بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » المحدث عبد العزيز الطريفي في حوار مهم : ( صدام حسين ) رئيس مسلم ، ومات على الإسلام .

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 04-01-2007, 04:11 PM   #1
محمود السعيدان
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 124
المحدث عبد العزيز الطريفي في حوار مهم : ( صدام حسين ) رئيس مسلم ، ومات على الإسلام .



بسم الله الرحمن الرحيم

كان هذا الحوار مع فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي حفظه الله :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

في يوم العاشر من ذي الحجة والمسلمون يحتفلون بعيد الأضحى المبارك ويريقون دماء الأضاحي قربةً لله تعالى واقتداءً وأسوة برسول الهدى صلى الله عليه وسلم ، تفاجأ العالم بأسره بنبأ إعدام رئيس العراق السابق صدام حسين و قد آثار هذا الحدث ضجة إعلامية و تساؤلات شرعية فأحببنا تسليط الضوء عليها من خلال إجراء هذا الحوار مع فضيلتكم :

1. تم قتل الرئيس العراقي السابق صدام حسين في أرض العراق ..

أ ) فما الهدف من توقيت قتل صدام في يوم عيد الأضحى المبارك ؟

بسم الله الرحمن الرحيم وبعد .. سؤالك – أخي – عن الهدف من قتل صدام، وتخطي حال صدام وتاريخه، قبل وبعد اعتقاله، يدل على معرفة تلك الحال، تحدث الكثير عنه، إما للدفاع عنه أو للتشنيع عليه، أمريكا لا يعنيها شخص صدام حسين أموجود هو في الحياة أم لا، تحدث أم سكت، لأن تاريخ تأثيره انتهى، وخرج من معادلة الصراع تماماً منذ اعتقاله - لم يعد له أي تأثير على قرارها، فهو قد كسب الأتباع بالقوة، وبذلك ملك الجوارح وما ملك القلوب، إلا من ندر، وبزوال القوة، يزول لازمها، وليس هو وحده بل يقاس عليه كل من أخذ جاهه بالهيبة والقوة، وكل من نال جاهاً بسبب فزوال جاهه بزوال ذلك السبب محتوم، وكل من لم يقدر من الناس على القيام بنفسه في جميع حاجاته وافتقر لمن يخدمه افتقر إلى جاه في قلب خادمه، وهكذا حال كل ناصر ومنصور، والأصل في الشريعة أن الجاه لا يطلب، بل يتحقق تبعاً - من غير قصد - للقول والعمل .. دعنا نترك تاريخ صدام بحلوه ومره، وأرجع إلى سؤالك، حول "الهدف من قتل صدام" صدام لم يعد له أي تأثير وباعتقاله خرج من الصراع، لكنه بقي رمزاً رئيساً عربياً مسلماً ، كان يملك القوة العسكرية الرابعة في العالم، ورئيس الدولة العربية الوحيد الذي هدد أمريكا علانية وهدد بضرب إسرائيل، بل ضربها، وضرب وهدد أوليائها الباطنيين "إيران" وأشياعها، فهو الرئيس الوحيد الذي جمع أركان التحدي، وبه يتعزى العربي حينما يشعر بالضعف والهوان، بل به يتعزى من أراد أن يكتم رزايا صدام في لحظة اليأس من أن تكون أمته مصدراً للقوة، ويمتثل قول الجرجاني :

ذهب الطرف فاحتسب وتصبر ** للرزايا فالحر من يتعزى

إذا عرفنا ذلك، عرفنا الهدف من توقيت قتل صدام، لكي يبقى تاريخاً لا ينسى، ووقتاً لا يُسأل عنه فيقال ( متى )، هذا ما أرادت أن تقدمه أمريكا للمسلمين والعرب على الخصوص، وللرؤساء العرب منهم على الأخص، وأن يزداد المسلمون يأساً وإحباطاً، ويتذكروا دوماً قتل ذلك الرئيس .. لقد وصلت الرسالة التى تريد قوى الاستعمار إيصالها إلى آذان العرب والمسلمين بل وإلى المنتسبين إلى الإسلام كلهم بما فيهم إيران، وإن كان الإعدام نفذ بيدها، وبيد ابنها "مقتدى الصدر"، التوقيت لا أشك انه بنصيحة من إيران والرافضة على وجه العموم .

