بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » أدخل واضحك اهواي قصة من الواقع العراقي تظاهرة بنص دجاجة

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 24-07-2007, 06:15 PM   #1
قناص الحقائق
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 10
أدخل واضحك اهواي قصة من الواقع العراقي تظاهرة بنص دجاجة

تظاهرة بنص دجاجة
محيسن فلاَّح من قضاء سوق الشيوخ، لم يكن يعرف مهنة سوى العمل في الأرض، ولكن أموره ساءت عندما جاءت الحكومات المتعاقبة بعد اسقاط النظام البعثي، فلا حاصودة يمكن توفرها بسهولة ولاوقود متاح لتشغيل ماكنة المياه التي تسقي ارضه الجرداء ولابذور ولا أموال، وقد توقف الدعم الذي كانت توفره الحكومة السابقة للفلاحين، وتكلفة الزراعة الآن اكبر من الناتج المتوقع لتوقف الدعم، والأراضي بعد مدة محددة سوف لا تصلح للزراعة إلا بعد اعادة الاستصلاح. جاء محيسن يتمشى متجاوزاً بساتين تابعة لآل شنين في الكرماشية، وهو يحدِّث نفسه: إلى متى نبقى ماكلين تبن، خلصنة من صدام واجانة الف صدام، والنوب الجماعة الموامنة متولِّين فليسات الله وعباده تفرهد، السيد اول ما دخل من الهور كال الخير جاي، وراح تحكمكم جمهورية اسلامية، والسيد الحكيم راح يسوي الهور مرك والزور خواشيك، وتاليهه السادة وجماعة الهور فرهدو مال الله ومال عباده، والسيد ساكن بغصر ابغداد، واحنة ابونة مسموط من الحر لا كهرباء ولامي، مبارك السيد متونس، وجمهورية اسلامية من دبش.
وصل محيسن الى السلف بعد حوالي 45 دقيقة ودخل الى مضيف شيخ عشيرته الذي لم يكن فيه احد سوى ثلاثة من ابناء عمومته، صيَّاح وخلف وشلتاغ، فالقى إليهم السلام وجلس، فأعطاه خلف مروحة يدوية وقال متندراً: اتفضل امحفوظ برِّد روحك شوية. فأجابه محيسن: أبرِّد روحي بشيب ابوك. فانفجروا ضحكاً حيث كانوا يبيِّتون الامر له عندما رأوه مقبلاً وهو يتأفف من الحر، عندها قال شلتاغ بعد ان كفّوا عن الضحك: شكو ماكو وراك ابو عليوي. فقال محيسن: والله اجيتكم ببشارة وغنيمة ﭼبيرة. فأعطوه آذانهم. فاسترسل: اليوم جنت بالولاية ومرّيت على مكتب المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، إي وحك الله، اسلامية كلش، إسلامية من حدر، وهناك التغيت بالسيد مسعول المكتب، وكال اتحضِّر روحك وجماعتك على باجر من غبشة، لأن السيد الله يحفظه ويشافيه عنده كلمة كلش مهمة بالنجف، وبشِّر ربعك كل واحد ايروح ويانة اله عشر تالاف دينار، وغده من هذا التمام وزيارة. فياجماعة الخير مادام احنة عطّالة بطّالة مانخسر شي، وانعل ابو المجلس لابو الخيِّر البيه. هم افلوس وهم غده وهم انزور، ها، اشكلتو؟. ونظراً لكونهم عاطلين عن العمل وراودهم احساس بالإثم لأنهم لم يزورا احد الائمة منذ أمد، لاقت هذه الدعوة استحساناً فأعطوه موافقتهم، ولم يتوسع محيسن بالدعوة على الرغم من ان السيد مسؤول مكتب المجلس