بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » رائعــــة : ...:::~lll قصة أم ابراهيم العابدة مع عبدالواحد البصري lll~:::...

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 15-02-2007, 08:27 PM   #1
راعي بريدة
عـضـو
 
صورة راعي بريدة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
البلد: في أرضِ الله...
المشاركات: 548
رائعــــة : ...:::~lll قصة أم ابراهيم العابدة مع عبدالواحد البصري lll~:::...

بسم الله الرحمن الرحيم


..:: قصة أم ابراهيم العابدة مع عبدالواحد البصري ::..


قال أبو جعفر احمد ابن جعفر ابن اللبان رحمه الله في كتابه المسمى " تنبيه ذوي الأقدار على مسالك الأبرار " روي انه كان بالبصرة نساء عابدات ، وكانت منهن ام ابراهيم الهاشميه ، فأغار العدو على ثغر من ثغور المسلمين، فأنتدبت الناس للجهاد، فقام عبدالواحد ابن زيد البصري الزاهد في الناس خطيباً ، فحرضهم على الجهاد وكانت ام ابراهيم هذه حاضرة في مجلسه ، وتمادى عبدالواحد على كلامه ثم وصف الحور العين وذكر ماقيل فيهن وأنشد في صفة حوراء :


[poem=font="Arabic Transparent,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
غــادة ذات دلالٍ ومــرح= يجـد الناعـت فيها ما اقـترح
خـلـقت مـن كل شيٍء حسن =طيـب و اللـين مـنها مـطرح
زانهـا الله بـوجـهٍ جـمعـت= فيه اوصـاف غـريبات الملـح
وبعـين كحـلها مـن دعجها =وبخـدٍ مسـكة فـيه رشـح
ناعــم يجري على صفحـتها =نـضـرة الملك ولألاء الفـرح
أتــرى خـاطبها يسمعهــا =إذ تـدير الكاس طـوراً والقدح
في ريـاضٍ مـونق نرجس = كلـمـا هـب له الـريح نفح
وهي تـدعـوه بــودٍ صـادقٍ =مـلاء القـلب به حتى طـفح
ياحبيبــاً لست اهـوى غـيره =بالخـواتـيـم يـتـم المفتتـح
لاتكــونن كمـن جـد إلى=منتــهى حــاجته ثم جمـح
لا فما يخـطب مثلي من سهــا= إنمـا يخـطب مثـلي مـن ألح[/poem]


قال : فماج الناس بعضهم في بعض واضطرب الناس ، فوثبت ام ابراهيم من وسط الناس وقالت لعبد الواحد :يا ابا عبيد الست تعرف ولدي إبراهيم ورؤساء أهل البصرة يخطبونه على بناتهم ،وانا لم ارض به عليهم فقد والله أعجبتني هذه الجاريه وانا ارضاها عروساً لولدي ، فكرر ماذكرت من حسنها وجمالها فأخذ عبد الواحد في وصف حوراً ثم أنشد :


[poem=font="Arabic Transparent,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تولد نـورا النور من نور وجهها =فمازج طيب الطيب من خالص العطر
فلو وطئت بالنعل منها على الحصى= لأعشبت الاقـطار من غـير ما قطر
ولو شئت عقد الخصر منها عقدته= كغصن من الريحان ذي ورق خضـر
ولو تفـلت في البحر شَهْد رُضَابِهَا= لطاب لأهل البر شرب من البحـر
يكاد أختلاس اللحظ يجرح خدها =بجارح وهم القلب من خارج البشر[/poem]


قال فأضطرب الناس اكثر، فوثبت ام ابراهيم وقالت لعبدالواحد: يا ابا عبيد والله قد اعجبتني هذه الجارية وانا ارضاها عروساً لولدي فهل لك ان تزوجه بها ؟ وتاخذ مني مهرها عشرة الآف دينار ، ويخرج معك في هذه الغزوة ، فلعل الله تعالى يرزقه الشهادة فيكون شفيعاً لي ولابيه في القيامه فقال لها : عبدالواحد لئن فعلت هذا لتفوزين انت وولدك فوزاً عظيماً ، ثم نادت ولدها يا ابراهيم فوثب من وسط الناس وقال لبيك يا اماة قالت : يابني أرضيت بهذه الجاريه زوجةً ، ببذل مهجتك في سبيل الله تعالى وترك العود في الذنوب ، فقال الفتى: أي والله يا اماة رضيت أيّ رضى فقالت : اللهم إني اشهدك أن ولدي هذا رضي بهذه الجاريه ببذل مهجته في سبيلك وترك العود في الذنوب ، فتقبله مني يا ارحم الراحمين قال : ثم انصرفت فجاءت بعشرة آلاف دينار ، وقالت : يااباعبيد هذا مهر الجارية تجهز به الغزاة في سبيل الله تعالى وانصرفت ، فابتاعت لولدها فرساً جيداً واستجادت له سلاحاً ، فلما خرج عبدالواحد خرج ابراهيم يغدو والقراء حوله يقرؤن ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [111 :التوبة.]


