[*دلـ(ماما)ـوعة*]

قـــــ نجاح ــصة ...


إرتمت لنا في أحضان سريرها القاسي...الذي طالما شَهِد أمطار دموعها وأنبت الحزن الدفين بين طياته, أخذت تفكر في مصيرها المجهول.. ففتاة صغيرة لم تبلغ ال16 بعد تواجهها صدمات عنيفة ..بكت بشدة أبدلت دموعها بدماء لوعتها وحرقتها...كانت لاتستطيع أن تنساهم ... تذكرت نظرات أمها الحانية .. وكفها الذي يمر على جبينها فيزيح آلام دنياها الصغيرة , تذكرت أباها الرحيم ..ذلك الأب الذي لم يتوانَ يوما عن إرشادها ونصحها كان ملجأها إذا عصفت بها نزاعات الطفولة البريئة .. تذكرت أخاها فارس وكيف أنه لا يسمح لأي طفل بالحي مهما كان بإيذائها ولو بكلمة رغم أنه يصغرها بـ5 سنوات ..تذكرت ذلك البيت الدافئ الذي ينبض بالألفة و المحبة , لم تتوقع يوما أنها ستمر على موقف كهذا , لم تكن تدرك ظلم الناس اعتقدت أن كل مخلوقات الله تحمل قلباً طيبا كقلبها الصغير .. صغيرة هي لم تعرف معادنهم ..لم تعرف أن من الناس ألماسا ومنهم نحاسا ..لم تعرف معنى للحقد والحسد .. وتذكرت تلك الحادثة التي أفسدت عليها ذكرياتها الحالمة السعيدة ...
تذكرت ذلك اليوم الكئيب ..نعم كان يوم الثلاثاء .. لم ولن تنساه أبداً ..كانت العائلة الصغيرة سعيدة .. الأم تعد حقائب السفر وبدأت بعمل القهوة ريثما ينتهي الأب من كشفة على سيارته ..لنا وفارس يخططان لنزهه ليس لها مثيل .. دخل الأب . فتطاير الأبناء فرحا وبسرعة البرق إذ بهم جلوس في مقاعد السيارة الخلفية ..تجهزت العائلة ...الكل كانوا سعداء وحدد الأب أي فندق سيقيمون به .. كان الطريق هادئا والسيارة كذلك ..لكن فجأة .. لم تعرف ماحدث إذ بالسيارة تنحرف إلى الجانب الأيسر .. كان حادثا مروعا ...حينها فقدت لنا الوعي ...
تذكرت يوم إفاقتها من الغيبوبة .. كانت تسأل بشغف : أين والداي ؟ أين فارس؟ كانت وقتها على مشارف الـ13 سنه ..لم يجبها أحد .. أبتلعت سؤالها .. الذي وجدت إجابته في عيون أقاربها وحكت الأعين عما خبأت ألسنهم ....
تذكرت كيف كانت عبئا على العائلة المتفككة ... انتقلت من المستشفى إلى بيت عمها ..وأقامت بضعة أشهر ولقيت أسوأ معاملة من زوجة عمها القاسية .. أراد عمها الحقير أن يتخلص منها لكي لاتزداد الأمور سوءا ..فهو بزعمه يريد الحفاظ على أسرته هادئة بلا مشاكل تجلبها تلك الــ ( دخيلة ) .. التي هي أنا!! انتقلت إلى قصر خالها العامر كان غاية في الجمال والروعه ..وكم كانت تحب مريم زوجة خالها .. وتعدها كأمها ...لكن مالذي حدث لقد تغيرت معاملتها بشكل ملحوظ كانت تعاملني برقة متناهية بوجود والداي – رحمهما الله - ..لقد أصبحت شرسة جافة ..في الحقيقة .. توقعت أن خالي سيأذن لي بإختيار الغرفة التي سأقيم بها ..كان لطيفا في بداية إقامتي ..لكن بعد أسابيع قليلة تغير ... بعد أن علم أن عمي لن يعطيه إرثي بحجة أنه يريد إنماءها والحفاظ عليها .. غضب خالي لكن سرعان ما نسي الأمر .. بعدها وضعني في ملحق خارج القصر كالسائق تماما .. كانت زوجة خالي تزدريني وتستهزيء بحالي .. لم أكن كالفتيات .. امتلأ قلبي كمدا .. تركت الدراسة .. فأنا لا فائدة مني كما تقول زوجة خالي مريم ..الكل يحتقرني .. تمنيت لو أنني رحلت عن هذا الدنيا الحقيرة مع من أحب.....
تذكرت زوجة خالي عندما أتت إلي وصراخها يعلو .. كانت تطرق الباب بشدة وتصرخ : لما يالنا ؟ ألم أنهك عن قفل بابك المهترئ .. متى ستكفين عن عنادك أيتها الـ.... , أدرت المفتاح و فتحت الباب وأستقبلت قائمة لابأس بها من الشتم والسب ..وقالت لي : لا تخرجي من غرفتك اليوم .. ستأتي صديقاتي ولا أريد أن يروك ! أفهمتي ؟
كانت تكلمني وأنا مطرقة رأسي .. أجبتها: نعم ياخالة ..نعم, كنت أعرف تماما لما لا تريد مني الخروج ..لكي ,لا أحرجها .. سامحك الله .. أذكر أنني بكيت كثيرا وتمتمت أنا بلا ملاذ أنا بلا مأوى ...
رباه .. تذكرت ملاذي ومأواي ..أدرت بصري إلى زاوية الغرفة حيث تقبع تلك السجاده الطاهرة ..أخذت شرشف الصلاة .. صليت وبدأت أناجي إلهي ..ربي من لي سواك .. أنت الحكم فأحكم في أمري ...
وقرأت بعض صفحات في كتاب الله .. واستعينوا بالصبر والصلاة .. آه الصبر اللهم ارزقني الصبر على هذا البلاء ..
لم أعد تحمل مايجري لي .. فكرت و أدركت أن الحزن لايجدي .. أهلي رحلوا لكني أنا لم أرحل لم لا أكافح .. أخذت أفكر بالحياة من وجه أخر غير الذي كنت أراه ...
قررت أن أسيطر على تدهوري النفسي ..طلبت من خالي أن أعود إلى الدراسة وبعد كلمات الإستهزاء المعتادة وافق ذالك الخال ..لم أكن لأشتري أقلاما فاخرة وكراس راقيا كبنات خالي بل كنت أختار أرخص الأنواع لكي لاأزعج خالي ..
إجتهدت لنا بدراستها وأكملت المرحلة الثانوية وتعرفت على وفاء .. تلك الصديقة التي كانت مثالا للصديقة المخلصة الوفية ..سارت في مشوارها التعليمي في وسط لايعيرها أي إهتمام ..
تخصصت في علم النفس أكملت دراستها الجامعيه بكل جد ومثابرة , لم تصدق عيناها وهي ترى وثيقة تخرجها , بعد أن فقدت الامل يوما وتركت الدراسة .. لم تقف لنا إلى هذا الحد رغم ماتعانيه .. صمدت كالجبال .. تقرأ حياة العلماء تستفيد من عثراتهم وتقوّمها ... تبدأمن حيث انتهوا ..لم تكن تعير أدنى اهتمام لكل كلمة تريد ثنيها عن عزيمتها كالسابق ..
وواصلت لنا دراستها .. حصلت على الماجستير ,, ثم الدكتوراه ..
أجل ... هذه هي الدكتورة : لنا ..

