|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
04-05-2007, 09:46 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
لا بــدّ من عــرفـــــــات . .
( 1 )
[ مـــدخـــل ] مـهـلاً . . لا تـتـعـجَّـلــوا . . ففصـــول هـذه القصة وغـرائبــهــا أطـول من أن تــسـعـهــا صـفـحـة واحـــدة . . ! لا . . لا تعجبــوا . . فـهــي إحــدى أعـجــب . . . . إحــدى . . ؟ ؟ ! ! لا . . بـل هــي أعجب قصــة سمعتهــا فـي حيـاتــي ، ولم يكــن هنــاكـ شيء أروع من أن أسمعهــا بنفســي من فم الرجـــل الــذي شهــد بعض فصولهــا . . . وأهـمَّـهــا أيضــاً . . ! ! إنــه الشيخ الفـاضــل / مـحـــمـــد الـخـضـيـــري _حفظه الله ورعــاه_ يبدو أنني لن اطيل في المقدمة . . فالقصة التي ما فـتـئـت مذ سمعتهــا تـرنُّ فـي قلبــي . . تطـالبنـي الآن بسرعــة النُّــزول ! ولـذا . . فــأنــا مجبرٌ على اختصــار هــذه المقدِّمــة . . ولسـت أملـكـ إلا أن أبــدأ بـروايتـهــا . . * * * * * |
04-05-2007, 09:51 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
أرجــو من كــل من سبق له سمــاع القصــة أن يتركـ لصاحب الموضوع المجــال لإكمالهــا دون إضافة . .
رعــايــة لحق السبق والصياغــة , , هذه القصة سمعتهــا بنفسي .. وصغت لكمـ أحداثهــا كمـا هي .. لا إضــافــات . . سوى ما يضيفه كل كــاتــب على قصته التي يكتبهــا . . أمــا الأحــداث . . فهي هي . . لا زيــادة ولا نقصان بإذن الله . . , ، |
04-05-2007, 09:55 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
( 2 ) اللقـاء الشيخ محمد يتحدث : بـدأت فصـول هـذه القصة عندمـا انطلقـت من " السعـوديــة " متجهــاً إلى " تـشـــاد " ، وتحـديـداً . . إلى العـاصمــة " نجامينا " . . كان ذلكـ في صيف عــام 1416هـ ، وكانــت رحلتي رحـلــة دعــويَّـــة ، وكان مرافقي هنــاكـ هو رئيس جمـاعــة أنصـــار السـنَّـــة المحمديَّـــة فــي " تـشـــاد " . وللعـلــم . . فإن " تــشــــاد " دولــة عربيَّــة ، تقع إلى غــرب " الـسُّــودان " ، وعــدد الـنَّـــاطقين فيها باللغــة العربية يؤهلهــا لأن تـكــــون دولة عربيــة ضمن جامعــة الــدُّول العربيــة . وكــان من ضمن الأعمــال التي علي القيـــام بهـا فــي " تــشـــاد " الاطلاع على سير العمــل في مسجــد تبرعـت ببنـائـه إحــدى المحسـنـــات ، ويقــع فـي بلدة ليست بالبعيدة كثيراً عن العــاصمــة ، وتــدعــى : " الـحــديــدة ". انطلقت أنا وصاحبي [ رئيس الجماعة ] ومعنا اثنان آخران متوجهين إلى هنــاكـ . . كنا نعلو ونهبط في السيـــارة طــوال الطريق ، إذ لا يـوجــد في " تــشـــاد " الكثير من الطرق المعبدة ، فقد بلغ بهم الفقر المدقع حــدًّاً غـيــر متصــور ، ولكـ أن تتخيّل أنه لا يوجد في " تــشـــاد " طرق معبدة ، سوى بعض من الشوارع المعبدة الصالحــة لسير السيــارات عليها ، وتـقــع هــذه الشــوارع المعـدودة في العاصمة " نجامينا " . ولــذا . . فقد كـنّــا بالطبــع نسير على التــراب . . ولــكـ أن تتخيــل حالنا في هذه الطرق الصحراويــة . . ! كـمــا قلت لـكــمـ . . سـفــري إلــى " تــشــــاد " كـان صيفــاً ، وفـي الوقــت الــذي كــانــت فيـه " نــجـــد " تــغــلي بفعــل