعمالهم، فأشار الصديق عليه أن يرسله إلى الرياض حتى يطعم من مَضْيَفَة ابن سعود، ولا يعدم من وجود من يعطف عليه هناك. استحسن الوالد هذه الفكرة، فلما قدم جمّال على ظهر جمله معه خشب يريد بيعه في الرياض، قال الأب: أريد أن أبعث معك هذا الغلام، تذهب به إلى الرياض واعطيك ريالين فرانسي بشرط أن تضعه في الجامع، وتدله على الَمضْيَفَة وبئر المسجد ليشرب ويتوضأ منه وتوصي عليه من يُحسن به. حدّث هذا الغلام بقصته بعد ما كبر قائلاََََ: دعاني والدي ـ رحمه الله ـ وكان عمري قرابة 13 سنة فقال: يا بني الرياض فيه حلق العلم وفيه مضيفه يحصل لك فيها العشاء كل يوم، وفيه، وفيه،......وسوف ترتاح هناك ـ إن شاء الله ـ وسوف نبعثك مع هذا الرجل، ويعرفك بكل ما تريد، قال فبكيت بكاء شديد وقلت أمثلي يستغني عن أهله ؟ كيف أفارق والدتي وإخوتي وما ألفت ، وكيف أصرّفُ نفسي في بلدة غريبة عليّ ، فأنا متعبٌ وأنا عند أهلي فكيف إذا كنت عند غيرهم ! وأنا لا أريد ذلك ، قال فزجرني والدي وأغلظ عليّ القول، ثم أعطاني ثيابي، وقال توكل على الله اذهب وإلا فعلتُ بك كذا وكذا، ارتفع صوتي بالبكاء وإخوتي حولي صامتون، ثم أمسك صاحب الجمل بيدي، ووعدني بالخير والراحة التامة، ومشيت وأنا أبكي ثم أمرني أن أمسك طرف خشبة خلف الجمل فكان يسير أمام الجمل وأنا خلفه وقد علا صوتي بالبكاء، وأتحسر على فراق أهلي، ومضت 9 أيام وإذا نحن في الرياض، ثم وضعني في الجامع ودلني على البئر والضيافة، لكن ما زلت كارهاًَ متحسراًَ،أبكي بين الحين والحين، وأقول في نفسي كيف أعيش في بلد لا أعرف فيها شيئاًَ ، لا يعرفني فيها أحد وتمنيت لو كنت مبصراًَ لهمت على وجهي في الصحراء ، لكنه من رحمه الله أن قيْض لي أناساًَ في الجامع ، عطفوا عليّ فأخذوني إلى الشيخ عبد الرحمن القاسم ـ رحمه الله ـ وقالوا هذا رجل غريب ، فأتى الشيخ ، وسألني عن اسمي ولقبي ، ومن أي البلاد؟ ثم أجلسني بجواره ، وأنا أكفكف دمعي فقال: يا بني ما شأنك ؟ فأخبرته خبري فقال : خيراًَ ـ إن شاء الله ـ لعل الله أن ينفعك وينفع بك ، أنت ولدنا ، ونحن أهلك وسوف ترى ما يسرك عندنا، وسوف نضمك إلى الطلبة الذين يطلبون العلم ونجعل لك سكنا وفيه طعام وإخوة لك في الله يقومون برعايتك. فقلت:جزاك الله خيراًَ، لا أريد ذلك ، أريد أن تحسنوا عليّ فترجعوني إلى أهلي مع أحد القافلين إلى القصيم، فقال: يا بني جرّب ما عندنا فإن طاب لك المقام وإلا ستصل إلى أهلك ـ إن شاء الله ـ ثم نادى رجلاًَ فقال: ضم هذا الغلام إلى فلان و فلان وقل لهم استوصوا به خيراًَ، فأمسك بيدي وذهب بي إلى أخوين فاضلين فرحبا بي ، فجلست عندهما وأخبرتهما بحالي، وكرهي الشديد لهذا المقام ، ومفارقة أهلي فما كان منها إلا أن حدثاني بحديث تسلية ووعدا بالخير وطلب العلم فاطمأننت لهما وأحسنا بي ـ جزاهم الله عني أحسن الجزاء ـ لكني ما زلت محزوناًَ كارهاًَ، أبكي بين الحين والحين على فراق أهلي. كان مسكن الأخوين غرفة قرب المسجد فمكثت عندهما، أذهب وأجئ معهما نذهب لصلاة الفجر، ثم نجلس في المسجد في حلقة القرآن حتى يتعالى النهار، فقد كان الشيخ يحفظنا ثم بعد ذلك نعود إلى الغرفة فنستريح ساعة ونطعم ما تيسر، ثم نعود إلى الحلقة مرة أخرى نمكث إلى الظهر ثم نستريح للقيلولة ثم نعود للحلقة بعد العصر، وهكذا استمررنا فبدأت أطمئن شيئاَ فشيئاَ ، كل يوم أفضل من الذي قبله ، وشرح الله صدري لحفظ القرآن خاصة بعد تشجيع الشيخ – رحمه الله – واهتمامه بي ورأيت أني أتقدم في الحفظ يوما بعد يوم ، والشيخ يشحذ همم الطلاب ويقول : لماذا لا تكونون مثل ........... ؟ انظر إلى جده وحرصه ، وهو رجل كفيف ! فكنت أنشط بهذا الكلام مع ما يحصل بيني وبين الزملاء من منافسه ، ولم يمض علي شهر ونصف إلا وقد رزقني الله الطمأنينة وراحة النفس حتى أصبحت أتلذذ بهذه الحياة الجديدة ، ولما مضى علي 7 أشهر قلت في نفسي – سبحان الله – كم فيما تكره النفس من الخير وهي عنه غافلة !! ، .. كيف أبكي وأحزن على الحياة البائسة عند أهلي ؟ .. جهل وفقر وتعب واهمال و احتقار وأحس أني عالة عليهم ، استمررت على هذا الوضع ، فلم يمض 10 أشهر إلا وأنا أحفظ القرآن بكامله – بحمد الله – ثم عرضته على الشيخ مرتين ثم قام الشيخ معي وذهب إلى المشايخ الكبار، وهم الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم وعرفهم بي ثم قال ستنظم في حلقة العلم، ومراجعة القرآن تكون بعد صلاة الفجر يتابع لك فلان، وبعد صلاة المغرب يتابع لك فلان، فبدأت أحضر إلى حلقة المشايخ ونهل من العلم بجد واجتهاد، وكانت دروس في العقيدة، والتفسير، والفقه وأصوله، والحديث، وعلومه والفرائض، فالدروس منتظمة، وكل وقت فنون من الفنون وكنت مع مرور الأيام تزداد طمأنينتي والأنس وراحة البال ، فقد كنت مغتبطاَ في طلب العلم . كان والدي- رحمه الله- يسأل الذاهبين والرائحين إلى الرياض وتصله الأخبار دون علمي واستمررت –بحمد الله- على مواصلة العلم والتقلب في الرياض وبعد3 سنوات استأذنت مشايخي في زيارة أهلي، فأمروا بترتيب سفري مع صاحب الجمل فركبت - بحمد الله- حتى وصلت إلى أهلي فطاروا بي فرحاَ شديدا خاصة الوالدة – رحمها الله - وسألوني عن حالي فقلت: لا أظن أحداَ فوق الأرض أسعد مني، ورأوا من حالي السكينة والوقار ، كما رأيت منهم التقدير والاحترام وقدموني إماماَ في الصلاة وحدثتهم عن حالي فارتاحوا لذلك وحمدوا الله و بعد أيام استأذنتهم للسفر فالحوا عليّ بالبقاء فقبلت رأس والدي وطلبت منهما الأذن فحصل ذلك- بحمد الله - ثم رجعت إلى الرياض وواصلت طلبي للعلم وكنت شغوفاَ في تحصيله... وقد حدّث أحد أقرانة قائللاَ: جدًّ واجتهد الشيخ في التحصيل حتى نال إعجاب مشائخة وأقرانه وأدرك علماَ غزيراَ، وكان أحب شئ إليه أن يجالسه أحد يقرأ عليه كتاباَ لم يسبق أن سمعه، أو يناقشه في مسائل علمية، وكان ذا حفظ عجيب ، وسرعة بيديه ، ولما بلغ 18 أمره شيخه أن يجلس لصغار الطلاب ليحفظهم بعض المتون، ولما فتحت كلية الشريعة أشار عليه بعض مشائخه الالتحاق بها فكان ضمن الدفعة الأولى التي تخرجت منها عام (1377 هـ) فعُين مدرساَ في كلية الشريعة في الرياض، وفي أخر حياته انتقل إلى كلية الشريعة في القصيم وتخرج على يديه أفواج طلبة العلم من القضاة والخطباء والمدرسين والمديرين وغيرهم، وقد شارك في مواسم الحج في الفتيا والدعوة، كما اشتغل في التجارة والعقار فكان سبباَ في الإنفاق على أهله وإخوته ومواساة عامة أقاربه ؛ أما إخواني الذين كانوا يسخرون منه لما كان طفلاَ صغيراَ فقد نالوا منه خيراَكثيراَ لأن بعضهم لم يوفق للكسب وصدق الله العظيم " وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شيئا وهوخَيْرٌ لًّكُمْ وَعَسَى أَن تُحبُْوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لًّكُْم ْوَاللهُ يًعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمـــُون َ" هل عرفتم من هو؟؟ إنه الشيخ حمود العقلاء الشعيبى _ رحمه الله رحمة واسعة _ انظر : كتاب سلوى الحزين ص 107باختصار ولا تحرمون من الرد |
19-12-2006, 09:57 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 42
|
فتح الله عليك يا أخي فلكل زمان رجاله وكان من رجال زمانه جمعنا الله به وإياك في جنانه
|
19-12-2006, 02:06 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
|
أحسنت وأجدت وأوفيت بارك الله فيك
لاحرمنا الله مثل هذه المواضيع . موقف يتبين فيه الصبر على الطلب ، ليت أباؤنا يتمثلونه . |
19-12-2006, 02:20 PM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2006