وعده ان يعطيه خمسة الآف دينار زيادة على كل رجل يستطيع ان يأتي به معه. ومنذ الصباح الباكر توجَّه محيسن ورفاقه الى سوق الشيوخ ووجدوا حافلات كبيرة لنقل الركاب، ولكن بالكاد امتلأت واحدة منها، فتلثم محيسن ورفاقه كأنهم بعض اللصوص كي لايراهم احد من معارفهم، واسرعوا بخطاهم واندسّوا بين المقاعد، وراح خلف يتأمل الحضور فلم يشاهد أحداً من السلف، فتنفس الصعداء والقى بلثامه، وقال: خوش ولاواحد ايعرفنه. فقال صيَّاح: شلون ولك مو هذا المُلاَّ. فصوبوا نظرهم ناحية السائق حيث اشار صيَّاح فرأوا الملا قد انتهى من الصعود. فتنحنح الملا فقال متصنعاً السكينة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوتي المجاهدين. فأجابه الحضور ببرود. فقال محيسن هامساً لرفاقه: انهجم بيتك وبيت ابوك، يامجاهدين هذوله، مؤمن صاير ابن الكلاش، شوفوا علباته معتورة من الدجاج مال السحر اللي يسويه للنسوان. ولكن الملا الذي لم يسمع التعليق الساخن تناول مكبرة صوت يدوية منتظراً ان تتحرك الحافلة، وما ان بدأت بالسير حتى علا صوته: طيبوا افواهكم بالصلاة على محمد وآل محمد. فعلت الاصوات بهمّة مجيبة له بالصلاة على النبي وآله. وبدأ الملا يلقي عليهم محاضرة بتكليف من السيد المسؤول مقابل خمسين الف دينار، وقبل ان يشرع رفع خلف صوته: ملا بروح ابوك السيد وين شو ما اجه ويانه. فقال الملا بنفاذ صبر: السيد المجاهد راح ليجدام، ونلتغي وياه بالنجف. فعلَّق شلتاغ: راح بسيارات الحكومة مو مُلاَّ؟. فنظر اليه الملا بحِّدة ولم يعلِّق شيئاً. فهمس محيسن لخلف الذي كان جالساً بقربه: طبعاً ايروح بالسيارات الجديدة، تبريد وحماية وبالك عني، الله يرحم ايام الزورة. فقال خلف: جا اتريده يجي ويانه؟، عمي هذا حاسبنه من المطاية ماتسكت ابو عليوي. وعلا صوت الملا عبر مكبرة الصوت: اخواني الغضية الاسلامية تحتاج من عدنه مجهود ﭼبير. فهمس محيسن: غضية الدجاج تحتاج مجهود ﭼبير. فكان رفاقه يغالبون ضحكهم، فواحد اخفض رأسه قرب ركبتيه، والآخر أعاد لثامه الى فمه، والثالث ادار رأسه ناحية زجاج النافذة كي لايلتفت اليهم احد. وكان الملا لايزال مسترسلاً: وتعرفون السيد الحكيم شوية بعافية. فهمس محيسن: أي شوية، كلش شوية. فاشتد الضحك على الآخرين. اكمل الملا: والمطلوب من عدنه انكمل المسيرة الجهادية. فعاد محيسن الى تعليقته الساخرة: أي بعد عمك احنة انكمل المسيرة بالحر والجوع، والسيد ايكمل المسيرة بغصر طارق عزيز، والله انعل ابوك لابو هالمسيرة الجايفة.
: والجهاد يحتاج تضحية بالمال والنفس والاهل مثل ماتعرفون. فقال خلف: احنة انضحي بالكصب والشرجية، والسيد يضرب غوزي ولحم مشوي، والتبريد يكفخ عليه ليل انهار، خوش تضحية.
: فاليوم احنة متوجهين للنجف حته انبايع السيد ونسمع توجيهات سماحته. فقال شلتاغ: سمعت ابو عليوي راح نشبع توجيهات، ومن نرجع راح انجيب للفروخ علاّكة مال توجيهات.
