بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » وقفتان في الرد على مقال محمد المحمود [ المستقبل يصنعه الإنسان]

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 28-03-2007, 02:17 AM   #1
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
وقفتان في الرد على مقال محمد المحمود [ المستقبل يصنعه الإنسان]

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مقالة كتبها أخٌ فاضل من محافظة البكيرية في الرد على محمد بن علي المحمود -الكاتب في جريدة الرياض:
[p5s][/p5s]


بسم الله الرحمن الرحيم
لقد اطلعت على مقال كتبه الكاتب في جريدة الرياض محمد بن علي المحمود في يوم الخميس 15 ذي الحجة 1427هـ - 4 يناير 2007م - العدد 14073 وكان عنوانه :[ الإرادة الإنسانية... المستقبل يصنعه الإنسان] . ولي معه وقفتان ، سائلاً الله تعالى أن يوفقني للسداد فأقول مستعيناً بالله :

.الوقفة الأولى : ( مع العنوان ! )

عنوان المقال مجمل ، لأن الكاتب هداه الله لم يحدد ماهية هذا المستقبل الذي يصنعه الإنسان ،فما هذا المستقبل المعني ؟ وما هي الصنعة ؟ فإن كان يريد المستقبل الدنيوي ، ويعني بالصنعة كل ما تعنيه من تطور ، وتقنية واختراعات ، فهذا لا يحتاج لمقال ، إذ لا يتصور أن يأتي كائن من كوكب آخر ليصنع للإنسان مستقبله !.
أما إن كان يريد بالمستقبل ، ما ستؤل إليه البشرية جمعاء ، بعد الموت ، من البعث والنشور ، فهذا حق ، فأنت تصنع مستقبلك ، تصنعه بما تعمله في دار العمل ، ودار الحرث هذه الحياة الدنيا ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر . { فأما من طغى ، وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى * وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى }.

أما إن كان يريدي بالمستقبل ؛ المستقبل الدنيوي ، إذ لا يمكن أن يصنع الإنسان مستقبله الدنيوي إلا
( بالحرية المطلقة ) وهي ما أسماها بـ ( الانعتاق ) والتحرر من الخلفيات ( العقدية ) التي تقيد الإنسان ، وتحد من إرادته – كما فعل الأوربيون حينما انقلبوا على الكنيسة - فقد خاب ظن الكاتب ، فإنه لا خير في هذه الصناعة التي تريدها بعيدة عن الوحي ، وإن الإنسان لا يجوز له أن يصنع منهجه وسلوكه وعقيدته ويحكم إرادته إلا بما شرعه الله وسوى ذلك فكسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.
فكل ذلك مسطور في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم ، مقرراً الدين الذي أوجب على جميع الثقلين الأخذ به والتدين به ، وجعل مصير من أعرض عنه الخسارة والهلاك فقال : { إن الدين عند الله الإسلام } . وقال سبحانه : { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ، ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون }. وقال تعالى : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } وقال تعالى محدداً المنهج الذي ينبغي على كل الثقلين الإنس والجن انتهاجه وسلوكه : { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } وأوضح الله هذا السبيل والطريق والواجب سلوكه فقال : { اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضالين } وأفسر الله تعالى عن أولئك المنعم عليهم فقال : { ومن يطع الله ورسوله ، فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم : من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً }.
فأوجب الله تعالى على الثقلين طاعته ، والسير على منهجه ، و التمسك بدينه دين الإسلام ، وجعل مآل من أعرض عن دين الإسلام عقيدة وسلوكاً ومعاملةً ؛ الخسارة .
فلم يخير الله تعالى الإنسان في أن يسلك ما يريد من الطرق والأديان والمناهج بل اثبت ضد ذلك حيث أثبت أن الحق لو اتبع أهواءهم لفسدت السماوات والأرض فقال جل وعلا : { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما } وقال : { ولو اتبع الحق أهواءهم لفسد السماوات والأرض } .

فالمستقبل لا يصنعه الإنسان بالسلوك والنهج والطريق المخالف لمراد الله بل بما شرعه الله ، ولا خيرة له بذلك ، بل هو وحي يوحى ، يجب عليه أن يسلك الطريق الذي أوضحه الله تعالى في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه الشريعة كاملة غير قابلة للاختراع والزيادة أو النقص ، كما قال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }.
ثم إنك إذا سرت على هذا الطريق والنهج والعقيدة التي أرادها الله لخلقه ، حينها تعرف مدى الحرية التي في دين الإسلام ومدى السعة التي فيه ، ففي دين الإسلام قطعيات وثوابت ونصوص لا مجال للاجتهاد معها ، وفيه ما هو محل اجتهاد المجتهد المحصل شرط الاجتهاد .