ب) اختيار مكان قتله في الكاظمية ؟

نعم .. لا أدري ربما يكون لأنها أكثر أمناً لهم، أو لأنها شهدت سنين طويلة من كبت وقتل الشيعة بيد صدام، حيث أسس فيها "الشعبة الخامسة" أحد قلاع القمع والتعذيب للشيعة فيها، ويظهر أن هذا من الأسباب لكي يتشفى أهلها منه، ولا أحد من الطوائف يحمل من رغبة الانتقام وشدة التشفي من الخصوم مع شدة الضغينة كالرافضة، وسبب ذلك جعلهم من مآسيهم ومصائبهم مواسم للعبادة والتذكار، كي لا ينسون، ولشدة غيظهم وحب انتقامهم يضعون أيديهم بأيدي من يرون أنه عدواً لهم في دينهم في سبيل الانتصار على من آذاهم، كما صنعوه الآن في العراق في قتل وتشريد لأهل السنة، تحت رضا وحماية الصليبيين، مع إيمانهم بكفر اليهود والنصارى، وعند كلام بعض علمائهم في العقائد يذكرون أن أهل السنة أقرب لهم من اليهود والنصارى.

وهكذا كان أسلافهم، وستدور الدائرة عليهم كما دارت على من سبقهم، فابن العلقمى الوزير المبير البغدادي الرافضي ولى الوزارة في العراق أربع عشرة سنة وكان حقوداً على أهل السنة قرر مع التتار أمورا انعكست عليه وكان سبباً في دخول التتار العراق، ومعيناً له، وأكل يده ندما وبقى بعد تلك الرتبة الرفيعة في حالة وضيعة يركب الحمير في شوارع بغداد، يصيح به النساء: يا ابن العلقمى أهكذا كنت تركب قبل !

وكان الذي حمله على مناصرة التتار، الحقد على العباسيين وأذيتهم للرافضة.

ج) الفئة التي قتلته ؟

لا أشك – يا أخي – أن القاتل هم الرافضة بموافقة وحماية أمريكية، فأمريكا لو أرادت قتلته دون تسليمه لأحد، ولكنها أرادات أن يكون القتل، بيد خصم لدود، يتحقق به المصالح التي تريدها، تقوية للرافضة وإهانة للسنة، بصورة رسمية، فالقتلة هم رجالات الحكومة العراقية، الذين انتقتهم أمريكا.
الهتافات التى كان يرددها القاتلون لصدام حين قتله تدل على أن لهذه القتلة، بهذا الوقت، وبهذه الصورة، أبعاداً كثيرة تتجاوز ذات صدام أو وزرائه ومساعديه أو رموز حكمه.

الشماتة والغيظ والحقد على أهل السنة وعلى المجاهدين العراقيين كانت هي السائد على ردود كل الصفويين.

يجب أن نعلم حقيقة كالشمس، أنهم لا يفرقون بين طاغية آذى كل الشعب العراقي، وآذى الإسلام وعلمائه، وبين إنتمائه المذهبي, فهم يحملون أهل السنة وزر صدام, كما حملوهم جريمة مقتل الحسين رضي الله عنه.

هم على مر التاريخ يتحينون كل فرصة، لأخذ الثأر من السنة على أنهم أحفاد يزيد بن معاوية وهم أحفاد الحسين بن علي رضي الله عنه .

الإعدام لصدام الذي يربط الصفيون بين أفعاله ومعتقد أهل السنة ليس إعداماً لشخص تعدى ظلمه, بل أرادوه إعداماً لأهل السنة جميعاً وجعلوا إعدامه تنكيلهم بأهل السنة في العراق وغير العراق.

2. ما السلبيات والإيجابيات من قتل الرئيس العراقي السابق ( صدام حسين ) على الوضع العراقي ؟

لا أظن أنه سيكون له أثر خارجي يتعلق بالوضع في العراق، سوى أنه سيقوي عاطفة العامة في تأييد المجاهدين ضد المحتل، ومن يعاونه من الرافضة، أما داخلي فسيزيد من تأييد عامة العراقيين من نصرة المقاومة، ودعمها، وزيادة في فهم حقيقة الرافضة وولائهم للمستعمر، يقول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، فالله تعالى يأخذ ويعطي، وفي كل خير، والعبرة بالباطن والعواقب، فالبشر جبلوا على حب عطاء الخير وبغض منعه، بل الإسراع إلى إنكار سلب الخير، والتضجر من ذلك، قبل التفكر في عاقبته، وهذا عند عامة الناس، إلا من شاء الله، وفي قوله تعالى في ختم الآية السابقة (والله يعلم وأنتم لا تعلمون) توجيه إلى التعلق بالأمر الغيبي الذي لا يعلم من التقدير، وكثير من الوقائع فيها من الحكم والمقاصد ما تقصر عنها أفهام الخلق، وفي تغييبها حكمة، ولو ظهرت لازدروها، لأنها لا تدرك حقيقتها لفظاً حتى يروها واقعة.