فقال محيسن: أي وحيات ابوك توجيهات، مايفضهه هذا الملا ابن الحولي خلِّ انام شوية، ورانة طريق راح نتفركس منا لمن نوصل. واستمر الملا بمحاضرته الاسلامية كما كان يحب ان يسمي اللغو الذي يزعج به ابناء السلف بمناسبة ومن دونها. ولكن محيسن بدأ يغفو وكذلك كل من في الحافلة، فانتبه الملا الى الوضع ووجد نفسه يتكلم ولا احد يستمع له، فهز رأسه وقال محدِّثاً نفسه: والله لأنعل ابوكم لابو المجلس الاعلى وياكم، ولو منين ايجيب المجلس وادم؟، هالزيج على هالركَعة. وراحت الحافلة تشق الطريق وبعد حوالي اربع ساعات وصلت الى النجف الاشرف، فترجلوا منها في الساحة التي جمعت القادمين من كل انحاء المحافظات، فالتفت محيسن الى ابناء عمومته: اتفضلوا اغاتي، هذولة اخوانه الجوعوية التموا وراح نشبع اتمضرط منا الباجر. فوجَّه المسؤولون عن تنظيم الوضع كافة القادمين الى حيث يبيتون، وكيفية تجمعهم يوم غد لاستقبال عبد العزيز الحكيم وولده عمار، والشعارات التي عليهم ان يرددوها قبل واثناء الكلمة. وفي الفندق الذي كان من نصيب محيسن ورفقته ان يبيتوا فيه وجدوا انفسهم محشورين في غرفة مستطيلة، والاسرِّة قد حُشرت الواحد جنب الآخر بحيث جعلوها تستوعب عشرة انفار بينما كانت مخصصة لخمسة. فقال محيسن لهم: خلي نروح نزور ونشوف الولاية، ترة وراكم ليله كشرة، ماراح تنامون من شخير هذولة الجوعية ومن ريحة ال...، فوافقوه واضطروا الى قطع مسافة ليست بالقصيرة حتى وصلوا الى المدينة القديمة، لأنهم لم يكونوا يمتلكون شروى نقير، يمنون انفسهم (بالورقة ام الشايب) يوم غد بعد انتهاء مراسيم استقبال عبد العزيز، وقريباً من الصحن الشريف التفتوا الى بناية مسيَّجة تقف شامخة وسط خلاء من الدور او المحال التجارية، فوقفوا يتأملونها، ثم تقدموا وسألوا احد الحراس عنها، فأجابهم الشاب بكل تهذيب: هذا براني السيد الشهيد محمد الصدر. فنظر احدهم الى وجه الآخر وعادت بهم الذاكرة الى ايام كان السيد مسؤول مكتب المجلس لايزال حافياً في اهوار جريشة شرقي قضاء سوق الشيوخ، حينما كان يوصل عن طريق احد ابناء عمومتهم من المقاتلين في الاهوار، الكثير من المعلومات عن عمالة السيد الصدر لنظام صدام، وكيف انهم تسلَّموا منه يوماً منشوراً بإسم ابناء الداخل يؤكد على ان السيد الصدر ليس افضل حالاً من صدام بل هو اخطر على الاسلام من صدام ونظامه. وتفاجأوا بعد استشهاد السيد الصدر ان المجاهدين تغيرت لهجتهم وتحول الصدر العميل بين ليلة وضحاها الى الصدر الشهيد. فوقفوا يقرأون الفاتحة على روحه. من مكان ليس بالبعيد كانت عيون الملا تراقب محيسن ورفقته، وهز الملا رأسه كمن كشف خيانة عظمى، واضمر في نفسه العفنة أمراً سيتضح يوم غد. توجهوا بعد ذلك الى الحرم الشريف وبعد ان امتلئوا من الزيارة رجعوا سيراً على الاقدام كما جاءوا، وفي طريقهم مروا بسوق النجف الكبير المسقَّف وراحوا يتأملون المحال التجارية، وسال لعابهم لمنظر الحلوى المنمقة واللذيذة، وتوقفوا قليلاً امام (دهين ابو علي) وتوعدوا ان يفرحوا اطفالهم غداً بهذه الحلوى النجفية الشهيرة، وهكذا قضوا بقية النهار. وعند وصولهم الى غرفتهم البائسة في الفندق تأملوا منظر الجثث الملقاة على الاسرِّة بشكل عشوائي ولكن رائحة نسيم التبريد ازاحت المنظر البائس، وما ان تمددوا واخذ النوم منهم مأخذه بعد يوم مجهد طويل، إنقطعت الكهرباء ولم يشعروا بالحر بادئ الامر، ولكن بعد مرور نصف ساعة بدأوا يستيقظون والرائحة تخنق الغرفة بمزيج مقرف من العرق والانفاس وبقايا اعقاب السكائر، فكان صيَّاح اول من تكلم وسط هذا الصمت: يابوية، وين احنة، ولكم هذا محجر، الله