[الفارس المقدام2007]

بسم الله الرحمن الرحيم


][~][ TOYOTA القاعــــــدة ][~][


لعلكم - كسابق هذه المقالة - تستغربون من العنوان ، بل ويشرع أحدكم في وضع التساؤلات حول العلاقة ‘الإرهابية‘ المتوقعة بين شركة " TOYOTA " اليابانية وبين " القاعدة " ..
والحق يقال أن هذا من حقكم ، بل لو كنت مكانكم لما تأخرت لحظة في إتهام كاتب المقال بشيء من الغموض الغريب ، ..
هذا الغموض هو ما تعيبه عليّ صديقاتي ، بل وتتجاوز الكثيرات منهن حد الإتهام بالغرابة والغموض لإتهامي بعدم معرفة طرق " الإستدلال المنطقي " نظراً للربط بين أشياء في واقع الأمر لا رابط يذكر بينها ..

لا أعرف حقيقةً ماهية العلاقة بين " اليابان " و " القاعدة " ، فسيارات القاعدة ( TOYOTA ) و ( NISSAN ) و كاميرات القاعدة (SONY) و الحواسيب المحمولة (اللاب توب) هي من صنع اليابان !! ولعل - بعد مقالي هذا - يعتبر " فارس بن حزام " محلل قناة (العربية) اليابان دولة داعمة للإرهاب - حسب رأيه - بسبب أن أبو عبد الله الشيخ أسامة بن لادن يحمل ساعة يد نوع (CASSIO) يابانية الصنع !!

بعد هذه المقدمة الطويلة المملّة .. لا أخال أن أحداً منكم لا يعرف تلك الشركة اليابانية الشهيرة في عالم السيارات ،
إنها شركة TOYOTA (تويوتا) التي برعت في تصنيع العديد من السيارات وبأشكال وأحجام مختلفة ..
هذه الشركة هي واحدة من أكبر الشركات المصنعة للسيارات رباعية الدفع (4×4) والتي تستخدم في البلدان الصحراوية والجبلية .. وذلك لشدتها وقوتها في صعود المرتفعات ، ولقدرة تحملها العالية وقوة المحرك الخاص بها ..

علاقة " القاعدة " بهذه الشركة أن " القاعدة " إستطاعت تطوير مبدأ الـ(4×4) الخاص بسيارات الدفع الرباعي ، إلى نظام أكثر تطوراً و ‘تعقيداً‘ عمَدتِ " القاعدة " في كل مراحل جهادها على إستخدام هذا المبدأ ..
فبالرغم من أن " القاعدة " إستخدمت سيارات شركة (تويوتا) بشكل ملفت للنظر، فسيارات (تويوتا) متواجدة في أفغانستان والعراق وجزيرة العرب وأخيراً في الصومال .. إلا أن إستخدامها الكثيف لهذه السيارات لم يوحي لأمريكا أن (تويوتا) تدعم " الإرهاب " وليس هذا محل بحثنا ، فهذا من شأن الـ(CIA) ومن لفّ لفّها من مخابرات الشرق والغرب ..

نعود لمبدأ الـ(4×4) الذي أشرنا إليه :
فالمتتبع لجهاد القاعدة منذ النشأة بتشكيل (الجبهة الإسلامية لمقاتلة اليهود والصليبيين) عام 1998م ، وما سبقها من عمليات جهادية مباركة في جزيرة العرب وأفريقيا ، يكاد يجزم أن الـ(4×4) لها علاقة وطيدة بالقاعدة ..
فنظام الـ(4×4) يتيح للسيارة الصعود في أقسى المرتفعات وأسوء الطرق ، كما يتيح للسيارة سرعة تنقل رهيبة داخل الكثبان الرملية ، بل وحتى رمال الشاطىء ..
والقاعدة بقيت على وتيرة الـ(4×4) كلما واجهتها ‘مرتفعات‘ في طريق الجهاد ، وكلما ‘أوحلت‘ الأرض بسبب بعضٍ من مياه الكذب الصليبية اليهودية العربية ، ..
كما أن طريق الجهاد والدعوة التي سلكته " القاعدة " كانت تعلم علم اليقين أنها طريقٌ صعبة ، مليئة بالمطبّات والمنحدرات والمرتفعات ، كما أن جو هذه الطريق مليء بـ‘التقلبات الجوية‘ المفاجئة .. فكان لا بد من حسن إختيار السيارة الملائمة .. وقد كان مبدأ الـ(4×4) هو المناسب جداً لهذا الطريق ..

إنطلقت الـ‘تويوتا‘ القاعدية وبين عينيها كتاب الله وسنة رسوله ، ومتخذةً فهمها من نهج صحابة محمد صلى الله عليه وسلم وأعلام هذه الأمة من العلماء العاملين الربانيين ..
وكما توقعت القاعدة .. بدأت المرتفعات بالظهور ، فكان المنافقون يقيمون الحواجز المفاجئة .. والصليبيون يتوعدون بوعورة الطريق .. وسذّج المسلمين يصدق أن الـ‘تويوتا‘ القاعدية ستنهار مع أول مطب ، وستتحطم شرّ تحطيم ..
لكنها إبتسامة ساخرة .. وحديث هادئ يُزمجِرُ كزمجرة الرعد .. و ‘بحّة‘ في الأحبال الصوتية ترفع سعر النفط بكلمة ، وتخفضه بأخرى ..
كانت هذه ردة فعل سائق التويوتا القاعدية .. كيف لا وهو يعلم تلك المطبات والمرتفعات جيداً .. وكان قد اعدّ لها الـ(4×4) على الطريقة القاعدية ..
قبل الإنطلاق جهّز الخطة .. وشرح العقبات .. وبيّن النتائج ..
**أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} ..
هي نفس الطريق التي سار فيها الرسل وأتباعهم ..
زلازل على الطريق .. ومرتفعات يصدح فيها الصوت " متى سنصل ؟! " .. وكثبان رملية ترفع حرارة ‘المحرك‘ .. ولكن النهاية واضحة معروفة ** .. فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ..