وفي هذا درس لحكام المسلمين الذين تسلطوا وظلموا، وغاب عنهم سلطان وقدرة الله عليهم، لعل فيه درساً لأولئك الذين ضيعوا حقوق العباد ورب العباد، والذين غيروا وبدلوا حكم الله وحدوده، ولعل فيه درساً للمتألهين في هذه الأرض، الذين عاثوا فساداً عشرات السنين بلا مراقبة لله، ولا محاسبة من أحد في الأرض، يئدون الإيمان ويقتلون الفضيلة وينفون الإحسان ويسدون أبواب الدعوة إلى الله يسجنون ويشردون ويعذبون ويقتلون ويضيعون شريعة الله، اغتراراً بسلطان المادة، فالله يغضب وينتقم وهو شديد الانتقام، وله سلطان في الأرض يسلطه على من يشاء بحكمة.

قال تعالى: ( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون).

هذا درس عظيم لمن أراد أن يعتبر، درس رأي العين، مثله ونظائره يقص في القرآن، قال تعالى: (فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ) بسبب الظلم، والمقصود من نزول وقص هذه القصص والحوادث (إن في ذلك لآية لقوم يعلمون )

إذا ظالم استحسن الظلم مذهبا ** ولج عتوا في قبيح اكتسابه

فكله إلى ريب الزمان فإنه** ستبدي له ما لم يكن في حسابه

فكم قد رأينا ظالماً متجبراً ** يرى النجم تيها تحت ظل ركابه

فلما تمادى واستطال بظلمه** أناخت صروف الحادثات ببابه

وعوقب بالظلم الذي كان يقتفي** وصب عليه الله سوط عذابه

يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : "إن الله يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته، (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد) رواه مسلم من حديث بريد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى .
يقول الشاعر :

عاقبة الظلم لا تنام وإن ** تأخرت مدة من المدد

ويكفي في ذلك قوله تعالى: (وقد خاب من حمل ظلما )

ومن الإيجابيات : أن يعرف المسلمون عداء الصفويين الرافضة لهم، وولائهم للنصارى بل واليهود في سبيل الانتقام منهم، وأن كل عداء يظهر بينهم ومقاتلة وتهديد هو تصنع، أو تقاتل أولياء يتآلفون سريعاً، فمقتدى الصدر الذي أظهر العداء لأمريكا في العراق بل وأظهر قتاله لها في مدينة الصدر، هو من سلمت أمريكا له صدام ليقتله ويشنقه بيده !

ومن أكبر حسنات صدام أنه أوقف المد الصفوي الذي يعيث في بغداد فساداً اليوم.

3. تضاربت آراء الناس في مقتل الرئيس العراقي صدام حسين حول :

أ ) هل يصلى عليه ؟ و إن قلنا بالصلاة فهل يصلى عليه صلاة الغائب ؟

هذا يتفرع عن القول بإسلامه، وصدام كان بعثياً، والبعث عقيدة كفرية، ولكن الذي أظهره في آخر أمره التوبة والرجوع إلى الإسلام، والتوبة الصادقة لا تبقي أثراً لما سلف، قال الله تعالى: (قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ)، وقال تعالى : (إِلاَّ مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) وقال في الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة، وهم النصارى (أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) وقال لكل مذنب مسرف (وَإِنِّى لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً) وأخرج مسلم وابن خزيمة عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الإسلام يهدم ما قبله .

ويكفي ما ظهر منه من إعلان الشهادتين قبل موته، وقبل ذلك مراراً، وأما التعلق بأنه لا يعرف معناها ولم يعمل بمقتضاها، فهذا ظن لا يثبت مع الأصل واليقين، إذ لم يظهر منه ما يخالفها يثبت ذلك الظن.


أما صلاة الغائب :

الصلاة على الميت مشروعة، على الصحيح وهو قول الشافعي والمشهور عن أحمد، وإذا قام بها البعض تسقط عن الباقين، ومن مات من المسلمين، في البلاد البعيدة، وقد صلي عليه، فلا يصلى عليه أياً كان رئيساً أو مرؤساً، حاكماً أو محكوماً، لا يصلى على الغائب إلا إذا وقع موته في بلد ليس بها من يصلى عليه وهذا الذي يظهر أنه عمل السلف من الصحابة والتابعين، وبهذا ترجم أبو داود في السنن، واختاره ابن تيمية.

