تِلكَ هِــيَ معصِــيَتُــهُم فمــــا هـيَ معاصِـــينــا إذن
الحمد لله رب العاملين والصلاة والسلام على نبيه المصطفى الأمين .... وبعد :
إنَّ مَـن يُلــقِي النـظَر إلـى غزوَةِ أُحُــد وإلـى السبَبِ الرئيـسِ للهزيــمَـه لوجَـدَ أنَّـهُ يكمُــنُ فـي المعصِيَــه ، والـتي تلقـى المُسلِـمونَ بسبَـبِــها لطــمةً موجِعَــةً أفـقدتهُــم مِـن رِجــالِهِــم 70 بــطلا ، علــى رأسِــهِم ســيـدُ الشُــهَـداء حـــمــــزةُ رضي الله تعالى عنه ، فردّتــهُـمُ الهزيمــةُ إلــى المدينــه ، وهُــم يُـعانـون الأمَــرَّيـن مِـن جـرائِــهـا وشماتــةِ كُــفَّــارِ قُرَيــش .
وإن تعجبوا يا إخــوان فعجــبٌ أمـــرُ هــذهِ المعصيةِ فـي أُحُــد ، إنـــها لم تـكُـن فـي فُـــشُــوِ زنـــــــاً بَيــنَهُــم ، ولا فـي احتِــساءِ خمــــــــرةٍ مُســـــكِــرَه ، ولَــم تكُــن فِــي إقصــــــاء شريعـــــةٍ وتحــكِــيــمِ قوانيـــنٍ خــارجــةٍ عنــــها ، ولا فِـي فَــســادِ امــــــــرأةٍ ، أو انحِــــرافِ شَــــــــــباب ... بـل إنهًم خرجوا إلى أُحَــد ومعَـهُم إيمــانُهُــم باللـه وحُــبُــهٌـم لرسولـــهِ صلى الله عليهٍ وسلــم ، ودِفاعُــهُـم عـنِ الحَــق ، وطلـبُهُــــم رِفعــــةَ الدِيـــنِ ونصرَتِـــه ، وكــلُ ذلـِكَ فـي الواقع يرشِحُهُــم بــأقــوى أنواعِ الترشِيــح في أن ينتصِــروا ولا يُهــزَموا . ولــكن يبــلو الله المؤمِنينَ في أُحُـــد فَيـــنـزِلُ الرُمــاةُ عـــــنِ الجَــبَــــل ، لا لِقــصدِ عِصيانِ الــرســولِ صلى الله عليه وسلم ، ولــكن لِــما رأوهُ مِــن الإنتِصَـــارِ للمُسلِميــن فخــافَ بعضُهُـــم فــواتَ حضِــهِ من الغنائِــم ثُـــــمَّ كانتِ الكــارِثَـــه ، هزيمَـــةٌ موجِعَـــه فاجِعَــةٌ مَهــوله ، وأثابَهُـم اللهُ غمأً بغَـم ، وكُسِــرَة رُباعِيَــةُ الرسُــول صلى الله عليه وسلم ، وشُـــــجَّ رأسُــــــه ، وقُــتِـــلَ 70شَهيــداً.
فاللــهُ أكبَـــر ، فاللــهُ أكبَــــر ماأعظَـــمَ أَثَــــرِ المعصِــيَــــه علــى واقِــعِ المُسلِميــن حتــى في أحـــلَـكِ الظُــرُوف .
تِلكَ هِــيَ معصِــيَتُــهُم فمــــا هـيَ معاصِـــينــا إذن؟
|