فللأسف كعادة الكاتب فهو يستخدم الألفاظ المجملة والتي قد لا يعرف القارئ مراد الكاتب منها ، إلا أننا والحمد لله من خلال متابعتنا لكتابات هذا الكاتب فإننا نجد لمجمل كلامه محكماً نحمله عليه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

الوقفة الثانية : ( الإرادة – الانعتاق- التحرر )

كرر الكاتب المحمود هداه الله هذه المفردات ، و يتضح المراد من هذه المفردات لمن كرر قراءة المقال ، وربط جمله بعضها ببعض ، مع معرفته بكتابات هذا الكاتب . وباختصار : فإن الكاتب هداه الله ، يقصد بهاتين المفردتين ، أن الفرد لا يمكن أن يصنع عالماً ، أو يغير في العالم ، حتى تكون له إرادة، ولا يمكن أن نعتبر هذه الإرادة إرادة ذات اعتبار حقيقي حتى تنعتق ، من أسر ( الحتميات ) فما الحتميات التي يريد المحمود للفرد أن ينعتق منها ؟!
إنها كل ما يعيق حرية الفكر ، واتخاذ القرار ، من خلفيات (عقدية) ، أو معرفية مكتسبة من خلال التجربة والبرهان ، أو تاريخية وهذا يتضح أيما اتضاح من خلال المقتبسات التالية ، يقول هداه الله :

1- " لم يتغير الواقع الإنساني الذي كان في يوم من الأيام مستقبلا في الوعي إلا عندما تحركت الإرادة الإنسانية؛ بوصفها فاعلا حاسما في التاريخ، [أي في الصيرورة التي لا تخضع لتصورات الحتمية]؛ كما هي في الفلسفة واللاهوت. إنه [انعتاق شعوري؛ حرر الواقع الإنساني]؛ بصرف النظر عن (نسبية) هذا الانعتاق في الواقع (أو في الحقيقة!)، وإنما لمجرد كونه نوعا من التصور الذي يجعل[ الأولوية للإرادة الإنسانية]، ومن ثم للفعل الإنساني في [تحديد المصير] ."ا.هـ
فهو هنا يشير إلى أن الواقع الإنساني لم يتغير إلا عندما تحركت الإرادة الإنسانية وهي بعيدة عن الحتميات ، بمعنى عندما اتصفت بالحرية المطلقة .
ويتبين هذا من خلال ما وضعت عليه المعقوفتين ، كما يتبين من خلال ما يلي :
2- "من الذي يحدد مصير الإنسان : فردا وجماعة ؟. هل هو الوعي الإنساني [المتحرر من الحتميات] الداخلية (البيولوجية...إلخ) والحتميات الخارجية (مجموعة الأسباب الطبيعية والحتمية التاريخية)، أم هو شيء خارج الإنسان ؟، أم ليس هو هذا ولا ذاك "ا.هـ
فهنا كرر الكاتب لفظة التحرر من الحتميات لكنه فصل وبين ماهية هذه الحتميات ، فبين أنها :
*- إما أن تكون حتميات ناتجة عن سبب داخلي وهي النتيجة الحتمية الناتجة عن تفاعل نفسي داخلي وهي التي سماها ( بيلوجية ).
*-وإما أن تكون نتيجة حتمية ناتجة عن سبب خارجي ، إما طبيعي ، كالتجارب والمعارف المكتسبة ، أو تاريخية ، ويدخل في هذا الإرث الديني كالعقائد التي تحدد مجال العقل ، وتبين الحدود التي لا يجوز له أن يتجاوزها .
3- " تحرير الإنسان من أسر الطبيعة، ومن أسر التاريخ، ومن أسر الإنسان. "ا.هـ
4- " لا أريد أن أتحيز إلى تهميش الحتميات؛ بقدر ما أريد التأكيد على [قدرة الإرادة الإنسانية على تجاوزها، والتحرر منها]؛ مع الإقرار بنسبية هذا التحرر. بل إن حضورها الطاغي أحيانا هو ما [يبعث روح التحدي إزاءها، ويجعل من التحرر منها تحقيقا لتحرر الإرادة الإنسانية مما سوى الإنساني]. "ا.هـ