وقال بعض الأئمة بالصلاة على الغائب المعروف بالصلاح المشتهر به المقتدى به، قال أحمد : " إذا مات رجل صالح صُلي عليه ".

ب) هل يترحم عليه وقد نطق بالشهادتين في آخر حياته ؟

يترحم على كل من ثبت إسلامه، وختم له به.

ج) هل يسمى شهيداً ؟ وهل يعد من أهل السنة ؟

لا، لا يسمى شهيداً، فما قاتل لأجل الإسلام ولا لرفع رايته، بل سمعناه ينادي عند دخول القوات الأمريكية بغداد يقول: (باسم البعث) ، وبقي حتى تم اعتقاله فيما يظهر، ثم أعلن تمسكه بالإسلام والعمل بالقرآن بعد ذلك .

والأصل في الأسير المقاتل لأجل راية الإسلام إذا قتله الأعداء الشهادة هذا عند عامة العلماء، وهذا مالم يتحقق فيه .

د) ما حكم إعلان الحداد عليه ثلاثة أيام ؟

الإحداد ليس للرجال بل هو خاص بالنساء يقول عليه الصلاة والسلام: ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً ) رواه البخاري ومسلم.

فيجوز للمرأة خاصة بالاتفاق، أن تحد على أي ميت تشاء ثلاثاً، ولا تزيد، وأما الرجل فلا، فقد مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة ولم يفعل شيء من ذلك، مات ابنه إبراهيم وبناته الثلاث، وقد قُتل في زمانه أمراء جيش مؤتة وهم من خيرة الصحابة: زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة .

وقد مات خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ولم يحد عليه أحد من الصحابة، ومات خلفاؤه كذلك وهكذا في القرون المفضلة ومن جاء بعدهم .

وهذا النوع من الإحداد من إحداثات المتأخرين.

والواجب على الأمة المسلمة الإعداد، وليس الإحداد ..

المصدر :

شبكة نور الإسلام
__________________
قال بعض أهل العلم : ( على قدر انكسارك لله تقرب من الله ويرفعك الله )

واحياءاه مـن إلـه السمـاءِ *** واحياءاهُ مِـنـهُ كُـلَّ الحيـاءِ
واحيـاءاه منـكَ إني ظـلـومٌ *** وجهولٌ من أعظمِ الـجُهَلاءِ

آخر من قام بالتعديل محمود السعيدان; بتاريخ 04-01-2007 الساعة 04:15 PM.
محمود السعيدان غير متصل  


قديم(ـة) 04-01-2007, 04:24 PM   #2
محمود السعيدان
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 124
فتوى جديدة وعظيمة صدرت بعد إعدام صدام : ( فَصْلُ الكَلامِ في الحُكمِ على صَدَّام ) :

بسم الله الرحمن الرحيم

فَصْلُ الكَلامِ في الحُكمِ على صَدَّام

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد .

فقد ترددت كثيراً في كتابة هذه الكلمات .. وكنت أحسب ما كتبته في مقالي " الموقف من صدام حسين والحكم عليه " والمؤرخ بتاريخ 17/10/1427 هـ/ 8/11/2006م، كافياً وحاسماً للمسألة .. ولكن لما رأيت بعض دعاة الفضائيات وغيرهم ـ لغرض في نفوسهم ـ قد ترجلوا على الأموات ـ وتركوا الأحياء ـ ليتألُّوا على الله .. ويحجِّروا رحمة الله على عباده .. ويحيلوا بين توبة العباد وربهم .. وكأن الأمر لهم وبيدهم، والله تعالى يقول لسيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}آل عمران:128. فكيف بهؤلاء المتألين على الله.


وبعضهم من حكم على صدام حسين بالكفر .. ولم يرض منه حسن خاتمته .. وفي نفس الوقت تورع عن الكلام عن توبته .. وهل تُقبل منه أم لا .. وفات هؤلاء أن الحكم على معينٍ بالكفر .. والقول بموته على الكفر .. يمنع من الحديث عن التوبة؛ إذ لا يجوز إقحام التوبة والحديث عنها في مورد الجزم على معين بأنه مات على الكفر البواح .. وهو من التناقض الذي لا يقبله نقل ولا عقل ! .


وبعضهم من وقف بين المنزلتين كضلال المعتزلة .. فلم يحكم للرجل بكفر ولا إسلام .. وهذا لعمر الحق عين الضلال الذي لا يخفى على صغار المسلمين .. وما حمل هؤلاء على التوقف إلا رغبة منهم في مرضاة ومجاملة الفريقين معاً؛ الذين يرون إسلامه والذين يرون خلاف ذلك ! .