قال : فلما ارادت فراق ولدها دفعت إليه كفناً وحنوطاً وقالت له : أي بني إذا أردت لقا العدو فتكفن بهذا الكفن وتحنط بهذا الحنوط وإياك ان يراك الله تعالى مقصراً في سبيله، ثم ضمته إلى صدرها وقبلت بين عينيه، وقالت : يابني لاجمع الله بيني وبينك إلا بين يديه ، في عرصات القيامه .قال عبدالواحد: فلما بلغنا بلاد العدو ونودي بالنفير وبرز الناس في القتال برز ابراهيم في المقدمة فقتل من العدو خلقاً كثيراً ثم اجتمعوا عليه فقتل ، قال عبدالواحد : فلما أردنا الرجوع إلى البصره قلت لإصحابي لاتخبروا أم ابراهيم بخبر ولدها حتى القاها بحسن العزاء لئلا تجزع فيذهب أجرها .


قال : فلما وصلنا إلى البصرة خرج الناس يتلقوننا وخرجت ام ابراهيم فيمن خرج قال عبدالواحد :فلما بصرت بي قالت : يا ابا عبيد هل قُبلت مني هديتي فأُهنأ ام ردت علي فأُعزّى؟ قلت لها : قد قبلت هديتك ، والله إن ابراهيم حي مع الاحياء يرزق ، قال : فخرت ساجدة لله تعالى شكراً وقالت : الحمدلله الذي لم يخيب ظني وتقبل نسكي مني ، وأنصرفت فلما كان من الغد اتت إلى مسجد عبدالواحد فنادته، السلام عليك يا ابا عبيد ، بشراك فقال : لا زلت مبشرة بالخير فقالت له : رأيت البارحه ولدي ابراهيم في روضةٍ حسناء ، وعليه قبة خضراء ، وهو على سرير من اللؤلؤ وعلى رأسه تاج واكليل ، وهو يقول لي يا اماه ابشري فقد قبل المهر وزفت العروس . *



اخترتها لكم من كتاب :

( مشارع الأشواق الى مصارع العشاق و مثير الغرام الى دار السلام )

http://www.fileflyer.com/view/RmvVTBj




اخوكم :
راعي بريدة ..
__________________
::
قال الإمام عبدالله عزام ـ رحمه الله ـ :


" تظنون المبادئ لعبة أو لهوا أو متاعاً، يبلغها إنسان بخطبة منمقة مرصعة بالألفاظ الجميلة، أو يكتب كتاباً يطبع في المطابع ويودع في المكتبات، لم يكن هذا أبداً طريق أصحاب الدعوات!! إن الدعوات تحسب دائماً في حسابها أن الجيل الأول الذين يبلغون؛ هؤلاء يُكبّرون عليهم أربعاً في عداد الشهداء "
::
راعي بريدة غير متصل  


قديم(ـة) 17-02-2007, 05:34 PM   #2
محمود السعيدان
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 124
الله اكبر .

يالها من قصة مبكية ومؤثرة جداً .

لقد شوقتنا للجنان والحور الحسان لا حرمنا الله منها .

وجزاك الله خيراً .
__________________
قال بعض أهل العلم : ( على قدر انكسارك لله تقرب من الله ويرفعك الله )

واحياءاه مـن إلـه السمـاءِ *** واحياءاهُ مِـنـهُ كُـلَّ الحيـاءِ
واحيـاءاه منـكَ إني ظـلـومٌ *** وجهولٌ من أعظمِ الـجُهَلاءِ
محمود السعيدان غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:49 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)