ينتقم منك محيسن على هالطرشة. وتلاه خلف: اشكرك محيسن واشكر الخلّفوك، جبتلكم غنيمة، هيه هاي غنيمتك. واردف شلتاغ: انعل ابو هالغنيمة لابو المظاهرة لابو الساعة السودة. ولم يكن محيسن بمزاج ليستمع المزيد من التعليقات، فحمل المخدة والبطانية الوسخة التي كانت تحته وخرج من الغرفة، فنادوه: وين مولِّي. فأشار الى السطح وتابعه بقية رفاقه وقضوا ليلتهم هناك، ولم يستيقظوا الا بعد ان أحرقتهم حرارة الشمس اللاهبة، فانتبه محيسن فزعاً حينما رأى الشمس في كبد السماء، وان موعد التجمع قد مضت عليه مدَّة، واذا لم يدركوا التجمع ويهتفوا بحرارة للسيد فالويل لهم وستذهب العشرة آلآف دينار الموعودة، فأسرعوا خارجين فلم يجدوا احداً في الفندق ولاخارجه، فتراكضوا الى جهة التجمع وادركوا كلمة عمار الحكيم، وحملوا كوفياتهم بايديهم ودخلوا ضمن مجموعة كانت تهوس بحرارة (هيهات منا الذلة)، فمد خلف يده الى جنب محيسن فقرصه بخفة وهو يلعب بعقاله باليد الاخرى وهو يهوس (اوهاي احسن ذلة، هيهات منا الذلة)، فاجابه محيسن (وشلون تصير الذلة، هيهات منا الذلة)، فشاركهم شلتاغ على نفس الوزن والقافية (لنعل ابو هالذلة، هيهات منا الذلة)، واستمرت المهزلة حتى انتهى عمار من حديثه النسائي المتميع، وطبعاً الاجر على قدر المشقة، وكان هناك من يراقب الحشود كل واحد على مجموعته مقسَّمين على المحافظات ليرفعوا الموقف، فكان الفرد من المتظاهرين كلما بذل جهداً اكبر بالصعود والنزول وعلا صوته كلما زادت (الاكرامية)، لذلك سعى محيسن ورفاقه على ان تكون حركاتهم واصواتهم اعلى من الآخرين ضمن من حضر من محافظة ذي قار. وبعد ساعتين انتهت المهزلة وكان اصحابنا يلهثون من التعب ولكن تخيل زيادة الاكرامية كان ينسيهم متاعب اليوم، فالتفت خلف الى محيسن: عاد كون الاكرامية تسوة التعب يبو عليوي. فاجابه محيسن: والله شكلك، شيجي منهم شعرة من جلد خنزير، والله كريم. اتجهت الجموع الى حيث تم توزيع الغداء الموعود فكان نصيب الفرد نصف دجاجة مع رغيفين من الخبز، ونادى احد الذين يشرفون على توزيع الدجاج: اخوان هذا الدجاج حلال مذبوح على الطريقة الاسلامية. فابتسم بخبث احد الواقفين بقربه وهمس لصاحبه: مذبوح على الطريقة البرازيلية. فقال الآخر: يابة ياكلون اطحيل، هذولة المعدان ايعرفون البرازيلي من الهندي. فأخذ محيسن حصته وانضم الى صحبته، وجلسوا على الارض يأكلون بنهم، ولكن مع كل الجوع الذي لاقوه فان تهكمات خلف لازالت تجد لها مكاناً : شني هاي دجاجة لو زرزور؟. فأضاف محيسن: يابة يالله، شوف الوادم مثل الكلاب طايحة على فطيسة، اكلو بثواب المرحوم. فتسائل شلتاغ: يامرحوم من عدهم؟. قال محيسن: يامرحوم بالله؟، غير السيد بيه سرطان وبعد سبة وكت يلحك ربعه. وانهمك القوم في تناول ماتبقى من الدجاج، وبعد ان انتهوا نادى المنادي: اخوان كل واحد يتوجه الى مسؤول حملته ليستلم هدية السيد. فالتفت خلف: شنهي الغضية ماكو ﭼاي، يالله ورة مانغبض نشبع من شربت الزبيب ودهين ابو علي، فوقفوا في الصف قرب حافلتهم حيث كان الملا واقفاً قرب موزع المبالغ، ولما وصل محيسن همس الملا بشيئ في اذن الرجل وتنحى عنهم، فمد محيسن يده فوجد الرجل ينظر اليه نظرة قاسية، فسأله: انت محيسن من اهالي ام نخلة؟. : نعم استاد. : وين رحت وية جماعتك امس الظهر؟. : والله رحنة انزور ونفتر شوية بالسوك. : وبعد وين رحتو؟. : رجعنه للفندغ ونمنه. : بس عندي معلومات انهو عدكم نشاط آخر، فأحسن ألك تحجي وين رحتو بعد. فالتفت محيسن الى رفاقه وقال: والله استاد لانشاط ولاغيره، هي الزيارة والسوك، ولو ندري وراهه حساب وكتاب مارحنه. : المهم، انتو جايين بغير نية لذلك ماراح تحصلون الاكرامية. قال هذه الكلمات وانصرف، وبقي محيسن متحيراً، وسأل اولاد عمومته : شكو، يمعودين اخاف واحد منكم سواله مكسورة؟