وبعضهم من استخف بالرجل وصغَّره وحقَّره .. وذكر أنه لا يستحق الذكر أو الاهتمام .. وفي نفس الوقت يؤكد أن إعدام الرجل له بُعد سياسي طائفي .. وصليبي .. يمس دين وكرامة وعزة الأمة .. فيحتار العقل في التوفيق بين أول كلامه وآخره ! .


وبعضهم من تكلف الورع والتقوى .. ودعا المسلمين ـ عملاً بالسنة ـ بأن يذكروا محاسن موتاهم .. ويُمسكوا عن الخوض فيما كان منهم من ظلم وعملٍ سيء .. ثم هو في نفس الوقت .. لم يدع شاردة ولا واردة عن الرجل مما يُسيئه .. إلا وكشفه ونبشه .. ونشره .. فكيف نوفق بين أول كلامه وآخره!
وبعضهم من حاول أن يشق عن بطن وباطن الرجل .. ويجزم بأنه قال الشهادة قبل إعدامه نفاقاً .. وفات هؤلاء أن الأحكام تُبنى على الظاهر .. كما فاتهم حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- لأسامة لما طعن الرجل فقتله بعد أن قال لا إله إلا الله ـ اعتقاداً وظناً منه أنه قالها فرقاً وخوفاً من السلاح ـ فقال له -صلى الله عليه وسلّم-:" أشققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا .."؟!


قال أسامة: يا رسول الله استغفر لي، قال -صلى الله عليه وسلّم-:" كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة "؟! قال: فجعل لا يزيد على أن يقول:" كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة "؟! متفق عليه.


وقال -صلى الله عليه وسلّم-:" إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم "مسلم.
قال ابن تيمية رحمه الله في الصارم: ولا خلاف بين المسلمين أن الحربي إذا أسلم عند رؤية السيف وهو مُطلَق أو مُقيد يصح إسلامه، وتُقبل توبته من الكفر، وإن كانت دلالة الحال تقتضي أن باطنه خلاف ظاهره ا- هـ. وذلك لأن الأحكام في الدنيا تُبنى على الظاهر .. والله تعالى يوم القيامة يتولى الظاهر والسرائر.


وبعضهم من خلط بين الحديث عن ماضي الرجل .. وبين الحكم عليه وعلى خاتمته ـ موطن الخلاف ـ هل مات مسلماً أم مات كافراً .. وعدَّ الحكم على الرجل بالإسلام بمثابة من يرضى تاريخ الرجل .. وما يُنسب إليه من مظالم .. وهدد مخالفه وخوفه ـ إن لم يتراجع ـ بأن الله سيحشره معه حاملاً عليه الحديث" يُحشر المرء مع من أحب " .. وهذا عين الجهل والظلم .. وعين التألي على الله .. فهؤلاء لم يميزوا بين العدل والإنصاف الذي أمرنا به ربنا -عزّ وجلّ- في قوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}المائدة:8. وبين حب المرء لشخصٍ معين لما يُنسب إليه من خصال وصفات ـ سواء كانت حميدة أم مذمومة ـ والتي عليه يُحمل قوله -صلى الله عليه وسلّم-:" يُحشر المرء مع من أحب ". نسأل الله تعالى أن يحشرنا مع نبيه وأصحابه، والصدّيقين والشهداء .. اللهم آمين.


كذلك فات هؤلاء الذين يستشرفون الدعوة والتوقيع عن الله ـ بغير علم ـ أن المسلم يمكن أن تجتمع فيه الخصال التي يُحَب ويوالى لأجلها .. والخصال التي يُبغض ويُجافى لأجلها .. وفي آنٍ واحد .. هذا الاعتقاد والإنصاف من أبرز ما يميز أهل السنة والجماعة عن غيرهم وبخاصة الخوارج الغلاة!
فقد ثبتت شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلّم- لأهل الكبائر ممن يموتون على التوحيد .. وعلى شهادة التوحيد، كما في الحديث:" أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله مخلصاً من نفسه " البخاري.


وقال -صلى الله عليه وسلّم-:" إني أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة ".


ولهؤلاء الدعاة الذين ترجلوا وتشجعوا .. وطاب لهم الحديث عن الطغيان والطغاة بعد صمت سئمته منهم الأمة .. نقول: أين حديثكم عن الطغيان والطغاة، والكفر والكافرين يوم كان الرجل حيَّاً وحاكماً .. ويُقاتل الشيعة الروافض من جهة بلاد فارس .. راداً لخطرهم وزحفهم عن الأمة[1]؟!