أشعـــة الشمــس ، كــانــت الأمــطــار تـهـــطــل بـغـــزارة عـلــى " تــشــــاد " . وهـذا ما انعكــس سلبــاً على الــطّريق التي كــنَّــــا نـسـلـكـــهـــا . . كــنّـــا خـائــفيــن من التّــيــه . . ولـذا . . كـنــا نـراقـب الطريق باستمــرار ، ونــحـــاول ســؤال من نــصــادف في الـطــريق ، وأنّــى لـكـ أن تـجـــد أحــداً هـنـــا . . في الــبــرّ ! ! بـعـد مسير طـويــل ، لمحنــاه من بعيــد ، شخــص يسيــر عـلـى مـهـل ، انعطفــنــا باتجــاهــه ، بنفــس الـوقـــت الــذي بــدأ هــو بالتلويــح لنا بالمجيء . طـبـعــاً . . يـهـمُّــه مجيئنــا كثيراً ، فـلــو تركنــاه ، فربمــا سيحتــاج ليومين أو ثلاثة ريثمــا تبصــر عينــاه سيــارة أخــرى في هــذه الصحـــراء الـمـــجـــدبــــة ! ! اقتــربنـــا منــه ، ومــا إن اتضحت ملامــح الرجــل حتى هتف صاحبي : - أبو بكــر ! ! من الواضــح جداً أن صاحبي قد تعرّف هـذا الرجــل . . سألنــاه عن الطريق . فقــال : - أنتم متوجهــون إلى " الـحــديــدة " ؟ ؟ رد صاحبي : - نعم . - إذاً سأرافقكمـ . . فموسى هنــاكـ . - أيــن ؟ - في " الحـديــدة " . - إذاً . . هيّـا بنــا . ركــب أبــو بـكــر معنــا ، وعنـدمــا عـرفــه بنــا صاحبنــا رئيس الجمــاعـة ، التفــت إلينــا ، ثم وجــه سؤالــه إلى الســائق : - هل حججت ؟ ؟ - نعم . التفت إلى صاحبنا رئيس الجمـاعـة : - وأنــت ؟ ؟ - نعـم ، الحمد لله . التفت إلي وأعاد علي نفس الســؤال : - وأنت ؟ - نعم ، ولله الحمد . التفت إلى آخــرنــا ويبدو أنّــه كــان موقنــاً بالإجــابة : - وأنت أيضاً ؟ ؟ - نعم . أطـلــق صــرخــةً غريبـة وحـزينــةً في الـوقــت ذاتــه ، لـم تـكــن صــرخــة بالمعنـى الفعلــي . . - كلكم إلا أنــا ! ! كــان صـوتــاً يعبــر عن ألــمٍ كـامـن في صــدر هـذا المخلوق الـذي أمـامــي . التفــتُّ إلـى صـاحــبي مستوضحــاً الأمــر ، وكأنــه فهـم السُّــؤال الذي يدور في رأســي ، فـأجــابنـي : - هـذا أخــونــا أبـو بـكــر من " السنغــال " . - من " السنغــال " ؟ ؟ - نعم ، خـرج يـريــد الحــج قبل سـتِّ سـنـيـن ، وانقطعــت بـه الـطّـــريـق هـنـــا . يـا إلهــي . . سـتُّ سـنــيــن ! ! التفــتُّ إلــى أبـي بـكــر والذي كـان غـارقــاً في صمــت حــزيــن . . تـشــوقــت لـسـمــاع خـبـره . . يبــدو أنَّ وراء هـذا الـَّرجــلُ قـصــة غريبـة ، وعجيبـة أيضــاً . . لـكــن . . مــا هـي ؟ الله أعـلــم . . الذي أعـرفــه . . أن عمر هـذه القصة يمتدُّ لـسـتِّ سـنــوات . . وفقـط . . سـألـتــه أن يـخـبـرنــي خـبـره وقـصـتـه . . فـبــدأ ينبـش فـي ذاكـرتــه . . ويـسـتـعـيــد لي ذكـريــات مـاضـيـه الألـيـم . . رفــع رأســه . . ومـضـى يـسـرد لـي تـلـكـ الـقـصَّـة الـعـجـيـبـة . . قــــال : . . . * * * * *
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ، فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ ) يحيى بن معاذ _ رحمه الله _ آخر من قام بالتعديل أبـو خـبـيـب; بتاريخ 04-05-2007 الساعة 10:03 PM. |
04-05-2007, 10:01 PM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2003
المشاركات: 1,217
|
أخي الفاضل ,,,
واصل فنحن معك .... وفقك الله ...