هي ذات الطريق التي الوعرة .. طريق ذات الشوكة ..
**أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} ..
صبر على مشقة الطريق .. وتقلبات جوية بين حرٍّ وبرد .. ودماء تنزف بسبب ‘ضربات‘ الشمس الحارقة ..

ولكن الـ(4×4) القاعدية إستطاعت بفضل الله من سحق هذه العقبات ، وصعود المرتفعات ، والوصول للقمة ..
لم يعرف بلهاء القرن الواحد والعشرين من سياسيي أمريكا ومحللي أوربا ومهرّجي العرب والمسلمين أن (تويوتا القاعدة) هي فريدة من نوعها ..
فهي تستخدم وقوداً نوعه **اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء ..}
.. هذا الوقود عياره **إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ..
لا تهتز على الطريق .. ثابتة .. لأنها ببساطة ‘أصلية‘ وليست ‘تقليد‘ ..
لا تأبه (تويوتا القاعدة) بما يعلق في طريقها تراب وطين وبعض الرمال ، فهذه لتنقية الركاب .. وللتفرقة بين من يمتلك ‘أجرة الدفع‘ **إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ.. } ومن هو ‘مفلس‘ **وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ ..} ..

ولم يعرف هؤلاء البلهاء أيضاً أن اهم ميزة لشركة (تويوتا القاعدة) انها ليست شركة ‘مساهمة محدودة‘ ، وانها لا تعترف بمبدأ ‘الوكيل الحصري‘ ..
فروعها : في كل أنحاء العالم تقريباً ..
أسهمها : لا عدد لها ، والتجارة فيها - بإذن الله - رابحة ..
ركابها : قد يلبسون البنجابي في أفغانستان وباكستان وكشمير .. وقد يلبسون ‘الشماغ والعقال‘ في جزيرة العرب .. وقد يتوشح أحدهم بـ‘الجمبية‘ في اليمن .. لربما تجد أحدهم يلبس ‘بلوزة body‘ في مصر .. أو الجينز والـT-Shirt في بريطانيا .. بينما قد يشرب أثناء قيادته للتويوتا ‘نسكافيه‘ ويتناول ‘كورن فليكس‘ وهو يسير في شوراع تكساس ..
ليس لهم جنسية .. فهوياتهم ممزقة منذ زمن ، ولا يعترفون سوى بـ" أنهم مسلمون " ..
وجهتهم واحدة .. وطريقهم ذو محطتين .. القريبة ** ..وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ..} والنهائية ** لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ..
قد لا تأبه كثيراً لأشكالهم .. لكن لو شغّل أحدهم غيار الـ(Double) لعلّمك أصول القيادة .. وإحتراف ‘السواقة‘ ..
قد لا تعلم أسماءهم أيضاً .. هم أيضاً قد لا يعرفون أسماء بعضٍ .. لكن حينما تنظر إليهم وقت ‘الإستراحة‘ تظن أنهم إخوة .. بل وأكثر من ذلك ..
بإختصار .. هم - على قولة الأخ لويس عطية الله - صعاليك جددٌ ..
قطع غيارها : متوفرة وبشدة .. يعني لو أخذت جولة داخل الحسبة أو مهاجرون أو البراق أو الإخلاص لوجدت قطع غيار وبكثرة .. والأغرب أن قطع الغيار ‘من كلا الجنسين‘ !!
أهم ما يميزها : لا تخضع للجمارك ، تقليدها مستحيل ، ويجوز للمرأة قيادتها أيضاً !!
ملاحظات قبل شرائها : ضريبتها مرتفعة جداً ، قد يصل ثمن الضريبة ‘روحك‘ أو كل مالك
أو يلتقطك (أمن الجمارك) ليضعك في السجن بقية حياتك .. ،

...
..

ما عليك الآن - بعد كل هذه المواصفات - سوى أن تتخذ قرارك ..
إما أن تشتري ‘تويوتا القاعدة‘ من أحد فروعها العلنية (أفغانستان - العراق - الصومال - الجزائر ) أو فروعها السريّة في باقي أنحاء العالم ..
أو تقوم بإستيراد ‘تويوتا القاعدة‘ إلى بلدك ..
فإن أبيْتَ هذه أو هذه و ‘طنّشت‘ الموضوع فلا أقل من أن ‘تحرّض‘ الناس على شرائها ..
أما لو ركبت الـ(FORD) الأمريكية وأبيْت إلا أن تسير في الإتجاه العكسي ، وآثرت الإرتطام على السلامة .. فلا أعتقد أنك ستنجو ، فإن لم تمت من أثر الضربة .. فالوادي كفيل بسحقك بين جنباته ..

**وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}


والسلام مسك الختام ؛ ..
أختكم .. مجـــــــاهدة الشام



منقول من الإخلاص