أين حديثكم عن الطغاة الأحياء .. وعن طغيانهم وظلمهم .. الذين لا يزالون يسومون البلاد والعباد الكفر والظلم والفقر .. أم أنكم تنتظرون حتى يُصبحوا في عالم الأموات .. وأثراً بعد عين .. وبعد أن تسمح أمريكا .. والأجواء العامة .. والسياسات العامة للأنظمة الحاكمة بالحديث والكلام .. فتترجلون حينئذٍ .. وتتكلمون .. وتبينون؟!


مثلكم مثل: من يصمت وقتما يجب عليه البيان، ويتكلم وقتما يجب عليه الصمت ! .


فإن عُلم ذلك، نعود للحديث ثانية عن صدام .. وعن حكم الإسلام في صدام، فأقول مستعيناً بالله تعالى: نعم؛ صدام حسين قد مات مسلماً ـ ولله الحمد ـ رحمه الله .. وغفر له وعفى عنه .. وأسكنه فسيح جناته .. هذا الذي تُلزم به أدلة الكتاب والسنة .. رضي من رضي وأبى من أبى .. فالحكم ليس لي ولا لكم وإنما لله الواحد الأحد .. وهذا لا يعني أننا نجزم للرجل بجنة أو نار .. فهذا مرده إلى الله تعالى .. فمن عقيدة أهل السنة والجماعة أن لا يُشهد لمعيَّنٍ من أهل القبلة بجنة أو نار .. إلا من ورد بحقه نص وهذا قد مضى وتم.


فإن قيل: أين الدليل على هذا الحكم ..؟!


أقول: إضافة إلى ما ذكرته في مقالي المشار إليه أعلاه " الموقف من صدام حسين والحكم عليه " إذ لا بد للقارئ من أن يجمع بين ما قلته هناك وما سأقوله هنا .. فباجتماع القرائن والأدلة بعضها مع بعض .. تنجلي الحقائق وتستبين.


فأعيد وأكرر، فأقول: من توفيق الله تعالى لهذا الرجل ـ إضافة لما ذكرته عنه في مقالي الآنف الذكر ـ أن جعل آخر عهده وكلماته التي فارق بها هذه الحياة الدنيا نطقه لشهادتي التوحيد " أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله " .. وكانت قتلته شنقاً على يد الغزاة الصليبيين المعتدين وعملائهم الخونة من الشيعة الروافض .


نطق بالشهادتين .. وكرر نطقه بهما .. في ظروف يسودها الخوف والإرهاب .. والرعب .. وشماتة الأعداء وبذاءتهم .. غير آبه بكل ذلك .. مما دل على توفيق الله له، وتسديده وتثبيته ! .


لا يحسبنَّ المرء أن الموت على شهادة التوحيد ـ بحيث تكون آخر كلمات المرء التي يودع بها الدنيا ـ سهل ـ كما زعم أحد دعاة الفضائيات ـ من دون توفيق الله وتسديده له .. فكم من امرئٍ تمنى وحرص على أن يموت على كلمة التوحيد .. فمات على غيرها .. وفاجأه الموت من دون أن يتمكن من قولها .. نسأل الله تعالى السداد والثبات وحسن الختام.


فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنه قال:" ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " مسلم.


وقال -صلى الله عليه وسلّم-:" من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة "[2].


وقال -صلى الله عليه وسلّم-:" من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوماً من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه ".


وعن طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- قال سمعت النبي -صلى الله عليه وسلّم- يقول:" إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه، ونفَّس الله عنه كربته ". فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: إني لأعلم ما هي. قال: وما هي؟ قال: تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر بها عمه عند الموت:" لا إله إلا الله "؟ قال طلحة: صدقت؛ هي والله هي[3].


وقال -صلى الله عليه وسلّم-:" إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعةً وتسعين سجلاً؛ كل سجلٍّ مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئاً؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ يقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم فيُخرج بطاقة فيها، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول:
احضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة، وما هذه السجلات؟! فقال: فإنك لا تُظلم، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله شيء "[4].


فهذا عنده تسع وتسعون سجل مليئة بالخطايا والذنوب .. كل سجل طوله وامتداده مثل مد البصر .. ومع ذلك قد رجحت عليهنَّ " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله "! .


ومن وصية نوح -عليه السلام- لابنه:" آمرك بلا إله إلا الله؛ فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهنَّ، ولو أن السماوات السبع والأراضين السبع كنَّ حلقةً مبهمةً لقصمتهنَّ لا إله إلا الله "[5].


