[أبو الوليـد]

بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على الرسول الكريم


وعلى آله وصحبه أجمعين


وعلى من اتبعهم باحسان إلى يوم الدين


(هذا الموضوع فيه تفسير معنى لا إله إلا الله)




معنى التوحيد


التوحيد لغة : مصدر وحد يوحد أي جعل الشيء واحدا


التوحيد اصطلاحا : إفراد الله تعالى بالعبادة وبما يختص به




أنواع التوحيد : -


1- توحيد الألوهية


2- توحيد الربوبية


3- توحيد الأسماء والصفات


ومن أخل بواحد منها فقد كفر ولو أتى باثنين وعطل واحد




والرسول – صلى الله عليه وسلم- أرسل لقوم مشركين وقد أخلوا بتوحيد الألوهية وأتوا بالربوبية


قال تعالى ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهم العزيز القدير ) وقال ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله )


والآيات في هذا المعنى كثيرة لكن هذا لا ينفعهم حتى يكون معه الإقرار بتوحيد الألوهيهة والأسماء والصفات


والإقرار بالألوهية متضمن الإقرار بالربوبية والعكس


1- فإذا كان الله –تعالى- هو الخالق الرازق المدبر وحده لا شريك له . . . فالواجب أن تكون العباده له وحده لا شريك له وأنه لا إله إلا هو


2- وإذا كان الله – تعالى – لا إله إلا هو والعبادة له وحده . . . فهو الخالق الرازق المدبر




قال الله تعالى ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولن الله فقل أفلا تتقون) . . . { فقل أفلا تتقون } أي : أفلا تتقون الله الخالق الرازق المدبر وهذا الإستفهام للتوبيخ والإلزام أي إذا كنتم تقرون بكل ذلك لزمكم توحيده ونفي الآلهه سواه وعبادته وحده لا شريك له .


والرسول- صلى الله عليه وسلم- قاتل المشركين لأنهم لم يحققوا توحيد الألوهية مع أنهم قد حققوا توحيد الربوبية لكن هذا لا يكفي


فقاتلهم وأسرهم وأخرجهم من مكة


وقبل ذلك دعاهم وأُنزل الله القرآن والآيات عليه ليدعوهم ويذكرهم . . . فلم يستجيبوا لهم


بل آذوا الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم- وعذبوا من عذبوا من المسلمين الذين اتبعوه . . . فقاتلهم بعد أكثر من ثلاث عشرة سنة من الدعوة والصبر وتلقي الأذى



وما فعل الرسول – صلى الله عليه وسلم – كل هذا إلا ليوحدوا توحيد الألوهيه


فيكون الدعاء لله ...


([{ والدعاء ينقسم إلى : -


1- دعاء عباده


2- دعاء طلب مسألة


أما دعاء العبادة فصرفها يكون لله وحده لا شريك له ومن يصرفها لغيره يكون كافر مشرك شركا أكبر ويخرج من الملة قال تعالى { إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخلين }


وأما دعاء الطلب فيكون على أربعة أوجه


1- طلب مسألة لا يقدر عليها إلا الله


2- طلب مسألة يقدر عليها غير الله مثل أنا يقال : فلان أسقني فلا أعطني


أما طلب مسألة لا يقدر عليها إلا الله فصرفها يكون لله وحده لاشريك له ومن يصرفها لغيره يكون كافرا مشركا ويخرج من الملة كأن يقول يا فلان ادخلني الجنة أو يا فلان أعتقني من النار لأنه يعتقد أن لهم تصرفا بالكون


وأما طلب مسألة يقدر عليها غير الله فهي على وجهين


1- طلب المسألة من ميت أو غائب


2- طلب المسألة من حي حاضر


3- طلب المسألة من حي حاضر غير قادر


أما طلب المسألة من ميت أو غائب فهي شرك أكبر لأنه يعتقد أن لهم تصرفا في الكون


أما طلب المسألة من حي حاضر كأن يقول يا فلان اسقني فهي مباحة ولا شيء فيها


أما طلب المسألة من حي حاضر لكنه غير قادر كأن يقول لشخص مصاب بالشلل ادفع عني العدو الصائل فهذا استهزاء به ولا يجوز أو أن يُعتقد به قوة خفية بالكون ينقذ بها من الشدة }])


ويكون الذبح لله ...