فهي ممن يحب أن يضيء شمعه بدلا من سب الظلام ..
.... فماذا تعلمت أيها القارئ ؟!....
تأليف اختكم ومحبتكم في الله :دلوعة ماما...

جميع الحقوق محفوظة ..

[أنوار المنتدى]

والله إنها آلام لا يشعر بها أحد،،
وتكالب جميع جيوش الحزن في هذه القصة على هذه الفتاة المسكينة أمر عجيب،، فمن أعز الناس يكون البلاء،،
أي قلوب لا تعرف للرحمة سبيلاً،،

ووالله إن تسطيرك لهذه القصة رائع فإن كانت خيالاً فقد جعلتيني أعيشها واقعًا وإن كانت واقعًا فقد جلعتيني أعيشها بلحظاتها كلها ,,فشكرا لكِ

*** ومضة،،
هناك من الناس من هم مفاتيح للخير مغاليق للشر كما ورد في الأثر،،
جعلنا الله وإياك منهم ولا حرمك الأجر،،

بالتوفيــــــــــــــق

[*دلـ(ماما)ـوعة*]

عطرتي موضوعي بمرورك العطر أختي أنواع ..
لاعدمتكـ....

[سرُّ مباح]

بدايه جيده

[*دلـ(ماما)ـوعة*]

شاكرة لك أختي سر مباح ..
دمتي

[سرُّ مباح]

الإقامة: ديـ بريدة ــرة العز..وما أبيع لفحة حرها و ترابها الحاني بجو فرنسا وأهلها ولا بزرع ديار حاكمها شخص اناني. ! !
المشاركات: 138

عبارة شخص أناني ماصلته باللي قبله ؟

[*دلـ(ماما)ـوعة*]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها سرُّ مباح الإقامة: ديـ بريدة ــرة العز..وما أبيع لفحة حرها و ترابها الحاني بجو فرنسا وأهلها ولا بزرع ديار حاكمها شخص اناني. ! ! المشاركات: 138 عبارة شخص أناني ماصلته باللي قبله ؟

يعني ماأبيع بريده بديار فرنسا اللي حاكمها ساركوزي
الأناني المتحالف مع اليهود..

وش دخل السؤال بالموضوع

[سرُّ مباح]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها *دلـ(ماما)ـوعة* يعني ماأبيع بريده بديار فرنسا اللي حاكمها ساركوزي الأناني المتحالف مع اليهود.. وش دخل السؤال بالموضوع

طبعا ماله دخل ارجوا مااكون ضايقتك
حب فضول وحيره تملكتني لأسأل
مفهوم الان

[*دلـ(ماما)ـوعة*]

ايزي عااااااادي..


للهالدرجة قصتي شينه ياحبي لهم أنوار وسر مباح...


أنتظر الردود

اتقبل النقد البناء...

[.:انــجــريــنــد:.]

القصة روعة




تحياتي

[وحـيــد الـجـزيـرة]

القصة روعة