__________________
|
05-05-2007, 12:14 AM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
المشاركات: 7,209
|
نحن في شوق و ماذا قال ؟؟؟؟؟
__________________
يــــارب يــــارب يــــارب اشـفـي والـدتـي عـاجـلاً غـيـر آجـل |
05-05-2007, 02:24 PM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
( 3 ) الخـطـوة الأولـى أبـو بـكــر يتحدث : بـدأت فـصــول قـصـتــي هـنــاكـ . . فـي قـريــة مـن قــرى " السنغــال " . . عندمـا تـخــرجــت من المـرحـلــة المتـوسطــة خطـرت ببالــي فكـرة الحج . . في الحقيقـة . . لـم يـكــن تنفيــذ الفكــرة ممكنــاً ، لكنني كنـت واثقــاً من أنني سأنجـح ، ومصمماً في الـوقــت ذاتــه عـلـى تـحقـيـق هـذا الـهــدف . فـاتحـت بـهذا الموضـوع " موسـى " . . ومـوسـى هـذا . . هو ابن خالتي . . وصـديقــي . . وأقـرب النــاس إلي . . انـدهـش . . ورفــض قـبـول الفكــرة فـي البــدايــة . . إلا أنني كنــت مصرّاً ، وحـاولـت إقنــاعـه بشتّى السبــل حتى اقتنــع . لـم تـكــن مسألة إقــنـــاعــه أمــراً صـعـبـاً . . لكنـهــا كـانـت الأهـمّ . . هــذه ونجحت فيهـا . . لكن . . بقي شيء صعــب . . كيـف سأقنــع والداي ؟ ؟ وكذلكـ الأمر بالنسبــة لموسـى . . عندمــا فاتحــت أهـلــي بالموضــوع ، رفـض والدي ، لكنني لم أكـن لأيئس بسهــولة ، أصــررت على موقفــي كثيراً ، وأوضحـت للجميع أني حــازم في أمري . كــان والداي يحـولان ثنيي عن هـذه الفكــرة . . وكـان والدي يقــول : - يـا بني . . لا أنـا . . ولا جـدكـ . . ولا حتى جدي أنــا ممن سبق لهم أداء الحج . . لم يحج منا أحد ! ! كيف ستحج أنت يا بني وأنــت بـهــذا السن ؟ ثم إن الحج يا بني إنما يجب على من استطــاع إليه سبيلاً ، ونحن لسنا بمستطيعين . لـم أقتنــع بمـا قــال ، كنـت مصمماً على ما عزمـت عليه ، قلت له : - يـا والدي . . الصلاة ونؤديهــا ، والزكــاة لم تجـب علينــا ، والصيــام ونصــوم ، بقـي ركـن واحـد . . واحــد فقط . . إنــه حلم ولا بد أن يتحقق ، وأنـا عازم على تحقيقه . لم تفلح محــولات أبي بإقناعــي ، لذا . .قام من مكــانه ، ودخــل غرفتــه ، وخــرج وهــو يحمـل بيده كيســاً صغيــراً ، وعينــاه تحملان الكثيــر من المعــاني ، مده إلي وقــال : - خــذ هـذا المال ، هــذا مــا أستطيــع أن أقــدمـــه لـكـ في رحلتكـ العظيمة هذه ، فليوفقكـ الله . لقد . . لقــد وافـق . . نعـم وافق . . الحمد لله . . إذاً . . لم يبق إلا أن أبــدأ المسير . . وموسى . . ؟ نعــم أيضاً موســى . . لقــد نجــح فـي إقنـــاع أهـلــه ، وسيرافقني في رحلتي . . أيــام معـدودة . . حزمنــا فيها أمتعتنــا المتواضعــة ، وودعنــا أهلنــا . . وبدأنــــا المسير . . لا . . لم نتجــه شرقــاً . . بل انحدرنــا ناحيــة الجنــوب الشــرقي ، نحــو " غينيـا " . ووصلنا إلى عاصمتهــا " كوناكري " وهنــاكـ . . في " غينيا " . . حصـــل ما لم يكن في الحسبـــان . . . . لقـــد . . نــفـــدت الــنــفـــقـــة . . ! ! . . . . * * * * * |
05-05-2007, 02:27 PM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
الداعي إلى الله ,,
وحيد المعنى . . أهلاً بكمــا . . شرفتما . . . بانتظـــار البقية , , , , |
05-05-2007, 02:44 PM | #8 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
رحلةٌ في سبيل الله ، بدأت ولم أستطع مفارقة الحرف ، حتى انقطع بي الطريق هنا .. كما انقطع بأبي بكرٍ و موسى .. ننتظر يا أبا خُبيب ..