قلت : تأمل ما يعنيه الكاتب المحمود ، في قوله الإرادة الإنسانية ، و قوله الإنعتاق ويتبين ذلك اكثر إذا تأملت المقتبس التالي ، قال :
5- " إن الإرادة التي لا تمتلك[ أولوية الفعل ]، ليست إرادة، وإنما هي شبح إرادة، يراد منها تثبيت الحتميات في صلب الوعي الإنساني. ولا شك أن هذا نفي حاد للإنسان؛ إلى درجة وضعه خارج الإدراك في الحقيقة، فضلا عن وضعه خارج الفعل الحر. فهذا ليس مجرد قضاء على إمكانية التجاوز عنده، بل هو نقل له من عالم الإنسان إلى عالم الأشياء. "ا.هـ

قلت : فهل يقصد المحمود أن الإرادة لابد أن تمتلك الفعل الأولي دون تقيد أو رجوع لحتميات وهي الخلفيات المسبقة لهذه الإرادة سواءً كانت داخلية أم خارجية، ومنها الحتميات الشرعية كالأصول والثوابت الشرعية القطعية . برأيي أن هذا ما يريده ، وبئس ما خطت أنامله ، ويتبين هذا من خلال المثال الذي ضربه لنا ، ممثلاً على من يمثل قمة الوعي الإنساني فقال :
6- " لقد تغير العالم؛ يوم تغير الإنسان. ولم يتغير الإنسان يوم تغير العالم؛ إلا وهو يعي أن الأولوية له على ما هو خارجه. وطبعا، [لا أقصد هنا أي إنسان، وإنما الإنسان الذي يمثل مقدمة الوعي الإنساني (الإنسان الغربي هنا) ]، ومثال الإرادة الحرة الواعية بذاتها. فهذا الإنسان هو الأقل خضوعا للحتميات، والأشد تحررا من أسرها "ا.هـ

فأي مثال ضربه لنا هذا الكاتب ، لقد ضرب لنا مثالاً بمن أخبر الله عنهم بقوله سبحانه : { ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءً صم بكم عمي فهم لا يعقلون }. وقال عنهم : { وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير }. وقال عنهم : { ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون } وقال عنهم : { لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد * متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد } ، فأي قوم هم أولئك الذين يمثلون قمة الوعي الإنساني ، حيث أنهم أقل خضوعاً للحتميات ؟! فهل يريد بنا الكاتب هداه الله ان ننحى منحاهم ، ونسير على نهجهم ، وذلك بالانقلاب على الشريعة كما انقلوبوا هم على الكنيسة ، فتخلصوا من الأسر التاريخي والثقافي والحتمي ؟!
إن الظلم كل الظلم مقارنة شريعة الرحمن بكنيسة الشيطان ، ودينهم المحرف الذي لعب به رهبانهم لما اعرضوا عما يوعظون به ! فحتمياتهم محرفة جائرة ظالمة ، بخلاف حتمياتنا الشرعية وثوابتنا الربانية، وقواطعنا السماوية ففيها اليسر والرحمة { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } .
ثم إن قوله في هذا المقتبس الأخير : " لقد تغير العالم؛ يوم تغير الإنسان " فهذا حق ، ولقد سبقك بها أيها الكاتب ، ربنا جل وعلا ، حيث يقول : { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم } ، لكن الباطل ما أتبعه هذه المقدمة ، وذلك بقوله : " وطبعا، [لا أقصد هنا أي إنسان، وإنما الإنسان الذي يمثل مقدمة الوعي الإنساني (الإنسان الغربي هنا) ]،" ألا ليت شعري هل نسي هذا الكاتب أعظم إنسان عرفته البشرية ؟! وهل نسي هذا الكاتب أعظم جيل عرفه التاريخ ؟! أولم يتغير العالم لما جاء ذلك الجيل ؟! ولم ، وبم تغير ذلك الجيل ؟! وكيف غير العالم حوله ؟! وكيف كان العالم قبل مجيء ذلك الإنسان العظيم – صلى الله عليه وسلم ؟!
لا أخال هذا الكاتب جاهلاً لهذه الحقائق ، وإنما أخاله مدلساً ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءً . وكفى بنا أن ننقل مقتبساً له يتهم فيه الجيل المحمدي بظلم المرأة فيقول : " ما نحتاجه، ليس السماح بهذا الأمر أو ذاك - على أهميته - من شؤوننا اليومية الضرورية، وإنما مراجعة حقوقية شاملة، تطال التراث الذي نعي أوضاعنا الحقوقية للمرأة من خلاله. التفاصيل التي تحدد حقوق المرأة لدينا تفاصيل استنبطت من قبل رجال ينتمون لغير زماننا، وكانوا يعانون من إشكال لم يعد إشكالاً لنا، [وكان السقف الحقوقي للمرأة في العالم آنذاك سقفاً متواضعاً]. "ا.هـ مقال بعنوان : المرأة: مسيرة العقوق والحقوق

