|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
29-04-2007, 12:56 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 8
|
لقطات من نور
[align=justify]غرفتي لا تخضع سماءوها أرضها لمنتبئي الانواء الجويه .. ومناخها ليس له صلة بالفصول الاربعة .
وانما يتأثر مناخها بالمرتفعات والمنخفضات الجوية لمشاعري واحاسيسي .. فمرة ارى كل جدار منها يتحول الى شلال (* بيخال ) واجد ارضها وكأن(* شقلاوه ) اقتطعت من الشمال وسكنت معي ببلوطها .. ومرة اخرى ادخلها لأجد ارضها جمراً وسقفها دخاناً ، والصمت قد اخرس الجدران و..و .. لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار .. وفي ليلة من الليالي بين الجنة والنار ..! تسلل الجوع الي من ثقب الباب . اغريته بالتثأوب ، لم ينصاع ، لوّحت له بعلبة السكائر لم يخضع .. بل اخضعني .!! فتركت النوم يتمدد على فراشي وخرجت .. مشى بي الدرب .. فرائحة الجوع تغري الدرب ان يسرع الخطى .. ها قد وصلنا ولكن لم اشم رائحة (* كباب العكايشي ) فالمحل في هذا الوقت من الليل كجفون الاعمى .. انطوت المسافة بي واذا بي امام رماد ( *منقلة الحويشي ) والقطط مجتمعه لأمر ما .. فرائحة ( المعلاك ) تحفز هرمونات القطط . وبدأ الليل يرتفع شخيره والشارع في هذا الوقت اجرته عقارات الدولة للمتسكعين والكلاب . وبدأ الجوع والتعب يدخل من تحت اظافر اقدامي وقلت لأذهب الى المحطة الأخيره .. الى(* باب الطوسي ) فهذا المكان استراحة قصيرة لعابيري الدنيا .. وصلت لم اشم غير رائحة الموت الليلي .. واذا بصديق رمته الاقدار اوقل رمى نفسه على الاقدار جالساً كقطعة حلوى على رصيف الذباب ..!! لمحني على بوابة الليل وهتف ( فلو ترك القطا ليلاً لناما ) . نعم ايها الصديق فالمزعجات ارقتني ودلتني عليك والحمد لله . شكى وشكوت وفاحت رائحة الجوع من تحت ابطي لساني . ولهذا الصديق حاسة شم تفوق حاسة صديق اصحاب الكهف ..!! لم اطل الحوار معه قطعت انسيابية دخانه الذي ينفذه في وجهي . ايه ايها الصديق دلني على من يملأ انابيب الامعاء .. تهلل فرحا، بسط كفا كانه لوحة مسامير متصلاً بساعد كالعرجون القديم ..! وقال : هيا اتبعني . وسال من بين شفتيه كلاما مخاطياً لم افهم معناه غير كلمة .. ها قد وصلنا .. واذا بلوحه ارضية خضراء تتعانق فيها الاغصان عناق فاحش .. اين المطعم يا صاحبي ..؟ قال : تلك الباب التي في نهاية الممر الاخضر . الباب مغلق ولكن عند وصولنا قربه انفتح بهدوء دخلنا مطعماً تحت الارض .. هبطنا سلالم لا اتذكر عددها فأذا أنا وصاحبي في وسط قاعة صفراء اللون .. في جانبها الايسر عشرة لحود محشوة بمالا اعلم به .. وفي الجانب الاخر عشرة اخرى كأنهن مجرات ارشيفية لموظف متقاعد تركها مفتوحة ومضى يتعكز على ما بقي من عمره ..!! المطعم لم يوجد فيه غير انا وصاحبي واصوات الاواني النحاسية تدور في صيوان اذني كموسيقى جنائزية .. واقتربت منا خطوات لاربع اقدام واذ بعاملين كأنهما من بقايا قوم لوط ..!! تقدما الى الطاولة .. بل الى دكة المغتسل وعلى وجهيهما ابتسامة كلون القاعة ويحملان ما يحملان ..!! وضع احدهما انائين امامي ... احدهما فيه رأس لرجل تهرأ لحم خدية وفي جمجمته حفرة اختلط بها المخ والدم والتراب ... وفي الاناء الاخر يد لم يبق منها الا العظم والاظافر .. وصاح بي العامل الآخر : كُلْ .. فهذا اشهى ما عندنا ..! امعاني البقاء في مكانها .. واختلف اتجاه الدورة الدموية في شراييني .. ارغمني العامل على الاكل .. رفضت .. امسكني بيدين عزرائليتين وصرخ لماذا الرفض ؟ وأنت كل يوم تأكل وجبات عدة من الطعام نفسه !! لماذا دخلت الى مطعمنا ..!! الم تقرأ ما كتب على الباب ؟؟ ايحب احدكم أن يأكل لحم اخيه ميتاً ــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بيخال :شلال في شمال العراق * شقلاوة : مصيف في شمال العراق * العكايشي مطعم في النجف الاشرف * الحويشي مطعم في النجف الاشرف * باب الطوسي شارع في النجف الاشرف لتشيع الجنائز للمثوى الاخير[/CENTER] آخر من قام بالتعديل محمدصادق; بتاريخ 29-04-2007 الساعة 01:00 AM. |
الإشارات المرجعية |
|
|