([{ والذبح هو { إزهاق الروح بإراقة دم على وجه مخصوص } وهو على أنواع


1- ذبح للعبادة


2- ذبح لإكرام الضيف أو وليمة لعرس ونحوه


3- ذبح للأكل والغذاء


أما ذبح العباده فهو لله وحده لا شريك له على الوجه الذي شرعه ومن يصرفه لغيره فهو كافر مشرك شركا أكبر لأن المقصود بالذبح عبادة المذبوح له بالتذلل والتقرب فلا يكون إلا لله قال الله تعالى { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين }


وأما الذبح لإكرام الضيف أو وليمة لعرس ونحوه فهذا مأمور به إما وجوبا أو استحبابا لقوله – صلى الله عليه وسلم- {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه } أخرجه البخاري وقوله لعبدالرحمن بن عوف – رضي الله عنه – حين تزوج { أولم ولو بشاة }


وأما الذبح للأكل ونحوه فهذا جائز ولا شيء فيه }])


ويكون النذر كله لله والإستغاثة لله ...


([{ والإستغاثة أحكامها مشابهه لأحكام الدعاء }])


وجميع أنواع العبادات تكون لله لا شريك له وأن إقرارهم بالربوبية فقط لا يكفي ولا ينفعهم وأن عبادتهم للملائكة والأنبياء والأولياء والصالحين والأصنام ونحوه لتقربهم إلى الله زلفى كما قال تعالى { والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } أحلت دماءهم وأُرسل الرسول –صلى الله عليه وسلم- ليدعوهم لتوحيد الألوهيه


وهذا سيفسر معنى { لا إله إلا الله} بأنه إفراد الله بالتعلق به والكفر بما يعبد من دونه والبراءة من ذلك


أي { لا معبود بحق إلا الله } ليس كما يقول الجهال بأن معناها لا خالق ولا رازق ولا مدبر إلا الله فالمشركين موقنين بأنه لا خالق ولا رازق ولا مدبر إلا الله كما ذكرت بالآيات السابقة


والرسل – عليهم السلام – أرسلوا لتوحيد الألوهيه ولما قالوا للمشركين قولوا ( لا إله إلا الله ) { أجعل الآلهة إله واحدا إن هذا لشيء عجاب }


ولا خير برجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى ( لا إله إلا الله )





ملاحظة :-


هذا الموضوع كتبته بيدي وكان مرجعي كتاب كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله- وشرحه للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-


وصلى الله وسلم على نبينا محمد

[الـصـمـصـام]

...


أسأل الله أن ينفع بك أخي المبارك ، و لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد ، و أصلٌ من أصول الإيمان .
جاء في مستدرك الحاكم و غيره : عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
( قال موسى عليه السلام: يا رب علمني شيئا اذكرك به وأدعوك به قال: يا موسى قل لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك يقول هذا. قال: قل لا إله إلا الله قال لا إله إلا أنت يا رب إنما أريد شيئا تخصني به. قال: يا موسى لو كان السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله) قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

[حبر الألم]

أخي في الله :

أتمنى التدقيق في الإملاء وخاصة ً كلام الله - عز وجل -

اقتباس قال تعالى ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهم العزيز القدير )

والصحيح ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ )

اقتباس قال الله تعالى ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولن الله فقل أفلا تتقون)

والصحيح قال تعالى: ﴿قل من يرزقكم من السماء والأرض أمّن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون﴾

مشكور أخوي على هذا الموضوع الثمين


وحقيقة لا إلا إلا الله يجب على كل مسلم معرفتها ومعرفة أصولها وقواعدها