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) |
05-05-2007, 09:44 PM | #9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
يتبــع . . أبو بكر يتحدث . .
( 4 ) والـحـــلّ ؟ ؟ نـعـم . . لقــد نفــدت . . هـكـــذا وبلا مـقـــدمات . . ! ! ولكمـ أن تتصوروا مـدى الإحبــاط الذي أصــابنــا . . ! موســى . . وأمــام هـذا الوضع . . رأى العــودة إلى " السنغـــال " ، فالــرّحـلــة في نظره قـد فشلت ولمّـا نجتز بعض عشرات من الكيلومترات . . بينمــا أمامنا قرابة الخمسة آلاف كيلو متر إضافية . . ! ! موســى قال لي : - يبدو أنه لا مـفــرّ من العـــودة ، نفدت النفقة ولمّـا نجتز بعض عشرات من الكيلومترات . . - هــذا مـسـتـحـيـل ! ! - إننــا نـغـــامــر . . - لن نــرجــع بلا حج . . ! - لكننـا معذوران بنص القرآن . - اسمعني جيّــداً يا موسى . . لقــد خـرجــنا من قريتنــا والكــلّ يعـلـم أننــا ذاهبــان إلى الحجّ ، فلن نرجــع إليهم إلا وقد حلقنــا رؤوسنا . . أو نمـــوت ! - ولكن . . - الأمــر محسوم بالنسبة لي ، إذا كنت سترجع أنت فشأنكـ بنفســكـ ، أما أنــا فلا ، ماذا سيكــون موقفــنا حين نعــود إليهمـ ننفـض غبــار الفشــل ، لنقول لهمـ : إننــا لم نحج ! وافــق موسى على الاستمـرار بعد إصــرار شديد مني ، ولا أكتمكمـ . . فقد كـنــت أنــا شخصيّــاً حـائــراً ، لا أدري ما يتوجّــبُ عليَّ فعله بالضبط مع نفــاد النفقـة . ويـقــدّر الله عز وجـل أن يعرف بعض الأهــالي بأننّــا نجيد اللغة العربيّــة وقـراءة القــرآن ، فطلبـوا منا تعليمـ أبنـائهمـ بمقــابـل . وافـقــنــا على الـفــور . . وكــان لـهـمـ ذلكـ . . فــاتـنــا موسمـ الحـجّ لذلكـ العــام . . ولم نتمكن في تلكـ السنة من أداء الحـجّ . . لم نيــأس . . حتى صاحبي موسـى لم يفـاتحني بموضــوع العــودة ، فقـد أدركـ أن ذلكـ الأمر مستحـيـل تطبيقـه قبل أداء الحجّ . . ولــذا . . فإنني وإيــاه وضعنــاهــا نصب أعيننــا واضحــةً تمــاماً . . [ الحــجّ ] . أمضينــا في " غينيـا " سنة ونصـف ، أو تـزيــد قليلاً ، نعلم فيهـا القــرآن ، وحصلنـــا خلالهــا على مبلــغ منـــاسب استطعنـــا توفيـره خلال هذه المــدّة ، يؤهلنــا لمواصلــة المسيــر . هـذا المبلغ يعـــادل تقريبـــاً ست مئـة ريــالٍ سعـــودي ! ! عزمنـــا أمــرنــا . . وأخبرنــا أهالي الأولاد بـنـيَّـتـنــا . . لكنّـهـمـ . . رفضــــوا . . نعـمـ . . رفضــوا . . حـاولنــا إقنــاعهمـ . . فطلبــوا إمهــالهـمـ بعــض الــوقــت لـيـتـدارســوا أمـرهـمـ . . لم نـكـن واثقين من ردّهـمـ . . لذا . . وفـي إحــدى الليالي . . لملمنا أمتعتنــا . . و . . وهـربــنـــا . . ! مـضـيـنــا باتجــاه الجنـوب الشرقــيّ ، وبالتحديـد ، إلى " سـاحــل الـعـــاج " ! ولـم نـكــد نـلـتــقــط أنــفــاســنــا هــنـــاكـ . . فقد واصلنا المسيرة إلى " بوركينا فاسو " . . ومن " بوركينا فاسو " توجهنـا مـبــاشــرة إلى " الـنّـيـجـر " ! لا أكـتـمـكـمـ . . لقــد أحسسنـا بشيء من الأمـــل ، فقـد قطعنـــا مســافــة جـيِّــدة . . لـكــن الـمـخــيِّــب للآمــال . . هـو أنَّ الـنَّـفـقـة كـانـت عـلـى وشـكـ الـنَّــفـــاد ! ! وللمـرَّة الثَّــــانيــة . . ولم يتبقَّ إلا القليل . . والقليلُ جـــدّاً . . . . . * * * * * |
05-05-2007, 09:48 PM | #10 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
أهـــلاً بكـ مشرفنــا الغــالي . . .أبشــر بالبــاقي . . . |
|||||||||||||||||||||||
06-05-2007, 12:02 AM | #11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 10
|
أتمنى منك أخي الغالي إكمال القصة فالشوق كبييييييييييييييير ......