البلد: الدعوة
المشاركات: 607
|
لله درّك أيها الرجل
((أحسن الله إليك على هذا النقل المميز))
__________________
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29
هذا الموحى به إليك -أيها الرسول- كتاب أنزلناه إليك مبارك؛ ليتفكروا في آياته, ويعملوا بهداياته ودلالاته, وليتذكر أصحاب العقول السليمة ما كلفهم الله به |
19-12-2006, 02:58 PM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2006
البلد: حيث القلوب الرحيمة
المشاركات: 3,252
|
رحم الله هذا العلم الأشم ، فلقد كان من المشائخ الذين لا يخشون في الله لومة لائم
__________________
اقتباس من توقيع أبو رازان |
19-12-2006, 02:59 PM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
المشاركات: 7,209
|
رحـــــــــمــــــــــــــه الـلـه
__________________
يــــارب يــــارب يــــارب اشـفـي والـدتـي عـاجـلاً غـيـر آجـل |
19-12-2006, 03:51 PM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 120
|
ماشاء الله فعلا القصه حلو
شكرا |
19-12-2006, 05:22 PM | #8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2002
المشاركات: 810
|
بارك الله فيك على نقلك المميز.
رحم الله شيخنا وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وخلف على المسلمين خيرًا منه.
__________________
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . الحمدُ للهِ معزِّ الإسلامِ بنصره، ومُذلِّ الشركِ بقهره، ومصرِّف الأمور بأمره، ومستدرجِ الكافرين بمكره، الذي قدّر الأيام دولاً بعدله، وجعل العاقبةَ للمتقينَ بفضلِه، والصلاةُ والسلام على من أعلى اللهُ منارَ الإسلامِ بسيفِه. |
19-12-2006, 05:25 PM | #9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 2,705
|
رحم الله الشيخ حمود وجميع مشائخنا والمسلمين أجمعين
وجزاك الله خيرا أخي أبو غدير
__________________
أشكر بريدة city على هذا التوقيع الجميل |
19-12-2006, 09:06 PM | #10 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2006
البلد: في قلب كل من يحبني
المشاركات: 130
|
مشكروين على الردود
|
19-12-2006, 09:22 PM | #11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2001
البلد: السرداب
المشاركات: 1,487
|
الله أكبر رحم الله الشيخ حمود العقلاء الشعيبي واسكنه فسيح جناته . |
20-12-2006, 03:48 PM | #12 |
قد ثلمت من الإســلام ثلمة
تاريخ التسجيل: Sep 2001
البلد: اللهم ........................... إغفر لي ما لا يعلمون............. واجعلني خيراً مما يظنون......... ولا تؤاخذني بما يقولون..............
المشاركات: 3,708
|
جزاك المولى خير الجزاء أخي الغالي على هذا النقل الرائع ورحم الله الشيخ حمود واسكنه فسيح جناته اللهم آجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيراً منها يارب العالمين آمين
__________________
" والله يا إخوة بقدر ما تعطي أي قضية من وقتك بقدر ما تكون هناك نتائج القائد الشهيد خطاب تقبله الله في الشهداء
|
20-12-2006, 05:28 PM | #13 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2006
البلد: الرياض
المشاركات: 710
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
جزاك الله خيرا اخي ,, اسال الله ان يكتب اجرك ,, واسال ان يدخل الشيخ حمود جنات النعيم ,, . |
20-12-2006, 06:09 PM | #14 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 6,050
|
غفر الله للشيخ حمود العقلاء .. فقد كان لا يخاف في الله لومة لائم ..
وغفر الله لكـ أخي الكريم فقد أفدت وأجدت في نقلك المبارك .. فجزاك الله خيراً ... |
الإشارات المرجعية |
|
|