إن هذا الكاتب لديه مشكلة مع ذلك الجيل الرباني ، وإلا فإلى أي طريق يريد أن يسير محمد المحمود بنا ؟!
وهنا يؤكد الكاتب هذا الذي قررنا في تبيين مراده من لفظة ( الحتميات ) ويؤكد ما قررناه من دعواه للحرية المطلقة فيقول :
7- "اعتبار الطبيعة - الكون، والإنسان من ورائه مكتملا وخاضعا [لجبرية حتمية]، يعني إلغاء إرادة الإنسان، من حيث إنه سابق على الوجود الإنساني، ومتحكم فيه. وبهذا يكون [سجين الماضي الطبيعي - الكوني، أو الماضي التاريخي]. ولا يملك التحرر من هذا؛ إلا من يؤمن بأولوية ذاته ووعيه، على كل (شيء). حينئذ؛ لن يصنع مستقبل الإنسان إلا الإنسان "ا.هـ

خلاصة الوقفة : أن الكاتب هداه الله يدعوا للحرية المطلقة ، المتحررة من القيود المسبقة التي تقيد إرادة العقل وتحد من انطلاقه ! وكفى بهذه الدعوى رداً لها والطفل يعرف بطلانها ، إلا أن فيما سبق من الآيات والإشارات في الوقفة الأولى ما قد يفيد في رد هذه الدعوى.

وإن هذا الاعتقاد لكفر بالله تعالى ، وردّة عن دين الإسلام – ولا يعني ذلك أنني أكفر المحمود لا والله حتى تقوم فيه موجبات التكفير وتنتفي منه الموانع – لأن هذا معناه حرية الرأي في كل شيء في الله سبحانه ، وفي الأنبياء ، و في الصحابة ، وفي الشريعة ، و في الاعتقاد .
وإن من اعتقد أن أحداً يسعه الخروج عن دين الإسلام ، أو أن اعتناقه لدين النصارى أو اليهود أو غيرهم كاعتناقه لدين الإسلام عند الله ، أو جوز مذاهب الكفر ، أو حسن دينهم فقد كفر بالله العظيم – بشروط التكفير - والأدلة كما سبق في الوقفة الأولى .

ختاما : هذا ما وسعني بذلة دفعاً لصولة هذا الكاتب على شريعة الله ، وحماية للعقول من تدليسه ، وخلطه ، وبالله التوفيق وعليه التكلان ، وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله قد قلت ما قلت ، فإن كان صواباً فمن الله ، وإن كان خطأً فمن نفسي والشيطان والحمد لله رب العالمين .



الصارم البتار
15/12/1427هـ






__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح
ناصرالكاتب غير متصل  


قديم(ـة) 28-03-2007, 02:25 AM   #2
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
وهذه تعليقات كتبتها على مشاركة أخينا الفاضل:
[p5s][/p5s]

[align=right]
1-الدينُ الإسلامي ليس عائقًا عن التقدُّمِ الحضاري (الماديّ منه والثقافي)؛ لكنَّ أقوامًا سَقُمَتْ أفهامهم جعلوا «التحرُّر من قيود النصوص الدينيَّة» شرطًا «للتقدّم الحضاري»!

وغرَّهم تحرُّر علمانيي النصارى من الكنيسة، وهذا قياسٌ ظاهر البطلان والسخف؛ إذ لا مقارنَة بين عقيدةٍ محرَّفة يتغطرس فيها الرهبان على «الإنسان» وبين «وحيٍ» ربَّاني أنزله الله على خير الرسل ونقلتْه إلينا خيرُ الأجيال: صافيًا لا كدَرَ فيه.

والله عزَّ وجل هو الأعلم بما يصلح دين الإنسان ودنياه، وهو –عزَّ وجل- قد جعلَ في شريعة الإسلام أعظمَ المصالح الدينيَّة والدنيويَّة.

فلا حاجةَ لنا أن ننعتق عن التقيُّد بنصوص الدين الإسلامي، ولا تثريب علينا –ولله الحمد- أن ننالَ من أسباب التقدُّم الحضاري إلا ما كان سببا غير مباح، فلنا في المباح غنيَة. بل إنَّ في الأخذ بأسباب التقدم المباحة أجرا من الله تعالى، كما هو معلوم.

ومسكين تائه –والله!- من ضيَّع دينَه ونصحَ الناسَ بتضييعِ أديانهم! في سبيل التقدم الحضاري المزعوم!

ووالله لم يعرف قدرَ دين الإسلام من قارنَه بعقيدة محرَّفة!

