[عاشق المجد]

ألفٌ وألفٌ عصرُنا يتجدَّدُ ألفانِ مرَّا والحَيَاةُ تَمَرُّدُ

عصرٌ تتيهُ على الزَّمانِ كُشُوفُهُ بهرتْ وأَعمتْ عالماً يترصَّدُ

والنَّاسُ ولَّتْ وجهَهَا مَخْدوعةً نحو البريقِ مُزَيَّفاً يتصيَّدُ

لغةُ الجَفَاءِ عَنِ الحقيقةِ مَنْطقٌ! فالشَّمسُ تُهجى والنُّجومُ تُسَهَّدُ؟!

والَّليلُ صَخْبٌ والنَّهارُ مُشَيَّعٌ؟! والإِفْكُ قِسطٌ! والعَدَالَةُ تُبْعَدُ؟!

والخيرُ عُطِّلَ! والكَرَامَةُ ثُلِّمتْ!! والحرُّ كُبِّلَ والكريمُ يُقَيَّدُ؟!

و المالُ أمسى صَوْلجانَ حيـاتِنَا وَغَدَا يَغُوثـاً* دونَ ربِّيَ يُعْبَـدُ ؟!

عصرٌ توغَّلَ في الضَّلالِ مُفَرِّطاً كلُّ الَّذي تلقاهُ فيه أَرْمَـدُ

أضحى الشَّقاءُ رِداءَ هُ وكِسَاءَ هُ لونُ الدِّماءِ تَآلُفٌ وتَودُّدُ

والظُّلمُ في دُنيا الأَنَامِ مُخيِّمٌ والبَغْيُ عَرْبَدَ والرُّؤى تتلبَّدُ

والشَّرُّ يَشحذُ في المجالسِ نابَهُ هذا القرارُ وَحِبرُهُ مُتَهَوِّدُ

وتصوغُهُ أيدي الجُنَاةِ بمَكْرِها لغةُ التَّسلُّطِ قطبها مُتَفَرِّدُ

يُملي ويُملي والجميعُ مُـوَلِّـهِ حبلَ القِيَـادِ، أما لهم مُتَعبَّـدُ ؟!

قالوا تَحَضَّرَ يا لَغَربٍ ناعبٍ زَمَنٌ رديءٌ ، حِسُّهُ مُتَبَلِّدُ

فالفِسْقُ فَنٌ ، والفُـجُورُ تَقَـدُّمٌ والطُّهْرُ ذَمٌ ! والجهالَةُ تُحْمَدُ

و الأرضُ تَشكُو ما اعْتَراها مِن أذَىً ثُقْبُ الحضارةِ * جُرْمُهُ يَتَهدَّدُ

حتىَّ الحياةُ وما يَدُبُّ بأرضنا بَلْـهَ الهواءَ عَليـلُهُ يُسْـتَـنْفَدُ

شرنُوبلُ * المأسـاةُ أيُّ ضريبَةٍ تُسدى بأرواحِ العبادِ وتَحصُدُ؟؟

والبيئةُ الخضراءُ أضْحَتْ عَلْقَماً! غُصَصاً تجرَّعها الأنامُ وأُجهدوا

وقنابلُ*الإِشْعَاعِ وَيْحَ رُمـاتها.. ودَمارُ كُرسِكَ * فالبحارُ تَفَسَّدُ

أين الشِّعاراتُ التي نادوْا بهـا؟! ضاعَتْ هَباءً والشُّعوبُ تُشرَّدُ؟!

والحقُّ مَسْلُوبُ الإرادةِ أبكَمٌ ؟! ومبادئُ الأممِ الكريمةِ تُـوأَدُ ؟!

زمنُ الفظاعةِ يالَعَصْرٍ آثمٍ تلقاهُ في الأقصى هُناك يُجَسَّدُ

فالظَّالم الجزَّارُ يَشْكو عُزَّلاً ذُبِحُوا وسِيمُوا مِنْهُمُ المُسْتَشْهِدُ

لا ذنبَ إلا بالشَّهادَةِ أعلنوا حقَّاً سليباً بالهُدى يَتَوَقَّدُ

بالزَّيتِ والمشكاةِ أيُّ مَنَارةٍ سَتَرُدُّ طهراً قد سَبَاهُ الغَرْقَدُ

غَصْباً ونَهْباً والحقيقةُ أنَّنا لسنا دعاةً للسَّلامِ يُعَمَّدُ

كلاَّ ولسنا للحُثالَةِ مَسْرَحاً لا لا وكلاَّ للحُقُوقِ تُقَيَّدُ

شُمُّ الأُنُوفِ وجُوهُنا وقُلوبُنَا سَتَظلُّ تعزفُ للخُلودِ وتُنشِدُ

وتخطُّ للأقصى بِسِفْرِ بُطُولَةٍ مَجْداً وعِزَّاً، بِالإِباءِ يُغـرِّدُ

هي ذي الكرامةُ والفِداءُ تعانقا والحقُّ يُذكي والجهادُ يُـؤيِّدُ

زَعَمَ المُضَلِّلُ أن سيُخْمِدُ نارَهَا أبْشِرْ ببركانٍ يَثُورُ ويُرعدُ

هذا وربِّي دربُ نصـرٍ قـادمٍ ليعودَ قلـبُ المؤمنينَ يُزغـردُ



*يغوث: من أكبر الأصنام التي كان يعبدها قوم نوح عليه السَّلام

*ثقب الأوزون الذي أدَّى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض وما نعانيه من كوارث وفيضاناتٍ مدمِّرة تجتاحنا في نهاية القرن العشرين

*تشرنوبل: مأساة إنسانية سببها انفجار المفاعل النووي في مدينة تشرنوبل في أوكرانيا بتاريخ 26/4/1986م قبل تفكك الاتحاد السوفييتي أدت إلى كارثة بيئية مدمرة مازال العالم يحصد ثمارها حتى الآن

*القنابل المغلَّفة باليورانيوم التي تؤدي إلى إصابة البشرية بالأورام والأمراض المستعصية والتشوهات المختلفة .

*كُرسِك: الغواصة الروسية النووية الحديثة التي انفجرت في بحر الشَّمال وأودت بحياة مائةٍ وثمانية عشر بحاراً .



د.محمد إياد العكاري

المملكة العربية السعودية

الهفوف31982 ص.ب1964

فاكس