وقال -صلى الله عليه وسلّم-:" إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع؛ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " متفق عليه. فالعبرة بالخواتيم وبما يُختم به على المرء .. فاسألوا الله الثبات وحسن الختام.


وقال -صلى الله عليه وسلّم-:" لا تعجبوا بعمل أحدٍ حتى تنظروا بما يُختم له؛ فإن العامل يعمل زماناً من دهره بعملٍ صالح لو مات عليه دخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملاً سيئاً، وإن العبد ليعمل زماناً من دهره بعملٍ سيء لو مات عليه دخل النار، ثم يتحول فيعمل عملاً صالحاً، وإذا أراد الله بعبدٍ خيراً استعمله قبل موته فوفقه لعملٍ صالح، ثم يُقبض عليه "[6].


ومن توفيق الله لهذا الرجل .. أنه شعر بدنو أجله قبل أوانه .. وأن إعدامه سيكون خلال أيام .. وذلك بعد سماعه لحكم الإعدام من قبل أعدائه أعداء الأمة .. مما حمله ـ وقبل أيام من إعدامه .. كما ينقل ذلك عنه أعداؤه وشانئوه ـ على الإكثار من الصلاة وتلاوة القرآن .. والإقبال على الله .. وهذه قرينة معتبرة لا يُمكن تجاهلها .. تُذكر للرجل لمن يريد أن يتصدر الحكم عليه ! .


قال -صلى الله عليه وسلّم-:" قال لي جبريل: لو رأيتني وأنا آخذُ من حالِ ـ أي من طين ـ البحرِ فأدُسُّه في فمِ فِرعون مخافةَ أن تُدرِكَه الرحمةُ "[7].


أي مخافة أن يقول لا إله إلا الله .. فيموت عليها .. فتدركه الرحمة بسبب ذلك .. وفرعون هو هو .. الذي قال عن نفسه:{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}القصص:38. {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}النازعات:24.


ومما يُذكر للرجل كذلك أنه عُوقِب في الحياة الدنيا بما عاقَبَ فيه .. قبل أن يلقى ربَّه: فهجَّر الناس .. فهُجِّرت عائلته وشُرِّدَت .. وقتل أبناء الناس .. فقُتِل أبناؤه .. وسَجنَ فسُجِن .. وعذَّب فعُذِّب .. وقتَلَ فقُتل .. فلم يفعل شيئاً في الناس مما يؤخذ عليه إلا وفُعل فيه وفي عائلته وأبنائه .. وهذا لا شك أنه من البلاء الذي يُكفِّر الخطايا والآثام .. ويطهر الرجل بإذن الله .. فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنه قال:" ما يُصيب المؤمن من وصَبٍ ولا نصبٍ، ولا غمٍّ، ولا همٍّ، ولا حزنٍ حتى الشوكة يُشاكها إلا كفَّر من خطاياه " متفق عليه.


وقال -صلى الله عليه وسلّم-:" إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلُغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله، أو في ولده، ثم صبَّره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت من الله تعالى ".


وقال -صلى الله عليه وسلّم-:" إن عِظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السَّخَطُ "[8].


وقال:" لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة، في جسده وأهله وماله، حتى يلقى الله -عزّ وجلّ- وما عليه خطيئة "[9].


وقال -صلى الله عليه وسلّم-:" ما من مؤمنٍ يُشاكُ بشوكةٍ في الدنيا يحتسبُها؛ إلا قصَّ بها من خطاياهُ يوم القيامة "[10].


وقال -صلى الله عليه وسلّم-:" ما من مصيبةٍ تصيبُ المسلمَ؛ إلا كفر الله عنه بها، حتى الشوكَةِ يُشاكُها " متفق عليه. وفي رواية لمسلم:" إلا رفعه الله بها درجةً وحطَّ عنه بها خطيئةً ". وقال -صلى الله عليه وسلّم-:" إذا اشتكى المؤمنُ؛ أخلصَهُ الله من الذنوب كما يُخلِصُ الكيرُ خبَثَ الحديد "[11]. ولا يختلف اثنان على شدة البلاء الذي نزل بساحة الرجل .. وبخاصة في سنوات اعتقاله .. وعلى صبره وتجلده على البلاء .. وهذا جانب معتبر .. ينبغي النظر إليه لمن يستشرف الحكم على الرجل .. وعلى آخرته .. وخاتمته.


