[محمدصادق]

[frame="4 70"][align=justify]عثرت في دار المخطوطات المستقبليه على مخطوطة مغطاة بغبار الوطنية لم يأكلها الدهر لأن امعاءه كشوارعنا أتخمت بالأسلاك والكونكريت ولم يشربها لأنه مصاب بعسر البول كشبكة مياهنا بعد التحرير!
كان عنوان المخطوطة ( الموت المجاني للشيخ ابو العتاهية الافغاني )
وصلنا هنا الى باب من مات قبل الموت قال الشيخ الافغاني في مخطوطته حدثني الموت عن القبر عن الضحية بأنه كان سبباً في ظاهرة الانبعاث الحراري والثلوث البيئي لأن دخاناً ينبعث من رئتيه أسفاً لموته على قارعة الغباء المزدحمة ، المزدحمه بالاحزاب الموسميه ولم يحصل بانتقاله من الموت السري الى الموت العلني الا على سورة قرآنية مبتورة وبخور هندي وبطل ماء ورد !
وعندما سأله أحد الموتى المقيمين في قبره منذ فجر التأريخ الدموي عن سبب مجيئه المبكر قال له : أي الضحية
كنت اتنافس مع القطط فوق النفايات بعد ان لحس الجوع عظمي واذا بنسر ملتحي ينشب مخالبه في ما تبقى من عقلي ويأخذ المخ الى صالة عمليات الارهاب الوطني ويضيف اليه خلية تفرز الحقد الطائفي الذي اتحد عليه عقلي الظاهري والباطني وايقنت بأني سأصعد الى السماء الرابعة كعيسى ابن مريم ان رميت كرة النار في ملعب الطفولة البرئية او على ارصفة الشيخوخة المتعبة حتى ألحقهم بالملائكة خوفاً عليهم من ان تسحقهم احذية التحرير الامريكية .
وهكذا حملت النار الوحشية التي روضها الزرقاوي الى وجوه الاتقياء والادعياء عملاً بقاعدة الموت كأسنان المشط .
وبعد ان تناثر جسدي تحت اقدام الابرياء لم اجد غير ذباب الموت يرقص على اشلائي وها انا الآن في قبر مظلم كالحزن فلا السماء اغاثتني ولا الأرض تريد ان تحتفظ في ما تبقى مني وعلمت ان طريقي من الجحيم الى الجحيم فهل من مغيث ؟ [/CENTER][/frame]