|
06-05-2007, 02:21 PM | #12 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
يتبـع . . بكر يتحدث .. .
( 5 ) فــي بـلــدٍ جـــائــع ! هـنـــاكـ كـنّــا . . في " النيجر " . . وفــي عــاصمتهــا تحديداً . . دخلنـا أحد المســاجد لأداء الصلاة ، وبـعــد أن انتهت الصلاة توجهنـــا إلى الإمــام . من المعتــاد أن يقــوم إمــام المسجــد باستضـافــة الغربــاء فـي منزلـه ، ورعــايتهمـ لحين رحيلهمـ . . سلمنــا عليه . . لم يحتفِ بنــا كثيراً . . بادرنــاه قائلين : - نحن غـربــاء ، أتينــا من الـ . . . قاطعنـا بسرعــة قائلاً : - عـفــواً ، أنــا لست إمـام هــذا المسجـد ! - لست الإمــام ؟! - نعم . - وأين هــو ؟ - إنــه ذاكـ الـرَّجــل الـجــالـس هـنـــاكـ . اتجهنــا نـاحيـة الـرَّجــل المـذكـور ، وعندمـا سلمنا عليه سألنـاه : - أنت الإمــام ، أليس كذلكـ ؟ - لا ، لست الإمــام . - عجبــاً . . أين الإمــام إذاً ؟ ! - الإمــام . . لـقــد . . لــقــد ســافــر الإمــام منذ مدّة طويلة ، ولا أظـنُّ أنـه سيعــود ! ! آه . . يكفي . . لقـد فهمنـا الآن كل شيء . . فالفقر المدقــع الذي يحيط بالـنَّـاس هـنـــا بالكـاد يسمــح لهمـ بإعـالة أطفالهمـ ، فكيف بإعـالـة الغـربــاء ؟ ! ! لـذا . . فهمـ يفضلون التخلُّـص من الـغـربــاء . . بأي وسيلة ! ! بالكــاد . . حصلنا على مسكن لنـــا . . في الحقيقة . . لم يكن مسكنــاً بالمعنى الحقيقي لكلمة ( مسكن ) ، لكـنّــه ضـمَّـنــا على أيَّــة حــال . . ! ! بـدأنـا بالعمل كـ ( حـمَّــالين ) في السُّّوق ، وبأجــرة زهيدة جدّاً ، بالكــاد توفـر لنــا مـا يـقـيــمـ صلبنــا في اليــوم ! كنــا نعمل يومياً ، ونقعــد يومين أو ثلاثــة عاجزين عن العمــل من شــدّة ما نعانيـه من التّـعـب . كان عملنا شـاقّــاً جـداً . . وحالتنا الماديّـة متردية إلى أبعــد الحـدود . . ! ولكن . . الحمد لله الذي لا يحمد على مكــروه سـواه . كنا واثقين بتوفيق الله عز وجل ، فالله عز وجل لن يخذلنا ونـحـن قد خرجنــا لطاعته سبحـانـه جلّ في عـلاه . وحــدث مـالم يكن متوقــعــاً أبــداً . . تعـرّفنــا هنـاكـ على رجلين من " السنغــال " ! نعم . . من بلدنــا . . تعـرّفنــا على بعضنـا . . وتــآلفنــا سريعـاً . . فـ [ الغريب للغريب نسيب ] . كـان صاحبـانـا يملكـان مغسلةً يعملان فيهـا ويقتاتان منهـا ، ولما علما بقصتنـا ، عرضــا علينــا شراء المغسلة منهمـا ، إذ أنهمـا ينويان العــودة إلى " السنغــال " . لكـ الحمد يا رب . . وافقنـا . . لكن . . من أيــن لنـا بالمــال ؟ دلـنَّــا هذان الرجلان على سنغالي آخــر يعمـل في العـاصمة . . وبالفعـل . . استدنَّــا منـه المبلغ المطلوب ، واشترينـا المغسلة من الرجلين ، على أن نعـيــد إلى الرَّجـل مالـه بمـا سنجنيـه من هذه المغسلــة . اشترينـا المغسلة بما يعادل تقريباً بالعملة السعودية المئتي ريال ، اشتريناها بكل أثـاثهـا . ومـا أثـاثـهـا ؟ ؟ لم تكـن المغسلة سـوى وعــاء دائري متوسط الحجم [ طست ] ، وحـديـدة يوضع عليها الجمـر ، تستخدم لكيِّ الملابـس ! وبـاشرنـا العمـل في المغسلة . كنـا نستيقـظ قبل الفجر ، ونبـدأ بغسيل الملابس حتى الظهـر ، وبعد الظهـر نبدأ بكيِّهـا حتى المغـرب ! وبعد المغـرب نسقـط متعبين قـد أرهقتنـا أعـمــال هـذه المغسلة . أدينـا الدين لصاحبه بحمد الله عز وجل بعد فترة من العمــل ، وأزحنـا هـمَّـاً كان يثقل كاهلينا . . أمضينـا في " النيجــر " مـدّةً تزيــد على الستة أشهر ، جمعنــا خلالها ما يعــادل الستَّ مئـة ريال تقريباً ، كــان هـذا المبلغ نتيجــة للعمــل الدؤوب والمستمر في تلكـ المغسلة . وكــان المبلغ المتوفر كـافيـاً لمواصلـة مسيرنــا ، ولـذا . . فقـد قـرَّرنـا الرَّحيــل ، وحددنـا لذلكـ موعــداً . بـدأت استعداداتنـا للرحيل . . كنَّــا نحترق شوقــاً في انتظــار تلكـ الساعــة التي سنكحـل فيهـا أعيننا برؤية بيت الله الحرام . . ولكـن . . حدث مالم يكـن في الحسبان . . . . . * * * * * |
06-05-2007, 02:38 PM | #13 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
اهلاً بكـ أخي الحافي . .
أهلاً وسهلاً .. . |
08-05-2007, 02:20 PM | #14 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
( 6 ) الـخـــــائـن ! قـبـل رحيلنـا بأيّـــام قلائل . . دخــل علينـا في المغسلـة رجل سنغـالي ، وطلـب منّـا المسـاعدة . . أخبرنـا الرجـل بأنـه قدم قبـل سنـة من " السنغــال " إلى " النيجر " ببضاعة لـه ليبيعها ، إلا أن السلطات النيجرية قبضت عليـه حينهـا لارتكابه مخالفـة قانونية ، وأودع بسببها السجن سنـة كاملـة ، وقد خــرج لتوّه ، ولـذا فهـو يحـتـــاج لبعض المـال لبيع بضـاعتـه ، وأخبـرنـا أنّــه بمجـرّد الانتهـاء من عملـه سيعيد إلينـا المال ، قبـل عودته إلى " السنغــال " . تداولت الأمــر مع ابن خالتي ورفيقي موســى ، ورأينــا أن مسـاعدة هذا الأخ السنغالي وإعـانتــه واجبة علينا ، وكمـا يسر الله عز وجل لنـا من أعــاننــا أول مجيئنا فعلينـا نحن أيضاً أن نعين غيرنــا . وفعلاً . . أقــرضنـا الرّجــل مبلغــاً كبيراً من الذي كنّـا نحتفظ به يعــادل تقريباً الأربع مئة ريــال ! كمـا أجلنــا موعـــد رحـيـلنـا لحين انتهــاء صاحبنـا من عمله واسترداد المال منـه . مكثنــا في المغسـلــة أيـامـاً عــدّة ، ومضى الموعــد الذي حـدّده الرجـل . . ولم يأتِ . . ! ! لم نيـأس . . فقد انتظرنـاه أياماً أخرى . . لكنّـه . . لم يـأتِ . . ! ويالهـا من مصيبة ! أهـذا ما كـان ينقصنــا ؟ ! ! اضطررنــا لمواجهة الأمــر الواقع ، لكننـا لم نكن نطيق البقــاء كثيراً ، واصلنـا العمل في المغسلـة حتى جمعنـا شيئاً يسيراً أضفنــاه لما تبقى معنـا من المال ، وقررنــا الرحيــل . . وفـــوراً . . واتّـجــهــنـــا إلــى " بـحــيــــرة تــشـــاد " . . . . . . * * * * * |
الإشارات المرجعية |
|
|