وما يُذكر ويُقال كذلك : أن الرجل لم يعد يَنظر للأمور والأشياء من خلال معتقله .. وما حل به من بلاء .. كما كان ينظر إليها من خلال قصوره وهو في حكمه وملكه .. وحوله بطانة تزين له السوء .. وتجمِّل له القبيح، وتقبح له الجميل .. ولا يُرد له قول .. وبالتالي لا يجوز الحكم عليه من خلال النظر إليه كيف كان .. وإنما من خلال النظر إلى مآله وحاله الذي خُتم له به .. والله تعالى أعلم.


هذه بعض أدلتنا التي حملتنا على القول بإسلام الرجل .. وأنه قد خُتم له بالإسلام ـ ولله الحمد ـ لا ينبغي التردد في ذلك .. كما لا ينبغي للشباب المسلم أن يختلفوا حول ذلك .. نسأل الله تعالى بأن يرحمه ويعفو عنه، ويغفر له ذنوبه .. ولجميع أموات المسلمين .. اللهم آمين.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


---------------------------------------------------------------------------
[1] كان كثير منهم ـ وهو في ملكه وحكمه ـ يمدحه ويُطريه ويكتب فيه القصائد والمدائح .. ولما نزلت بساحته البلايا والمنايا .. ووصل إلى ما وصل إليه .. انقلبوا عليه .. ولعنوه .. وكفروه .. وأحسنهم الساكت الذي تخلى عنه ـ في وقت الشدة ـ منكراً لمعروفه وفضله عليه .. من هؤلاء الأخوان المسلمين السوريين .. فالرجل فتح لهم البلاد ـ يوم أن أغلقت في وجوههم جميع بلاد العالم ـ وأعطاهم المال .. وفتح لهم معسكرات التدريب .. ومنحهم البيوت والسيارات .. والجواز العراقي للتنقل والسفر .. وفتح لهم حدوده مع سورية .. وأعطاهم صلاحيات أن يتصرفوا كدولة ضمن دولة .. وظل ذلك لأكثر من عشرين عاماً .. وكانوا في وقتها .. لا يترددون في مدح الرجل وإطرائه .. ولما وصل إلى وصل إليه .. وانتهت به المقادير إلى أن يُعلَّق على حبل مشنقة الصليبيين وعملائهم من الشيعة الروافض .. تنكَّروا له ولمعروفه .. واستكثروا عليه بياناً أو كلمة رثاء .. أو إنصاف .. مجاملة ومواكبة للرأي العام العالمي والعربي الرسمي .. وهذا والله ليس من الوفاء!
المطعم بن عدي كان كافراً مشركاً، ومات على الكفر والشرك .. لكن في حياته قد أجار النبي -صلى الله عليه وسلّم- لأيامٍ معدودات .. ليرد عنه بعض أذى المشركين .. لم ينسها له النبي -صلى الله عليه وسلّم- ـ حاشاه ـ فتذكرها له يوم أن وقع صناديد كفار قريش أسرى بأيدي المسلمين، وكان تعدادهم سبعين رجلاً .. قال -صلى الله عليه وسلّم-:" لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلمني في هؤلاء النتن ـ يعني أسرى بدر ـ لأطلقتهم له " .. مكافأة له .. فتأمل!
[2] قال الشيخ ناصر في الجنائز: أخرجه الحاكم وغيره بسند حسن.
[3] قال الشيخ ناصر في الجنائز: أخرجه أحمد وإسناده صحيح.
[4] صحيح سنن الترمذي: 2127.
[5] صحيح الأدب المفرد: 426.
[6] أخرجه أحمد وغيره، السلسلة الصحيحة: 1334.
[7] أخرجه الطيالسي، والترمذي، والحاكم، وأحمد، السلسلة الصحيحة: 2015.
[8] صحيح سنن الترمذي: 1954.
[9] صحيح الأدب المفرد: 380.
[10] صحيح الترغيب: 3411.
[11] أخرجه الطبراني وغيره، صحيح الترغيب: 3417.


عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "


14/12/1427 هـ - 3/1/2007 م.


www.abubaseer.bizland.com

www.altartosi.com

لحفظ هذه الفتوى اضغط هنا
__________________
قال بعض أهل العلم : ( على قدر انكسارك لله تقرب من الله ويرفعك الله )

واحياءاه مـن إلـه السمـاءِ *** واحياءاهُ مِـنـهُ كُـلَّ الحيـاءِ
واحيـاءاه منـكَ إني ظـلـومٌ *** وجهولٌ من أعظمِ الـجُهَلاءِ

آخر من قام بالتعديل محمود السعيدان; بتاريخ 04-01-2007 الساعة 04:29 PM.
محمود السعيدان غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 02:44 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)