، فقال خلف: ابو عليوي، هو احنه غير وياك رجل على رجل، بس ابو عليوي آني شفت الملا شاور هذا الزلمة كبل مايوصلك السرة، وانكلبت خلقته عليك وراهه. أطرق محيسن يتفكر ويحاول ان يسترجع احداث اليوم الماضي منذ الانطلاق من سوق الشيوخ حتى وصولهم للنجف فلم يجد أي امر غريب، وشعر بالخجل من ابناء عمومته لأنه ورطهم بهذا الامر منذ البداية. رجعوا الى الفندق واستلقوا وحدهم هناك، فسأل صياح: بالله هذا الملا منعول الوالدين شكال الهم؟. فأجابه خلف: انت ماتعرف الملا شمشوم من زمن صدام، والبعثيين رايحين جايين عليه. لم يكن امام محيسن سوى طريقة واحدة ليعرف ماجرى. راح يبحث عن مقر المجلس الاعلى في المحافظة، ولم يكن من الصعب العثور عليه فتوجه الى هناك وسأل الحرس الواقف هناك عن السيد مسؤول المكتب في قضاء سوق الشيوخ، فأوقفه قليلا وتكلم عبر جهازه، وبعد عشر دقائق جاء السيد : ها ابو عليوي خير؟. : والله سيدنا ما أدري. واخبره محيسن بما جرى، فتأمله السيد ثم اشار اليه بالدخول الى الحديقة الواسعة وهناك قال له : والله ابو عليوي ما اضم عليك جماعة شايفينك انت وجماعتك يم براني الصدر، فرفعوا عليكم تقرير، وانت تعرف هذا خط احمر. : سيدنه الله وكيلك بس غرينه الفاتحة وها هيه، لانشاط ولاهم يحزنون، وانت تعرفني مالي علاقة لابهذا ولابذاك. : ميخالف محيسن راح اعتبر هاي اول وآخر مرة بس ماتتكرر خوش. : الله كريم سيدنه، بعد ماتتكرر وجدك محمد. فأخرج السيد مبلغاً من المال، : اتفضل هاي اكراميتك واولاد عمك. : مشكور سيدنه الله يطول عمرك. فقل محيسن راجعاً ووقف عند البوابة والتفت ناحية البناية وقال : لانعل ابوكم لابو اليرجع الكم.
اخبر محيسن رفاقه بما جرى فقال خلف : شلون حلفت ماترجع تزور السيد الصدر؟، : ماكلت هيج، حلفت ماتتكرر جيتي وياهم ذوله مناعيل الوالدين.
عندما وصلوا الى كرمة بني سعيد توجه ابناء العمومة الى السلف حاملين معهم الحلوى التي سيفرح بها الاطفال، وعندما ارادوا ان يتفرقوا التفت محيسن اليهم : خوتي نحفظ كرامتنه منا وغاد احسن من هالذلة، ونشوف النه شغيلة ونخلي وجوهنه بوجه الله، ولامِنِّيَّة شعيط ومعيط. أومأوا برؤوسهم موافقين وانحدروا تجاه أكواخهم متلثمين من حرارة الشمس التي كانت تلهب في تلك الانحاء، وافترق محيسن عنهم لانعزال كوخه عن السلف، وعندما إقترب من الكوخ فتح لثامه ليستنشق رائحة ارضه وملئ انفه منها، ورفع رأسه واضع يده فوق عينيه ليحجبهما عن الشمس، وتأمل اقصى الارض وحدودها المتكون من بردي وقصب الهور، وابتسم بسخط رافعاً الهدايا الرخيصة التي سيفرح بها عياله وهمس لنفسه: اموت بكاع ابوي ولاأذل نفسي.


عبد الحميد الناصري / ذي قار
الاحد 8 / 7 / 2007
قناص الحقائق غير متصل  


قديم(ـة) 26-07-2007, 10:27 PM   #2
القديس الأخير
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 3
ههههههههههههههههههههههههه صدك هذولة ميستحون وجمالة عندنا بمنطقتنا كالو للناس الي يجي للزيارة ننطيه 10000 صدك بعدين يضربون الناس قازوق وينطون كل واحد 6000 دينار نص دجاجة ههههههههههههههههههههههههههه ويحوسمون من العالم 4000 بالا مو عيب عليهم
لاتكطع علينة مشاركاتك اخوي العزيز رحم الله والديك انت عندك ذوق وحس فني وقصصي رائع
الله ينصرك ويحفظك
القديس الأخير غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:27 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)