والحمد الله الذي عافانا مما اُبتُلِي به أولئك القوم!

أما بعد؛ فأشكر لك –أخي الصارم البتار- على ما كتبته نصرةً لدين الله عزَّ وجل، وأسأل الله أن يجعلك من المجاهدين في سبيله الثابتين على دينه. آمين.

2- قال العلامةُ عبد الرحمن السعدي –رحمه الله- عن كتاب «الأغلال» للملحد القصيمي:
«قرَّر في كتابه أنَّ الدين الإسلامي، أغلال وقيود تقيِّد الإنسانيَّة عن التقدم والارتقاء في درج الكمال، وفي مقابلة ذلك حثَّ ورحَّب بكل ما أتى به الآخرون من مفاسد وعقائد وأخلاق وأعمال، وخير وشر، وقرَّر أنَّ هذا هو الرشد والفلاح وبدء النجاح»اهـ [السعدي: تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله: 39، ط/ دار ابن الجوزي]

قلت: ما أشبه تقريرَ عبد الله القصيمي بتقرير محمد المحمود! حمانا الله وإياكم!

[/CENTER]



وهذا تعليق الأخ الفاضل على ما علقت:
[p5s][/p5s]
الأخ الموفق ناصر الكاتب وفقه الله ؛ أشكرك على هذه الإضافة القيمة ، ولا شك فيما ذكرته ، ويا أخي الكريم للأسف إنك تجد كتابات محمد المحمود هداه الله جميعها مليئة بثلاثة أمور :
1- الاستعلاء الظاهر على مخالفيه - وأخص - من يسميهم بـ ( المؤدلجين - التقليديين - السلفيين ) بل ورميهم بأقبح الأوصاف وأقذرها ، فياليت شعري أين الرأي والرأي الآخر الذي يدعيه ، وأين حرية الكلمة ، أم هي الإقصائية الفجة ؟!
2- تسفيهه للسلف الصالح - بعمومهم من الصحابة وتابعيهم- ، وأقصد بذلك : آثارهم التي من خلالها نعرف فهمهم للسنة النبوية ومنهجهم المأمور اقتفائه.
3- إعراضه ، ورفضه للنصوص النبوية - إلا ما اشرب من هواه - ، ورمية بمن يحتج بالنصوص بــ ( ظاهرية نصوصية ).

فسبحان الله أي فلاح ، ورفعة يريد المحمود للمجتمع أن ينالها بهذا الطريق الذي سلكه، أسأل الله له الهداية .

وفي هذا المقام أنقل كلاماً للعلامة عبدالمحسن العباد حفظه الله في كتاب : ( العدل في شريعة الإسلام وليس في الديمقراطية المزعومة ) ص : 84 تحت عنوان : " السعادة في نور الوحي ، والشقاء والظلام فيما سواه" قال حفظه الله :
" إنه لمن المؤسف إن الكثيرين من المسلمين في هذا الزمان زهدوا في نور ربهم الذي فيه سعادتهم وفلاحهم ، واعتاضوا في ظلام أعدائهم في أحوالهم الاجتماعية والتربوية والتعليمية والاقتصادية والسياسية وغير ذلك فآل أمرهم إلى أن يكونوا في ذل وهوان أمام أعدائهم ولن يظفروا بأمن وأمان وصلاح وإصلاح إلا بالاستضاءة بنور الوحي الذي جاء به نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وترك ما يصدّره لهم أعدئهم من ظلام زعموه إصلاحاً نحو الديمقراطية المزعومة
" ا.هـ

وفق الله الجميع
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح

آخر من قام بالتعديل ناصرالكاتب; بتاريخ 28-03-2007 الساعة 02:32 AM.
ناصرالكاتب غير متصل  
قديم(ـة) 28-03-2007, 02:30 AM   #3
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
وهذه مشاركة قديمة أضعها بمناسبة تعرية ابن محمود لنفسه في قناة العربية:
بين إسلامِ السلف ، وإسلام ابنِ محمود:
http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=48240
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح
ناصرالكاتب غير متصل  
قديم(ـة) 28-03-2007, 02:36 AM   #4
ملك الشوق
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 35
الله يهديه

هو متطرف من الناحية الأخرى

وجميع كتاباته ومقالاته فيها تشنج وتجني على الآخرين
ملك الشوق غير متصل  
قديم(ـة) 28-03-2007, 10:26 PM   #5
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها ملك الشوق
الله يهديه

هو متطرف من الناحية الأخرى

آمين، أو يكفينا شره بما شاء.
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح
ناصرالكاتب غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)